📍الفصل الـسابع : لكنها وطني

736 47 15
                                    

ركبت "فيلا" العربة بمواجهة "كاس" ، و أثناء محاولة "مور" الصعود إبتسم له "كاستيل" ابتسامة مفادها ' غيِّر العربة' ، و قد فهم ساعده الأيمن ذلك فورا بخيبة (هل ترميني الآن ؟ يا إلهي ، يا لك من وقح ، كيف تفضل امرأة بالكاد تعرفها على صديق عمرك...لقد خاب ظني ) قال "مور" مخاطبا ذاته بسخرية (لكنني متشوق لما سيحدث مستقبلا ) .

مرت ساعات من المسير ، و لم ينطق كل من الشاب و الفتاة بكلمة .

حينما توسطت الشمس السماء ، و انعكس نورها على سنابل القمح الذهبية في حقول الدوقية التي مروا بها ، اغرورقت عينا الفتاة ، و بينما تشاهد تراقص الحقول و أوراق الأشجار على نسيم الهواء العليل على طول الطريق من النافذة ، قالت بصوت أجش :

-جلالتك ... هل تعلم ..دونكيشوك ...إنها جنة ...الشوارع و الأحياء و الحقول و هوائها العليل ، قد احتوى قلبي لعمر كامل ...في الأصل ..في الأصل أنا أحب دونكيشوك ...إنها وطني حيث أنتمي ..سأشتا..

شعر "كاس" بالغرابة ، فالدموع التي انهمرت و سبقت كلمات الفتاة دونما إذن ، و اليدان المرتعشتان اللتان سارعتا لمنع فم "فيلا" من التفوه بالمزيد قبل الاستسلام للبكاء ، هذا المشهد.. أشعر "كاس" بحرقة في قلبه ، و قرحة في حلقه و كأنما انقطعت حباله الصوتية ، و هو بالكاد استطاع كبح ارتواء عينيه ( لماذا تبدوا كالذي فارق عزيزا عليه ؟ ألم تكره هذا المكان أكثر من أي شيء آخر ؟ أليس هذا ما سعت إليه ؟ قبل انطلاقنا فقط ، عندما كان أهلكِ ينتحبون في حين لم تلقِ نظرة واحدة خلفكِ .. لوهلة ظننتنا متشابهين ، فأنا الذي لطالما قدت الصفوف الأولى للجيش واضعا حياتي على المحك في سبيل هذه الإمبراطورية و أهلها ، لم أشعر يوما بما تعنيه كلمة "وطن " ..بالدفئ الذي تحتويه هذه الكلمة أو بالحنين الذي تتضمنه ... كل ما يمكنني قوله هو أنني مخلص لها ، حتى القصر الذي نشأت به ، لم أحزن يوما على مفارقتي إياه عندما كنت أذهب للحروب ، لم أودع يوما أسواره و لم أهتم بإلقاء نظرة حب أخيرة على حدائقه ، لم أشتق له و لا لمن سكنه يوما ، لم يتملكني الحنين و لم أهتم بالعودة ... لكنكِ مختلفة عني يا دينافيلا ...في النهاية قلبكِ المحب ، تمكن من إحتواء هذه الدوقية أيضا ...و كم هو مؤسف أن يكون المرء مضطرا للإختيار بين أحبائه ...أحلى الخيارين مر ... رؤيتكِ هذا تتألمين بسبب حبكِ في كل مرة ..مزعج ...مزعج جدا )

نظر "كاس" من النافذة و قال مواسيا :

-هذا المكان أيضا ..سيشتاق لدينافيلا ...لحركاتها و سكناتها ...لأصوات ضحكاتها و خطواتها ، حتى لعنها المستمر لكل ما حولها ~ ضحك كاس و نظر نحوها ~ أنا متيقن أيضا أنه فخور بأنه من أنجبكِ ، حتى أنه ودعكِ بابتسامة ..ألا ترين ؟ شمس هذا اليوم الدافئة ..إن دونكيشوك تودعكِ بابتسامة شمسها الدافئة .

لم تتمكن الفتاة من السيطرة على دموعها أكثر و انفجرت باكية بعدما قاله الإمبراطور .

بابتسامة حزينة أردف :

Ugly Empress²: Glorious Nefarious Crown Of Herحيث تعيش القصص. اكتشف الآن