CH19| أفضَل مِنَ اللاَّشَيء

1K 63 19
                                    

[بعد يومين]

[اسكتلندا، إدنبَرة، بروغتون، التاسع والعشرون من يناير، مِن سنَة ألفَي وعشرُون]

فتحَت المحققة بابَ شقتها حوالِي الساعةِ الخامسةِ والنِّصفِ مِن مساءِ اليومِ الطويل والذِّي قَضَت مُعظمهُ بالكليةِ ووسط طلبتها داخلَ المُدرَّجاتِ للقيام بمحاضراتها الصباحيةِ، والنِّصفِ الآخرِ الذي شمل إنشغالهَا من مُحَاولةِ إكمَالِ التجهيزاتِ للجدران التي ستعيشُ داخلها من الآن وصاعدًا، لكن حينما سمعت صوت رنين الجرسِ وهي حتما لا تتوقعُ أحدا لزيارتها تركَت سوى حاسوبها جانبًا لتقف على سيقانهَا لفتح البابِ ببعضٍ من الحيرةِ

المحققة لن تكونَ دراميةً لكنها بكل مرةٍ تظهرُ جيني أمامها وتكونُ لا ترتدي مئزرها الأبيضِ وتبقى تحدقُ بها بتلك التعابيرِ التٍّي أغلبها تشيرُ للبرود الذي يجعل المحققة بشكل متواصلٍ تتساءلُ ماذا يُوجدُ خلفهُ، ذلك يجعلها حقيقة سوى تتساءلُ إلى أي حدٍ قد كلاهما سيبقى هكذا، يضرب ثم يهربُ؟ بل ليسا تتساءلُ بالوجهِ الخاص إلى معى ستبقى هذهِ الدكتورةِ البرتقالةِ مليئة بالحيرة والألغازِ.

ليسا سمحت لها بسهولةٍ بِالمرور للدَّاخلِ كما فعلت بآخر زيارة بالليلَة قبل الماضيةِ (بإختلافِ هذهِ المرةِ كانت الدكتورة ترتدي سوى ملابس رياضيَةٍ فضفاضةٍ مع حذاء رياضي أسودِ اللونِ من ماركة أديدَاس عكس ما أظهرتهُ من مفاتن بآخرِ مرةٍ) ليسا برفق أغلقَت البابَ لتسأل جيني (حريصةً لا تترك للصمتِ يندمجُ بقلوب كلاهما التي احيانًا تعتقدُ باتت مصنوعة من الصخرِ وكل اللوم يقعُ على هذهِ الدكتورة)

ليسا" كُنتِ بِالصالة الرياضيةِ؟"

جيني لم تقل شيء بسرعةٍ كأيِّ مرةٍ بل عوضًا عن ذلك حدقَت بالمحققة لثوانٍ (جعلت المحققة تعلم انَّ الدكتورة ليست سوى تدرس ما ستقولهُ كأنه صفقة مهمة) إنتهت بإلقاء نظرة شاملةٍ على كاملِ ما ترتديهِ ليسا ومن رؤيةِ شعرها الاشقر القصيرِ بات مرفوعًا على شكلِ ذيل حصانٍ عشوائِي جاعلا من وجهها العاري من أي مساحيقٍ للتجميل يجلس بينهما لأول مرةٍ.

جيني" انا أمارسُ سوى اليُوغَا، ممارسة التمارينِ تأتي سوى بفتراتٍ قصيرةٍ بالمركزِ"

لتجلس براحتها داخل غرفة المعيشة مذهولة من رؤيةِ تواجد هذا العدد من الصناديق الكرتونية غير المفتوحة فجلست فوق واحد منهم. وقد كانت جيني تحدقُ وهي تخرج ما لديها بجبين ليسَا متذكرةً تماما أين تمَّ ضربها بآخر جريمة قتلٍ كلتاهمَا كانتا مسؤولتانِ عن حلِّ غموضهَا. لكن لحسن الحظ (بالنسبة للمحققة) الأثر تراجع وبالكاد ظاهر بل الدكتورة تصدق جبينُ ليسا سليم تماما. وليسا قد سمعت الدكتورة تخبرها بنقطة ما عن ممارستها لليوغَا لكن بتاتا لم تعتقد ستحظى بفرصة لتأكيدِ الأمر بمعلومتهِ.

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن