⁹ الفَصل التّاسِع.

288 52 25
                                    


"هيونغ، توَقّف عن الشرب.. صَدّقني هذا لن ينفعک بشيء ولن يصلحَ الذّنب الذي ارتكبته!"
صرخَ الرّجل الشّاحب بنفاذ صبر من صديقه العملاق الذي هربَ لمنزلِه بعد العمل في الشركة.

أخبرهُ أن ما فعلهُ ذنب كبير بعدَ أن حكى لهُ الأكبر كيفَ قبّل طالبته في الظلّام غير مكتَرث لمشاعرهَا و ملبيًا رغبته الجامحة ومشاعره الهائجَة فهو خضعَ تحتَ تأثير غيْرَته وهوسِه فالنَتيجة هو خانَ زوجته وطِفله الصغير.

هو يجلسُ بملامحه الباردَة المعتادَة، وبهيئته العملاقة وبدلته الرسميّة الذي كانَ قد نزع سترته الخاصة بالبَدلة وبقيَ بالقميص الأبيض فقط مرخيًا ربطة عُنقه.

يضعُ قدمًا فوقَ الأخرى ويقبضُ على زُجاجة نبيذ أحمرَ بكفّه السّليمة.

سكتَ ولم يرُدّ على صديقه صاحبُ الشّعر الأشقر والبشرة الشاحبة.

فهُو بطريقة ما.. لا يعتبرُ ما فعلهُ ذنبًا.

لقد قبّل الفتاة التي يحبّها وليسَ أي فَتاة.

كشَخص لم يقَع لمهزلة الحُب من قبل، هو أصابهُ الجُنون وأصبحَ يعيش مراهقته في سنّ راشدة.

البروفيسور آوه رفعَ حاجبه على صاحبهِ السّاكن والذي لم يبدي أي ردّة فعل ليشيح بنظره ويتنهّد ليعودَ للجلوس بعدَ أن كانَ بالحمام يَقضي حاجته.

قاعَة الجُلوس أصبحت عِبارة عن قمامة.
قمامة خاصة بزجاجات النبيذ الخَاصة بصديقه بارك.

النّبيذ لا يأثّر على العِملاق بِسرعة لذلك هو إحتاج شُرب جرعَة زائدَة حتى يثمل بالكَامل مخطّطا لنِسيانِ ما حدث وإيقاف باله على تفكيره وانشغاله بما سيحدث لاحقًا وهو سيعيشُ مع طالبته تحت سقف واحد.

"لستُ نادِمًا على تقبيلها.. ولو عادَ الزمن للوراء لفعلتُ ذات الأمر!"
تمتمَ بصوتهِ الرّجولي المبحوح أثر ثمالته يرفعُ زجاجة النّبيذ لثِغره مرتشفًا منها القليل والشّاحب أعادَ بصره إليه يستمع الى صاحبه.

"ولن أتركَ النّعيم لِيحظى شخصًا غيري به!"
أضافَ الى كلامه وعيونه تحدّق بعُيونِ صاحبه ببرود والآخر إحتاج مدّة لاستيعاب كلامه بينما يعقد حاجِبيه.

"بربّك هيونغ ! هل أفقدکَ النبيذ ما تبَقى من عقلِک الصّغير؟ هل جننتَ ؟"
صرخَ سيهون بانفعال شديد لما يهذِي به العملاق ويبدو الأخير جادًا في كلّ حرف قاله ولا يمزح معه أبدًا.

صَمتُ صاحب الشّعر الفحمي المبعثَر جعله يدركُ أنّ صديقه مريض بنوع خطير من الأمراض النفسيّة ليرفع زاوية شفته العُليا.

Obsession || Professor Park حيث تعيش القصص. اكتشف الآن