البارت الثامن عشر _ لم تمر _

22 13 21
                                    

هنالك تلك الأيام التى تفقد فيها الشغف فى كل شيء فى حياتك ،حتى تلك الأشياء التى كانت تثير حواسك وتجعل قلبك ينبض بسرعة من شدة الحماس لم تعد تؤثر فيك ، فقط كل ما تريده هى الإستلقاء والنظر للسقف ، لا تريد محادثة أحد ، لا تريد الأكل أو الشرب ، حتى الهواء الذي تتنفسه  يزعجك ، تصبح حاد الطباع من أقل كلمة تثور وتغضب حتى أبتعد عنك الجميع  ، كل ما تريده هو ان تبقي وحيدا بدون نفسك حتى .

يقال أنه من الطبيعي حدوث مثل هذه الأيام فى حياتنا ، حتى نستطيع أن نستمر ونقدر اللحظات الجميلة ، وحتى نتبين من سيقف معنا ويتحملنا فى أسواء حالاتنا ، فترة وستمر هذا ما قلته لنفسي منذ عشرة سنوات ولا زلت أقول فترة وستمر ،فترة وستمر ولكنها لم تمر .
ولكن ... لماذا لا تمر ؟ لماذا تذاد الأمور سوءًا ؟ كيف أجعلها تمر ؟ لماذا هذا يحدث معي بهذا الشكل ؟

أغمض عيناي و أرجع برأسي للخلف مستندًا على وسادتي ، أفترش بجسدي على السرير أحاول تهدئة عاصفة الأفكار التى سببت لي صداع منذمن سيؤدي بحياتي يومًا ما .

مر أسبوع منذ أن رأيت ذلك المشهد الذي أصبح كوبسي الدائم منذ أن كنت فى المشفي أخر مرة ، ذلك الطفل الصغير المتكور حول نفسه يبكي بصوت مكتوم يشبه النحيب فى غرفة مظلمة خائفًا مهموم ، أحاول الأقترب منه لأجد جسده مشوة ، أقترب أكثر لأرى بوضوح فأجد تلك الجمل السلبية التى أعتدت سماعها محفورة على جسده حتى أصبحت كالندوب الدائمة لن تفارق جسده حتى مماته ، أنتفضت كلما أتذكر هذا المشهد أشعر بقلبي يعتصر ألمًا وبرعشه تسري فى جسدى فأضم ركبتاى لصدرى محاولًا تهدئة نفسي من هول ما رأيت .

أنظر لتلك الكتب الملقاة على الأرض أحاول عدم تصديق ما قرأت أكذب نفسي والكتب أنا لست مريضًا نفسيًا ، أنا لا أعاني من انفصام في الشخصية ، لست كذلك بالتأكيد أنها مجرب أوهام ، كنت أقول هذا لنفسي طوال الوقت مكذبًا كل شيء أمامي .

أفيق من شرودي على صوت أمي يناديني لتناول الطعام أنصاع لها بغير إرادتي فقط كى أتجنب كل ما من الممكن أن يقال ، خرجت من غرفتي أتصنع البرود واللامبالاة لكل شيء ، كان الطعام يمشي طبيعيًا حتى أتت تلك الرسالة من ليلي ، فتحتها بدون قصد لعنت تحت أنفاسي ما حدث ثم قرأت تلك الرسالة مضطرًا كانت رسالة بها تفاصيل يوم حفلة التخرج مرفقة برسالة أخرى كتب فيها  " أعلم أنك لم تهتم لتطلع على هذا فأرسلته لك " ، كم تمنيت أن تكون قد نست أمري ولكن ليس كل ما أتمناه مجاب ، أنتهيت من طعامي ثم عدت لغرفتي حتى أرد على رسالتها ولكن أجد أنني أتصل بها لا أعرف ماذا حدث وكيف هذا أفقت من شرودي على صوتها وهى تقول .

_ مرحبًا ، أدهم

_ ءءء ... مرحبًا فقد كنت أريد أن أقول ... أنني متحمس جدًا للحفلة ولكن أرى أنها متحمورة حول الأصدقاء وأنا لا أملك أحد ، لذا لن أستطيع الحضور .

_ ما الذي تقوله هذا يا ادهم ألم نتفق أخر مرة على أننا أصدقاء .

_ أجل بالطبع ولكن ...

لم تسمح لي بالتكلم لتنطلق هي .
_ بدون أى أعذار لقد أرسلت لك كل ما يلزم للتسجيل ، هي بلا كسل .

_ حسناً إذا أراكي يوم الخميس القادم .

لقد شعرت بشيء غريب وأنا أتفوه بتلك الكلمات لم أكن أنا كانت نبرة مختلفة ، وكأن أحد أخر يتحكم بجسدى .

ألقيت الهاتف غير مباليًا على السرير  ، طرقت أمي الباب وفتحت لها .

_ تفضل يا بنى العصير الذي طلبته .

_ أنا لم أطلب شيء يا أمي .

_ بلى يا بني قبل أن تدخل غرفتك طلبت مني كوب عصير .

لم أنصدم كثيرًا فهذا لا يقارن بجنون ما يحدث معي  شكرتها وبمجرد أن أسترد وجدت هذا الغريب جالس على كرسي المكتب يلعب بقلم بين أصابعه ، نظرت له بهدهشة ألجمت لساني فلم أستطيع التحدث حتي قال مع إبتسامة جانبية أثارت إستفزازى .

_ مرحبًا ادهم .
...يتبع

___________________________

آسفه على النكد دا 🌚
تفتكروا مين الى ظهرله دا ؟

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن