📍الفصل الثاني و العشرون : عائلة و نكران .

554 48 31
                                    

-أمي ، لا تعلمين كم اشتقت إليكِ !

بادلت " إيلا " ابنتها العناق ، فيما لم تتمكن من إخفاء تعابير القلق التي سبحت على وجهها ، عندما لاحظت "فيلا" هذا ، سألت :

-أنتِ تبدين قلقة ، هل كل شيء بخير ؟! .. لما طلب والدي لقائي ؟!

ردت الأم بتوتر مرغمة فمها على الاستمالة نحو الابتسام:

-ستعرفين عزيزتي ، أدخلي ... والدكِ ينتظركِ بمكتبه .

و بعد مسار ليس بطويل ، دخلت الفتاة مكتب والدها مستفتحة اللقاء بتحية مؤدبة كإمبراطورة متبعة إياه بعناق الإبنة ، و كما والدتها ، لاحظت نفس القلق على وجه والدها ، بالرغم من أن ملامحه كانت متجهة أكثر لتعبر عن غضب دفين .

-أود أن أعرف أولا ... هل سنجري محادثة بين رجل من عامة الشعب و إمبراطورة ، أو بين أب و ابنته ؟!

سأل "كلاوس" بتردد ، فتجيبه "فيلا" :

-ما مناسبة هذا الكلام أبي ؟! ... أيا كان ما ستقوله لي ، فأنا سأعتبره كلاما من والدي !

تردد بداية ، لكنه استرسل أخيرا :

-لا نية لي في التخلي عن الدوقية ..حتى مع كل البذخ الذي جعلني منصبكِ أحظى به ، فستبقى الدوقية و مصالحها أولويتي ...

لم تتمكن الفتاة من كبح ابتسامتها الساخرة ، فكلام والدها قد استفزها ، حيث جعلها تشعر أن كل ما قدمته لازال غير كافٍ لإبعادهم عن قعر الجحيم ذاك ، لذا أجابته :

-لا أتوقع من اللورد كلاوس التخلي عنها أساسا (إنك و كما اعتدناك أبي ، خادم الدوقية و عبدها ) ~أضافت في نفسها ~

أردفت :

-لكن ، لما ينبهني والدي لهذه النقطة ؟! هل فعلتُ شيئا جعلك تشعر أني أقوم بإجبارك على التخلي عنها ؟!

بانفعال ، بدأ والدها الشرح ، و الحال أن "دينافيلا" قد بدأت بتنفيذ أول مشاريعها ، و هو بناء دار للأيتام في دوقية "دونكيشوك" ، المعضلة تكمن في أنها اقتطعت من أرض عمها "داميان" للبناء ، بحجة أن الموقع استراتيجي و الأرض خصبة و صالحة للتعمير ، مع أنها دفعت مبالغ جيدة و أعطت صلاحيات لا بأس بها لعمها في المقابل ، لكنها و كما الجميع ، تعلم أنها مهما قدمت من تعويضات ، فهو لن يشفي غليله في خسارته لقطعة من أرضه على الرغم من أنفه ، و هو ما كانت تريد أن تذيقه إياه بالضبط .

لكن ما لم يكن في الحسبان ، هو دخول "سيميون" في السكة . هذا الأخير الذي استغل الوضع لمصلحته .

فـ"داميان" الأخ الأكبر الذي أصبح الدوق بعد وفاة والدهم ، كان قد اكتتب كل الأملاك و العقارات باسمه ، بحجة إعفاء إخويه من المعاملات التي هو الأجدر بها لحنكته ، في المقابل ، فقد منحهما كفالة التصرف في جل الأراضي و الممتلكات ، و كانت الحصة الأكبر من الكفالة من نصيب "كلاوس" الذي كانوا يستغلون إخلاصه و عبوديته لمصالح الدوقية .
فعليه العمل و الجهد ، و عليهم بالمنفعة .

Ugly Empress²: Glorious Nefarious Crown Of Herحيث تعيش القصص. اكتشف الآن