🔹 Glorious Nefarious² : بذلك اليوم📌

533 45 26
                                    

•قبل أربعة أشهر :

صباح غائم مظلم لكن حار ، "كاستيل" جالس على حافة فراشه .

تعود ذكريات ذلك الصباح قبل 20 عاما واضحة كضوء النهار أمام عينيه ، عندما استيقظ ذلك الطفل الحلو الصغير الذي نام ليلتها لآخر مرة بين أحضان أمه ، استيقظ ليجدها قد اختفت تماما من عالمه ، لقد هربت مع عشيقها و تركته خلفها ، لم تترك ذرة غبار من روحها فقط رائحة خافتة لبعض أطلالها و "كاستيل " .

شخصه الوحيد في ذلك القصر الشاسع الذي لم يعتد عليه و في كل عالمه ، تخلى عنه .

حينها ظل يسأل مربيته بينما يبكي بخوف و ذعر شديدين :

-هل لربما غضبت من كاستيل ؟ هل فعلت شيئا خاطئا ؟!

بعد عمر طويل عاد زلزال الفقد هذا الذي أردى قلبه متصدعا و ممزقا من الألم كل ممزق بعدما حسب أنه قد تخطاه منذ زمن بعيد و تجاوزه .

أجل ، لم يكن خائفا من أن تتم خيانته أو أن يكون بحماقة والده يوما بقدر ما كان خائفا من أن يتم التخلي عنه و تركه وحيدا مجددا ، كان شعورا لا يطاق أخذ منه سنوات من حياته ليتعلم كيفية التأقلم مع مخلفاته ، لدرجة أنه جعله مستعدا لينبذ كل أحاسيسه الأخرى و أن يرفض أحاسيس غيره أيضا في سبيل أن ينقذ نفسه من ذلك المصير ، مصير يجد قلبه فيه أجوف من الغياب و الفقد .

لكن في النهاية ، هذا لم يؤدي إلا إلى ذلك ، ها هو كرة أخرى جالس بنفس الطريقة متهالك ، عاجز ، صفر اليدين ، يترقب ، هل ستختفي "دينافيلا" و لن تعود كما حصل مع أمه حينها ؟

شاردا ظل يفكر في ملايين الإحتمالات و التنبئات عن حياة خالية منها ، كيف سيكون القصر بعد الآن ؟ كيف سيعتاد على غيابها ؟ الجناح و المكتبة و الحديقة ، فكر في جميع الأماكن التي ملئتها بروحها .

أين المفر ؟ هل هنالك مكان يمكنه الهرب إليه من هذا الألم الذي يجتاحه ؟ لم يعد بإمكانه حماية نفسه ، لقد هوى في هذا الأسى السحيق الذي لطالما استمر في محاولة الهرب منه ... مجددا ، لن يكون هنالك حضن دافئ ، فقط شتاء و برد قارص .

بحق الجحيم ، كيف فكر في تطلقيها و إرسالها بعيدا إن كانت سويعات واحدة لغيابها قد بعثرته ؟ حتى البارحة ، لم يكن متأكدا مما يشعر به تجاهها ، ظن أنه مجرد انجذاب توجب إيقافه قبل تفاقمه للمدى الذي لن يستطيع السيطرة عليه ، حقا ، متى تعلق فؤاده بها لهذه الدرجة ؟ متى أصبحت مشاعره صادقة تجاهها إلى هذا الحد ؟!

~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد استئذانه دخل "كلايمور" عند سيده ، نظر إليه ، كان يبدوا كجسد بلا روح ، تجمدت مقلتاه في اتجاه واحد -أمامه- و استقر خط فمه مستقيما ، كانت ملامحه تشبه ملامح شخص متوفٍّ بأعين شاخصة مفتوحة ، ملامح ميتة لا أثر للحياة فيها .

-جلالتك ، اللورد فريدريك يريد مقابلتك .

لم يرمش "كاس" أو يحرك مقلتاه قدر شعرة ، ظل محدقا إمامه ، بالكاد تمكن من فصل شفتيه ليرد بصوت ثقيل أجص :

Ugly Empress²: Glorious Nefarious Crown Of Herحيث تعيش القصص. اكتشف الآن