P r o l o g u e

4.1K 124 117
                                    

🦋
_______

[الحادِي عشر من فبرايَر، مِن سنة ألفي وعشرُون]

[ إسكتلندا، غلاسكُو، شارِع غلاسفُورد]

كانَت مستيقِظًة واعيًة تمَامًا بينمَا تشعُر بتلك
الأصابع غيرِ المألوفة تقترب منها هكذَا وتسيرُ بهذه الحريَّة الخانقة حولَ جسدها تسيرُ وتلمسُ وتلدَغ.

حاولت حقا تصرُخ، تستنجِد، تخرجُ ولو أنينًا وتتوقف عن الكتمِ، لعلَّ يسمعونهَا ويتفقَّد أحدِ الجيرانِ امرها، بالاخصِّ وَشقَّتها ليست سوى على بعد خطوتينِ من مركز الشرطةِ لهذهِ المدينة الإنجلزيَّة التي صارت كئيبةً لأولِّ مرة ولم يعد منظرُ الجبال من النافذة سوى حجيمًا شاهدا لا يجيدُ الكلام عوضَ يواصِلُ يكُون صديقا مؤانسًا لوحدة أحدهم بالمنظرِ الذِّي يشكلُهُ.

وحتمًا هذه المرأة لم يكن هذا ما تنتظرُه عندمَا تلَقَّت تلك المكالمةِ قبل ساعاتٍ تنتظرُ بها هذا اللعين، اللعنة هي كانت مسرورة بسماعِ صوتِ صاحبها ولكن ذلك السرور تحوَّل إلى كابوسٍ مخيفٍ لم تظن يومًا قد يحدثُ لها، بالاخصِّ ليس وهي بعطلةٍ ترتاحُ بها من آخرِ الأحداثِ بحياتها.

إنه فعليًّا كابوس يجعلُها تتذكر كل ما إقترفتهُ بحياتهَا واحدة تلوى الأخرَى وكلِّ تصرفٍ لم يكن مكانهُ لكن فعلتهُ على ايِّ حالٍ.

والذي كان يضاعفُ سوءَ الموقفِ، هو الصوتُ قربُ اذنها وانفاسه على وجههَا وكم قريبٍ منها لكن لا تقدر لا تراه لا توقفهُ ولا تصدُّه بمقاومة ولو طفوليَّة، كل ما يمكنها فعلهُ تسمعُ ما يرددُ تلك الكلماتِ التي لم تتعرف من أين له بهَا، إنتهى لقد حانَت لحظةُ رحيلها هذَا ما هو متأكدةٌ منه، وستغدُو دون ريبٍ جزء من تلك القصص التي ستعرضُ بالتلفازِ وحديثَ العامةِ.

مرارا وتكرارا ولو إنقضَى الأملُ سلفًا وظهرَ بيانُ قدرِها، المرأة تحاول تصرخُ وتحاول تتشبث بالحياةِ بالرغم تخلَّت عنها سلفا، لكن لا فائدَة البتَّة.

المجنون الذي تتعامل معهُ دون إدراكٍ جعلها وسط غرفتها فوق سريرها مقيَّدة بحبالٍ تؤلم من حوافِها خاضعَةً تمامًا! وكانت تسمعُ بعضًا من الاصواتِ التي لا خير حولها سوى الخبثِ.

وكانت بكلِّ إرتعاب واثقَة ذلك صوت فئران... ماذا يودُّ فعلهُ؟ لماذا؟ لأجلِ ماذا؟ ما هي غايته؟ ماذا فعلت لهُ؟ لا شيء حتما!!!

وليتَ لم ترغب تدري ما دورُ الفئرانِ هُنا... المعتل إنه يضع فئرانا فوق بطنِها! تلك الفئران بل أكثر مما ظنت بحجمها... الآن هذا رعب حقيقي... بئسا!! عددها لا ينتهِي! كلما وضع واحدا جاءَ الآخرُ منهُ يجدُ مكانا ويسيرُ بتخبُّطٍ!!

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن