البارت السادس والعشرون

31 12 61
                                    

كنت فى صدمة كبيرة من أمري ، كيف خطط آسر لك ذلك ، لقد كان بالفعل قد تحدث مع الطبيب عبر الهاتف وأخبره بكل شيء ، لكن أين كنت أنا ، هل قوة آسر تذداد لجعلى أتغيب ؟ .

كانت كل تلك التساؤلات تدور فى ذهنى وأنا منتظرًا دوري فى العيادة الطبية ، دلفت لغرفة الطبيب وحديثه معى بتلك الطريقة جعلنى متوترًا ، كونى مع شخص يعرف يعنى الكثير يجعلنى متوترًا بشكل كبير ، أنا لا أحب هذا .

بمجرد سؤال هذا الطبيب عن أسمي حتى شعرتُ برعشةٍ تسري فى جسدي وغشاوةٍ تطغطي عيناي ، شعرت بشعور غريب مزيج ما بين الرجفة والتألم الطفيف ، رأيتُ أمامي ذلك الممر ، ولكن لم يكن هناك أى أقفال على الغرف كما قبل .

شعرت وكأنني ذهبت لثانية لهذا العالم ثم عدت مرة أخرى ولكن هذه المرة لم أكن ادهم الذي يتحدث بل آسر .

كنت أنظر من بعيد كعادتي عند سيطرت آسر ولكن هذه المرة كنت أشعر وكأنني مكبل لا أقوى على الحراك ، أستمع فى صمت .

                                              :

آسر

يتحدث الطبيب بصوته الرسين ويقول .

_ هل يمكنك أن تخبرني مما تعاني ؟

_ أعاني من اضطراب تحديد الهوية وبعض المشاكل النفسيه كالرهاب الأجتماعي ومشاكل فى الثقة والأرق والتخيلات التى تؤثر على الواقع .

_ هل أنت مستعد للخضوع لعلاج ؟

_ نعم ، على أتم الاستعداد .

_ حسناً ، فلنبدأ ، أسترخى و أخبرنى كيف بدأ كل شيء ؟

أومأت له برأسي ، نظرت فى الفراع وأحتد عيناى ثم تحدثت متحليًا بكل الشجاعة والقوة التى أمتلك .

" أتذكر بعض الأمور من طفولتي التى كانت عبارة عن سباق لإبارز من الأفضل فى البيت ، كنت بطبعي ذلك الطفل المشاغب الذي لا يكف عن اللعب و المناقشة والأستكشاف طوال الوقت ؛ لذا كنت أعود للمنزل فى أغلب الأحيان ملابسي متسخة أو فى بعض الأحيان ممزقه ، كنت كطفل صغير أرى أن هذا يدل على قوتى وكنت أتباهى بفوزى فى شجار فى المدرسة .
تلك المدرسة التى صدمت فيها عندما عرفت أن أسمى هو آسر وليس ادهم ، بعد أول يوم عدتُ لأمي أبكى وأخبرها أنهم ينادوني بآسر كيف هذا وأسمي هو ادهم ، عندها أخبرتنى أمي أن أبي قرر أن يطلق عليَّ ادهم لسبب مجهول بعد تسجيلى بأسم آسر ، فقط لقد قرر هذا ولا يستطيع أحد معرضته .
كنت دائما أعترض للضرب بسبب شخصيتى الجامحه بطبعها ، كنت أتلقي الكثير من التوبيخ لأكون هادىء صامت لا أتحرك كثيرًا ، أكثر الجمل التى أتذكرها (أنظر لأخيك عمر لماذا لست مثله ) ، كانت تلك هى شرارة بدء المنافسة الشرسة بينى أنا وأخى فمن سيكون مطيعًا وهادئًا أكثر لينال رضي أبي الذي كان جباروته مسيطرًا على الأجواء .
مرت الأيام وأصبحت ادهم ذلك الفتى الهادئ والساكن الذي لا يتسبب بأى مشكال هو فى الأساس لا يتحرك من مكانه ليسبب أى شيء  ، ولكن لم تهدء المشاكل هنا بل تطورت ، لم يعد مرضي لأبي شخصيتى السلبية التى كونها هو بنفسه بسبب تجاهله لرأى حتى فى أمورى الخاصة ، يجب أن أكون مطيعًا أنفذ الأوامر ، لذا تم طمس شخصيتى الحقيقية التى هى أنا . "

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن