البارت الرابع والعشرون _ فرصة جديدة _

23 11 52
                                    


ألعن تلك اللحظة التى أختفيت فيها ، وألعن تلك التى عدت إليَّ .

أريدك معي وأكره وجودك .
________________________________

مرَّ أسبوع . . .

لا زلت على نفس حالة الجمود ، لا زلت أحارب داخلي بكل ما أملك من قوة ، ولكن أى قوة تلك التي أتحدث عنها ، أنا حتى لا أملك القوة للتحدث عما يحزنني ، أنا حتى لا أستطيع أن أواجهه خوفي ومشاكلى ، أنا لست قويًا أو شجاعًا للمواجهه ما أنا إلا فاشل وجبان .

مرَّ شهر . . .

لم يتغير شيء ، بل أذدادت الأمور سوءً ، قلَّ وزني بشكل ملحوظ ، أنعدمت رغبتى فى الحياة بشكل عام ، لم يعد بمقدورى تحمل كل هذا بمفردى لا أستطيع تحمل تلك الأصوات التى تتضارب بداخل عقلى ...

لماذا لم أنجح فى انتحارى؟

لماذا أعيش تلك المأساة ؟

لماذا لا يتحقق ما أرغب به ؟

لماذا أفكر كثيرًا فى أى شيء وكل شيء ؟

لماذا أنا ضعيف هكذا ولا أقوى حتى عن الأفصاح ؟

إلى متى سأظل هكذا ؟

إلى متى ستظل بداخلي تلك الحرب التى لا تُطفأ نارها ؟

إلى متى ستظل هذه الأصوات تتحدث بداخلى ؟

ومتى سأعود أنا الذي عهدته ؟

تتكرر نفس الاسئلة كل يوم وكل ساعة و لا تكف عن الدوارن بداخل عقلي الذي تآكل ، أنظر أمامي فأجد شرائط من العقاقير المهدئة والمسكنة للألآم جميعها فارغة .

أضرب دماغي بيداي محالًا تهدئة تلك العاصفة التى لا تكف ، صرخة مكتومة تخرج من بين أسناني ، تلك البقع الزرقاء ملأت جسدي ، كدت أموت من كثرة ما يحدث معي .

صوت صراخ وبكاء يتصاعدان فى أذناي أعرف مصدرهما جيدًا ، يجلس بجوارى الطفل آدم يذكرني بكل تلك المآسي التى حدثت فى طفولتي ، يتذكرها بأدق تفاصيلها ، أجلس أنا معه وأستسلم لذكرياتى المُميته ، أضم ركبتاى لصدرى وأسمح لذلك السيل ينزلق من عيناي فى صمتٍ تام .

أستيقظ فى الصباح ،أغسل وجهي ، وأتناول تلك الحبوب المسكنة متفاديًا ذلك الصداع الذي سيفتك بعقلى ، أتناول أقل شيء قد يساعدني على العيش ، أدخل غرفتي لأجده جالس فى مكانه المعتاد على كرسي المكتب ، ينظر لى بعينيه الحادة ، يهز رجليه بوتيرة تدل على مدى غضبة ، أقسم أنني شعرت بالنيران تخرج من عيناه .

_ ماذا تريد ؟

قالتها بكل برود وكأنني لا أعرف أنني كنت أحاول طمسه كل تلك المدة السابقة ، وكنت أستسلم لكل أحزانى و لتلك الأجواء السلبية بكل إرادتي ، لمجرد فشلي فى خطوة من خطوات حياتي .

_ واللعنة عليك .

صمتت لم أكن أعرف بماذا أجيب لذا فضلت الصمت ، أو الهروب عادتي .

_ لماذا دائما تهرب من  المواجهه ؟ هل أنت معتوه لدرجة أنك تترك أيامك تمضي وأنت كل ما تفعله هو مشاهدتها وتبكى ، هل يمكنك أخبارى ما فائدة بكائك هذا ، هل عندما تحزن ستحل الأمور ، ادهم أفق وأخرج مما أنت فيه ، أنت مخطأ تمامًا فى أنجرافك مع أحزانك تلك ، أعلم ان الحزن شيء طبيعى وأنه من الممكن أن نتعرض للأكتئاب ولكن لا تدع نفسك تغوص أعمق فى قاع هذا المحيط المهلك لك ، أرمي  عن عاتقك كل تلك الذكريات الثقيلة وأرتفع لأعلى .

كانت إبتسامة ساخرة كانت ردة فعلي علي كلامه .

_ لماذا يا آسر قررت الظهور الآن بالتحديد ؟ لماذا عدت فى بعد كل هذا الزمن  ، لقد دُفنت منذ فترة ، لماذا ؟ فلتجيبنى .

قلتُ كلماتى تلك بصراخٍ وغضب يدل على كل ما بداخلي من حقدٍ عليه ، برغم علمي أنه ليس السبب ، ولكنه كان ضعيف فى هذا الوقت لذا سمح بكل هذا ليحدث .

_ ادهم لنذهب للمقهى ، فتلك الأجواء لا تناسبي أبدًا وانت تعلم هذا ، لذا سنذهب .

كالعادة لم يكن بمقدورى سوى الإمتثال له ، فلقد عاد قويًا بطريقة غريبة أنا لا أفهمها .

. . .
فى المقهي ، نفس الملابس السوداء ،نفس الزاوية ، بنفس الجلسة والكتاب فى يدي ، نفس الطلب ، أجلس فى أنعزال تام ، هذا هو آسر وليس ادهم ، آسر الذي أصبح غريبًا وقويًا .

_ مرحبًا ادهم يبدو أن عمر أخاك يعرفك جيدًا .

أنظر أمامي لتلك التى تجلس أمامي بلا مبلاة ، تنظر هى لعيناي وتبتسم بكل عفوية ، أنا لا أفهمها حقًا .

_ أهلًا ليلي ، كيف حالك ؟

تحدث آسر وأنا أتابع فى صمت ، ولكن لماذا يبتسم لها بهذه الطريقة ، لا يجب أن يفعل هذا ، لا يجب ان يتعلق بأحدهم .

_  حسنًا فلنتحدث فى المفيد .

تحدثت هى وغلب على ملامحها الجديه ، ليجيبها هو بإنتباه كبير .

_ أسمعكِ .

_ أنظر أنا لم أحب العمل فى الشركات أو أى شيء من هذا القبيل ، لذا فكرت أنا وأنت اثنان أخران ولكن هما أكبر بسنتان مني، هما توأم ولد وفتاة أسمهما محمد و مرام  ، سيكونان معنا وما سنفعله هو سنفتتح مكتب المحاسبة الخاص بنا ، أعلم أنه ليس بالشيء الكبير ولكنه مجرد بداية لنا ، سيضع كل منا نفس القدر من المال بالتساوى فى التجهيز للمكتب ، أنا أخترتك أنت لأنني أعلم أنك شخص جادٌ فى عملك ، وأعلم أنك عملت فى الكثير من المجالات من قبل لذا هذا سيكون مفيدٌ لنا . . . لذا ما رأيك ؟

أنتهت من حديثها ، كنت أنا وآسر منتبهان لكل كلمة ، ولكن ما أثار فضولي هو ، كيف تعرف ليلى أخي عمر ؟ كيف تعرف أنني كنت أعمل فى الكثير من المجالات ؟   كيف تعرف الكثير من الأشياء عني ؟ كيف دخلت لعالمي بدون وعي مني ؟ أنا لم أسمح لمنى التى أحببتها سوى بمعرفة بعض المعلومات الصيغرة عني وهى حتى لم تكن تسأل ، ولكن ليلي تعرف بشكل كافي عن كل شيء .

نظرت لأعينها التى تفاجأت بلونها العسلي مع وجود بعض النمش الطفيف على وجنتيها  وشعرها القصير ، كانت تلك أول مرة إنظر لها وأعرف ملامح وجهها ، نظرت لها وقلت أو قال آسر حينها لم أتمعن من القائل ، بل قلنا سويًا . . .

يتبع

_______________________

هاى جميلاتي 💜 🫂

آسفه على النكد والجو الغريب دا 😂

تفتكروا هيوافق على عرض ليلي ؟

متنسوش الفوت والكومنت أحبائى 💜💜💜

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن