البارت الخامس والعشرون _ بداية جديدة _

19 12 57
                                    

لا زلت أنظر للموقف من بعيد أنخرط آسر معها فى الحديث ، لقد تتحدثا بإستفاضه عن كل تفصيلة تقريبًا ، كنت خائفًا من الدخول فى أى شيء جديد غير مدروس ، وكنت خائفًا من أن أثق فى ليلي ، معرفتها الكثير من الأشياء عني جعلها مريبة فى نظرى ، بعكس نظرة آسر كان مدققًا فى كل كلماتها ، يسألها ويحلل التفاصيل ، كان معجبًا بالفكرة ومتحمس لها ، ولكن ما قاله لها عكس كل ذلك ، لذا تحدث برزانة وقال بهدوء .

_ سأفكر فى العرض وأعلمكي سريعًا .

_ حسناً ، هذا رقمي الجديد .

_ وماذا حلَّ بالقديم .

_ لقد تخلصت منه لأبد من جديد بعيدًا عن كل شيء قد يزعجنى ، لذا لا تعطيه لأى أحد .

_ لا تقلقي ؛  فأنا بلأحرى لا أعرف غيرك .

لم أميز من قال تلك الجملة أنا أم آسر ، ولكن فى الأغلب قد خرجت من القلب .

شعرت بشعور الوحدة هذه المرة ،كون المرء بدون أصدقاء شيء مزعج لحدٍ كبير أن تكون بمفردك فى معظم أوقاتك ترى حولك مجموعة من الأصدقاء يضحكون معناً ويتحدثون فى أمورهم المحزنه ويتشاركون ضحكاتهم وكل شيء ، تنظر لهم بحبٍ تتمنى من قلبك ألا يفترقوا أبدًا ، فى المقابل تجلس أنت بمفردك تشارك أمورك مع نفسك ، تجلس بمفردك حتى نسيت معنى أن يكون أحدهم معكَ ، أن يكون هناك من يخاف عليك أو تحكى لك تفاصيل يومك مما جعلك تبتعد أنت عن الجميع ؛ خائف من خوضتلم التجربة التى باتت من العجائب .

بعد مدةٍ قصيرة قررت ليلي الذهاب ، ولكن آسر تدخل بكل عفوية .

_ أنتظري لأوصلك .

_ لا داعي أختي تنتظرني بالخارج فى السيارة سنذهب معًا .

_ لذا دعينى أوصلك حتى الخارج .

أومأت برأسها موافقة ، خرجت معها ، كانت سيارتها بالخارج ، لوحت لها وذهبتُ .

بمجرد ذهابها قال لى آسر بصوت مليء بالحقد .

_ فالنذهب يا ادهم أمامنا حديث طويل .

لا أعرف لماذا خُفتُ ولكن ربما لأنني أعرف الموضوع الذي سيتحدث به ، ولأننى لم أكن مستعد للحديث .

من أصعب اللحظات التى قد تمر بها هى لحظة مواجهه ما كنت تحاول دفنه كل تلك المدة الطويلة ، جزء مني رافض لذلك الوضع وجزء أخر لا يريد أن يواجهه آلامه ، لا يريد أن يرى نفسه الضعيفة الممزقه التى هانت على الجميع حتى انا ، يريد أن يظل مغطى بقشوره المزيفه التى حتى أصبح يغطى بها حقيقته أمام ذاته ، وأنا قد مللتُ التظاهر .

ربما مواجهة تلك الحقيقة ستؤلم كثيرًا لفترة ، ولكن بعدها ستشفي جروح الروح وستغدو نقية وقوية لن يؤلمها أى شيء مجددًا ، ولكن هذا التغير ليس سهلاً يحتاج لدفعة قوية تجعلك تقدم على تنظيف تلك الجروح ، ربما أحدهم يحبك ويخاف عليك ، ولا يوجد من يخاف على المرء أكثر من نفسه .

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن