CH23| تَصَادُمٌ وَسَطَ الأَزرَقَيْنِ

619 56 30
                                    

[إسكتلندا، إدنبَرة، خط السكك الحديدية الشرق الرئيسِي، الثاني من فبرَايَر من سنَة ألفَي وعشرُون]

بوصولِ المحققةُ رفقة يوهِي والدكتورة لمحطة القطَار التي ستتناولُ الرحلة من إدنبرة إلى غاية العاصمة لندُن، جيني إعتذَرت بحجةٍ هي ستلتقِي بأحدِهم سريعا وتعودُ إليهم داخلَ المقصُورة التي قام الملازِم كارل بحجزِهَا لأجلِهم، وقد كانَ ذلك فور رحيل يونهُو عائدا للعمل بالمقَرِّ وإيجادِهم المقصورَة التي تمَّ حجزَت لأجلِهم للرِّحلة الطويلةِ التي تنتظرُهم.

المحققة وضعت حقيبتها بمكان آمن من زاوِيةِ المقصُورةِ لتَبقى جَالسَة فَوق مقعدٍ تتسائَلُ: أين جيني بالضَّبطِ ومع من ستلتقِي؟ ومهمَا حاولَت تدَّعي هي لا تكترثُ، لكنها ظلَّت تحدقُ في سرها بساعة يدِها بينما تراقبُ طريقة يوهِي فِي ترتيبِ الأمتعةِ بمكانٍ آمن بسبب الحواسيبِ باهضة الثمن التي يحملها الثلاثَة. ثمَّ قبل خمسة دقائِقٍ من إنطلاقِ القطَارِ كانت ليسا قَد إكتفَت من الإِنتظَار حتما لتنهضَ من مقعدِها بنية كاملةٍ للبحثِ عن الدكتورةِ ومعرفةِ ماذا يحدثُ بالضبطِ.

لكن قبل ان يحدثَ أيٌّ من ذلكَ فُتح بابُ المقصورَةِ على إمرأةٍ شقراءٍ تحملُ إزرقاق خاصٍ بها بعيد كل البعدِ عن كونهِ غير جاذبٍ للإنتباهِ، بل حتَّى هذه التنورة وسط هذه الأجواء الباردَة جعلت المحققة تمرر أعينهَا دون خجلٍ وهي لا تزال حائرةٌ من تكون هذه الشقراء ذات التعابير الدافئةِ والبشوشةِ؟

ثمَّ شخص مألوف أخيرا تمَّ رؤيتهِ خلفهَا يحمل فوق معطفه الأسود آثار من الثلجِ لتجد جيني بتعابيرٍ منزعجَة وهي تَحمِلُ حقيبة صغيرة تشبهُ تقريبا خاصة الدكتورة التي تركتها قبل خروجِهَا. لكن وفي جميع الحالاتِ، المحققة توقَّفَ عالمُها عن الدورانِ حينما سمعَت يوهي تقول وهي ترسمُ جميع أنواعِ تعابيرِ الحيرة والتفاجِئ.

يوهي" تشايُونغ؟؟؟"

جيني بذلكَ تسللت للداخلِ وكأنَّهَا تقولُ بل توضِحُ بنيةٍ كاملة أنَّها لن تشرحَ هذا الظهورَ المفاجِئ حتما لتشايونغ وبالآن ذاتهِ تكتمُ تعابيرها الصريحةِ من ألمِ ذراعها، بالرغم المحققة تؤكدُ لنفسها هي لن تسمحَ لجيني بالنجاةِ بسهولةٍ من كل هذهِ الفوضى حتما، حيثُ بحق الرب ماذا تفعلُ إمرأةٌ صديقة للدكتورتينِ في مكان كهذا وهم على وشكِ الرحيلِ لمواجهةِ العمل المتراكمِ عليهِما وليس للتمتعِ!؟

تشايُونغ إبتسمت بأدَبٍ إلى يوهي، لتعتقِد ليسا أنَّ هذِهِ أكثر إبتسامةٍ ثمينة وراقيةٍ قد رأتهَا من طرفِ إمرأة شقراءٍ بحياتهَا، وقد قامت تشايُونغ بتقبيلِ وجنتي يوهي أولا قبلما تنتهِي بمدِّ يدِها لمصافحةِ ليسا لأنَّها أول من كان بطريقِها، لكن المحققة وجدت نفسها تسألُ بطريقة جادة وهي تصافحها ببعضٍ من شدِّ كفِ يدِها.

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن