CH27| الجَانِب الآخَرِ

909 55 36
                                    

تخيَّلوا من عادَ من جديدٍ للكتابة

عليهِ أريدُ قول مرحبا مجددًا!

**

[إنجلترا، لُندُن، مدينة كامبريدج، الرابِع من فبرايَر سنة ألفَي وعشرُون]

كانَت هيئةُ جيني واضحَةٌ من بعيد بالنسبةِ للمحققةِ التي إبتسمَت بهز رأسها قليلاً بإستمتاعٍ بينمَا تقضمُ جزءٌ من سفليتهَا، حيثُ أيُّ شكٍ كان لينتَاب ليسَا علَى أَيِّ حالٍ أنَّ الدكتورَة ستتَأخَّر بإيجادِ هذا الموقعِ ثُمَّ هي مدركَة كانَ لتصرُّفٌ غير جاد وحقًا شديدُ الطُّفُولَةِ لكنها تعتقدُ الأمرُ يستَحِق.

ليسا" برتقالة!"

حينمَا رفعَت الدكتورَة أعينَها ورأَت نفس المرأةِ التي تركتها هذَا الصباحِ نائمةٌ بعمقٍ فوق سريرها تركضُ ناحيتهَا بتلك الإبتسامَة التي تجعلُ جيني دوما تقفُ مكانها مكتوفةَ الأيدي لا كلماتٍ قابلةٍ للخروجِ بل سوى التَّحدِيقِ الأَعمى، إختارت تنتظرُها لغايةِ كلتاهما وقفَ بنفسِ المستوَى يُحَدِقان ببعضهمَا البَعضِ.

جيني كانَت أولُ واحدةٍ من كسرَت الصَّمتَ قَائلة بكلِّ تشكِيكٍ وأفكارٍ مشتتةِ بينما تحملُ يديها داخلَ جيبِ مئزرها الأبيضِ مجَمِّعَةٌ كلَ الطَّاقةِ التِّي بداخلها بنهايةِ اصابعِهَا وعضلات جسمهَا، هي تحتاجُ تحافظُ على هدوئِها فحسبٍ حيثُ من قد يتعرَّفُ عليهَا وهي بهذِهِ الهيئةِ الجديدةِ (أو علَى الأَقلِّ هذَا ما تأملُهُ)

جيني" خرجتُ قبلكِ ووصلتِ بنفسِ توقِيتي"

وضعت المحققَة أعينهَا على المَدخلِ أمامَهُمَا بِبعضٍ مِن التَّأكُدِ قبلما ترمِي إنتباههَا علَى المرأةٍ بجانبهَا والتِّي توقفَت عن لحظاتِ التشكيكِ بالمحققةِ لتنتقلَ بشكلٍ حاسمٍ إلَى لحظاتِ التَّأكدِ من مدى عمق كذبةِ ليسا.

هذه المحققَة اللَّعينة...

ليسا" ليسَ بالخطبِ الجللِ لأنِّي كذبتُ علَيكِ للصَّرَاحةِ"

ليسَا إبتسمَت برفقٍ ثم قالت بكلِ ثقةٍ دون تركِ مجالٍ للصمتِ تماما وهي تتأرجحُ بجسمها للسيرِ أمامَ الدكتورةِ وتارة تستديرُ لتوجِّه كلامها ناحية المرأة ذات الشعرِ البرتقالي خلفها التي لم تتوقف عن رمقِها ببرودٍ وصبرٍ تحاولُ لا تتركَ ردائهِ يسقُط هنا بهذَا المكانِ غيرِ السَّارِ.

ليسا" من الجهلِ تعتقدِينَ قد ارجعُ للفندقِ دون أخذ معلوماتٍ دقيقة عن من قاد بجوزلين لآخرِ وجهةٍ لها قبل أن تختفِي عن الظُّهور."

جيني وقفت مكانها كمسمارٍ وسط ساحةِ المكانِ الشبيهِ بمعبدٍ كي تقومَ تقوَّس أعينَها بعنفٍ بينَما تُحِسُ ببعضٍ من قطراتِ العَرقِ بهذَا الجَوِ شديدِ البرودَةِ، تلمسُ أسفل ظهرهَا بكل ثانيةٍ وَهِي ترمقُ بشَكلٍ خاطفٍ وسري عن ملاحظةِ المحققة. حيث كانت الهالةُ بالأَرجَاءِ بالأصلِ غريبةٌ للغايةِ في صمتِها.

S H E || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن