البارت الحادى غشر _ العوده لنقطة الصفر _

32 14 20
                                    

أستلقيتُ على السرير ولم أستطع النوم ، صارت تأتيني مخاوف وأفكار سوداء ، عن المستقبل وعما يحدث بحياتى وعن تميم ومنى ، لا أعلم لماذا يحدث هذا ؟ ، ولا أريد لهذه الفترة التى مضت ان تأتي مجددًا ، ألا يجب أن أكون أكثر طمئنينة لقد أكتملت مدينة الحب ؟

تململتُ فى سريري حتى أصبحت الساعه الرابعه صباحًا ، لا أستطيع النوم حاولت مرارًا وتكرارًا بلا جدوى ، قررتُ أن أقرأ كتابًا لكى أنام ، قرأتُ ما يقارب الساعه حتى غفوتُ .

شعرتُ بتخدرًا فى جسدي أظن أننى لم أغفو حتى ما يقارب العشرة دقائق ، صوت صفير مخيف يدوي فى أذناى حتى أكادُ أصم وضعت يدى على أذناى محاولًا السيطرة على هذا الصوت ولكن كان الوضع يذداد سواءًا ، صوتٌ بحيح يهمس فى أذناى" فاشل " ، أريد الصراخ أو البكاء أو التحرك  ولكن لا استطيع .

فجأة رحل هذا الصوت المخيف مرة واحدة ،  لأجد أنفاسي تتثاقل وكأنى أغرق وأحدهم يدفعنى أكثر تحت الماء  ، كانت جفونى تنزل على مقلتي كستار معلنًا نهاية العرض ، شعرتُ فى هذه اللحظه أنها النهايه ، وأن روحي تخرج من جسدي ، ولكن قبل خروجها بجزءٍ من الثانية عادت لجسدي ، فأخذتُ نفسًا عميقًا وأخرجته عدت مراتٍ بشهقاتٍ عالية  .

لأنظر جانبي وأجد أخى عمر يحقن أبرة المهدأ فى هذا  السائل الممتد بأنبوب رفيع لكف يدى ، لأدور بعيناى وأجد أمي وأختي ساره واقفتان فى قلق سألتهم بلسان ثقيل .

_ ما الذي حدث ؟!

ليجيبنى عمر وعيناه مثبتتان على عينى ليتبين رده فعلها للضوء .

_ أعراض ذبحة صدريه .

ثم سألنى .

_ كيف تنفسك ورؤيتك الان ؟

_ أفضل .

_ هل تتعاطى أى مخدرات او سجائر .

لأنفى له مستغراب من سؤاله هذا ، فقال وهو يجمع أشيائه .

-أتمنى هذا وإن كنت تفعل حتى ولو بشكل بسيط فلتعدمهُ .

ثم خرج من الغرفة ومعه أمي وساره .

ذاد ضيقى عندما اتهمنى اخى الأكبر بهذا الشيء السخيف الذى يعرف هو بالذات أنه من الاشياء المستحيلة الحدوث ، وذلك بسبب كرهى لمثل هذه الاشياء ، لطالما كرهتُ غطرسته هذه .

زفرت فى ضيق ، ولكن أهتز  هاتفي معلناً وصول رسالة ، ألتقطه بتكاسل ، كانت مجرد رسالة عادية من الكلية تعلن موعد الإختبارات وأماكنها ، ولكن توالت بعدها العديد والعديد من الرسائل مِن مَن سيكون معي فى نفس اللجنة لم أفتح أيّاً منها بل آثرت النوم .

ولكن لم يزر النوم جفونى ظللت مستيقظًا لفترة طويلة ، فقررت قراءة  الرسائل كانت كلها متشابهة ذات مغزى واحد ، لم أرد على أيّاً منها ، على كلاً هذه أخر مرة سأراهم فيها.

حاولت النوم فكرت كثيرًا فى تميم وكيف سيعتني بنفسهِ ، ولكن أكثر شعور كان مسيطرًا على عقلي وقلبي كان كره كل شيء وكل تفصيلة فى حياتى ، كرهت الإستغلال الدائم لي ، وكرهتُ نظرة عائلتى لي أننى الشخص السيء دائمًا ، كرهتُ أنني لا أقوى حتى على الإعتراف بحبي ، كرهتُ حتى جُبني فى محاولات أنتحارى ، ذادت الأفكار السلبية فى عقلي حتى غفوت أخيرًا ...يتبع

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن