البارت الرابع عشر _ معاناه _

37 15 20
                                    

الحلقة الرابعة عشر _ معاناة _

شعور الإنكار يتذايد بداخلي ، أتفحص كل صورةٍ عشرات المرات ، هنالك صوت بداخلي يقول لا ليست هي ، وصوت معاكس له يؤكد بإنتهاء كل شيء ، وأنها كانت لشخص أخر منذ مدة ، وصوت ثالث يلومني على كل شيء قد حدث ، كلها أصوات تتراطم وتتخابط داخل عقلي الذي تآكلت خلاياه ولم يعد فيها سليم ، ولكن برغم كل هذا كان قد شُلَّ لسانى وصمتٌ مُهيب يسيطر على غرفتي .

أستمررت هكذا بدون حراك أى أطرافى ، وحرب عالمية بداخلي ، ولكن فجأة صمت كل شيء .
لتتألق جملة واحدة  أمام عيناي

" أنت من أضاعها "

من ثمَ تتوالى بعدها جمل أخرى

" أنت فاشل في كل شيء"

" لم تستطيع أبدًا أن تحصل على ما تريد "

" لم تنل السعادة يومًا "

" إلى متى ستظل متخاذلًا "

" ستعيش فى معاناة حتى موتك "

" جبان "

" يا لك من خيبة أمل "

" أتمنى أن تسعد بما أنت عليه "

" يا ليتك مِتَ منذ زمن "

" هل كنت على حق فى يومًا حتى "

" جميع أختيارتك سيئة "

" لا يوجد بكَ أى ميزة "

" وهل كنت تظن حتى أنها ستحبك أو
ستحبك أى واحدة أخرى "

" موهوم "

" أباك على حق ما أنت إلا تافه "

سقط الهاتف من يدي على الأرض ، ليقطع صوت أرتطامه بالأرض الصمت المخيم على الغرفه ، أحاول إسكات تلك الأصوات فأضرب أذناي بيدى لكتم  هذه الأصوات التى تدفعنى للجنون ، لا أعرف ماذا أفعل ليكف عقلي عن هذا ، تتذايد ضرباتى وحدتها على أذنى لدرجه أننى شعرت بدماء تسيل ، كل ما كان ينطق به لسانى هو " أصمت ، أصمت أرجوك " ، ولكن لم يجدى هذا نفعًا ، لتخر قواى وأفقد توازنى وأسقط غائبًا عن الوعي .

ينتفض جسدي ، أنتفاضات متتالية وشهقات عالية ، رؤيتى مشوشة أرى ضوء خافت ولكن لا تساعدنى قواى على فتح عيناى بشكل كامل .

فكرت فى النوم لرؤية تميم ، ولكن أين تميم وأين كل شيء ، أنا فى غرفة مظلمة أبكى و أرثي حالي وما وصلت له ، لم يكن فقط بسبب منى ولكن بسببي أنا، أنا السبب الأكبر لا أكف عن لوم نفسي على كل شيء ، حتى ولو كان شيء فى منتهى البساطه ، ولكن كلما افعله هو لوم نفسي .

من ثم أبدأ بالهرب ،الهرب من نفسي ، ومشاكلي ، وحياتي ، أهرب من كل هذا لخيالي ، أسبح معه فى بحرٍ صافي ، أصنع عالمًا كما أريده ، فى الحقبة التى أحبها ، وأكون مع من أحب بلا خوف ، وأصبح قويًا أقاتل ولا أخشي أى أحد أو أى شيء ، أحقق أهدافي بدون أى عائق ، أتخلى عن واقعى لأحظى ببعض الحرية فى خيالي الذي يمكنني أن أكون فيه ما أريد ، أعيش أسعد لحظاتى ، أبتسم  تلك الأبتسامه الحزنية وتنزلق تلك الغصة المريرةالتى فى حلقي لتسكن فى قلبي متمنيه حدوث هذا فى الواقع ولكن أغلق عيني لأكمل تخيلاتي اللطيفه .

ولكن بمدى لطفها ، فأنها تؤذينى ، تجعلنى لا أريد عيش واقعى ، والابتعاد عن الجميع حتى أنا ، أريد لنفسي اسم جديد وحياه جديده ، فتشوه روحى وتبحث عنى ، أيهما انا هل انا ذلك الطفل او الشاب ام ذلك الناضج ، أنا ايضا أبحث عنى ولا اعرف أيهما أنا فى الحقيقة .
...يتبع

________________________
 
هاى جميلاتى 💜🫂

تفتكروا اى الى بيحصل لأدهم ؟

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن