⁶ الفصل السّادِس.

294 37 13
                                    

.

.

فاتَ البروفيسور اوه مكتبَ البروفيسور بارک وهو يحملُ علبتي بيتزا وزجاجتَي كحول بين يديه فهو وقتُ الغذاء وقد اتفقَ مع صاحبه أن يكتفيا بتناول هذا.

تزَامن ذلك مع التقَاط أذنيه لضربَة قويّة ساحقة أدت إلى تحطيمِ النافذَة ولم يكن سوى العملاق الذي لكَم زجاجَ نافذة مكتبه بقبضتِه الحدِيدِيّة أدّت الى تحطيمها الى أجزاءٍ صغيرة قد انهارت على أرضيّة المكان.

وقد لاحظَ الشاحبُ قبضَة صاحبه الداميَة وقطراتُ الدّماء التي تلطّخ الأرض، ويبدو أنّها تؤلمه للغايَة!

ولكنّ، لن تُخال ملامحًا تعبّر على الألم على وجه البروفيسور بارك أبدًا، فملامحه تبدُو هادئة وساكنَة للغايَة كأنّما قبضتهُ لم تتأثّر إطلاقًا.

وضعَ الأشقر ما بين يديه جانبًا وصنع خطواته سريعًا نحوَ صاحبهِ العملاق الذي يبدو غاضبًا وقد قذفَ كامل غضبه على النافذَة المِسكينة ليدمّر زجاجها.

"اللّعنة، هيونغ ! قبضتُكَ تنزف بشدّة ! ما اللّعنة التي حدَثت لك؟"
تمتم سيهون بانفعال وهو يمسك بذراع البروفيسور العملاق الذي حدّق به بدوره بتعابيره المتجمّدة.

" أنا بخير ! لا تقلق! فقط أحتاج بيئة صالحة وهادئة للتفكير برويّة!"
ردّ عليه تشانيول بصوتٍ رجولي ونبرَةٍ هادئة ورزينة مطمئنًا إياه بينما يبعدُ ذراعهُ عنه.

الشّاحب لا يرى حالة صاحبه بخير، يبدو وكأنّ أمرًا  حدَث معهُ وأدى إلى شعوره بالغضب لدرجة إيذاءِ قبضته.

ولكن بالنظر في الأمر، العملاق لا سبقَ لمشاعره مهما كانت أن تُبانَ أبدًا.. حتى غضبه يتعامل معه برزانة، مشاكله يحلّها بهدوءٍ و تبصّرٍ، فما الذي طرأ بشخصيته الآن؟

حدّق الأشقر بصاحبِ الشّعر الفحمي المبعثرِ وقد كانَ يقبضُ على معصمِ قبضتهُ المصابَة، وصدره الصلب يرتفعُ أثَر شهيقه وينخفض مع زفيرهِ محافظًا على ذاتِ سكونِ ملامحه ولكن كانَ من الواضحِ جدًا أنّه يتألّم.

جاهلًا تمامًا أينَ يكمنُ ألمه في حقيقة الأمر.. ربّما هذا ألمٌ يعبّر على ألمٍ مضاعف بداخله؟
.
.

"والآن نحنُ انتيهنا!"
تمتمَ الطبيب كيم بعدَ انتهائه من تضميدِ قبضةِ البروفيسور بارک الذي شكره بهدوء وأخذَ كفّه اليُسرى -المصابة- يتفحّصها بعناية ليتنهّد بهدوء بملامحه الباردة وهو يحدّق بالعاملي النظافة الذين يجمعون قطعَ الزّجاج من الأرضيّة.

استئذنَ الطبيب كيم ليغادرَ مكتبَ البروفيسور وقد غادرَ بعده العمّال جميعهم بعدَ تنظيفهم للمكان جيدًا ليوصَدَ الباب بهدوء.

وجّه الشّاحب بصره لصاحبه الذي أخرج سيجارة من علبة السّجائر خاصته والتي كانت فوق مكتبه.

Obsession || Professor Park حيث تعيش القصص. اكتشف الآن