البارت الثالث عشر _ نهاية الحب _

37 15 20
                                    

أستيقظت ببعض النشاط  تمنيت أن تستمر تلك اللحظة الدافئة أكثر ، رتبتُ أغراضي بداخل الحقيبة و وضعتُ بداخلها الحلوى المفضلة لدىَّ ؛ فإن لها تأثير رائع على مزاجى العام ، أرتديتُ قميصي القطني المفضل وحذائي المفضل ، حاولت بكل الطرق أن أتغاضي عن أى شيء يزعجنى وأن أركز على مستقبلي ، وإعطائه كل طاقتى .
خرجت من الغرفة ، لا اعرف لماذا قررت هذا ولكن أردت تناول الفطور معهم بالمنزل ، دخلت المطبخ ، وجدت أمي تحضر الفطور لأبي .

_ صباح الخير يا أمي .

_ صباح الخير يا عزيزى ، أنتظر لقد أعددت لك بعض الأشياء لتأخذها معك .

_ لا يا أمي سأفطر معكِ هنا اليوم .

_ سبحان الله .

للتحسس جبهتى بيدها وتتأكد من أن حرارتى طبيعية .
_ هل أنت بخير يا ادهم ؟ هل حدث اى شيء لك ؟ هل أنت خائف من الأمتحانات ؟ لا تقلق فأنا ادعو لك بدون أن تفعل أى شيء .

أبتسمت ، حتى أنا لا أعرف ماذا يحدث ولكن أشعر أننى بخير بطريقة كبيرة ، أشعر أننى أمتلك كل هذه الدنيا .

_ أنا بخير حقًا يا أمي ، أ لا يحق لى أن أفطر معكِ ؟

_ بلا يحق لك كل شيء يا صغيري ، أنتظر هنا وسأعد لكَ كل ما تحب .

_ لا تتعبى نفسك يا أمى سأساعدك .

_بارك الله فيك يا حبيبي .

كانت لحظة دافئة لم أعيشها منذ فترة ، لحظة قد كنت على وشك نسيان مذاقها ، و لكن حلاوة هذه اللحظه كانت قادرة على تغطية أى مرارة .

أخذت حقيبتى و أتجهت لجامعتي ، كنت سعيدًا وبداخلى أشعر اننى سأقوم بأفضل ما لدى اليوم .

كان الأمتحان لطيفًا وسهلاً إلى حد ما ، كان يومى من أوله لأخره لطيف وكان يمر مرور الكرام ، ولكن بداخل عقلي الباطن هناك شيء يخبرنى أن هذا اللطف سيأتى بعده مأساة ، حاولت تناسي هذا ، ولكن لمدة أسبوع حتى الامتحان الثالث .

أستيقظت فزعًا لأرى كم الساعه لأجدها  التاسعة والربع ، يا إلهي ، لقد بدأ الامتحان من ربع ساعة ، لم أكن أعرف ماذا أفعل ، كل ما كنت أفعله هو الصراخ والإسراع بكل طاقتى حتى ألحق بالأمتحان قبل مرور نصف ساعة من الوقت ، أخذت أغراضي وهرعت للخارج ، لأجد أخي يجري ورائي .

_ أنتظر سؤصلك بسيارتي .

كنت متخبطًا لا أعرف ماذا أفعل أقبل أم أرفض ؟ ، تساؤلات عديدة تجول بداخلي ، لم أشعر بنفسي إلا وجدته يسحبنى من يدي و يقول .

_ هيا هل ستقف كثيرًا .

لأركب معه السيارة ، و كان على غير عادته ، كان سريعًا ويتخطى كل السيارات ، كانت تلك الدقائق التى تمر بمثابة سنوات على عقلي ، الذي نسج جميع القصص السيئة التى من الممكن أن تحدث وفى أقل من المتوقع وصلنا ، و لكن الساعه كانت التاسعة والنصف وخمس دقائق فرفض المراقب أن أدخل ، وبعد أن جربت معه كل الطرق هددني بالأمن ، حينها شعرت أن كل شيء قد تدمر وقفت فى وسط اللجان لا أتحرك ، رأيت أحلامى تنهار أمام أعيني ، رأيت أبي ينظر لي بإزدراء ، سيتدمر كل ما حلمت به فقط لتأخر خمس دقائق .

ولكن حدث ما لم أكن أتوقعه ، تلك الفتاه أتذكرها أنها أبنة الدكتور الذي يدرس مادة إدارة الأعمال ، دائمًا ما تحصل على الكثير بدون أى مجهود ، هى أيضًا متأخرة ، يبدوا الوضع غريب ، ولكن كل ما كان يشغل عقلي هو طريقة لدخول الأمتحان بأى شكل ، لأجدها تدخل وتنظر لى لأدخل معها ، دخلت معها فى صمت ، وصببت كل إنتباهى على الأمتحان مستغلاً كل الوقت المتاح لى ، برغم من أن المسألة الأخيرة لم أتمكن من حلها ، إلا أننى كنت فرحًا وراضيًا بما حققت ، فعلى الأقل متأكد من أن كل ما قمت بحله صحيح .

بعد خروجى من الأمتحان شعرت أنه يجب أن أشكرها ، لا أعرف لماذا ولكن أردت أن أشكرها ، فبأى حال لها الفضل فى دخولى ، ذهبت لعندها بتوتر فهذه أول مرة أتحدث لفتاة فى الجامعة ، لقد مر وقت طويل ولكن قررت أن أذهب و أخبرها بإحترام .

_ شكرًا لكِ ، فلقد ساعدتنى على دخول الأمتحان .

_ يا إلهي ، لقد إنتظرتك طويلًا ولكن لا مشكلة .

لم أفهم قصدها بإنتظاري .

_فقط أردت أن أقول شكرًا .

أبتسمت وأمأت برأسها .

عدت لمنزلي وسألت أمى على أخى ، فقد أردت أن أشكره .

_أمي أين عمر ؟

_  أنه فى عمله ؟

_ حسناً .

عدت لغرفتي ، وكنت سعيدا بشكل ما ، حمدت الله كثيراً أنني تكمنت من اللحاق بالامتحان ، قررت أن أتصفح أخر الأخبار قبل أن أنام ، وجدت أن أغلب أصدقائى من طب كانوا فى حفلة أو فى مناسبة ما ، ببعض البحث وجدت أنهم كانوا فى حفلة زفاف ولكن حفلة زفاف مَنْ ، وببعض البحث الأخر  كانت هنا صدمتى التى جعلتنى أشعر بتوقف قلبي عن النبض ، و إنحباس أنفاسي ، كانت هي تقف بفستان زفافها الأبيض وذلك الشخص بجواره كان نفسه الذي رأيته معها ذلك اليوم ، لقد تزوجوا .

بدون وعي منى وجدت بعض الدموع تنزل من عينى ، وشعرت بغصة فى حلقي ، حب حياتي ، الفتاة الوحيدة التي أعطيتها مشاعر حقيقية ، شعرت وكأن حياتي قد أصبحت أشد سوداً .

لحظة صمت ، يتبعها لحظة إنكار ، ثم غضب ، ثم لحظة إدراك وسخرية من النفس.

... يتبع.

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن