CH16| لاَ تَسقُطِي

601 58 21
                                    

[اسكتلندا، إدنبَرة، حي فيكتوريا، الثامن عشَر مِن ينَاير، مِن سنَة ألفَي وعشرُون]

حينمَا صعدت ليسَا إلى داخلِ سيارة الدكتورة، كانت بالفعلِ بدأت ترى النجومَ بين أعيُنِهَا وحتى أصابها الدُّوارُ وصعوبة شديدة في التحكمِ بتركيزهَا، ولم تكن الدكتورة جاهلَة بالذِّي يحدث فهي كانت تلاحظُ طيلةَ الوقتِ ردات أفعالِ المحققة ومحاولاتها اللامتناهيةِ في الوقوفِ على أقدامها بإنتباعٍ، لهذَا جينِي كانت ترى نفسها سوى تملك حل وحيد وهو الضغط على البنزين للوصول بسرعةٍ للمنزلِ الخاصِ بها ولتتعاملَ مع قراراتها المرتجلةِ (والتي باتت تحصلُ كثيرا مؤخرا منذُ أن تعرَّفت على ليسا)

لكن في غضون تلك الأحداثِ والجو الهادئ، كانت ليسا بالفعلِ قد غابت للنومِ دون قدرة تقدر تقاوِمُ أكثَر مِن هذا. جيني بهذه الأثناءِ وهي قد وصلت أمام البناية التي تحملُ شقَّتِها حدقت مطولا بالنائمةِ جانبهَا مستغلةً جميعَ الثواني تدرس جُلَّ تفاصيلَ ، الدكتورة بدأت تلاحظُ لأولِ مرةٍ أشياء عديدة بوجه النائمة مثلَ الشامةِ اسفلَ عينها لتتذكر شامتها مباشرة التي تتواجد أسفلَ حاجِبِها الأيمن.

ثمَّ كانت فرصة جيدة لأجلِ تقوم الدكتورة بمراجعة نفسها وتصرفها المتهورِ بترك ليسا بنيةٍ كاملةٍ في المبيتِ هُنا لديها بحجة الطريق البعيدِ لتقول في نفسها 'ليتَ لم أفعل' لكنها كانت سريعةً في التخلص من الفكرة لمجرَّد إنتبهت على ما تفكرُ به كم أنانِي لتقول لنفسها بعتاب صارم 'توقفِي عن أنانيتكِ جيني' وفعلا لم تمضي الثواني حتى نزعَت حزام الأمانِ خاصتها عن صدرها وسيارتها مركونة بأمانٍ حيث العادة.

ولأن جيني كان يستحيل تسحبُ ليسا وهي نائمة لغاية الطابق الذي تعيشُ به، كان عليها توقظها، المشكلة المحققة حينما إستيقظت أخذ ذلك وقتا طويلا منها مما إستدعى من جيني تحمل قارورة الماء خاصتها وتفرغ معضمها بإستمتاعٍ على رؤيةِ ليسا تستصعبُ تستوعبُ بعد الذي يحدث وكأنها إعتقدت هي تغرقُ.

جيني أحبَّت نظرة الفزعِ هذه.

ليسا" هل فقدتِ عقلك؟؟"

جيني بدت راضيَة تماما بردةِ فعل المحققةِ لتقولَ لها بإبتسامة ساخرةٍ وبنبرةٍ مليئة بسخرية مماثلةٍ.

جيني" مرحبًا بكِ بعالمِ اليقظةِ، شقتي ليست بالطابقِ الأرضِي كي أقدر على دفعكِ داخلها وأنتِ نائمة مانوبال، حاولي تسيري وحدكِ وتستجمعي وعيك قدر الإمكانِ."

ليسا هدأت تماما من روعها لتزفِر بهدوء وتبدأ بمسح الماء من عليها بحذرٍ بالمنديل الورقي الذي تملكهُ بجيبها. ثم كانت جيني محقة، المحققة لم تكُن لتستيقِظَ حتمًا دونَ إستخدامها للماءِ، لكن كان سيظلُ هناك حل أفضلُ من رشِ الماءِ عليها، وللحق المحققة ليست بمزاجٍ ولا بطاقة كافية لمشاجرة المرأة ذات الشعر البرتقالي جانبهَا بل حدقت بها لثانية فحسبٍ قبلما تخرجُ من السيارة بحقيبة الحاسوب خاصتهَا معَ هاتفها.

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن