البارت السابع عشر _ صديقة حقيقية _

28 16 20
                                    


بمجرد دخولي للمنزل ، أنصدمت أمي من رجوعي بمفردي وأنه حتى لم يخربها أحد أن تأتى لتقلني ، لم أفتح معها أى مواضيع فقط كل ما قلته لها أننى أريد الراحه ، فأنا لست بمزاج جيد لكومة الأسئلة التى ستنطلق فى وجهي بدون اى راحه .

دلفت لغرفتي ، بحثت عن هاتفي لأفتحه وكانت أول رسالة من ليلى بحيث ارسلت ملف به تلخيص لمادة غدًا ملحق برسالة صغيره " هذا كل ما تحتاجه فقط أقرأه وستمر بسلام " ، كانت رسالتها مطمئنة لى لحد كبير ، ولكن لم يكن بمقدورى فعل أى شيء سوى التفكير فيما يحدث لي ، وما هذا الذي رأيته .

قاطع تفكيري دخول أمى ببعض الطعام ، وضعته على الطاولة وأصرت أن آكل ، أكلت لأننى كنت جائع حقا فحتى تلك المحاليل المغذية لا تغنى عن الطعام ، كان ذلك الطعام الذي تعده أمي لذيذ بشكل خاص برغم بساطته ، أنهيته ولم تغادر هى الغرفة حتى تأكدت بنفسها وكأننى طفل صغير .

أعطانى ذلك الطعام بعض من الطاقة للمذاكرة ، كانت الأمور بسيطة بالنسبة لي ، أنهيت كل شيء فى وقت قصير ، ثم غصت فى نوم عميق ، ذلك الشيء الذي تمنيته منذ فترة طويله ، نوم هادىء سريع بدون التفكير فى كل تلك الأمور العشوائية ، أو تذكر تلك اللحظات التعيسة التى لا تجلب سوى المذيد من الهموم ، نوم مستمر لفترة بدون ان أستيقظ كل ساعتين فزعا ولا أستطيع النوم بعدها .

أستيقظت فى اليوم التالى وذهبت للأمتحان وأنهيته ببساطة ، وجائت تلك اللحظة التى لم أكن أعرف كيف أفعلها ، كيف أطلب منها ؟ كيف يقومون بتلك هذه الأمور ؟ هل يجب أن أتصل بعمر وأسأله ؟ كانت تلك الاسئلة تتخابط داخل عقلي ، حتى وجدت نفسي أتحرك بغير ارادتى تجاههها وأخبرها بكل شجاعة لا أعرف من أين أتت .

_ صباح الخير ليلي ، أتمنى أن يكون مر الأمتحان بسلام معكِ .

كان جليلًا جدًا تعجبها و مَن معها من جرأتي تلك التى لم يعدها أحدًا ولا حتى أنا مني ، لم أكن أعرف كيف ! ولما ! وهل حقًا فعلت هذا أم مجرد تخيلات مني ، لتقطع هي كل شكوكي تلك وتقول .

_ الحمد لله لقد كان جيدًا.

_ الحمد لله ، أتسأل إن كان بإمكاني تناول الفطور معكِ ؟

قلتها وعندها أعتقدت أننى بالفعل لست أنا كنت مستنكرًا كل تلك التصرفات التي أقوم بها ، ولكن لا أستطيع سوى فعلها .

_ حسناً يمكنك بكل سرور .

كان جزئا مني فرحًا بما قالت وجزء أخر غير مبالى وجزء متوتر لدرجة مميتة ، وجزء ميت لا يستطيع الحراك .

ذهبنا معًا لذلك المطعم القريب من الجامعة ، و فطرنا معًا ، كانت لطيفة ، ومرحة وعفوية قليلاً لكنها متحفظة ، قلت لها أنني سجلت رقم هاتفها ، لترد بكل عفوية إذًا أصبحنا أصدقاء .

لكلمة صديق مسمع غريب علي أذني فلم يكن لي يومًا صديق بمعني تلك الكلمة ، أ لا تعنى أننا نتشارك أحزاننا وأفراحنا وأهتمماتنا ، أن يفهم بعضنا الأخر بدون أى مجهود ، أن أكون على طبيعتي ولا أخشي أن يتم فهمي بطريقة خاطئة ، أن يكون هذا الصديق بمثابة الأمان لي ، وأن يكون ذلك الشخص الذي يعمل على أصلاح يعوبي ولكنه يتفاخر بها ، ذلك الشخص الذي يسلط الضوء على أقل ما أفعل وكأنه أكبر الإنجازات على الإطلاق ، ولكن أنا لم أشعر بإى من تلك المشاعر مع أحد من قبل ، وأعتقد أننى فقدت حتى كيفية أعطائها لغيري .

عند تلك الللحظة تذكرت تميم ، لقد كان الصديق المثالى الذي أردته ، لقد كان معي عندما أحتاجه يفهمنى و...
لتقاطع شرودى ليلى .

_ ادهم هل أنت بخير ؟

_ نعم أنا فقط أشعر ببعض الصداع .

_ خذ من هذا المسكن أنه فعال ولكن لا تعدت عليه حتى لا تصبح مدمناً للمسكنات مثلي .

_ شكراً لكِ يا صديقتي .

لم أكن أعرف كيف خرجت تلك الحروف من بين شفتاي هكذا، لقد كنت منصدمًا من نفسي كيف فعلتها ، وكيف وثقت بأحدهم ، ألم أخذ عهدًا أن لا أثق أبدًا ، إذا لماذا وثقت بهذه المجنونة ، أجل أنها ساعدتني ولكن أنا لا زلت أخاف من أن أثق .

لتكسر هي حاجز الصمت الذي أستمر لدقائق .
_ إذا أدهم بما أننا انتهبنا من الدراسة وكل هذه الأمور ، مع من ستأتي لحفلة التخرج .

_ لن أذهب .

_ لماذا ! يجب أن تأتى إن البرنامج رائع .

_ لا أعرف ربما سأفكر .

_ يجب أن تأتى وتودعنا وتودع المذاكرة ، إلا إذا كنت تنوى أن تكمل .

_ لا أظن ذلك أظن أنني أريد العمل فى إحدى الشركات خارج مصر .

_ رائع أنا أيضًا أريد هذا برغم إصرار أبي على أن أكون معيدة حتى أكمل المسيرة ومثل هذه الأمور .

_ نصيحة مني لا تفعلي شيئًا لا تحبينه ، أفعلي ما تحبينه فقط .

_ وأنا سأخذ منك تلك النصيحة فى مقابل أن تأتي لحفلة التخرج .

أنتهينا من الفطور و ودعتها بعد أنا وعدتها أن آتي لحفلة التخرج بعد إصرار وإلحاح منها ، وأخذت طريقي للمكتبة ، قسم علم النفس ... يتبع

____________________

ياريت تقولولى رأيكم فى الرواية جميلاتي 💜🫂

وتفتكروا علاقة ادهم وليلى هتتطور ؟ 🌚

وأي هو الى بيحصل لأدهم ؟

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن