📍الفصل الرابع عشر 3 : مذكرات جيريمي

517 41 17
                                    

•مرت أيام قلة بعد تسللها لغرفتي ، و لحد الساعة لازلت لا أعلم لما أصغيت إليها و قضيت تلك الأيام في الدراسة ، عن غير وعي مني ، لقد وثقت بأنها ستنقذني ، آمنت بها ..و صدقت كلماتها التي كانت تُحفَر في ذهني من غير إذن مني ، و تمر عبر أبواب قلبي و كأنها مالكته بالفعل .
•ذات مساء ، تمت مناداتي من قبل والدي حضرة الفيكونت جوليان ، ما إن دخلت مكتبه الذي كان يجلس كالجبابرة خلفه ، واضعا يده على خده ، مبتسما ، حتى قال بنبرة خافتة:
-ماذا فعلت أيها الماكر الصغير حتى تجعل حضرة الدوق يتدخل بطلب للسماح لك بالعودة للأكاديمية ؟ لقد قال أنه لا يستطيع رؤية حزن إبنة أخيه على فراقك ..إنها معجبة بك أو شيء من هذا القبيل ..و هو لا يستطيع رفض طلب لها ، يقول أنها شعلة الدوقية و أنه يعلق آماله عليها ~ ضحك بسخرية ~ هراء! هل يعتقد أني لا أعلم بتمردها و بمدى سوء علاقتهما ؟! ...هههه لم أكن أعلم أن ابني يمتلك سلطة كهذه ..ليجابهني بها .~نهض و اتجه نحوي ، شدني من شعري ليهمس بأذني ~ لقد تم إنقاذك هذه المرة ..لكني سأحسن مراقبتك من الآن فصاعدا ..مستقبلا ، إن فعلت شيئا قد يهدد وجودي و سلطتي ، سأكسر قدميك ، و قدما فراشتك الهزيلة تلك ~كان يقصد فيلا ~.
•بعدها ، أنا فقط لم أكف عن الإبتسام بسعادة ليلتها ، لقد تم إنقاذي حقا ...لأول مرة شعرت بوجود سند و دعم بجانبي ، شخص سيمنع سقوطي ، شخص سيعوض كل الظلام بداخلي بنوره ، شخص لن ينظر لوجهي الوسيم فحسب ، بل سيرى من خلالي.
•بالفعل كنت قد التحقت مجددا بالأكادمية ، أول ما قمت به ، هو الذهاب للقاء فيلا ، أتذكر أني وجدتها بالمكتبة تطالع بجدية ..مملة كالعادة ، جلست مقابلا لها :
-مرحبا أيتها الفتاة .
-مرحبا أيها الفتى ...و هلا سمحت ، لا تتحدث إلي أنا منشغلة بدراستي حاليا ~قالت بجدية بينما لم تزغ عيناها عن الكتاب بين يديها ~.
حسنا لأكون صريحا ، استقبالها لي كان مخيبا للآمال ، ظننت أنها ستكون أسعد أو أكثر ودية على الأقل .
-هل يستقبل الشخص الإنسان الذي هو معجب به استقبالا كهذا ؟~قلت محاولا استفزازها ~
-بففف هههه أيها الفتى هل تظن حقا أني معجبة بك ؟ تلك لم تكن ذريعتي حتى ، بل عمي من اخترعها كحجة ..لذا اصمت و لا تحاول جعل الجميع يسمع أني واقعة لك ~ضحكت بسخرية ~
-آه أعلم أعلم ، سأذهب الآن للقاء فتياتي لابد أنهن مشتاقات بشدة لي ...و أنتِ ...بعد انتهاء الإمتحانات ، فلنلتقي بالعالم السفلي ، عند ذلك المنزل المهجور.
-لن أفعل ، ثم أوليس من الأفضل أن تدرس الآن ؟!
-ستفعلين أولا ، ثانيا لقد درست بالفعل ،الشكر لملخصاتك القيمة ~و ذهبت ~
لم يكن بإمكاني إنكار سروري لعودة الأمور لمجاريها ...مناوشاتي مع فيلا خاصة .
•بعد انتهاء الإمتحانات ، كنت قد أقنعتها بلقائي و هذا ما حدث ، حينما وصلنا البيت المهجور ، وقفنا تحت الشجرة أمامه ، عندئذ مددت يدي و بجدية قلت :
-فلنقم بمعاهدة سلام و لنصبح أصدقاء .
وقفت فيلا ساكنة لثواني و ملامح الإستغراب مرتسمة على وجهها ، فتنظر لوجهي حينا و نحو يدي حينا آخر .
-تبا ، توقفي عن النظر إلي هكذا ..لقد جعلتني أندم بالفعل ..ياللإحراج ..لا تجعليني أسحب ما قلت .
بدأت بالضحك بسخرية : -ههههههه يا إلهي ..هل تم استبدال دماغك بالفترة التي لم تدرس فيها ؟
لكنها مدت يدها هي الأخرى و تصافحنا ، جلسنا فوق جذع كان مقطوعا تحت الشجرة ، قلت مازحا :
-هل أنتِ متأكدة أنكِ لم تساعديني بسبب إعجابكِ بي ؟ فقط اِعترفي ، في النهاية ، أنا أرفع قبعتي لكِ ، لقد صمدتي أمام وسامتي و نبلي لعامين كاملين ..إنه إنجاز لم تسبقكِ فتاة له بالدوقية .
-أيعقل أن جيريمي دي سيزار يحلم بجعلي معجبة به ؟
-لا تهذِ ، أنتِ آخر من سأهتم بها من تلك الناحية ~لأكمل بلطافة ~ لكن لا تقلقي ، من الآن فصاعدا سأهتم بكِ و أعتني بكِ بصفتكِ صديقتي الصغيرة .
نظرَت إليّ بملل :
-هل أخبرك أحد أنك تبدوا مقززا عندما تتصرف بلطافة ؟
لأردف بجدية :
-أنا أسألكِ بجدية الآن ..لماذا قمتي بمساعدتي ؟
-لنقل أنني أدرك ما معنى أن تتم محاربة الإنسان من قبل أقرب الناس إليه ...لذا..ظننت أنه سيكون من المطمئن أيضا وجود شخص يقف بجانبه.~قالت بينما تنظر على مد البصر ~ .
•تلك اللحظات و ذلك المكان ، قد أرّخا بداية صداقتنا ، أينما تبادلنا همومنا لأول مرة ..رغم أني لن أقول أننا أصبحنا أكثر تفاهما ، لازلنا نتشاجر و نقوم بالمقالب لبعضنا في أغلب الوقت ...و هكذا مرّ عام كامل ، أصبح كلانا بالسابعة عشر من العمر .
•كانت فيلا ذلك النوع من الأصدقاء الذي يقف معكَ في كل وقت ، ستصفّ بجانبك حتى لو كنت مخطأً ، تخاطر لأجلك ، و تصلح أخطائك و تنظف القذارة التي تصنعها و تتحمل عواقبها إن لزم الأمر .
~~~~~~~
-دينافيلا ...إحزري . ~همست لها بينما كنا نحضر محاضرة ~
-ماذا ؟ أنت تبدوا في غاية السعادة اليوم ، وجهك مشرق أيضا ~ردت بهدوء و ملل ~
أجل ، كنت ذلك المراهق الطائش ،الذي ذهب جاريا لإخبار صديقته الغالية أنه أخيرا قد أقام علاقة...أتذكر جيدا ردة فعلها الحنونة عندما نظرت إليّ كأنها تنظر لابن أو أخ صغير ، ربتت على رأسي بلطف و بابتسامة جميلة قالت : -أنظروا للمشاكس الذي أصبح رجلا .
لعلي وقتها كنت قد سررت أكثر من ردة فعلها تلك ، لأني كنت خائفا أن تنظر إلي باشمئزاز أو غير ذلك ، فعلاقات كهذه تخالف مبادئها ، لكن لحسن الحظ لم يتغير شيء بيننا .
عندما بدأت بإقامة العلاقات ، بدأت أتورط في مشاكل لا تحصى ، خاصة بسبب ميولي للمتزوجات ، دينافيلا قالت لي يوما "هل تفعل هذا كانتقام لأمك ؟ كأن تقول للرجال ،لستم الوحيدين الذين يمكنهم خيانة و كسر المرأة ..يمكن للمرأة أيضا أن تغدر ، كما فعل أبي الحقير بأمي المسكينة ، سأجعل نسائكم يفعلن بكم ؟! " رددت " في الحفلات ، أحب رؤية الرجال السذج الذين عاشرت زوجاتهن " ، دينافيلا تعرفني و تقرأني ، اذا فهي لم تحكم عليّ ، و كما قلت فرغم تورطي بمشاكل عدة ، كانت تفعل المستحيل لمساعدتي ، حتى لو أدى هذا لتورطها في كثير من الأحيان ..حتى لو لوث سمعتها أيضا .
لن أقول أن فيلا كانت فتاة مستقيمة ، كانت الأكثر تمردا ، مشاكلها مع الدوق ذاعت على كل لسان .
هكذا استمرينا ، من في الدوقية لا يعرف الثنائي فيلا و جيريمي ، لم نتصرف كنبلاء قط ..كم عبثنا في الأسواق ، و كم سببنا من متاعب ، كم سرقنا من حقول و جرينا في أودية و تسللنا بين جدران ..حتى أننا كنا نورط أخوات فيلا معنا ، كنت كالأخ الكبير لهن...لذا دونكيشوك شاهدة ، أننا كبرنا معا ..حتى أننا نعلم و نتجاهل حقيقة أنه كانت تدور شائعات حول كوننا نتواعد ...لم يكن مهما لي في ذلك الوقت ..فأنا لم أرها أكثر من صديقة قط ...لكن كل شيء بدأ يتغير بعد يوم ظهورها الأول ..أي بعد عام ، في اليوم الذي بلغت فيه الثامنة عشر .
الجميع يعلم أهمية الظهور الأول للفتاة في المجتمع النبيل ، يعرفها النبلاء و غالبا ما يتم تحديد خطبتها لأحد يليق بمقامها ...كان ظهور فيلا الأسوء على الإطلاق ..أولا هي لم تجد مرافقا لها و لم تعرض ذلك علي ربما لخجلها ..لذا أتذكر أنها دخلت حفل ظهورها بمفردها ... ناهيك عن آراء الحضور حول شكلها ..أيضا لم يتقدم نحوها ولا شاب واحد ..لأنها لم تكن فتاتا يمكن لأحد أن يعجب بها من شكل وجهها على حسبهم ..و قضت الأمسية وحيدة ، تنظر إلى انكسار أمها و حزن أخواتها لحالها ... أما أنا فقد كنت غاضبا جدا ، كنت أريد أن أحطم أفواههم للضرر الذين أحدثوه في قلب فيلا العزيزة ، و بالرغم من أن والدي منعني من الإقتراب منها في تلك الحفلة ، لأن ذلك قد يؤول لإلصاق الدوق لفيلا بي ، كون لا أحد يرغب بها ، و مع كل الشائعات حولنا سيكون له فرصة للضغط علي لتزويجي بها ، لكن لم أكن لأسمح لها بإنهاء حفلها من دون رقصة على الأقل ، فهذا لم يحدث لفتاة قط ..لذا أنا فقط تقدمت بثقة ، وقفت أمامها مقبلا يدها:
-أتمنى أن تمنحني الأميرة رقصتها الأولى .
أنا متأكد ، أني لم أرَ وجه فيلا خجلا قبل تلك اللحظة ..احمر وجهها و سايرتني بابتسامة حزينة على أنغام الموسيقى التي ما كدنا نسمع صوتها بسبب كثرة حديث الحاضرين ، في النهاية من تقرب من فيلا هو الأمير جيريمي دي سيزار ، حلم كل فتاة بتلك الحفل ..الجميع مذهول و متأكد "الشائعات صحيحة هذان يتواعدان " ، "لا أصدق أنها ظفرت بأوسم شاب ..كيف لفتاة مثلها أن توقعه ؟!" أحاديث من هذا القبيل .
و في حين كنت أنظر لأبي الذي يترصدني بدوره بملامح تهديد تقول "انتظر أيها الفاسق الصغير حتى عودتنا للقصر" ، لم تزح فيلا عيناها عني ، كنت أشعر بتحديقها المستمر .
بعد انتهائنا من الرقص ، حرفيا ، أنا قمت بخطفها ، لم أرغب في جعلها تستمر في سماع ما يقال عنها ..بعدما طلبت الإذن من الدوق ..خرجنا ، و توجهنا لمكاننا ، المنزل المهجور أين تبادلنا أحاديثنا التافهة حتى بزوغ الفجر ، ثم غفونا معا لأول مرة .
~~~~~~
مرت أسابيع بعد الحفل ، و لاحظت أن فيلا أصبحت أكثر لطفا و أنوثة و دلالا في تعاملها معي ، أصبحت تخجل عندما أقترب منها أو أنظر إليها ..لكني تجاهلت الأمر أنذاك و أهملته ،فقد ظننت أنها بدأت تصبح امرأة شيئا فشيئا ، لربما قررت أن تصبح فتاتا نبيلة حقا .
إستمر الوضع هكذا لعامين آخرين ، كان كلانا قد بلغ العشرين من العمر ، و تعودت أنا على معاملة فيلا الجديدة ...كنا في عامنا الثالث و الأخير في معهد الإقتصاد الذي قررنا أن نرتاده سويا لما كنا بالثامنة عشر .
ذات يوم ، في مكتبة المعهد ، قالت فيلا بيأس :
-تبا ..أتمنى حقا أن أتمكن من ارتياد معهد العلوم ذات يوم .
-يا لكِ من مملة ، فلتفقدي الأمل و لتحصلي على رضا الدوق لعله يجد لكِ زوجا...مالذي ستستفيده الفتاة من الدراسة على أية حال ؟! قلت بسخرية .
-سحقا لك جيريمي على الأقل شجعني ...ثم لما أتيتَ متأخرا مجددا صباح اليوم؟ ،و لا تقلق لقد سجلت الدروس لأجلك .
انتفضت من مكاني و رددت بحيوية و سعادة:
-لا تذكريني...بالكاد أتمكن من نسيان ليلة أمس ...تلك الـ فيرونيكا ..إنها تأسرني .
حينئذ ، و لأول مرة ، فيلا عبرت عن انزعاجها من إقامتي لعلاقة ، فبتهكم كان ردها :
-أوليست تلك الفتاة الشقراء ؟ ..إنه لمن الغريب أن تلتقي بنفس المرأة مرتين ..كما أنها ليست متزوجة ، هل غيرت رأيك بشأن المتزوجات ؟
-لو كنتِ رجلا لفهمتِ لما جعلتني هذه الفتاة أعود إليها هههههه .
-إء..إذن ...هل تخطط لعيش شيء جاد معها ؟ أء أقصد هل تحبها ؟ ...هل جننت ؟ إنها لا تليق بك ، إنها بائعة هوى رديئة ...سأخبر والدك إن لم تتوقف عن لقائـ...~قالت بانفعال ~
كنت مصدوما من ردة فعلها تلك ، بينما تداركت هي انفعالها و بدأت تحزم أغراضها لتغادر طاولة الدراسة ، عندها وقفت أيضا و لم أجد نفسي سوى أنفجر ضاحكا بوجهها الغاضب ، و أمسكها من ذراعها لأستوقفها :
-أم أنكِ تغارين ...دينافيلا .
نظرت إليّ بتردد:
-ماذا لو كنتُ كذلك ؟
أنا بالتأكيد شعرت أنه مجرد مقلب منها ...لأن فيلا ، حتى لو غارت ...ليست بشخص يعترف بذلك ، لذا..حاولت استفزازها أكثر ، فقلت ساخرا :
-واعديني إذن .
-أنا أقبل . ~ردت بثقة و بسرعة ~
تركت ذراعها في حيرة من أمري لتردف:
-فلنلتقي مساءا في مكاننا المعتاد ..هنالك ما سأقوله لك .

~~~~~~~~
إنتهى 🌼
~~~~~~~~~

-لا أصدق أنه قد تم إجباري على سماع هراء هذا الفتى حول حبيبته

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-لا أصدق أنه قد تم إجباري على سماع هراء هذا الفتى حول حبيبته.
قال "كاستيل" ، بينما كان جالسا رفقة "كلايمور" و "ماريبيل" ، يستمعون لسرد "جيريمي" من بعيد .
-سموك ، ألم تتأثر لألمه ؟ ...إنه لمسكين ، قد اضطر لفراقها . قالت "ماري"
ليرد :
-لما لم يتزوجها قبل التحاقه بالحرب فحسب ؟ كنا لنتخلص من أنينه كل ليلة .
-سيفعل ، بعد انتهاء الحرب ..زواجه بها ليس حلمه فحسب ..إنه حلم كل جنودنا هههههههههه
قال "مور" لينفجر ثلاثتهم ضاحكين

~~~~~~~
ملاحظة : الظهور الأول
في العصر الفيكتوري ، عند بلوغ الفتاة الثامنة عشر ، تظهر لأول مرة في المجتمع الراقي كفتاة نبيلة ، إما في حفل يقوم به أحد النبلاء أو في حفل يقام لها خصيصا ، و غالبا ما يتم خطبة الفتاة لأحد النبلاء في تلك الحفلة .

Ugly Empress²: Glorious Nefarious Crown Of Herحيث تعيش القصص. اكتشف الآن