بسم الله الرحمن الرحيم
#سفيان
الفصل الثاني والعشرونلا نعلم خبايا القدر مهما توقعناها، تأتي بما لم نتوقع فدائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فكم من حدث تمنينا لو لم يحدث لأننا اعتقدنا أننا لن نقوى على تحمله ولكننا تحملنا في نهاية المطاف فالله لا يأتي نفسا ما لا طاقه لها به لكننا لن نتخيل قدر عظمه الله ورأفته لنا.
كان يتطلع لها بثبات لا يعرف كيف يتعامل معها لتقول "عزيزة" محاوله ان تهدأ تلك الحرب التي اشعلتها تلك الفتاه فقالت:
يا ولاد صلوا علي النبي كده وانتي يا عنان يلا يا حبيبتي نامي والصباح رباح
لتنظر لها بعناد قائله:
لا انا عايزه امشي دلوقتي
نعم لقد طفح الكيل ليمسك "سفيان" يديها ليجذبها بقوه خلفه ليقول:
اكده طب يلا هوديكي دار ابوكي
ليسير بها بعنف في محاوله من "عزيزه ونيروز وحمزه وسولاف وريان" ان يوقفوه لكنه قد كان ثائرا
هبط بها ووضعها في السياره ليعتلي المقعد الذي بجانبها ليقوم باداره المحرك ومن ثم انطلق بها
اما "عزيزه" فندبت حظها بقولها:
يالهوووي ده لو حد لمحهم هتبقي فضيحه وهادي مش هيسكت يارب جيب العواقب سليمه
ليقلب "حمزه" عينه بملل فقال:
تستاهل بصراحه
لكن "نيروز" نظرت له بقوه فقالت:
لا طبعا ولو مش شرط نوصل الامور لكده
التفت لها بقوه وانفعال ليقول:
مش هي الي كبرت الموضوع وبعدين دي مضيقاكي انتي بتدافعي عنها ليه؟
-عشان مهما كان ماتوصلش لفضايح وواحد يمشي مع واحده بليل كده وفي الصعيد والبلد اصلا اوضه وصاله وكله يعرف بعضه
-ماهي يا بنتي الي وصلت الامور لكده وبعدين بتدافعي عنها ازاي دي حتي قالت عليكي حاجات ماينفعش تتقال لو منك معرفهاش تاني ولا اتعامل معاها وانتي بتدافعي عنها!
تنهدت "نيروز" لتقول بتعاطف:
انا فاهمه عنان هي غيرانه عنان لسه صغيره علي فكره وشخصيتها متسرعه وعارفه ان هنا في البلد القرايب بتتجوز فبظهوري الوضع عندها اتلغبط وليها حق تخاف بس هي ماتعرفش ان سفيان بيحبها هي واختارها هي وانا اصلا لسه عرفاه بقالي كام يوم ويعتبر مقعدتش معاه عشان توصل لجواز بس اعمل ايه هي مندفعه
تدخلت "سولاف" في الامر لتقول:
اسفه علي التدخل بس انتي مافيش منك ويا اخ حمزه بص لعنان من منظور نيروز
لكنه اجابها باندفاع فقال:
ومين هيبص علي سفيان قوليلي
شاركه "ريان" بقوله:
انا مع حمزه سفيان كان لازم يوقفها عشان الموضوع كان هيتمادي
اخذت "عزيزه" نفس عميق لتقول:
خلاص يا ولاد اسكتوا انا دماغي هتنفجر والله
صمتوا جميعا ليجلسوا حولها في انتظار معرفه ما حدثعند "سفيان"
كان يقود السياره بسرعه اخافت "عنان" التي كانت تبكي كثيرا لتوقف البكاء بخوف وانفاسها قد سحبت من وجهه الذي لا يبشر بالخير ابدا لتتجرأ وتقول له بهمس بعدما ابتلعت ريقها:
هدي السرعه
لن تجد رد لترفع صوتها مكرره الامر:
هدي السرعه عاد
لا يستجيب ايضا لتقول بقوه تلك المره:
سفيان بجولك هدي السرعه
ليجيب تلك المره بانفعال وقال:
لو سمعت حسك مش هيحصل طيب
لتفاجأه بقولها:
نزلني اهنيه
اخذ نفس عميق محاولا ان يجد طاقه صبر وبوتقه اوسع لتحملها لكنها هزته من كتفه لتقول:
نزلني اهنيه بجولك
نفض يدها مكملا طريقه علي نفس السرعه
-اكده ماشي
قالتها والتفتت لتفتح الباب الذي بجانبها لينظر لها بفزع وكادت ان تهبط قافزه لكنه جذبها ليهمل الموقد بقوله القوي:
هتعمل ايه يا مجنونه
انحرفت السياره يمينا في الطريق الخالي تماما من البشر ليمسك بالموقد ثانيا مسيطرا عليه فاصدر صوت الاحتكاك القوي جعل اثره علي اجسادهم قويه
توقفت السياره بقوه ليغمض "سفيان" عيونه ومن ثم يضع رأسه علي الموقد امامه بتعب
لحظات ووجد انين قوي قادم من التي بمحاذاته لينظر لها فوجدها قد ازدادت شهقاتها اغمض عينه ليتبدل حاله من الغضب ليرق قلبه من بكائها هذا ليأخذ نفسا عميق قبل ان يقول:
بطلي بكي عاد
ازدادت وتيره شهقاتها ليقول هو مهدأ ذاته:
يعني غلطانه وعتبكي كمان
اجابته بين عبراتها فقالت:
انت عتدافع عنها هي وانا لا ليه؟
ارتفع حاجبه بتعجب لتلوح ابتسامه علي ثغره فعلم ان غيرتها قد فاقت الحد، تحدث بهدوء ليقول:
طب بطلي بكي عشان نتحدتت شوي
نظرت له اخيرا لتحاول ان تهدأ لتقول بحزن:
عارفه اني غلطانه بس مجدراش اصدج انها مش هتبعدنا عن بعضينا حتي لما نتجوز غيرانه ايوه غيرانه عايزني اجعد احبك عمري كله وحد ياجي يخدك مني ليه يعني ... انا مش بعادي نيروز بس غصب عني غيرتي بتحركني اعمل ايه يعني
اعطاها منديل ورقي لتلتقطه منه فقال:
امسحي دموعك الاول
انصاعت له وفعلت وهي تحاول ان تخفي شهقاتها لتكمل:
رايده اعاود دار ابوي عشان اسيطر علي غضبي وغيرتي دي واي فعل هعمله وياها رايده افضل بعيد رغم اني هفضل افكر كتير وانتو في بيت واحد لحد ما نتجوز وكمان هبجي وياها يعني الأمر هيزيد يا سفيان وانا كارهه حالي أكده
كان لا يجيب لتنظر اليه ثانيا لتقول بقوه:
انت معتردش ليه؟
اغمض عينه وفتحها من جديد ليقول:
ليه ماتبجوش اصحاب اكتر حاجه هتجليكي تثجي فيها وفيا انا كمان
تنهد مكملا:
يمكن مانعرفش بعضينا زين لكن رايدك تعرفي حاجه واحده بس انا جد كلمتي واستاهل الثجه انا بخلص للي عحبه يا عنان ومع الوقت هتعرفي اكده
-انا بثج فيك
ليجيبها باعتراض:
لا كل ده معناه انك معتثجيش فيا انا وفي نفسك كمان انتي الي جلبي اختارك ولو كنت معحبكيش كنت اتجوزت نيروز الي لسه عارفها من كام يوم بس رغم انها بت عمي واحنا في مصر لو كنت رايدها هي مكنتش هملتها في مصيبتها في مصر وجيت انجدك انتي عنان رايدك تعجلي اكده وتخلي عندك ثجه فيا وفي حالك
نكست رأسها للاسف لتظهر ابتسامه هادئة علي ثغرها ومن ثم رفعت عيونها له لتقول:
انت جولت بتحب مين؟
ابتسم بقله حيله عليها ليجيب بعدم تصديق:
بحب عنان المجنونه
اتشعت ابتسامتها بسعاده لتقول:
طب يلا عاد عاود علي دارك
نظر لها بشك لتكمل:
رايده اعتذر لنيروز
ادار المحرك عائدا وهو يقول:
ربنا يكملك بعجلك
لكنه توقف اثر طلق ناري صرخت لاجله "عنان"