CH5| مَنْزِلٌ مُرِيح

827 67 19
                                    

[إسكتلندا، إدنبَرة، حي فيكتوريَا، العَاشِر مِن ينَاير، مِن سنَة ألفَي وعشرُون]

جينِي فتحَت بابَ شقَّتِها بِحَذَرٍ لِتَدخُلَ دُونَ ضَجِيجٍ، كَانَت السَّاعة تُشِيرُ إلَى السَّادِسَة وَالنِّصفِ مَسَاءًا، لكن بالرَّغمِ من ذلكَ وبعيدًا يجِب تتَجهَّزُ للرَّحيل إلَى منزِل عائلةِ المُحققة بَعدَ قَلِيلٍ، جينِي لاَ تزَالُ تشعُرُ بالكَثِيرِ مِن عَدمِ الرَّاحَةِ بشأنِ تلكَ الحَادِثةِ والعَم ويليَام الأعمَى.

جينِي حتَّى ليسَت تشعُر بهَذَا القَلقِ بِسَببِ لِيسَا أَو مهمَا كانَت علاقةُ المُحققة بهذا، بَل المُشكلة كلُّ شيءٍ بسَببِ دارَا.

رباه، الدُّكتورة لاَ تزالُ تشعرُ بالسُّوءِ لِهَذَا بِبُطئٍ وَهِيَ تتَجَاوزُ الرِّواق إلَى غَايةِ غُرفَةِ المَعِيشَةِ لِتَجِدَ والدتَها بِمُفرَدِهَا تَنظُرُ ناحِيَة التِّلفاز تشَاهِدُ برنَامَجَهَا المفضَّلِ (أَو هذَا مَا تعتقدهُ جيني) جيني بِحَذَرٍ سَارَت ناحيَة دارَا لتجثُو أرضًا أمامِها وَهي لا تزالُ تأمُل بإسمِ الإلَه أن تتذكَّرها دارَا ولو قليلاً أو لوهلةٍ فحسبٍ.

وجينِي وهِي تسمعُ الضَّجَة فِي نهايَة الممرِ، إستطَاعت تفهَمُ أينَ فيلدَا، خالتُها تستحِم.

جيني" أمٍّي؟"

دارَا أخذَت وقتًا طَوِيلاً حتَّى إستَطَاعَت الإِستِدَارَةَ إِلَيهَا لكن وجِيني ترَى هذَا الفرَاغ الذِّي إعتَادَ يكُون جنَّةً خَضرَاء وسماء زرقَاء مبتهجَة، وضعَت سوَى رَأسهَا فوق يدِ الكُرسِي. جِيني لن تبكِي، هِي تخَطَّت البُكَاء فعلاً فِي هذِه المرحَلة لكنَه مًتعِب للأَعصَاب.

وقَد سَاعَدَ تهدَأ مِن رَوِعهَا الشُّعُورَ بأًصَابعِ دارا تلمِسُ خُصلاتِها البرتُقَاليَّة لتجلِس كطِفلٍ صغِيرٍ صامِتٍ وجَد أينَ يفتَرض يكُون، وللحقِيقة هذِه لَحَظَاتٌ نَادِرَة بالأَصلِ دارَا لا تناولُها أيَّ إنتِباه بل تستلطفُ فيلدَا أكثَر.

وقَد كَانَ العَالَم لاَ يعنِي شَيء أمَامَ دارَا، جينِي أهدَت عقلَها وولائِها سوى لوالدتِها، فِي النِّهايَة ألَيسَت الوحِيدَةِ التِّي قدَّمَت كُلَّ شيءٍ للدُّكتورَة؟ القوَّة، الحَافِز، الشَّجاعَة وحتَّى الحُب.

فيلدَا دخلَت حيثمَا المرأتينِ لتبتسِم بلطفٍ على عودَةِ جيني وحصولهَا علَى لحظَةٍ مع دارا، لتذرِفَ مباشَرة وهِي تراقبُ بصمتٍ إعتيَادِي كيف تقومُ دارا بمحَاولةٍ بائسَة علَى التَّعرُف علَى جيني.

أوه دارَا لن تتعرَّف علَيها مرَّةً أخرى، كُل الذِّي يصلُح هو تبقَى على قيدِ الحياةِ وجيني تعلَم، أوه بالتَّأكِيدِ تعلَم لكِن تجاهُل الحقِيقَة لا يؤذِيها كمَا تفعَلُ مواجَهتهَا لها.

فيلدا" سيدتِي؟"

دارَا توقفت عن لمسِ جينِي على دُخُولِ الصَّوت مسامعَ المَرأتينِ، لتُفلتهَا وتتكِأ بثقلهَا على ظهرِ كرسِيِّها المُتحرِّك، بينما الدُّكتورة تركت قبلةً على ظهرِ يدِ دارا قبلمَا تقِفُ على سيقَانِها لتَقول لها مباشرةً كأولِ شَيءٍ جاءَ داخِل بالهَا طوالَ اليَومِ.

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن