📍الفصل السادس عشر : تردد و إقدام .

618 42 48
                                    

إنه ذلك اليوم ، الذي شدت العائلة المالكة رحالها ، متوجهة نحو دوقية "دونكيشوك" لتنصيب الإمبراطورية العتيدة .
بعد ثلاثة أيام من المسير ، ها هي ذي الفتاة تعود مع عائلتها إلى المكان الذي هربت منه كطير مهاجر هجرة أبدية ، لكن الإستثناء ، هو أنهم لم يلقوا في ذلك الملحق الصغير ، بل فُتِحت لهم أوسع أبواب قصر الدوق "داميان " ، و استقبلوا في أفخم أجنحته .

اجتمع الفتيات الثلاث "هيلا" ، "بيلا" و "روزا" في الجناح المخصص لوالديهما ، كان الموقف أشبه بالحلم لهن، فهن الآن يحظين بأعظم استقبال و احترام بالقصر الذي لطالما حرمن من الخطو على عتبة بابه حتى .
-أنظرن ، نحن نعود إلى هنا ، بصفتنا أخوات الإمبراطورة العتيدة . ~قالت هيلا بحماس ~
لم تستطع "بيلا" كبح ضحكتها فبسخرية ردت :
-هاي ..أولا تتذكرن ؟! ، عمي داميان كان دائما يقول أن نهايته ستكون على يد فيلا ... أظنه محق هههههه لكن أن تتخيلن حاله بعد جعلها لنا نعود ضمن العائلة الحاكمة ، و استعمارها لقصره ههههه !!
أردفت الصغيرة "روزا" بسخرية :
-إن لم يلفظ أنفاسه الأخيرة الآن ، فسيفعل بعد خمسة أيام لما يرى فيلا تضع التاج ! هههه

~

~~~~

من جهتهم ، كان "كاس" و "فيلا" يتفقدان جناحهما ، الزوج الذي كان طاويا ذراعيه ينظر لهندسة المكان قال بجدية :

-جلالتكِ ، ما رأيكِ أن نراجع بعض الدروس ، أنتِ تعلمين ، نحن لم ندرّسكِ لثلاثة أيام كاملة .
اقتضب حاجبا الفتاة بعدما كانت ستطير فرحا ، لترد بدلال :
-أوليس جلالتك متعبا من السفر ؟! ، بدلا من الدراسة الليلة ....
و ذهبت لتجلس على السرير مادّةً قدميها أمامها ، حملت كتابا من كتبها ، و ضربت بخفة على الطرف الآخر من السرير عدة مرات ، في دعوة منها لـ"كاس" لمحاذاتها .

وقف هذا الأخير قبالتها بملل :

-أنا أقول فلنراجع دوسكِ ...و أنتِ تدعينني إلى النوم ؟

-لا ...ليس النوم ...أنا أعلم أن الحديث قبل النوم يساعدك في أن تغفوا ...لكن لدي طريقة أفضل ..سأقرأ على مسامعك قصة ..ما رأيك ؟

جلس "كاس" أخيرا بجانبها ليجيب ضاحكا :
-هل يعقل أن فيلا تظنني طفلا صغيرا ؟!

-أء ... لا بأس ، إن كان لا يعجبك ذلك ..فلندرس مادمت مصرا ...

لما همّت بالقيام ، أمسك زوجها يدها و رد بابتسامة :
-حسنا حسنا ، فلتقرئي لي .
مرت دقائق ، كانت "فيلا" تقرأ بصوتها الهادئ أحداث الرواية بين يديها ، و ظل "كاس" ساكنا منصتا ، لتكسر الفتاة صمته حين سألته بتردد :

-أرى أن جلالتك غير مرتاح في جلوسه ...لذا..إن كنت لا تمانع...يمكنني أن أعيرك حجري !!!

صُدم "كاس" من عرضها و من غرابة تصرفاتها عموما تلك الليلة ، لكن و مع اتخاذ "فيلا" لأي خطوة ، أراد هو أن يجاريها أو يسبقها حتى . لذا فقد إبتسم بخجل و أومأ بقبول ، و استلقى على جانبه الأيمن واضعا رأسه بحجرها مردفا :

Ugly Empress²: Glorious Nefarious Crown Of Herحيث تعيش القصص. اكتشف الآن