ألعن تلك اللحظة التى أختفيت فيها ، وألعن تلك التى عدت إليَّ .أريدك معي وأكره وجودك .
________________________________مرَّ أسبوع . . .
لا زلت على نفس حالة الجمود ، لا زلت أحارب داخلي بكل ما أملك من قوة ، ولكن أى قوة تلك التي أتحدث عنها ، أنا حتى لا أملك القوة للتحدث عما يحزنني ، أنا حتى لا أستطيع أن أواجهه خوفي ومشاكلى ، أنا لست قويًا أو شجاعًا للمواجهه ما أنا إلا فاشل وجبان .
مرَّ شهر . . .
لم يتغير شيء ، بل أذدادت الأمور سوءً ، قلَّ وزني بشكل ملحوظ ، أنعدمت رغبتى فى الحياة بشكل عام ، لم يعد بمقدورى تحمل كل هذا بمفردى لا أستطيع تحمل تلك الأصوات التى تتضارب بداخل عقلى ...
لماذا لم أنجح فى انتحارى؟
لماذا أعيش تلك المأساة ؟
لماذا لا يتحقق ما أرغب به ؟
لماذا أفكر كثيرًا فى أى شيء وكل شيء ؟
لماذا أنا ضعيف هكذا ولا أقوى حتى عن الأفصاح ؟
إلى متى سأظل هكذا ؟
إلى متى ستظل بداخلي تلك الحرب التى لا تُطفأ نارها ؟
إلى متى ستظل هذه الأصوات تتحدث بداخلى ؟
ومتى سأعود أنا الذي عهدته ؟
تتكرر نفس الاسئلة كل يوم وكل ساعة و لا تكف عن الدوارن بداخل عقلي الذي تآكل ، أنظر أمامي فأجد شرائط من العقاقير المهدئة والمسكنة للألآم جميعها فارغة .
أضرب دماغي بيداي محالًا تهدئة تلك العاصفة التى لا تكف ، صرخة مكتومة تخرج من بين أسناني ، تلك البقع الزرقاء ملأت جسدي ، كدت أموت من كثرة ما يحدث معي .
صوت صراخ وبكاء يتصاعدان فى أذناي أعرف مصدرهما جيدًا ، يجلس بجوارى الطفل آدم يذكرني بكل تلك المآسي التى حدثت فى طفولتي ، يتذكرها بأدق تفاصيلها ، أجلس أنا معه وأستسلم لذكرياتى المُميته ، أضم ركبتاى لصدرى وأسمح لذلك السيل ينزلق من عيناي فى صمتٍ تام .
أستيقظ فى الصباح ،أغسل وجهي ، وأتناول تلك الحبوب المسكنة متفاديًا ذلك الصداع الذي سيفتك بعقلى ، أتناول أقل شيء قد يساعدني على العيش ، أدخل غرفتي لأجده جالس فى مكانه المعتاد على كرسي المكتب ، ينظر لى بعينيه الحادة ، يهز رجليه بوتيرة تدل على مدى غضبة ، أقسم أنني شعرت بالنيران تخرج من عيناه .
_ ماذا تريد ؟
قالتها بكل برود وكأنني لا أعرف أنني كنت أحاول طمسه كل تلك المدة السابقة ، وكنت أستسلم لكل أحزانى و لتلك الأجواء السلبية بكل إرادتي ، لمجرد فشلي فى خطوة من خطوات حياتي .
_ واللعنة عليك .
صمتت لم أكن أعرف بماذا أجيب لذا فضلت الصمت ، أو الهروب عادتي .
_ لماذا دائما تهرب من المواجهه ؟ هل أنت معتوه لدرجة أنك تترك أيامك تمضي وأنت كل ما تفعله هو مشاهدتها وتبكى ، هل يمكنك أخبارى ما فائدة بكائك هذا ، هل عندما تحزن ستحل الأمور ، ادهم أفق وأخرج مما أنت فيه ، أنت مخطأ تمامًا فى أنجرافك مع أحزانك تلك ، أعلم ان الحزن شيء طبيعى وأنه من الممكن أن نتعرض للأكتئاب ولكن لا تدع نفسك تغوص أعمق فى قاع هذا المحيط المهلك لك ، أرمي عن عاتقك كل تلك الذكريات الثقيلة وأرتفع لأعلى .
كانت إبتسامة ساخرة كانت ردة فعلي علي كلامه .
_ لماذا يا آسر قررت الظهور الآن بالتحديد ؟ لماذا عدت فى بعد كل هذا الزمن ، لقد دُفنت منذ فترة ، لماذا ؟ فلتجيبنى .
قلتُ كلماتى تلك بصراخٍ وغضب يدل على كل ما بداخلي من حقدٍ عليه ، برغم علمي أنه ليس السبب ، ولكنه كان ضعيف فى هذا الوقت لذا سمح بكل هذا ليحدث .
_ ادهم لنذهب للمقهى ، فتلك الأجواء لا تناسبي أبدًا وانت تعلم هذا ، لذا سنذهب .
كالعادة لم يكن بمقدورى سوى الإمتثال له ، فلقد عاد قويًا بطريقة غريبة أنا لا أفهمها .
. . .
فى المقهي ، نفس الملابس السوداء ،نفس الزاوية ، بنفس الجلسة والكتاب فى يدي ، نفس الطلب ، أجلس فى أنعزال تام ، هذا هو آسر وليس ادهم ، آسر الذي أصبح غريبًا وقويًا ._ مرحبًا ادهم يبدو أن عمر أخاك يعرفك جيدًا .
أنظر أمامي لتلك التى تجلس أمامي بلا مبلاة ، تنظر هى لعيناي وتبتسم بكل عفوية ، أنا لا أفهمها حقًا .
_ أهلًا ليلي ، كيف حالك ؟
تحدث آسر وأنا أتابع فى صمت ، ولكن لماذا يبتسم لها بهذه الطريقة ، لا يجب أن يفعل هذا ، لا يجب ان يتعلق بأحدهم .
_ حسنًا فلنتحدث فى المفيد .
تحدثت هى وغلب على ملامحها الجديه ، ليجيبها هو بإنتباه كبير ._ أسمعكِ .
_ أنظر أنا لم أحب العمل فى الشركات أو أى شيء من هذا القبيل ، لذا فكرت أنا وأنت اثنان أخران ولكن هما أكبر بسنتان مني، هما توأم ولد وفتاة أسمهما محمد و مرام ، سيكونان معنا وما سنفعله هو سنفتتح مكتب المحاسبة الخاص بنا ، أعلم أنه ليس بالشيء الكبير ولكنه مجرد بداية لنا ، سيضع كل منا نفس القدر من المال بالتساوى فى التجهيز للمكتب ، أنا أخترتك أنت لأنني أعلم أنك شخص جادٌ فى عملك ، وأعلم أنك عملت فى الكثير من المجالات من قبل لذا هذا سيكون مفيدٌ لنا . . . لذا ما رأيك ؟
أنتهت من حديثها ، كنت أنا وآسر منتبهان لكل كلمة ، ولكن ما أثار فضولي هو ، كيف تعرف ليلى أخي عمر ؟ كيف تعرف أنني كنت أعمل فى الكثير من المجالات ؟ كيف تعرف الكثير من الأشياء عني ؟ كيف دخلت لعالمي بدون وعي مني ؟ أنا لم أسمح لمنى التى أحببتها سوى بمعرفة بعض المعلومات الصيغرة عني وهى حتى لم تكن تسأل ، ولكن ليلي تعرف بشكل كافي عن كل شيء .
نظرت لأعينها التى تفاجأت بلونها العسلي مع وجود بعض النمش الطفيف على وجنتيها وشعرها القصير ، كانت تلك أول مرة إنظر لها وأعرف ملامح وجهها ، نظرت لها وقلت أو قال آسر حينها لم أتمعن من القائل ، بل قلنا سويًا . . .
يتبع
_______________________
هاى جميلاتي 💜 🫂
آسفه على النكد والجو الغريب دا 😂تفتكروا هيوافق على عرض ليلي ؟
متنسوش الفوت والكومنت أحبائى 💜💜💜
أنت تقرأ
فى الضفة المقابلة
General Fictionهنالك تلك اللحظة عندما نفقد الأمل فى كل من نعرفهم ، ولكن يوجد أشخاص رائعون ، يسمعوننا فى كل أحوالنا ، يقدروننا ، ويشعروننا بالأمان ،وعندما لا يشعرنا أحد بهذا قد نكون نحن هذا الشخص لأنفسنا ونحتوى انفسنا . مكتملة ✨