[اسكتلندا، إدنبَرة، حي فيكتوريَا، التاسع عشَر مِن ينَاير، مِن سنَة ألفَي وعشرُون]
جينِي كانت قد رتبَت المكانَ من جديدٍ لليلةِ الثانيةِ علَى التوالِي بعدما أنهت تناول العشاءِ فوق طاولة واحدَة من صديقتيها وكذلك فيلدا التي أطعمت بنفسها دارا. الفرقُ هذه المرةِ الدكتورة كانَ يخالجِها نعاس شديدٌ غير ممكن مواجهتهُ إلاَّ إذا بدى للدكتورة أنه يتشتتُ بينَ الفينةِ والأخرى وهي تفكرُ بتشايونغ ويُوهي بالآن ذاتهِ.
حيثُ يضايقها بشكلٍ صريحٍ إعتقادُ يوهي وتشايونغ أنَّها لربما كانت واقعةٌ فِي حُب واحِدةِ منهما بيومٍ ما من حياتِها معهما وقد يمكِن أغلبُ مرات خصام الفتاتين معا بسببِ هذا الأمر، الدُّكتورَة لاَ تعتقِدُ أنَّ كلاهِمُا يستوعِبُ معنى كلامهما والأسوءِ هي حتى لم تعد قادرةٌ تدافعُ عَن نَفسِهَا لمجرد تخرجُ تلك الأفكار المليئةِ بالإتهامِ ناحيتها. ثم حوارها مع المحققة قَبل قليلٍ وسماع تلك النَّبرةِ المنزعجةِ وغير المرتاحة، الدُّكتُورَة تُصَدِق تلكَ المرأة لاَ تفعَل هذا بعد الآنِ ناحيتها بل مؤكد قد حدثَ شيء بالمنزل مع والديها أو ربما رفاييل قد قالَ مالا يجبُ قوله.
حيثُ الدكتورة لا تنسى مدى حساسيةِ العلاقةِ بين ليسا ورفاييل. ومؤكدد هذا ليسَ من شأنها، لكن جيني كانت مصرَّةٌ تفكِر هل على الأقلِ كل شيء بخير حقا؟ بحكمِ هي ليست قادرَة على طرحِ هذه الأسئلةِ الشخصيةِ، هي تصدق أنها أفزعت المحققة قليلا بما فعلته بلحظةٍ خارج التحكم برميِ هنري خارجَ وعيه، لكن لغرابة الأمر كان ذلك يدفعُ سرورهَا ولو سرًا... ثمَّ كان يخطر ببالها كم كانت ليسا شبه تكاد تقف مستقيمة بسبب تلك الإصابة 'التي فهمت سوى لاحقا أنها كانت بالمزهرية' الأمر عميقا لم يرق لها.
ولم تكد تغفل للنومِ هذهِ المرة محاربة أفكارها التي باتت تتخلل كوابيسها التِّي تعكس إنزعاجاتها حتى رأت باب غرفتها ينفتح لتخرج منه يوهي بملابسِ نومها وإبتسامة لعوبةٍ على ثغرها كأنها تسألُ جيني من بعيدٍ 'هل ظننت تخلصتِ مني؟' جيني تخشى هي لن تتخلصَ من حفلة التحقيق من طرفِ يوهي بأي شأنٍ قد إختارتهُ لهذه الليلةِ.
لتتساءلَ مباشرةً كيف ستنجو منهَا الآن؟ ثم هي متأكدة سوهي فِي غَيبوبةٍ تامة وهي شاكرة على هذا حيثُ على الأقلِ لن تواجهها سويا دفعةً واحدة، يوهي للحق ومن وجهةِ نظرها لم تبدو منذهلة من رؤية الدكتورة لا تزالُ مُستيقظَةً فإبتسمت إليها برفقٍ لتستقيم جيني من وضعيتها قليلا بينما تراقبهَا بأعينهَا بحذرٍ، يوهي أخذت بسهولة تجلس جانبها فوق الأريكةِ وسط عتمة المكانِ لتقول لها بصوت منخفضٍ حذرة لا توقظ دارا النائمة.
يوهي" لماذَا لم تنامِي بعد؟"
جيني" يمكننِي طرحُ نفسَ السُّؤال عليكِ"
يوهي حدقت بتلك الأعينِ الزرقاء لوهلةٍ لتتحاشى النظر إليها لبضعة من الثواني كي تتناسى تماما ذلك الشعور القاتل بالغرابة بمعرفة ماذا حقا يوجد خلفهما كلما ظهرت هاتين الزرقاويتينِ بطريقة غير مفهومة من عدم كونها مألوفةٍ، حيثُ كم من السنين وهما سويا لكن لا تقدِر تعرفُ حتى ماهية أفكار هذه الدكتورةِ بالضبطِ، بل أنت مسموح لك برؤيةِ فقط ما تظهرهُ لكَ وتجعلك تراه.
أنت تقرأ
S H E || JL
Romance▪︎جِينِيXلِيسَا: ▪︎الرِّواية الثَّامِنَة: 🦋 ▪︎مَاهُو الحُب؟ لاَ ندرِي تَحدِيدًا مَاذَا يَجِب نُجِيبُ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ، لَكِنَّهُ بِطُرُقٍ غَيرِ مَألُوفَةِ يُعطِي مَرَاتٍ للمُحِبِّ قُدُرَاتٍ هَائِلَةٍ عَلَى الوُصُولِ خَارِجِ إنسَانِيَّتِهِ و...