CH21| رِسَالَةٌ أُخرَى

678 48 32
                                    

[إسكتلندا، إدنبَرة، كالتُون، الأوَّلِ من فبرَايَر من سنَة ألفَي وعشرُون]

بإنتهَاءِ الإستِجوَابِ كانَت المحققة هي أول شخصٍ نهضَ بنيةِ الخروجِ عن هذه الغرفةِ بنورها الضئيلِ المؤذِي للعينِ، حيثُ ليسا كانت قد إكتفت من سماعِ دوافعِ هذا الجاني الساذِج وبالآن ذاتهِ إكتفَت من طريقتهِ في شرحِ تفاصيلِ جريمتهِ العمياءِ. لكنها توقفت في خطواتهَا حينما سمعت خطوات شديدةِ السرعةِ تقتربُ من الباب لتقفَ مكانها بمثابة الدكتورة التي كانت جالسة تحدقُ بالباب بينما تضغ قدما فوق الأخرى وتلفُ يديها فوق صدرهَا بنظرة فضوليةٍ.

لكن في دخولِ يونهُو بطريقة مستعجلةٍ من أمرها، قام مباشرةً بالتصريحِ بالكلماتِ بينما أعينهُ البندقية الدافئة كانت تنتقلُ من التَوتُرِ إلى القلق المفرطِ بشكل جعل جيني تشعر بمدى جديةِ الأمرِ لأول مرةٍ منذُ دخوله وإقترابهِ بخطواتِهِ إليهم.

يونهو" أيتهَا الدكتورَة، أيتهَا المحققة... لقَد حدَث شيءٌ شديدُ السُّوء للتَّوِ والمُلازِم ينتظرُكما للإنضمامِ إلينا لقاعةِ الإجتماعِ فورا لو سمحتُما."

جيني فضًّلت لاَ تقولُ شيء بسرعة بل تتمهَلُ في طريقة أخذِ تلك التعابيرِ الشَّاحبَةِ خصيصا وهي تشعرُ بتعبٍ مفرطٍ عن العادةِ اليوم (والأمرُ بتاتا ليس لهُ علاقةٌ بجرحِ ذراعهَا ونزيفهِ ولا حتى بموت الشرطيينِ) بل كانت سوى إعترافات هذه القضيةِ وأسبابِ حدُوثها جعلتها تتساءل بتكرار: كيف ستكونُ ردة فعلِ والدة جيمس؟ والدكتورة قد كانت سلفًا قد اوصت نفسهَا لاَ تشفقُ على المرأةِ بعد الآنِ بل ستهرعُ تصارحها أيُّ نوعٍ من الوحوشِ إبنها جيمس مهما كان الثمن.

ليسا" وماذا سنفعلُ بهذا الرَّجُل؟ لم ينتهِي بعد كاملُ التحقيقِ بعد."

يونهُو" لن نقدر بعد بتسليمهِ إلَى المحكمةِ في هذه الحالةِ، سيجب عليهِ قضاء الليلة هنا داخل إحدى زنزانات المقر. وحقا الملازِم يثورُ غضبًا بالقاعة..."

جوزلين...

الدكتورة رفعَت أعينها وكأنَّها سمِعَت صوت صدى إسم جوزلين بأعماق عقل المحققة لتجد حتى ليسا تحدقُ بها. ومهما كان التَّوقيتُ غيرُ مناسِبٍ أبدًا لكِن الدكتورة وجدت لحظة شاغرة قدرت من خلالِها تعي نظرة ليسا الصارمة لتلاحِظَ غياب النظرة الساذجةِ المعتادةِ؟ جيني بحذر وقفَت مكانها لتقفَ تحدقُ بالرجل أمامها والذي بدوره لم يتوقَّف عن الحملقة بها بإرتعاشٍ منذ لحظةِ جلوسها أمامهُ وهي تمتصُ كل ما تحتاجُهُ مِن معلُوماتٍ.

جيني" أنَا أعتَذِرُ عَن مَا حَلَّ بإِيزابيلاَ لا يُوجدُ فتاة بهذَا العَالم تستَحقُ كَذَا معاملَةٍ سادِيَة وأن تنتهِي حياتهَا، وقبل رحيلي سأتمنَّى تفقدُ صوابكَ بالسنواتِ الطويلَةِ التي ستقضيهَا بالسجن معَ ما فعلتهُ وما حدثَ لكَ. لأنَّها الطريقَةُ الوحِيدَة التِّي ستشفِي غليلِي أيضًا"

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن