CH17| أوجَاعٌ لاَ تلتئِم

595 52 15
                                    

[اسكتلندا، إدنبَرة، حي فِيكتوريَا، التاسع عشَر مِن ينَاير، مِن سنَة ألفَي وعشرُون]

جينِي كانَت داخِل المطبخ تجهزُ فوق الصِّينيةِ القليل من الشاي مع ثلاثةِ كؤوس، الدكتورة تؤمِن أنَّ هوسَ يُوهِي بالشاي الأخضرِ بالليمون، غير صحِي كما تعتقد، حتى وإن كانت قطع البيسكويت التِّي تعدها فيلدا بالشوكولاتَه لذيذة وتجعل مزيجَ الذوق مريح. بل يربكها رؤيةُ سوهِي جاءت مِن العدم إلى منزلها بعد مرور مدةٍ تقترب من الستة أشهُرٍ علَى آخِرِ زيَارةٍ لهَا.

الدكتورة ببطئٍ وحذر وبراحةٍ لا مثيلَ لها مع المرأتينِ صديقاتها، دخلت الغرفة ووضعت فوق سريرها الصينية حيثما يوهي وسوهي مستلقيات فوق نفسِ الأفرشةِ التي ليسا نامت عليها أمس ليلاً لتحدق بهن ببرود (لم تقصدهُ) وتقولَ لهن.

جيني" يوهِي أنتِ فَوق سريرِي بحذائكِ المقزز المليء بالتُّرابِ"

يوهِي هزت كتفيهَا بإستمتاعٍ من رؤية الدكتورَة ترتدي ملابسا غير رسميةٍ ولا مزيد من ذلكَ المئزر الأبيضِ الذي لا تنزعهُ بل تكترث سوى بفتح جميعِ أزرارهِ. لترفعَ تاليا كأس الشَّاي الخاصِ بِها لمستوى شفتيها وتبدَأ تأكُل قطع البسكويتِ بهدوء.

جيني رمقتهَا بهدوء تراود تدريجيًا إليها لتتناسى أمرها منتبهة على تثائُبِ سوهِي التِّي ملأت يوهي لأجلهَا الكَأسِ.

جيني" يمكنكُما المبيتُ بالمناسبةِ"

سوهِي أومأت برأسهَا ثمَّ بحذرٍ وهي تعِي مدى حساسيةِ ما ستقولهُ، تنفست بهدوء بالكلماتِ لتجعل الدكتورة ترمقُ كلاهما ببرود لقد عنتهُ هذه المرةِ، لكن كلاهما معتادٌ عليهِ كان من اللطيفِ أخذ إنتباه جيني بأيِ طريقَةٍ كَانَت.

سوهي" جيني، كنتِ ستُخفِينَ عنَّا وفاةَ السيدة بارك؟"

يوهِي تجاهلَت أعين جيني الزرقَاءِ التِّي تدرُس ردة فعلها بتركيزٍ عالٍ جعل من الفتاةِ تقلقُ قليلاً ولعلَّ توتر بالرغمِ هي تعلَم كانت الدكتورة حتما تشعُر بالقلقِ مِن ردة فعلها بقدرِ تخشَى عليهَا من وقعِ صدمةِ وفاة فيكتوريا وتواجد تشايُونغ بالمدينةِ لفترة دون أن يعلمَ أيُ شخصٍ.

جيني سمعت سؤال سوهي بوضوحٍ وطبعًا لَم يكُن من المؤكدِ ماهي حجمُ المعلومات التي تعلمُها سوهي، لكن مع ذلك جيني جذبت مقعدا مريحًا ثم قالت لهما بصراحةٍ وهي تملئ لنفسهَا كأسا من الشاي وتأخذُ قطعة بسكويتٍ.

الدكتورة تتساءل لو كانَ عليها جلب الحليب لنفسها؟ لكنها تكرهه صحيح؟ جيني نفت سوى هذه الأفكَار لتركز على الحوارِ الثقيلِ متذكرة تماما وقعَ الألمِ وصدماتهِ اللامتناهيةِ.

هل الوجع سينتهي؟ جيني تشككُ بذلكَ.

جيني" أردتُ من تشايُونغ من تخبرُ يوهي عن قدومها ووفاةِ الخالة فيكتوريَا، لكنها لم تفعَل فلم أفعَل"

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن