CH31| لاَ أرغَبُ بإيذائكِ.

491 40 27
                                    

[إنجلترا، لُندُن، مدينة كامبريدج، الخامس من فبراير سنَة ألفي وعشرون]

في بدايةِ فتحِ جيني لأعيُنها بسببِ ضوءِ الشَّمسِ الذِّي إنبعثَ من خارجِ نافذةِ الغُرفةِ، كانَت تعتقِدُ الوقتُ لا زَالَ مُبكرًا وإن شكَكَت بِذلِكَ تمامًا بسبب الضَّوء المُنبعثِ، لكن حينما رأَت الساعة حقا عَلَى هاتفهَا وغيابِ جَسدِ المحققةِ من فوق سريرها كانَ ذلكَ يجعلُها ترمشُ بحيرةٍ لماذا نامت إلَى هَذهِ الساعةِ ولماذا لم يتمَّ إيقاظُها؟ فالسَّاعةُ تشير تقريبًا للعاشرةِ صباحًا وَهِي لَم تَنم من قبلُ إلى غايةِ هذا التوقيتِ بحياتِها.

هَل كَانَت مُتعبَةٌ إِلى هَذهِ الدَّرجَةِ من بعدِ أَحدَاثِ ليلَةِ أمسٍ؟ أم حُضُورُ جِيمِين جَعلهَا لاَ تَرغَبُ فَجأةً بالإستيقَاظِ؟ لكن الدُّكتُورَة تعلَمُ ذاكَ الشَّابِ ليسَ سَببَ غَيبُوبَتهَا فعلِيًا فهُوَ لاَ يملكُ هذَا التَّأثِيرَ عليهَا بل لم يملكهُ حتَّى فِي علاَقتهمَا الغراميَةِ السابقةِ ناهِيكَ عَن الآنَ، وبَل كانَ السَّببُ دون ريبٍ في غفوتهَا الطويلة أنَّها ببطئٍ تتداركُ بصورٍ بطيئةٍ مؤذيةٌ لدماغها عن مقتلَ جوزلِين بتلكَ البَشَاعةِ والأسوءِ من ذلكَ هي تعلمُ مَن الفَاعِل لكن لن تقدِر يومًا بالبوحِ بإسمهِ بل سيكُونُ عبئا جديدًا وإضافيًا يجبُ عليهَا الإهتِمامِ به.

حيثُ مجددًا قد مات أحدهم بسببها والآن من بينِ جميع الأماكنِ هي عادت حيثمَا منبعُ الجحيمِ بأبوابهِ اللامتناهيةِ ترى الماضِي يُلاحِقُها، وفقط بهذهِ اللحظاتِ خطرَ الموتُ ببالهَا لتتسَائلَ هل سيكُونُ أخيرًا هذا هو الودَاع وطريقهِ؟ هل حانَ دورهَا وبل مع من ستتركُ دارا بعدَ رحيلِها؟ فكل ما تملكهُ دارا هو المنزل الذي إشترتهُ جينِي بحي فيكتوريا، بعيدًا عن ذلكَ لا يوجدُ أَيُّ منبعٍ للمال لسدِ نفقاتِ الأدويةِ والعلاجِ في حالةِ غيابها.

الدكتورَة تنهدَت وسط هذهِ الأفكارِ لتمسحَ وجهها بيدها وتذهبَ تشعرُ بحَاجةٍ ماسةٍ للمواساةِ فقامت دُونَ خيارٍ تُجرِب تحضُنَ بترددٍ نفسها ليكونَ ذلكَ مجددا لا معنى لهُ حِينمَا شَعَرَت بِأيَادِيهَا حول جسدِها، فالأمرُ كان كفيلٌ بأن ترتبِكَ فجديًا حتَّى أصابعه وكفوفها يديها لا تحملُ شيءٍ من الأمانِ المَطلوبِ بل هِي مليئةٌ بالوحشيةِ والدم وتلكَ الذنوبِ الكثيرةِ التي لا تغتفَر لتتخلَّى من جديدٍ عن فكرةِ حُضنِ نفسها وتنتقلَ للإنشغالِ بفكرةِ كيف قد سمحت للمحققةِ تلمسُها ليلةَ أمس بتلكَ الطريقةِ حيث جديًا هي لا تزالُ قادرةٌ تشعرُ بأيادي المرأة تلك تعانقُها.

والذِّي كان جنونِي أنَّها بادَلَت العِنَاقِ ووضعَت رأسِها علَى صدرِ المُحققةِ، جيني لا تُصدِّق هذا ولا تدرِي ماذا دفعهَا لهذهِ الطريقةِ في الإنحناءِ أصلاً.

ثمَّ في لحظةٍ ما جينٍي سمعت صوت إنفتاحَ البابِ الخاصِ بغرفتهَا المشتركةِ مع ليسَا لكن لم تُعر ذلكَ إهتمَامًا كبيرًا بالبدايةِ حتَّى قَامَت الدكتورَة تسمعُ ضجَّة غريبةً جَعلتهَا تستديرُ خلفهَا بأعينهَا التِّي لا تزالُ تبحثُ عَن النَّومِ باحثةً عن المصدرِ لتجِدَ المُحققة هنا فعلا قد جهَّزت نفسهَا ولا تبدُو بمظهرِ النائمةِ، لكن الذي لفتَ إنتباهَ الدكتورَة فعليا هو منظرَ الصينيةِ التي بين أصابعِ المرأةِ المحققةِ لتحدِّق بأعينها الزرقاء الشاغرةِ من نظَّاراتِها بنوعٍ من الفضُولِ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 13 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن