البارت الرابع _ألم دائم _

38 15 20
                                    

صرخت عاليًا ، على أمل أن يجيبنى أحد .

_ أمي ، ساااره .

_ نعم يا ادهم .

لأجد نفسي أحتضنهم وأحمد الله على أنهم بخير وأننى هنا فى عالمى .

_ أ أنت بخير يا ادهم؟ ما بك؟ أ لا زلت مريض نذهب للطبيب ؟

_ لا يا أمي أنا بخير فقط حلمت بحلمٍ مزعج ، سأذهب لأستريح قليلًا .

فى طريقي لغرفتى مفكرًا فى النوم ومقابلة تميم لإكمال حديثنا ، أشعر أننى سأكون صديق جديد فى عالمي الموازي هذا ، ولكن أ تكتمل خططى يومًا !

_ ادهم .

قاطعنى أبي مناديًا إيَّا بنبرة فهمت منها أننى على وشك خوض جدالًا عنيف لا مفر منه .

_ نعم يا أبي .

_ أريد التحدث معك عما حدث منذ يومين .

ذهبت خائفًا من معرفته بما كنت أنوي فعله ، ألا يجب أن يكون هذا الجزء المتفاهم فى حياتى ؟ أ لا يجب ألا أخاف ؟

_ نعم يا أبي .

_ ماذا حدث عند النهر ليجدوك مغمًا عليك هكذا ؟

_ لا أتذكر يا أبي كل ما أتذكره قلته للطبيب .

_ كنت تسير على ضفة النهر لكنك أحسست بدوار لتستيقظ تجد نفسك فى المستشفى .

_ أجل هذا ما حدث .

_ وماذا عن هذه الورقه ؟ أ ليس انت من كتبها أليس هذا خطك ؟

تبخرت كل الأعذار وكل التبريرات من عقلي ، ولم أجد أمامي خيار سوى البوح .

هناك لحظة فى حياتنا تتغير فيها مجرى الأمور لحظة الخروج عن النص المألوف لحظة الصراخ والبوح بكل ما بداخلنا ، لحظة الإنفجار ليُخرج البركان كل ما بداخله من حمم ملتهبة تراكمت فوقها طبقات من الكتمان مما ذاد من  إلتهابها .

لأنطلق بكل ما بداخلي .

_ أجل يا أبي هذا خطي وكنت انوي الإنتحار فعلًا ، لأنى سئمتُ حياتي هذه ، وسئمتُ المنزل ، سئمت نظرتك تلك لي دائمًا لمجرد أننى أخترت فعل شيئًا أحبه حقًا ، وتلك النظرات لي بأننى مجنون ، دائمًا ما تختار أخى للتفاخر به لأنه طبيب ناجح وتتركنى أنا فى الزاوية المظلمة ، الحب بالنسبة لكَ توفير الطعام والنقود ، ولكن هذا ليس صحيح ، منذ ذلك اليوم الذي تركت فيه كلية الطب ودخولي لكلية التجارة وأنت تحتقرني ، لماذا لأننى قررت دراسة شيئا أحبه ، ظننت أنك عندما تخبرنى  بقطع مصروفى سأتراجع عن قرارى ولكن لم أتراجع ، أ لم تلاحظ أننى الأول كل سنه على دفعتى  ؟ ، أنا أعمل وأدفع مصارف جامعتى ، وأنت لم تلاحظ تعبي ولا إرهاقي الدائم ، أنت لا تعلم حتى ما هية العمل الذي أقوم به ، فلا تسألنى عن رده فعلى قبل النظر إلي فعلك .
شعرت بهدوء داخلى إلى حد ما إلى أن تسقط على وجنتي صفعه كسرت ما تبقى مني لأرى نفسي محطمة بداخلى مصدومة لا تقوى الحراك ، وتخنوننى دموعي فتنزل على أثر تلك الصفعه فتحترق خلايا وجهى ، أحساس مريب أن تنتظر الأمان من أحدهم ولكنك لا تجد سوى البؤس .

_  أ تبكى يا رجل !

كلمات إستنكار  تداوت فى مسمعي ذادت من حدة بركاني  وتأوهات قلبي ، ولكننى آثرت الصمت ، فأحيانًا يكون البكاء أحد طرق إخراج الهموم المدفونه بين الضلوع .

ذهبت لغرفتى بدون حديث ، يهتز هاتفي نتيجه وصول رسالة  ولكن لم أتفحصه بل آثرت النوم .
_ مرحبًا صديقي .

أفتح عيناى لأجد.نفس مستلقيًا  على الشاطئ وتميم بجوارى يسن خنجره .

_ أنا لست فى مزاجًا جيد للجدال  أتركنى وحالي .

_ على أي حال كنت سأخدك فى رحلة اليوم .

_ أى رحلة فى هذه الجزيرة المهجورة ، أقول لك لنذهب لجزء الموت ، فلا أقوى على العيش .

_ أنا لست من أحدد دخولك هذه الجزء ، اللَّه وحده يعلم متى .

_ حسنًا إذا ، أصمت .

_ أعلم أنك لست فى حالة جيده تعال معى فقط .
_ لأسير معه بين الاشجار وفجأه أجد تلك الجزيره المهجوره تتحول لمدينه بها سوقٍ  واسع وأطفال فى أزقتها تلعب ، وفتيات حسنوات تسيرن فى خجل ، وفى لمح البصر أجد تميم يجذبني من ذراعى واضعًا يده على قلبه ، وكأنما يطلب منه الهدوء .

_ ما بك ماذا حدث ؟

_ إنها عشقي وفؤاد روحى "ندى" .

_ أها حبيبتك أريد أن أراها .

أسترق النظر لأجد فتاة فى ثوب أميرة تسير بكل أناقه وتنصدم حواسي عندما تقع عيناى على ملامحها ....... يتبع

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن