البارت التاسع والعشرون والاخير

27 13 40
                                    

و كلُ صعبٍ بوجودكِ يهونْ .

_____________________________

كانت الأيام تمر بسرعة نسبيًا ، كنتُ أنا وليلي منهمكين فى عملنا ، كنا نحاول أن نبذل قصارى جهدنا ، وبالفعل كنا نجني ثمار هذا التعب .

لم تخلو أيامنا من المصاعب و لكن كنا سويًا نتخطى كل شيء ،كنا نهون على أنفسنا حتى يُحل كل شيء ، لقد كانت أفضل صديقة و شريكة ، لقد كانت شيءٌ لطيفٌ يغزو عالمي .

. . .

فى العيادة الطبية .

لم أكن متوترًا ، لم أكن أفكر فى حدوث أى شيء خاطىء ، لقد كنت واثقًا من كل شيء عدا أمرٌ واحد .

أدخل للطبيب ، أبتسم له ، أجلس على نفس الكرسي ككل مرة و لا تزال تلك الابتسامة الهادئة تعلو ثغري .

_ أرى أنك أصبحت على ما يرام .

_ كل هذا بفضل الله ثم مجهودك معى حضرة الطبيب .

أبتسم لى الطبيب ثم نظر لعيناى ولحركه أصابع يكى الذي جمعتهم معًا ثم نظر لعيناى ليقول .

_ ماذا هنالك ؟

_ أهذا واضح جدًا ؟

أومأ لى الطبيب بنعم ثم قال ببسمةٍ .

_ أنا أُنصت .

سألته بتوتر .

_ كيف لى أن أعرف مشاعر أحدهم تجاهي ؟ كيف أتيقن إن كان يبادلنى نفس الشعور ؟

_ يكون هذا واضحًا فى الأفعال على سبيل الأهتمام من يحبك يهتم بتفاصيلك ، يخاف أن يُحزنك ، يحاول أن يُلطف الأجواء دائمًا ،يظر فى عينيه أنه يحبك .

لا زلت محتارًا ومتخبطًا حتى بعد كلامه هذا ، لأسله مجددًا بتوتر أكثر من السابق .

_ هل أنا مؤهل لأحِب أو أن أُحب ؟

عقد الطبيب حاجبيه و سألنى 

_ بمعنى ؟

_ أنا لا أعرف هى ما بداخلى حبًا حقًا أم مجرد أعجاب بأحدهم لطيف معي ، مهتم بتفاصيلى ، يشاركنى كل شيء تقريبًا ، أنا أخاف أن أخسرها أخاف أن أكون مؤذيًا لها بأى شكل من الأشكال ، أخاف أن أعترف لها بمشاعرى الآن تكون لا تحبنى فأفقدها ، ولو وافقت أخاف أن أخسرها بعد مدة وأكون قد خسرت كل شيء الحبيبه و الصديقة الوفية ، أخاف ألا أعترف لها فتكون مع أحدهم غيري وينفطر قلبي .

أنهيت كلامى ثم نظرت له لأجده يؤشر لقلبه ويقول .

_ هنا ، هنا يوجد الحل لكل ما يجول بخاطرك ، أتبع ما يتوله عليكَ قلبك ولا تفكر فيه كثيرًا ، معنى أن تخاف خسارتها و تخاف أذيتها أنك حقًا تحبها ، إن كان قلبك يجد السعادة فى حضورها فهو يحبها ، بدلًا من أن تفكر فى خوفك أن تتركك فكر فى أجمل الأوقات التى ستقضيها معها ، فكر فى شيء رائع تقدمه لها فتكون ذكرة لطيفة فى حياتها ، إننا لا نعلم ما يخبئه القدر لنا ، ربما تكون قصة حبكما هى سبب سعادتكما الابدية .

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن