صرخت عاليًا ، على أمل أن يجيبنى أحد .
_ أمي ، ساااره .
_ نعم يا ادهم .
لأجد نفسي أحتضنهم وأحمد الله على أنهم بخير وأننى هنا فى عالمى .
_ أ أنت بخير يا ادهم؟ ما بك؟ أ لا زلت مريض نذهب للطبيب ؟
_ لا يا أمي أنا بخير فقط حلمت بحلمٍ مزعج ، سأذهب لأستريح قليلًا .
فى طريقي لغرفتى مفكرًا فى النوم ومقابلة تميم لإكمال حديثنا ، أشعر أننى سأكون صديق جديد فى عالمي الموازي هذا ، ولكن أ تكتمل خططى يومًا !
_ ادهم .
قاطعنى أبي مناديًا إيَّا بنبرة فهمت منها أننى على وشك خوض جدالًا عنيف لا مفر منه .
_ نعم يا أبي .
_ أريد التحدث معك عما حدث منذ يومين .
ذهبت خائفًا من معرفته بما كنت أنوي فعله ، ألا يجب أن يكون هذا الجزء المتفاهم فى حياتى ؟ أ لا يجب ألا أخاف ؟
_ نعم يا أبي .
_ ماذا حدث عند النهر ليجدوك مغمًا عليك هكذا ؟
_ لا أتذكر يا أبي كل ما أتذكره قلته للطبيب .
_ كنت تسير على ضفة النهر لكنك أحسست بدوار لتستيقظ تجد نفسك فى المستشفى .
_ أجل هذا ما حدث .
_ وماذا عن هذه الورقه ؟ أ ليس انت من كتبها أليس هذا خطك ؟
تبخرت كل الأعذار وكل التبريرات من عقلي ، ولم أجد أمامي خيار سوى البوح .
هناك لحظة فى حياتنا تتغير فيها مجرى الأمور لحظة الخروج عن النص المألوف لحظة الصراخ والبوح بكل ما بداخلنا ، لحظة الإنفجار ليُخرج البركان كل ما بداخله من حمم ملتهبة تراكمت فوقها طبقات من الكتمان مما ذاد من إلتهابها .
لأنطلق بكل ما بداخلي .
_ أجل يا أبي هذا خطي وكنت انوي الإنتحار فعلًا ، لأنى سئمتُ حياتي هذه ، وسئمتُ المنزل ، سئمت نظرتك تلك لي دائمًا لمجرد أننى أخترت فعل شيئًا أحبه حقًا ، وتلك النظرات لي بأننى مجنون ، دائمًا ما تختار أخى للتفاخر به لأنه طبيب ناجح وتتركنى أنا فى الزاوية المظلمة ، الحب بالنسبة لكَ توفير الطعام والنقود ، ولكن هذا ليس صحيح ، منذ ذلك اليوم الذي تركت فيه كلية الطب ودخولي لكلية التجارة وأنت تحتقرني ، لماذا لأننى قررت دراسة شيئا أحبه ، ظننت أنك عندما تخبرنى بقطع مصروفى سأتراجع عن قرارى ولكن لم أتراجع ، أ لم تلاحظ أننى الأول كل سنه على دفعتى ؟ ، أنا أعمل وأدفع مصارف جامعتى ، وأنت لم تلاحظ تعبي ولا إرهاقي الدائم ، أنت لا تعلم حتى ما هية العمل الذي أقوم به ، فلا تسألنى عن رده فعلى قبل النظر إلي فعلك .
شعرت بهدوء داخلى إلى حد ما إلى أن تسقط على وجنتي صفعه كسرت ما تبقى مني لأرى نفسي محطمة بداخلى مصدومة لا تقوى الحراك ، وتخنوننى دموعي فتنزل على أثر تلك الصفعه فتحترق خلايا وجهى ، أحساس مريب أن تنتظر الأمان من أحدهم ولكنك لا تجد سوى البؤس ._ أ تبكى يا رجل !
كلمات إستنكار تداوت فى مسمعي ذادت من حدة بركاني وتأوهات قلبي ، ولكننى آثرت الصمت ، فأحيانًا يكون البكاء أحد طرق إخراج الهموم المدفونه بين الضلوع .
ذهبت لغرفتى بدون حديث ، يهتز هاتفي نتيجه وصول رسالة ولكن لم أتفحصه بل آثرت النوم .
_ مرحبًا صديقي .أفتح عيناى لأجد.نفس مستلقيًا على الشاطئ وتميم بجوارى يسن خنجره .
_ أنا لست فى مزاجًا جيد للجدال أتركنى وحالي .
_ على أي حال كنت سأخدك فى رحلة اليوم .
_ أى رحلة فى هذه الجزيرة المهجورة ، أقول لك لنذهب لجزء الموت ، فلا أقوى على العيش .
_ أنا لست من أحدد دخولك هذه الجزء ، اللَّه وحده يعلم متى .
_ حسنًا إذا ، أصمت .
_ أعلم أنك لست فى حالة جيده تعال معى فقط .
_ لأسير معه بين الاشجار وفجأه أجد تلك الجزيره المهجوره تتحول لمدينه بها سوقٍ واسع وأطفال فى أزقتها تلعب ، وفتيات حسنوات تسيرن فى خجل ، وفى لمح البصر أجد تميم يجذبني من ذراعى واضعًا يده على قلبه ، وكأنما يطلب منه الهدوء ._ ما بك ماذا حدث ؟
_ إنها عشقي وفؤاد روحى "ندى" .
_ أها حبيبتك أريد أن أراها .
أسترق النظر لأجد فتاة فى ثوب أميرة تسير بكل أناقه وتنصدم حواسي عندما تقع عيناى على ملامحها ....... يتبع

أنت تقرأ
فى الضفة المقابلة
General Fictionهنالك تلك اللحظة عندما نفقد الأمل فى كل من نعرفهم ، ولكن يوجد أشخاص رائعون ، يسمعوننا فى كل أحوالنا ، يقدروننا ، ويشعروننا بالأمان ،وعندما لا يشعرنا أحد بهذا قد نكون نحن هذا الشخص لأنفسنا ونحتوى انفسنا . مكتملة ✨