انفصل جسد "كاس" و ارتد عن سريره بفزع على أصوات الضوضاء المتسللة عبر نافذته مع ضوء الصباح ،حينما اختلط صياح قاطني القصر بهرج و رهبلة معا :
-إنها الإمبراطورة !
(مـ...ماذا ؟!!! ... الإمبراطورة ؟! ، فيلا ؟!! )
بدون أن يلقي بالا لمظهره أو هندامه هرول الحاكم راكضا عبر أروقة القصر وصولا للحديقة ثم الباحة و أخيرا ، أمام البوابة الرئيسية حيث اكتظ الجميع و تكتلوا ، أجبر قدميه المتخدرة على الاندفاع أكثر مصليا لله أن لا يكون سمعه قد أخطأ أو أن عقله قد هذى ، مع الإقتراب ، أصبحت تلك الهمهمات غير مفهومة أين بالكاد تمكن من الفصل بين كلمة و أخرى .
عند حضوره ، رسمت تلك الكتلة البشرية ممرا ليكشفوا عن المنظر الذي همّهم .
وقف "كاستيل" في نهاية الممر ، ذُعر قلبه عندما رأى من الرّهَب ما رأى ، و يا ليته لم يفعل .
ارتجفت ركبتيه معلنة عن هوادها و أردته أرضا ، كم مرة سقط هكذا منذ اختفائها بحق الخالق ؟
مع هذا و كما طفل رضيع حبى ببضعة خطوات أخرى ، إمتد ساعداه المرتعشان ببطئ و تذبذُب ليلتقطا تلك الجثة الدامية برفق ، فيضمها إلى حضنه .
أخيرا ، لقد عادت إلى الوطن ، لكن ياللخيبة ، لم تكن دافئة كآخرة مرة استشعرها فيها ، خصائل الشعر البنية التي انصبغت بالدم العنابي و تيبست أعلى جبينها لم تعد قادرة على استنشاق الحرية في نسيم الهواء و التراقص معه ، لقد خمدت كما انطفئت صاحبتها مع تمردها .
بدأت يداه تمسحان اتساخ محياها الذي كان يحكي مدى شقاوة رحلتها الطويلة .
لم يرها في ثوب أكثر رثاثة من هذا الذي ترتديه من قبل ، كما أنه لم يعهدها بهذا القدر الأليم من الهزالة و الرقة ، لا عجب أن جسدها لن يكون قادرا على الصمود أمام حِدَّة شعرة ، فما أدراك بهذا السيف أو الخنجر الذي سلب الحياة من كليهما .
نظر بعمق لوجهها ، و ثبتت يده موضع الطعنة أسفل خصرها ، ضمها بقوة أكثر :
-هل صارعتِ الألم كثيرا حين سكرات موتكِ ؟ ، لابد أنكِ كنتِ خائفة جدا .. الموت وحيدة ، بقدر ما قيل لكِ أنكِ صديقة عظيمة ، و أخت عظيمة و ابنة عظيمة ... لقد ذهبتِ وحيدة ، بدون أن يودعكِ أحد أو يشعركِ بدفئ الحياة في مسكة يديه عندما زارتكِ الموت ... كله بسببي ، ليتني لم أجرحكِ ،ليتني لم أشعِركِ بعدم الأمان ، ليت الزمن يعود للوراء و أمحي كلما حدث و أحافظ عليكِ حية ترزقين بجانبي ... ليتني لم أجدكِ هكذا على أمل أن تعودي يوما ، ليتني مت قبل أن تعودي جثة هامدة.....
و مع هيجان تضارب موجات قلبه العنيفة ، لم تكن عيناه قادرتان على بث قطرة دمع واحدة ، و بدل أن يدفئها حضنه ، كان جسده هو الذي أخذ يبرد بسرعة جعلت أطرافه مزرقة مرتعدة ، لعله أراد أن يجاري حالة تلك الجثة و يرسل صاحبه إلى فقيدته .
![](https://img.wattpad.com/cover/320739977-288-k372605.jpg)
أنت تقرأ
Ugly Empress²: Glorious Nefarious Crown Of Her
Romanceلا أعلم الهدف من وجودي ، لكني اخترت أن أهب حياتي للإمبراطورية التي أحكمها . -تزوج -أليس الزواج رفاهية أنا في غنىً عنها ؟! سأبحث عن امرأة لن أقع لها لأتفرغ بشؤون الحكم ...امرأة قبيحة لن تتمكن من قلبي . -آنستي كوني إمبراطورتي عديمة الفائدة ، و سأقطع...