البارت السابع والعشرون

44 13 72
                                    


عدت للمنزل بعدما أرهقتنى ليلى فى البحث عن أساس للمكتب ، لقد أصرت أن نشارى كل شيء حتى أدق التفاصيل ، إنها عملية وماهرة فى كل شيء تقريبًا.

رميت سترتى على السرير بعدما أخرجت منها الورقة التى أعطاني إيَّها الطبيب ، نظرت لها مطولاً ، لا أعرف ماذا يجب أن أكتب أو ما أفعله ، فكرت لوقتٍ هل علاجى هذا و أخفاء ادهم الشيء الصحيح ؟ فكرت فى مئات الأشياء ، ولكن ما فكرت فيه حقًا هى أيامى التى تهاوت من بين يدى وادهم منغمس بخوفه وأحزانه .

أريد أن أعيش حياتى بشكل طبيعي أريد أن أبنى حياة سليمة ، حياة لا أخاف فيها من أحد أو من شيء ، أكون على طبيعتي وأكون مع أشخاص يفهموني ويحبوني بصدق .

عندها تذكرت ليلي ، كانت لطيفة معي اليوم ، فكرت فى كونها صديقة جيدة لى ، وشريكة مثابرة أيضًا .

أمسكت الورقة نظرت لخانة ادهم بعمق ، لا أعرف حقًا ما أكتب ، ثم شعرت به ، شعرت بهالة من الضعف وعدم الراحة تحيطنى ، لذا تركت له المجال ليكتب كل ما بجعبته مع مراعاة وجودى معه حتي لا أعود لنقطة الصفر معه .

               :

ادهم

بينما هو متردد لا يعرف ماذا يكتب عنى ، كنت أنا على دراية واسعة بما أريد أن أكتب ، لذا أخذت نفسًا عميقًا لأكتب .

أولًا ما أهابه ...
أهاب أن أؤذي أحد لذا أقوم بأذية نفسي .
أهاب أن أقع فى الحب أو أن يقع أهم فى حبي ؛ لأنني أعلم مدى خطرى .
أهاب أن أتعرف على أشخاص جديدة .
أهاب أي شيء جديد .

ثانيًا ما أحبه ...
حياتي ليست تلك الرائعة المليئة بالدفء ، فمن الصعب أن أجد ما أحب ، فأنا لا أجد راحتي مع أي أحد أو فى أى شيء ، أحب أن أكون بمفردى مع أحزاني .

نظرت لآسر بعمق فى عينية ثم قلت له .

_ لا تنسي وعدك .

_ لا تقلق لقد وعدك أن تتحسن حياتنا ، سأكرس كل وقتي لنفسي ، سأكون شخصًا يفخر به كلانا .

أومأت له برأسي وأبتسمت له ، فقد بدى واثقًا يعرف ما يريد وماذا يفعل .

من الرائع أن تكون أنت الساند الأكبر لنفسك ، فمن غيرك يعرف كيف جرت الأمور بأدق تفاصيلها ؛ لذا من غيرك سيعرف المكان المناسب لحل العقدة حتى لا ينقطع حبل روحك .

               :

آسر

أرتحت كثيرًا عندما وجدت ادهم يثق في ، فهذا كما قال الطبيب مؤشر جيد فى العلاج ، لذا أردت أن أطمئنه وأخبره ألا يقلق ، فذاد هذا من عزيمتى للتغير للأفضل .

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن