CH25| كامبريدج المَلعُونَة

1.4K 51 38
                                    

[إنجلترا، لُندُن، مدينة كامبريدج، الثالث من فبرايَر سنة ألفَي وعشرُون]

كانَ المنزلُ خاليًا تمامًا، لا أدلَة، لاَ نقطة مميزَة، فقط اللاشيءِ بحذافيرهِ. فقامَت جلست كلتاهُما في صمتٍ عميقٍ داخل السيارةِ تفكرانِ بمعنوياتٍ منخفضةٍ ماذا سيفعلانهِ الآن بإستثناءِ كانت المحققةِ لا تقدِرُ لعدد كبيرٍ من الثوانِي تفكرُ جيدا وبشجاعةٍ للذهابِ والحديثِ معَ الدكتورة التي أعلنَت عن صمتٍ شديدٍ حولها منذُ أن سمعت تلك المعلوماتِ الجديدة من طرفِ يونهُو حيال حاسوب يوهِي وحتَّى ما كانت تفعلهُ جوزلين من تصرفاتٍ.

ثمَّ المحققة قد تعتقِدُ من السخيفِ كيف يمكِن لهذه المرأة بشعرها البرتقالِي أَن تقومَ بالتَّحكُمِ بِها هكذا، حيثُ تتكلم معها كيفَما تشاءُ بأيِّ طريقَةٍ تشاءُ، تغلقُ نفسَها كمَا تشاءُ وكيفمَا رأت ذلكَ مُنَاسِبًا، ثمَّ حينمَا تشعرُ هي تقدِر على التفتُحِ وإظهارِ براعمهَا الصغيرةِ تفعلُ ذلك بشكلٍ مؤقتٍ وسريعٍ لا يمكنكَ حتى تستمتعُ بحدوثِهِ على الإطلاقِ.

كأنَّكَ بمتاهةٍ لا باب خروجٍ منها.

ليسَا حدَّقت لبضعةِ ثوانٍ خارج النافذةِ ببعضٍ من الهدوءِ يتراود داخلها بالرغمِ من عواصفِ أحاسيسهَا التي ستحتاجُ مِن الآنِ وصاعِدًا تفرقتهَا عن حياتها بالعملِ والشخصيةِ لأجلِ الافضلِ (هذا إن كانت قويةٌ بقدرٍ كافِي) ثم كان يثيرُ الكثير من الإستياءِ داخل المحققةِ وهِي ترى بالآنِ ذاتهِ كيف تقومُ الدكتورةِ بالشرودِ داخِلَ أفكارها ومسكِ رأسِهَا بيدها اليمنى تفكرُ بشيء الإله يعلمُ عنهُ.

المحققةِ تنهَدَت وهي قد تملكُ فكرةً عن سببِ صُدَاعِ الدُّكتُورَة، ثُمَّ لم ترغَب تماما تتجاهلُ الإشارةَ إِلَى المَوضُوعِ كما تدَّعيهِ لكنَّها فعلت. حيثُ كان من المستحيلِ تقوم بالتهوينِ بعد على جيني بشأنِ يوهي قبل أن يتم التأكدِ من أي شيءٍ بعدٍ (وهي بتاتا لاَ ترغبُ يكونُ ليوهِي دورٌ بهذا الخرابِ حتما)

بعد ثانية إضافيةٍ فقط وهي ترى جيني تبدُو بدأت تسترجعُ قواها العقليةِ وإنتباهها، سمعت المحققةِ صوت رنينِ هاتفها ثلاث مراتٍ متتاليةٍ بهدفِ إخبارها وصلتها ثلاثة رسائلٍ نصيةٍ.

جيسو" جئتُ لمنزلكِ لمفاجئتكِ، لكِنكِ عالقة بالعملِ في لندُن----- وجهٌ حزِين-----"🗨

جيسُو" حينمَا تتَفرَّغِين إتَصلي----- بحق إتصِلي بي قبلَ حلول الليلِ!!"🗨

جيسو" ثِيُو ناولنِي غرفتكِ عوضَ أذهَب إلى فندقٍ ما، سريرك مريح لكن قطكِ الغبي لا يتركنِي وشأني، رفاييل لاَ يزالُ يكرهني لكنهُ أعطانِي صحن برتقال مقشُور، هل هوَ بخَيرٍ؟؟؟"🗨

جيسو؟

بل هي في إدنبرَة! وداخل منزلِ عائلتهَا!

المحققة إتسعت أعينهَا لتمتلئ تعابيرُها بهجةً وسرورًا، حسنًا هذه أخبارٌ سارة، بالرغمِ محزنٌ قليلاً كيف لم تسنح لها الفرصةُ برؤية جيسُو. لكن جديا هي سعيدَة للغايةِ بسماعِ خبرِ قدومها من سيول لأجلِها. ليسا تتسائل هل ستذهبُ بعد هذه الزيارة إلى سيول كردٍ للزيارةِ أم لا.

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن