[إنجلترا، لُندُن، مدينة كامبريدج، الرابِع من فبرايَر سنة ألفَي وعشرُون]
جينِي مسحَت على ذقنِها ببطئٍ وَهِي وحدَها تسللت إلى غرفَةِ كَاميراتِ المراقبةِ بالفندقِ ترى أشرطةِ تسجيل كاميراتِ المراقبةِ في الرِّواقِ المُؤدِي لغرفتهم بالفندقِ وسطَ غياب وَعيِ الرجال الثلاثة المسؤولينَ على هذهِ الغرفةِ، لكن الأهمَ من هذا جيني كانت تنظُر إلى صورةِ الشابِ الذي تبحثُ عنهُ داخلَ المَصعَدِ بنظراتٍ مليئةٌ بعدمِ التصديقِ حيثُ هي يمكنُها تتعرَّفُ على تلك الندبةِ الواضحةِ بعُنُقِ الشابِ كما يمكِنُها تتعرَّفُ على تفاصيلِ وَجهِها داخلَ ذاكرتهَا وهِي في أسوءِ حالاتها من وعيِها.
ثمَّ همست لنفسها بعدَ حينٍ من إنتهائهَا من سرقةِ أشرطةِ التَّسجيلِ لنسخة هذا اليومِ.
جيني" تشايُونغ فِعلاً انقذَت حياةَ يوهي... وهذَا الولد ظهرَ بوجهِي هكذا سأعلَم كيفَ أحُلُ هذا دونَ ريبٍ"
لتدري بعدَ همسِها لهذهِ الكلماتِ أينَ يجبُ حتمًا عَلَيهَا الذَّهابِ.
حينمَا دخلَ الشَّابُ أخيرًا إلى شقَّتهِ بعدَما أضاعَ الكثيرَ مِن الوَقتِ اليومِ بذلكَ الإختبائِ كالفأرِ الخائفِ (وهذا حتمَا لاَ يُنَاسِبهُ) راحَ يحصُلُ مباشرة على رغبةٍ في الإستحمامِ لكِن أوَّلاً قام بإلقاءِ التَّحِيةِ على كلبهِ موتشِيرو وملئ صحنهِ الشاغرِ. نزعَ الرجُلُ تَالِيًا قبعتهُ ليظهرَ خصلاتِ شعرهِ السوداءِ المبعثرةِ ثمَّ نزع سترتهِ مع حذائهِ ليتبعَ كلاهما قميصهُ الصوفي الرمادي وساعةِ يدهِ مظهرا صدرهُ العارِي المليءِ بالندوبِ المشابهةِ لخاصةِ عنقهِ ليقفَ أمامَ مرآةَ الحَمامِ يحدقُ بنفسهِ متذكرًا تماما أحداثَ اليومِ.
حيثُ كيفَ وقعَ وبهذهِ السَّلاسةِ بالشَّخصِ الوَحيدِ الذِّي ظنَّهُ لن يرجِعَ إلى هذهِ المدينةِ المشؤُومةِ والأسوَء كادَ يقتلُ شخصًا قريبًا منها وكأنَّ كل ما ينقصهُ بحق السماءِ السابعةِ أن تتابعهُ جيني إلى آخرِ الدُّنيا من بينِ جميعِ البشرِ بسببِ هذَا. نظرَ مجددا إلى ندبةِ عنُقِهِ التِّي يتركُها واضحةٌ خارجَ إطار عملهِ القانوني ليلمسها برفقٍ بأصابعهِ لغايةِ وصلَ إلى وشمِ الرقمِ المحفورِ بصدرهِ فوق حلمتهِ الورديةِ والذِّي قامَ بنفسهِ مسك السكينةِ ومحو ذلكَ الرقمِ وكأنَّ هذا يكفِي لإيقافِ نزيفِ الماضِي الذِّي لا يزالُ ينزِفُ سواءَ شاءَ أم لاَ.
بقيَ تاليا عاريًا أسفلَ المِرشِ ينظفُ نفسهُ ويحاولُ قدر الإمكانِ لا يسهُو داخلَ أفكارهِ أكثَر ممَّا قد يمكنهُ التحكمُ به وإلاَّ حقيقةً تلك المهدئاتِ التِّي يتَناولُها ودكتوره النفسي لن يقدِرا على نفعهِ أكثَر ممَّا يقدمانهِ اساسًا لهُ، لكن في لحظةٍ ما وهو يتخيَّل تلكَ النيرانِ المحيطَةِ بهِ داخلَ ذلكَ الملجأ كلمَا إختلى بنفسه كان عليهِ يمسكُ بذلك المِرَشِ بسرعةٍ بين اصابعهِ ليرُش المياهَ قدر الإمكانِ فوقَ جسدهِ ووجههِ خصيصًا.
أنت تقرأ
S H E || JL
Lãng mạn▪︎جِينِيXلِيسَا: ▪︎الرِّواية الثَّامِنَة: 🦋 ▪︎مَاهُو الحُب؟ لاَ ندرِي تَحدِيدًا مَاذَا يَجِب نُجِيبُ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ، لَكِنَّهُ بِطُرُقٍ غَيرِ مَألُوفَةِ يُعطِي مَرَاتٍ للمُحِبِّ قُدُرَاتٍ هَائِلَةٍ عَلَى الوُصُولِ خَارِجِ إنسَانِيَّتِهِ و...