الفصل الخامس عشر

156 11 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الخامس عشر
#سفيان

ولأن الانسانية انعدمت والرحمة جردت من القلوب فلا داعي ان تعامل بالمثل ،ان كنت تمتلك بصيص من هذه او تلك فاحتفظ بها بل عامل بها وان كنت تُعامل باقل واسوء ردها باحسن منها .... علمهم كيف تكون طيب النفوس

يسمعون في الليل سكونه وقلوب ترجف من الخوف ،الصمت يخيم في المكان يتخلله انين البكائين

لايصدق ماهو به لو اتي له احد يقول له انه انتقل الي الاراضي المحتله ورأي مايرى الله ماصدق ابدا ،بالفعل الامر غاية في الوجع

نرى خلف شاشات التلفاز في بيوتنا ونجلس مغلقين ابوابنا علينا يشوبنا الامان نشعر بمعاناتهم وهي مجرد مشاركه وجدانيه لا مشاركه حقيقيه في تلك المعاناه

لايستطيع النوم فالخوف يهز كيانه ولكن ماجعله مطمئن نوعا ما وجوده وسط حشد كبير ....

غفي اخيرا بعد معاناة دامت لساعات ،لكنه فزع بل و انتفض اثر ضرب قوي دوى في المكان والجميع في ذعر يركض ويحمل مايستطيع حمله من اغراض وابناء

ركض "سفيان" بصحبه "سولاف وريان" ليبتعد بعض الشئ عن الخطر معهم لكن مالفت انتباهه هو عويل وصراخ تلك السيده بل الام التي تحاول الذهاب لمكان الخطر ،فولدها لم يأتي معها ومن المؤكد ان النيران تتأكل في قلبها

- ابني الله يرضي عليكن ابني رح يموت حد يلحقه

حاولوا منعها بشتي الطرق لتكمل باكيه :
عمره ٣ سنوات الله يسلم اولادكن

فطر قلبه من هيئتها تلك ليتقدم "سفيان" ليقول لها بهدوء :
خليكي هجيبه انا .

وتقدم بتسلل وبحذر رغم هتاف الاخرين عليه لكنه تغاضي عن كل ذلك

حاول ان يحتمي بالجدران و الغيم بل الاشجار الطويله ذات الفروع الكثيفه ،الامر كان يسير عندما تسللوا بين دوريات المحتلين ليلا لكن الامر مختلف الان فالنيران تنشب من كل اتجاه بل اصوات القنابل تثير خوفك تجعلك تموت في ارضك

حاول البحث عنه بعينيه واخيرا قد التقطه بنظره فقد كان منكمش علي ذاته يبكي بحراره ويضع كفيه علي اذنه كي لا يستمع لهذه الاصوات المفجعه

كان الفرق بينه وبين الطفل ان يعبر طريق ممتلئ ببعض النيران بل هو عارٍ للناظرين والمحتلين من ظهر به سيموت حتما

انتفض بفزع عندما اتي احدا من خلفه ليكن "ريان" رفيق تلك الرحله ليقول :
ماقدرت اتركك

تبسم له بامتنان ليقول "سفيان" :
الولد هناك اهوه رايد اجيبه وخليك انت اهنيه هعاود طوالي ولو اي حاجه امن ضهري

اماء له "ريان" وهو يتمسك بسلاحه ليهبط "سفيان" زاحفا علي بطنه بعدما التقط احد الاقمشه الملقاه في الطريق كانت سوداء اللون ليعبر بسهوله دون ان يراه احد في هذا الظلام ،استطاع بعد معاناه ان يصل له لينتشله مخبئ اياه بين احضانه واضعا ذلك الغطاء عليه ليركض مسرعا لكن وللاسف التقطته عيون صهيونيه لتحاول اطلاق النيران لكنه ركض مسرعا ليقوم "ريان" ذلك القناص الماهر باطلاق النيران عليه ليصيب عنقه واجزاء من اجساد من بعده بعدما كان يركض وهو يتلاشي طلقاتهم الناريه ،من المؤسف ان "سفيان" لن يسلم من طلقاتهم الحية ليصيب كتفه من الخلف ليقف للحظه متأوه ولكنه اكمل حتي وصل لمكان الاخرين لتلتقط الام ولدها اما هو فسقط مغشي عليه ما ان وصل لهم ....

سفيان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن