البارت الخامس _الحب الأول _

37 15 20
                                    

إنها هي حبي الأول بنفس كل شيء نفس ملامحها ولكن الأسم مختلف ، ولكن تشبهها بشكل غريب ، حتى فى هذا العام تبدو لطيفة ، تسير بين حارسيها بخفةٍ يخفق لها قلبي بشده ، قلبي أنا ! إنها تشبهها فحسب أ لا يجب أن يكون قلب تميم هو من يخفق وليس أنا ؟! طلبت من تميم أن نعود للشاطئ  ، فواقف وسيرنا بين الحشود ، حتى ناداه أحدهم .

_ أيها الفارس تميم .

_ عمى أمجد كيف حالك ؟ وكيف حال أشبالك الصغار ؟
_ بخير يا بنى ، نريد أن نسمع خبرًا رائعًا عما قريب ألا تريد أن تكون مثل أبيك .

_ إن شاء الله يا عمي .

ودعه تميم وهو على وجهه علامات حزن ، وانا استعجب كيف لم يلحظ هذا الرجل من وجودى بجوار تميم ولم يسأل حتى عنى ، تابعنا السير حتى رجعنا للشاطىء ، جريت نحو الماء نظرت فيه لأجد صورة لتميم منعكسة فى الماء ولا أجد لى خيال حتى .

_ تميم ما معنى هذا ؟ لماذا ليس لى إنعكاس فى الماء ؟

_ لأنك الروح التائهة وأنا الفارس .

_ ولكن كيف لم يلحظ أحد وجودى .

_ لأن لا أحد يعلم وظيفه الفارس سوى الفوارس والملكة ، ولا أحد يري الروح التائهة ، سوى فارسها والملكة ، والذي تكون وظيفته أن  يتم مهمته مع الروح التائه ويذهبان للملكه فتعيد الروح التائهه لعالمها ، ويصبح الفارس صقر وعندها يرتقي لأعلى مكانة ، ولكن هذا صعب فليس كل الفوارس ينجحون ولا تهتدى كل الأرواح ، لذا أنا أحاول أن نتمم مهمتنا ، لأنه إذا فشلت ستمسح ذاكرتى وأعود للمدينة لا أتذكر أى شيء عنك أو عن حياه الفوارس  ، وعندما أنجح وأصبح صقر سأتزوج من أميرة قلبي " ندى " ، منذ أن أصبحت فارس لم أتحدث معها.

_ آه ، ذلك الحب المحير الذي أريدالتحدث عنه وبأستفاضة ، لأنها تشبهى حبيبتى أنا أيضًا .

_ كيف تشبهها هذا شبه مستحيل .

_ أحكِ أولاً أيها العاشق ثم سأشرح لك .

_ إن أبي وزيرًا لدى الملكة ، وفى يوم ذهبنا لحفلة الحصاد ، كنتُ ستة عشر عامًا حينها رأيتُ وجهًا مضيًا يقف وراء الملكة مع الأميرات كانت هى أحد عشر عامًا ، تقف بفستانها الازرق الذي أذاب قلبي ، مع ابتسامتها التى ملئت قلبي بالدفء والأمان ، أثناء الأحتفال ذهبت إليها وتحدثت معها كانت ترد ردود مقصوصة بلباقة أميرة . أحببتها من أعماق قلبي ، وتعددت بيننا اللقائات ، أو بمعنى أصح كنتُ أتحجج لأراها ، أعترفت بحبي أجابت بأبتسامه تدل على إعجابها أيضًا بى ، ولكن لن أستيطع الزواج بها إلا إذا كنتُ أميرًا أو صقرًا ، ولا يمكن أن أكون أمير لذا قررت أن أكون صقر برغم رفض أبي الدائم لأنه يري أنه من التفاهة أن يكون حلمك أن تتزوج بفتاة ما ولكن الحب الذي جمع قلبينا جعل كلًا منا حلمًا  للأخر ،وأنت فرصتي يا ادهم إن لم تنجح مهمتنا لم أستطيع أن أجتمع بحب وحلم حياتي .

_ أنا أتفهم حبك فلى حبيبة ولكن أنا لم أقوى على الاعتراف بعد ، أحبها من ثماني سنوات ولكن عندما أراها من بعد قلبي ينبض بشدة ولا أعلم ماذا أقول .

_ وهذه هى مهمتنا ، مهمتى ان اجعلك تحب نفسك وان تصبح روحك روح ناضجة وتذهب للملكة ، وأصبح أنا صقر .

_ ولكن هذا صعب ، من الصعب جعلى أتقبلنى فقد سئمت مني ، من الصعب جعلى أحب نفسي ثانيًا ، فبعد كل ما حدث فقدت ثقتي .

_ أعلم لهذا تقبل الملكة من زواج الأميرات بالصقور ، لأننا نصبح ذوى عزيمة وصبر وحكمة .

_ كنت أود أن أساعدك حقًا يا تميم ولكن هذا صعب ، هذا فوق مقدرتى ،لقد حاولت الانتحار ولا تزال تراودنى الفكره لقد فقدت شغفى فى كل شيء أنا سأظل روح تائهة للأبد ، أنا أشكك حتى فيما يحدث الآن ، وأعتقد أننى جُننت ، أرجوك لا ترهقني أكثر وحاول أستبدالى بأى أحد .

_ هذا لا ينفع ، أنت مهمتي وسنتمها سويًا .

_ تميم لا مجال للجدال فى هذا ، أنا لا أقدر .

_ بل تقدر ، أنظر ستستيقظ الآن وأرجع لأحلامك القديمه وما هو شغفك ، ضع ما كنت تسهر ليالى لأجله وحبك أمام عينيك ،ثم قرر ، وأعلم أننى لم أفلت يديك فى مرة .
لم أستطع أن أتحدث لأجد نفسي أفيق فى غرفتي وكلامه يتردد فى أذناى ، كانت حوالى الساعه الثامنة صباحًا ،تناولت فطورى ثم عدت لغرفتى مفكرًا فى كلامه ، أشعر بشيء من الإقتناع ولكن أشعر بالحيرة ليخطر لذهني شيئًا ما فأرتدي ملابسي وأذهب مسرعًا لجامعتى .....يتبع

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن