البارت الثالث والعشرون _ أمل _

30 12 38
                                    

لماذا لا يدوم الفرح ؟
لماذا دائمًا هناك ما يفسد المتعة ؟
لماذا لا تتحقق الأحلام ؟
_____________________

أستيقظت من النوم على صوت رسائل كثيرة ثصدر من هاتفي ، ألتقطه لأرى كم الساعة ، ثم رميته على السرير مجددًا ، ثم أتجهت للحمام وغسلت وجهي وعدت .

نظرت لغرفتى الفوضاوية التى تشبهنى ، قررت أن أنظفها كان بداخلي طاقة حيوية غريبة ، وكل ما كنت أفكر به وأنا أنظف هو  سفرى وأحلامي ،وما أقوم به لنفسي ، فكرت فى أنني أخيرًا سأكون فخورًا بنفسي ، سأحقق حلمي ، سأثبت للجميع أنني كنت على حق وأنني لست مجرد شخص فاشل وأنطوائي .

وقعت عيناى على تلك الكتب المتعلقة بإنفصام الشخصية والأمراض النفسية ،وضعتها جانبًا حتى أنتهى ثم عدت لها ، قرأت المذيد وبتمعن أكثر ، ثم أغلقت الكتب وجلست أفكر هل أنا فعلًا مصاب بهذا ، فكرت كثيرًا فى العديد من الأمور التى تحدث ، عقلي الباطن هو من صنع تلك الشخصيات لمساعدتى ، أو للهروب من أمر آخر ،ربما أنا فقط أتخيلهم لا أكثر ، يجب على التوقف عن تخيل الأشخاص والمواقف ، ولكن عندها ستصبح حياتى يابسة وقاسية ، يجب أن أتحكم فى الأمر يجب أن أكون أكثر شجاعة .

_ ماذا عن زيارة طبيب نفسي .

نظرت أمامي وجدت آسر ، ولكنني لم أكن بمزاج للجدال كنت فقط أحاول الأستمتاع بأكبر قدر ممكن من النشاط الذي يكسوني ، لذا قررت تجاهله ، عندها فقط سيختفي .

_ حتى وإن أختفي الجميع ، وإن صرت أنت ادهم لن أختفي أنا سأظل ألاحقك للأبد .

لا أنكر أن كلماته أخافتني قليلًا ، إن آسر هو أكثرهم قوة وتحكم وجراءة ، لذا فمن الصعب جدًا التغلب عليه ، لأنه الجزء الحقيقي منى ، برغم مساعدته الكبيره لى ولكنه لا زال يمثل عائق لى .

قررت الراحة قليلًا والنوم فقد أنهكت فعليًا فى تنظيف الغرفة .

تذكرت هاتفي الذي يجب أن أرى الرسائل التى به ولكن قررت أن أتركه وأستغل راحة بالى تلك وأنام .

لم أكن أتخيل أنه فى يوم سيأتى وقت ويكون فيه النوم هو أحد طرق الأستمتاع بالوقت ، لانه يصبح غير متاح دائمًا ، لذا أستغل كل الفرص الممكنه فى النوم ، ولكن هناك نوع خاص من النوم الذي لم تذقه عيناى منذ فتره وهو النوم العميق الخالى من الكوابيس والتفكير المفرط فى الماضي وندوبة والمسقبل وخباياه ، وكانت تلك هى المرة التى تذوقت فيها نومٍ عميق .

فى اليوم التالي . . .

مر حوالي أكثر من نصف ساعة منذ أن أستيقظت وأنا هكذا لا أستطيع الحراك كالمكبل ، لا أعرف هل أستيقظت أم ما زلت نائم ! فقط هناك هلاوس تدور بعقلي وأصوات غير مفهومة تتحدث بأذناني ، أحاول التماسك ،أحاول النهوض ، أحاول أن أكون على ما يرام .

و أخيرًا أستطعت النهوض بعد صراع نفسي وعصبي .

كنت أشعر بشيء غريب ، أشعر بأن شيء ما سيغدو سيءً ، كنت أدعوا وأتمنى بداخلى أن تمر كل هذه الأيام ، كنت أصبر نفسي بسفري وبعدي عن هُنا ، كنت أقول بتأكيد عندما أسافر ستتحسن حياتي ، سوف أكون أفضل ، كنت أحفز نفسي حتى لا تفقد الشغف فى الأيام القادمة ، كنت أريد إن أكون فى أفضل حالاتي عندما أسافر ، أريد أحداث نهضة فى حياتي تغيرها .

كنت أتخيل كل تلك الأمور الرائعة عندما أسافر ، كنت أتخيل حياتي بمفردى ، و عندما أعود بعد مدة و يرون أختلافي ، كانت تلك التخيلات تحضر الفراشات إلي عالمي ، كانت تخلق أبتسامة على وجهي .

قاطع تخيلاتي تلك صوت طرق على الباب ، ليأتى الصوت من الجهه الأخرى .

_ ادهم انا عمر ، هل يمكنني الدخول ؟

_ أدخل.

دخل عمر ومعه ظرف فى يدي ، ولكنه انتبه لهاتفي الذي يصدر تلك الاهتزازات معلناً عن وصول الرسائل ، ثم وصلتنى مكالمة ، ولكن لم أستطع أن أتجاهلها لأنها كانت من تلك الشركة التى سأعمل بها ، لذا أخذت الهاتف ، وأشرت لعمر أنه يجب أن أجيب ثم أجبت .

" كنا نود أن نخبرك أن الشركة تم فضها ولم تعد موجودة بسبب الضرائب لذا شكرًا لك . "

كانت تلك الكلمات هل كل ما سمعت ، لا أعرف كيف تماسكت وماذا قلت لأخى ، لكن كل ما فعله هو أن ربت على كتفي وقال لى .

_ لا تقلق ، لعل فى هذا خير فقط ثق فى الله .

_ الحمد لله .

نطقت تلك الكلمتان والشعور بالخيبة يكتسيني ، كنت كمن طار فى عنان السامء ثم فجأة سقط على رقبته ، وفور خروج عمر من الغرفة حتي انهارت كل حصون قوتي .

ولكن كان حزني هذه المرة غريب ، كان حزناً صامتًا ، لم أبكي ،لم أصرخ ، لم أتحدث مع أحد ، فقط جالسًا على أرضية الغرفة أنظر فى الفراغ و يكسو ملامحي الجمود .

أما عن داخلي فكل ما كان يُسمع أو يُحس هو أرتطامات ، لقد كانت تلك الأرتطامات لروحي وذاتي وشغفي وأحلامي وطموحاتي وحياتي السعيدة التى كنت أملها ، أرى أمامي كل شيء ينهار تباعًا ، كل شيء أصبح مُحطم وغير مؤهل لإعادة الأستعمال ، لقد مات داخلي ، وماتت مشاعري  ، لقد أصبحت ميتًا ولكن بجسد حي .

كم تمنيت أن تنقطع أنفاسي ، أن يتوقف نبض قلبي ، أن تفسد أعضائي ، وأنتهي من حياتي .

لماذا دائمًا أفشل فى كل شيء ؟
لماذا لا يوجد نجاح واحد أحتسبه فى حياتي ؟
فاشل عاطفيًا وعائليًا وحتى أحلامي لم أستطع تحقيقها .

كنت على وشك الأنفجار ، كل هذا العبث يحدث بداخلي وأنا لا أملك الطريقة لتفريغه ، أردت الصراخ،  البكاء طوال اليليل ، تكسير أغراضى  ، أردت فعل أى شيء يفرغ غضبي وحزني ، ولكن لم أخذ أى ردة فعل .

ولكن ما أردته فعلًا هو عناق ، عناق يضمض قلبي المكسور ، ويشعرني بالدفء ، أردت أحدهم فى حياتي أخبره أنني لست بخير ، و أنني أريد البكاء ، أردت أحدًا ليكون لي أماناً من قساوة العالم .

ولكن ...
ها أنا ذا وحيدًا فى غرفتي ، فى حربٍ ولكن بدون سلاح ، ليس  هناك كتفٌ أتكأ عليه لذا أرتطمت رأسي بالأرض .

_________________________

متنسوش التصويت والكومنت جميلاتى 💜🫂

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن