CH7| ضَائِعَة ومُشتَةٌ

587 56 6
                                    

[اسكتلندا، إدنبَرة، كالتون، العَاشِر مِن ينَاير، مِن سنَة ألفَي وعشرُون]

لَن تَقُومَ جينِي بقَولِ شَيء حِيَالَ مَدَى وفَاء المُحَقِقَة بِوعدِهَا ومَسكِهَا مَن سرَّبَ الصور للصَّحَافةِ لأنَّ ذَلكَ سيَستَدعِي حَتمًا مَدحُ المُحققة وهذهِ جزئيَة الدكتُورة لَن تسمَح لنفسِهَا تصلُ إلَيهَا الآن، ثمَّ الأمرُ لَم يكُن بهذهِ الأهميَّةِ أسَاسًا، لهذا الدكتورة كانَت فعلاً قد إختَارَت تَحتَجِزُ نَفسَهَا وتَنغَمِسُ بالعمَلِ دَاخِلَ مختبَرِهَا لَعلَّ تَجِدُ شَيء مَا جَدِيدٍ لَم يُلاحِظهُ أَحَدُُ مِن قَبلٍ بالرَّغم بداخلها وأَعماقها العميقة تدرِي لن تَجد شيء البتَّةِ أكثَر مِنَ الذِّي بحوزتِهَا، بل جيني لا تقدر تنسَى كلمَا رأت هذهِ القضيةِ كَيفَ المحققة أَنقَذَت حياتهَا والآنَ عليهَا تتذكَّر هذَا إلَى الاَبدِ.

ثمَّ كانَ لسُوءِ حظِّهَا قد أصابهَا المَللُ والجُوعُ الشَّديد أيضًا لتفكِّر تصعد لمَطعَم المَركَز لعَلَّ طبخُوا اليَومُ شَيء قَابلٍ للأكلِ أَو أَيَّ شيء يسدُّ جوعهَا فالمطرُ عادَ يهطِل والدُّكتورة لا تشعرُ برغبةٍ تبتَلُ فقط لتطلُب الأكلَ من الخارجِ، فوضعَت هاتفهَا داخل جيب سروالهَا الجينز رِفقَة مفاتيحهَا لتنتهي اللَّحظةُ بدخولها المصعَدِ بيديهَا دَاخل جيبِهَا تأخذُ أنفاسا متتاليَةً مليئة بإنعكَاس الإستياءِ علَيهَا، وفي الحقيقَة الدكتورة ظلَّت تفكر بموضوعٍ مُغَايِر عن هذهِ القضيَّة اللَّعينة بأسلوبٍ أكثر جدية لو صارحت نَفسها.

حيثُ منذُ أَن إختَلَت بنَفسِهَا بَدَأَت تُعَاتِبُ نفسَهَا قائلة، هَل كَانَ حقًّا عَلَيهَا ترحَلُ هذَا الصَّبَاحُ مِن مَنزل المحققة وتَتركُ لنفسِهَا تَكُون بمنظَرِ الخَائفَة؟ أو الهاربَة الخَائِفة؟

رباه جيني حتمًا لَم تَخَف من أَحَدٍ وَلَن تَبدَأ سِلسِلَة خوفِهَا مِن رَجُلٍ أعمَى لاَ يرَى شيء بل فقَط يسيرُ بأعينهِ الفَارغَة من مهارَاتِهَا معتمدًا على ذاكرتهِ حيَالَ المَكَانَ الذِّي يَعيشُ بهِ، لهذَا مؤكد لَم تَخف من ويليَام علَى الإطلاَقِ، ثم هذَا لَيسَ بالفكرَةِ التّي تُقلقُهَا أَو السبب في تشتتِهَا بل كُلُّ مافي الأمرِ رحيلُهَا هذَا الصَّبَاحُ الذِّي بدَى وهو يجولُ بالهَا الآن حتمًا غَيرُ لاَئِقٍ خصوصًا بتذكَرُ معامَلَة ماثيو وغابريِيل لهَا بكلِّ وِدٍّ تفتقرُ إلَيهِ المُحققة، بل حتَّى مدى لطافة الجدَّةِ بيلاَ التِّي ناولتهَا تلك الوسائدِ المُريحَةِ والغطَاءِ الدَّافئ لا يغيبُ عن بالهَا، وأصلاً حتَّى تصرُّف تومَاس الأخِيرِ بمناولتهَا ذلك الطَّبقِ كانَ يجعلُ الدُّكتورة تفكِّرُ بشكلٍ مُضاعَفٍ كم كانت وَقِحَةٌ وكَانَ علَيهَا ابدًا لاَ ترحَل بذلِكَ الأسلوبِ وعلى الأقلِّ تتَحمَّل لدقائقٍ أخرى وتتناوَل الإفطَار رفقتهُم.

ثمَّ لمَّا وصلَت الدُّكتُورة إلَى الطَّابقِ المَقصُودِ كَانَ المَكَانُ غَريب بإكتظاظهِ ثمَّ ليست الدكتورة تَقُولُ المكانُ مُعتَادٌ يَكُونُ فارغٍ وشَاغٍرٍ لكن فقط بتوَاجُد المُحققة فوقَ طاولَة الفريقِ بدى لجيني المكانُ أكثَرُ إكتِظَاظٍ عن العَادَةِ، فوقَفَت مكانهَا وسطَ الجميعُ من المركز المجتمعِينَ تحدِّقُ ببرُودٌ ناحيَة المحققة التي إتضحَ تملكُ إبتسَامَة واسعَة كبيرَة وسهلَة التَّخَالُط مَعَ بقيَّة الفريقِ ثمَّ جيني لاَ تعلَمُ ماذَا شعرَت لمَّا المحققة نظرت ناحيتهَا ولاحظَت إنتباهها، لكن الذي حدَث مع ليسا هو سقوطُ تعابيرها وتذهَبُ إبتسَامَتُهَا وتحملِقَ بهَا بتساؤُلٍ لم يبدُو للدكتورة وقحٍ، لكن المُؤكد كلاَهُمَا ظلَّ يُحَدِّقُ بالآخَرِ كأنَّ كلاهُمَا وَحدَهُ بهذهِ القَاعةِ بأفكارٍ مختلفةٍ.

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن