CH9| ُسَيَارَةُ البُرْتُقَالَة

527 50 8
                                    

[اسكتلندا، إدنبَرة، كالتون، الرابع عشَر مِن ينَاير، مِن سنَة ألفَي وعشرُون]

ماذا كانَ يعنِي بالأصلِ تتعرضُ الدكتورة للإستهدَافِ بذلكَ الشَّكلِ الدَّقيق بمسرح الجريمَة وأمامَ أعيُن المحققة؟ حيثُ مهما حاولت الدكتورة تنسى لكن كل ما يحدثُ يجعلهَا أكثر يقينًا هِي مضطرَةٌ تتَذكَّر، ثمَّ بينما هي الآن فوق سريرها (البارد مستلقيةُ على ظهرها) تحدقُ (بكسلٍ يغمرُ عيناها الزرقاء) بالسَّهم الذي كادَ يؤذيها (ولعل حتى يصلُ الضرر لقتلهَا لو اصاب المكان الخطأ) كانَت تزدادُ سوى شغفًا بهذه القضية دون وعيٍ منهَا.

وقد يكونُ هذا سخيف وكان يجبُ على جيني ترك أداةٍ كهذه وُجِدَت بمسرَحِ الجريمة داخلَ المختبرِ او تتركهَا تنتقلُ لغرفة أرشيفِ الأدلةِ أصلاً، لكن شيء ما بهذا السهم كان يجعلهَا تشعر بنوع من الفضولِ (لو هذهِ هي الكلمةُ المناسبة) لهذا ها هي ذا منغمسةٌ في أفكارهَا حيالهُ بتركيزٍ. ثمَّ للحَق هي فحسب لا تقدرُ تنام ولعلَّ ليس السبب السهم بل ذلك المقطع الذي المحققة قامت بمشاركتهِ معها.

جيني لن تكذِب بتاتا، لكن حينمَا رأت أحدهم فتح باب سيارتها (التي يفترضُ تكون من ممتلكاتهَا ولا يمكنُ تدخلُه يد غريبَة دون شعُور منها على الأَقلِّ) شيء ما داخلَ جيني توقفَ عن كونهِ آمنًا لتشتعل عيناها بُغضًا حيال الجانِي، وفرضيةُ قد تكون هناك مشكلة ما بسيارتها لدرجة قد تبقى مدة دونها يغيظها بل يزداد الموقف سوءا بكل مرة يمر داخلَ عقلِها حقيقةُ أحدهم تمكن بسهولة بإنشاءِ نسخةٍ من مفاتيح سيارتهَا.

حيثُ هيَ لاَ تفهمُ كيفَ هذَا ممكِنٌ، جيني حتما حرِيصةٌ ومنتبهَة؟ هي لا تفهمُ أبدًا بأيِّ مرحلة أرخَت دفاعاتهَا؟ ومتى كان الجاني يرتقبُ ذلكَ لإستغلالِ الفرصةِ السانحَة؟

تنهدت جيني بهذه اللحظاتِ لتسمع القليلَ من المطرِ عاد يهطِلُ بشدَّة بالخارجِ لتنهض قليلا من مكانها وتقف أمامَ نافذتها المغلقةِ تحدقُ بالشارع الشاغرِ، إبتسَمت جيني هنا برفقٍ وهي تشعرُ قليلا بالأمنِ مقارنةً حينما تطأُ قدمها خارجَ المكانِ.

وقد كانَت الدُّكتورة منغمسَةٌ بالنظرِ خارجِ نافذةِ غرفتهَا بعشوائيةٍ ناحيةَ سيارات الحيِ مع الأُناسِ الذين يسيرون بالأسفلِ إلى غاية قامت لمحت سيارة مألوفةٍ مرَّت بالحظِ أمام عيناها فقامَ شيءٌ ما داخلها رن بكلمة المحققةِ لترجع ذكرياتُ جيني فِي داخلِ سيارةِ شريكتها بالتحقيقٍ وكيف قامت الأخرى بتوصيلها من تلقاءِ نفسهَا بل كانت قلقةٌ وكانت جيني ترى سوى القلق الصادِق ناحيتها.

لهذَا جيني بدت مقتنعَة قليلا بعد تصرفِ المحققة الأخير أنها حتمًا ليست بذلكَ السُّوءِ ولعلَّ يجب تتوقَّف عن مهاجمتها بكلِّ فُرصةٍ سانحَةٍ.

ثمَّ توقفت عن التفكيرِ بالأمر لمجردِ أيقظهَا منبههَا من صوتِ أفكارها، لتطفئ صوتهُ وتذهب لتجهيزِ نفسها داخل الحمامِ قبلما تنزلُ للمحل المجاور لشقتهَا تشترِي قليلا من مستلزمات فطورِ الصباحِ. ثم جيني إبتسمت برفقٍ على رؤية مدبرةِ المنزلِ قد إستيقظت وعلى وشكِ تبدأ يومها لتقول لها جيني برفقٍ في إختيار نبرةِ صوتها.

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن