ذهبت لمكتب عميد الكلية لمعرفة ماذا يجب أن أفعل حتى أعوض كل ما فاتنى ، فكونى الأول على مدار الثلاث سنوات الماضية جعلنى على علاقة وطيدة به ، دققتُ الباب ودخلت بعد أن أذن لي بالدخول .
_ السلام عليكم .
ألقيت سلامي خجلًا من إن كان يعرف ما كنت أنوي فعله ، فهذا الرجل بمثابة أب لي ، لذا فقد كنت أخشي أن أكون قد أزعجتهُ بتصرفي هذا .
_ تفضل يا بني ، لما تقف هناك عندك؟
_ كيف حالك أستاذي ؟
_ كنت قلقًا قليلًا على أحد أولادى فقد راودته فكرة طائشه لا أعلم كيف سنحت له الفرصة بمجرد التفكير بشيء مثل هذا .
لم تنبت شفتاى بأى كلمة بكل كنت أسمتع ورأسى مطأطأة فى الأرض .
_ أنا لا أتحدث معك لألومك أو أشعرك أن مقدار تقديري وحبي لك قلّ ، بالعكس ما يحزننى انك كنت تمر بفترة سيئة ولم تخبرنى ، أ لم نتفق أن نكون أصدقاء وأننى سأدعمك وأدعم حلمك ؟
لم أتحدث بل كانت ردة فعلى هى البكاء ، وضعت يدي على عيناى وأنهرت فى البكاء ، كم كنت أتمنى أن أسمع هذا الكلام من أبي أو أخي الأكبر ، ولكن إدراكى بأن عائلتى ليست إلى جوارى جعلنى أهتز وأفقد قوتى ، ولكن هذه اليد التى ربتت على كتفي ، وأعطتني منديلًا لأجفف به دموعي، جعلتني أشعر أننى لا زال هنالك من يدعمني ويثق بي .
_ لقد سويت الأمر مع أساتذتك لا تقلق فقط عُد إلى طبيعتك ،ذالك الطالب النشيط دائم التفوق ، هذهِ سنة تخرجك يجب عليك أن تبذل قصارى جهدك حتى تصل لحلمك وتعمل فى مبتغاك .
كانت لكلماته اللطيفة والدافئة دافع تحفيزي لذاتى الهاوية ، شكرته كثيرًا على وجوده معي ومساندته لى ثم خرجت من مكتبه .
فى طرقي لمحاضرتى لمحتُ ذات الأثر الطيب "منى" توقفت عندما رأيتها تبتسم وتتجه نحوى خفق قلبي بشدة حتى أظن أنه طار من مكانه إليها .
_ ادهم ، كيف حالك أ تتذكرنى ؟
لدقيقة توقف عقلي عن العمل ولم أعرف بما أجيب .
_ بالطبع أتذكرك منى فأنتِ كنت صديقتي فى طب لمدة أربعة أعوام وعالجتنى منذ أسبوعين ._ الحمد لله أنكَ تتذكر لقد خشيتُ أن ما قد حدث قد أثر على ذاكرتك ، ولكن ماذا تفعل هنا ؟
_ أنا أدرس هنا ، وكنتُ عند العميد لأشاركه بعض الأشياء ، فأنا الطالب الأول هنا على مدار الثلاث سنوات الأخيرة .
_ هذا رائع ، لقد ظن أغلب الطلاب أنك أنتقلت من جامعة الأسكندرية لعين شمس ، ولا أنك تركت الطب كليًا .
كنت سأكمل معها هذا الحوار الذى ردَّ لقلبي الدفء ولكن قاطعنا صوت صديقتها وهى تستعجلها ، فودعتنى ولكن لقد حصلت على شيئًا ثمين ، فمنى قلبي أبنة عميد الكلية ، ولكن كيف لي أن أكون بهذا الحمق ، ولا أستنتج هذا .أنتهى هذا اليوم الدراسي ، كنت أحاول الاختباء حتى لا يسألني أحد على غيابى ، ولكن أكتشفت أن هذا الغياب لم يلاحظ ولم يسأل أحد .
عدتُ للمنزل متلاشيًا كل من فيه ، دخلت لغرفتي ، وفكرت فى تميم ،فكرت فى ما يشعر وما يريد ، وقررت ألا أكون أنانيًا وأن أكمل معه المهة حتى يجتمع مع حبيبته ، ونمت .
أستيقظتُ بعد ساعتين مفزوعًا ... أين تميم...؟ أين جزيرة الأوهام ...؟ لماذا لازلت فى غرفتى ؟
...يتبع
أنت تقرأ
فى الضفة المقابلة
قصص عامةهنالك تلك اللحظة عندما نفقد الأمل فى كل من نعرفهم ، ولكن يوجد أشخاص رائعون ، يسمعوننا فى كل أحوالنا ، يقدروننا ، ويشعروننا بالأمان ،وعندما لا يشعرنا أحد بهذا قد نكون نحن هذا الشخص لأنفسنا ونحتوى انفسنا . مكتملة ✨