الفصل الثامن والعشرون

125 9 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
#سفيان
الفصل الثامن والعشرون

ولأن النفس تميل لمن يقدرها ولأن الفطرة تجعلنا نرد الإحسان بالإحسان فمن يهمنا أمره نسعى أن نخرجه من أي مأزق مهما كلفنا الأمر غير مبالين للعواقب...

التفتت "عنان" بفزع لتجد الاخرى تنظر لها تحاول أن تفهمها بعيونها ألا تفعل شئ يزيد الأمر سوء لتهتف "عنان":
نيروز ايه الي جابك اهنيه؟
اقتربت منها لتقبض على ذراعها قائلة:
تعالي احنا لازم نمشي
لكن "عنان" نزعت يدها من قبضتها لتعترض بقولها:
لاع جايه اجول حاجه وامشي ولازمن تسمعني عشان نخلص من الكابوس ده
ابتلعت "نيروز" ريقها وكادت أن تحاول مرة أخرى لكنها قالت سريعا:
حجك عليا انا غلطت في حجك جوزي وصاحبه مالهمش ذنب خلي ولدك يخرجهم
أما التي أمامها فكانت تضع ساق على أخرى تريح ظهرها للخلف مبتسمة مما تفعل وكأنها انتصرت لتتنهد بقولها:
ايوه واخيرا خلاص يا بتي جوزك وصاحبه عيطلعوا انهارده
تبسمت "عنان" بفرح لتشكرها قبل أن تذهب سريعا وهي تكاد تطير و"نيروز" خلفها تحاول إيقافها
امسكت بذراعها ثانيا لتوقفها فقالت:
انتي عملتي ايه؟
-الي لازمن ينعمل، انا الي غلطت وصلحت الغلطة دي
لكن "نيروز" ارتفع صوتها بقولها:
انتي عارفه لو سفيان عرف هيحصل ايه هيزعل منك
-مش مهم المهم يرجعلي بالسلامه
كادت "نيروز" ان تتحدث مره ثانيه لتوقفها بصوتها الحازم:
اسمعي يا مصراويه انتي مالكيش صالح بجوزي انا ادرى بيه وعارفه كيف اراضيه
قالتها باعين متسعة محذره لتتركها وتذهب اما "نيروز" فاغمضت عيونها وكأنها تلعن غباء تلك الفتاة.

أما عند منزل "سفيان"
ف "عزيزة" قد هدأت قليلا لتعطي كوب الماء الذي معها للخادمة التي أخذته ورحلت فقالت "سولاف" :
عامله ايه دلوقتي؟
اماءت لها مجيبه:
الحمد لله بخير
ليضيف "هادي" بقوله:
الضغط مهيعملش حاجه واصل ولا هيخرج سفيان وحمزه لازمن تهدي هبابه عشان نعرف نتصرف
نظرت له والدمع يتلألأ بمقلتيها فقالت:
اعملها ازاي دي يا هادي قولي انا من ساعه موت عمار وانا واقعه وكل يوم والتاني مصيبه يارب استغفر الله واتوب اليك
تنهدت ووضعت وجهها بين راحتيها لكنها نظرت حولها بتعجب لتتفوه بقولها:
هي عنان فين؟
التفتوا جميعا ليكمل عليها "ريان" :
ونيروز كمان مش موجوده
ليدب القلق قلب "عزيزه" فقالت:
ايه ده بقى هيكونوا فين؟
لكن "ريان" طمئنها بقوله:
ماتقلقيش انا رايح اشوفهم
لتقول "سولاف" بعده:
وانا جايه معاك اكيد في اوضهم او بيعملولك حاجه تشربيها.
انصرفا لتغمض "عزيزة" عيونها داعية الله ألا يكونا في مكان خطأ أما "هادي" فقد دب الخوف قلبه فحتما أبنته ترتكب خطأ ما من جديد.

في القسم
كان "سفيان" لا يحمل هم شئ هادئ كعادته أما صديقه فكان قلق للغاية، نحدث الأول فقال بتعب:
حمزة أجعد عاد خيلتني
كان بالفعل يأخذ المكان ذهابا وايابا ليجلس بجانبه قائلا:
نفسي اعرف جايب البرود ده منين؟
نظر له متبسما بهدوء فقال مجيبا:
من عند ربنا وبعدين جولتلك شوف احمد ده هيحصل معاه ايه.
قطب "حمزه" حاجبيه لا يفهم ما يعنيه لكن ما أن قالها حتى أتى العسكري ليطلب منهم أن يخرجوا معه، استجابوا ليسيروا خلفه
كان الأول هادئ مبتسما مطمئن عكس الأخر
تقدموا ليجدوا هذا أحمد يكاد يخرج نيران من أذانه، لحظات وقال وهو يحاول أمساك ذاته على الفتاك بهذا المصاب فقال:
أنتو هتعاودوا علي داركوا دلوك
ليسأل "حمزه" بصدمه:
نعم ازاي ده ايه الي حصل؟
اغمض "احمد " عينه ولم يعقب ليضحك "سفيان" وهو يربت على كتف صديقه فقال:
يلا يا خوي لحسن الباشا زمانه دلوك مشغول في انه يلم حاجته عشان يلحج اول جطر بيروح بنها
ارتفع حاجب "أحمد" فكيف علم ذلك، يعلم كل العلم أن هذا اللواء قد تحدث لان "سفيان" هو من طلب وساطته قبل أن يأتي لكن كيف له أن  يعلم أن هذا اللواء قام بأمر نقله لبنها خصيصا هل علاقته باللواء حميمة لتلك الدرجة أم أن هناك أحد ما قال له.
ذهبا الصديقان أما "احمد" فأتاه هاتف ليجيب سريعا:
الو
أتاه صوت أبن المأمور وهو يقول:
لازمن نربيهم هبابه
لكن "احمد" هو من تحدث بهجوم فقال:
اربي مين دول هما الي ربوني غور من وشي لاجي اكمل على جتتك بعد الي حصلك ... اقفل
قفل سريعا ليضع "احمد " رأسه بين راحتيه بتفكير.

سفيان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن