[اسكتلندا، إدنبَرة، حي فِيكتوريَا، السَّابِعِ عشَر مِن ينَاير، مِن سنَة ألفَي وعشرُون]
جينِي بطريقةٍ مَا حينما إستفاقت الصَّباح بذلكَ الصُّدَاعِ الشديدِ والإرهاقِ من قلةِ النومِ ظلَّت لنوع من الدَّقائِقِ فوق سريرهَا لتقررَ هي لن تخطُو للعملِ اليوم. فوجدت نفسها أخرسَت المُنبِّه وعادت تغفو متجاهلةً تمامًا رنين هاتفها بالساعتين القادمتينِ، فحدث إستفاقتها الحقيقيةُ لمَّا الساعة العاشرةُ صباحًا رنَّت لتخرجَ من غرفتها كأنهَا كانت ليلة أمس نائمَةٌ فوق سرير مليئ بالسَّكاكِينِ.
فيلدا حينما رأت جيني وسط المطبخِ تعدُ لنفسهَا قهوة داكنةً تعبق رائحتها بكل البيتِ تفاجئت قليلاً بحضُورِها غيرِ المتوقعِ، لتتساءلَ عفويًا بينها وبين نفسها، لماذا لم تذهب هذهِ الدكتورة للعملِ بعد؟ هل أفاقَت متأخِّرة؟ (بالرغم فيلدا تدري هذا شبهُ مستحيلٍ حدوثهُ) بينمَا جيني وجدت نفسها تحدقُ بما تصنعه لنفسها فذهبت تتثائبُ بحذرٍ وهي تشعرُ تماما بالمرأة خلفهَا وحضورهَا الصامت.
إلاَّ إذا ذلك لم يكُن مُهِمًّا إطلاَقًا مقارنة بما تخطط له بأخذِ سجارة سريعةً مع هذا الصَّباحِ الباكرِ وتسمح للقليل من الكافيين بالإِنتِشَارِ داخلَ جهازِهَا العصَبِي.
فيلدا" أنتِ هُنَا؟"
جيني اخذت كامل وقتهَا تملأ لنفسهَا كوب قهوةٍ لتفتح كذلك نافذة المطبخِ وتبحثَ لنفسها عن جريدة اليومِ ولغاية فعلت كل ما تشتَهيهِ، جيني رمقت فيلدا ببرودٍ، ثم اخبرتهَا بهدوءٍ يعكس مدى مزاجيتهَا هذا الصباحِ وعدم رغبتها تحادِثُ أحدٍ بتاتًا.
جيني" لم أذهَب. لديَّ خُطَطٌ أخرى لليَومِ."
فيلدا راقبت سجارة جيني التي تتناقصُ رويدا رويدًا بينمَا تنفث دخانهَا خارج النافذة غير منزعجة من البردِ الذي يدخلُ عبرها لتضع مدبرة المنزلِ إشارةً كم هذه الدكتورة تتصرفُ أحيانا كأنها خاليةٌ من الأحاسيسِ فهذا البرد حتما غير محتمَلٍ إطلاقًا.
ثمَّ ولأنَّ مزاجية الدُّكتورَة بدَت غيرَ مطمَئنَة وكذلِكَ غيرُ مفهومةِ، مدبِّرةُ المنزلِ سألت بتواضعِ شديدٍ بنبرَتِها لَم تُلقي له جيني بتاتًا أيَّ إكتِرَاثٍ وإنتِبَاهٍ وسَطَ عواصفِ ما يمرُّ ببالهَا وما تفكِّرُ بهِ.
فيلدا" ذاهبَة إِلى تشايُونغ؟"
جيني ظلَّت صامتَة تحدقُ بأهم عناوين جريدةِ اليومِ مع بعضٍ من الصداعِ لتَقُول لفيلدَا ببعضٍ مِنَ عدم الرَّغبةِ في مشاركة شيء أكثر من هذا معها من الحوارِ، خصيصًا بسماعِ إسمِ تشايُونغ فوقَ لسانهَا.
جِينِي" فيلدَا أرجُوكِ، لا أريدُ الحَدِيث عَن تشايُونغ أو أيَّ شيءٍ حيالَها، أنَا متعبَة وينتظرني يومٌ طويل حتمًا"
أنت تقرأ
S H E || JL
Romance▪︎جِينِيXلِيسَا: ▪︎الرِّواية الثَّامِنَة: 🦋 ▪︎مَاهُو الحُب؟ لاَ ندرِي تَحدِيدًا مَاذَا يَجِب نُجِيبُ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ، لَكِنَّهُ بِطُرُقٍ غَيرِ مَألُوفَةِ يُعطِي مَرَاتٍ للمُحِبِّ قُدُرَاتٍ هَائِلَةٍ عَلَى الوُصُولِ خَارِجِ إنسَانِيَّتِهِ و...