حادث اليم

60 3 0
                                    

حادث اليم(23)

تركض بكل قوتها فى غابة مظلمة ممتلئة بالاشجار التى شبت فيها النيران تلهث بقوة واجهاد من كثرة الركض الى ان ظهر امامها شخص ملامحه مشوشة وغير واضحة وهو ينظر اليها بشدة نطقت بخوف.
_انت مين وعايز منى ايه.
اقترب منها ببطئ الى ان اتضحت ملامحه لم يكن سوى نادر وتكلم ببطئ وهو يخيم عليها.
_رهف انتى لازم تبعدى عنى لانى مش عايز ائذيكى ابعدى عن طريقى اأمن ليكى ولى.
نظرت له بتعجب وقالت بنبرة مبحوحه ومجهدة.
_ ليه يانادر ليه عايز ابعد عنك.. انت الوحيد الى فاكره من كل الى حوليا وحاسة من ناحيتك بمشاعر مدفونة اكيد انا كنت بحبك او كان فى علاقة مابينا وربنا قدر كل ده عشان نتجمع.

_بيتهألك يارهف احنا لازم ننفصل.

_بس انا مش هسيبك يا نادر ابدا عمرى ما اسيبك.
فجأة رأت افعى كبيرة تخرج من الارض وتلتف حول قدم نادر وتسحبه ناحيتها حاولت الصراخ والامساك به وكأنه اصبح هلامى ينسحب الى الارض بدون حول ولا قوه صرخت بأعلى صوت لها.
_لاااا نادررر.

فتحت عينيها برعب وهى تلهث بشده وتستغفر ربها وتردد المعوذتين حتى شعرت به من حولها نظرت الى الامام رأته واقف ببرود ظاهرى ولكن داخله يموت قلقا عليها ويمسك بيده كوبا من الماء وقال فى هدوء.
_اشربى شكله كابوس.
اخذت كوب الماء وشربته دفعة واحدة ثم اسهمت بنظراتها الى الاشيئ نظر لها بتعجب ثم تجاهلها متجها الى الخارج لكن شعر بيدها تمسك به.
نظر لها بذهول لم تمهله رهف ثم احتضنته من خصره بشدة مما جعله منزهل اكثر رفع يده ليبعدها ولكنه ملس باصابعه على شعيراتها وكان هذا كفيل ببدء نوبة من البكاء والنواح الى ان نامت وهى تحتضنه خائفة من ان يرحل بهذه البساطة.

💜💜💜💜

اما عند ليلى كانت تنادى سيف برعب.

_سيف رد عليا انت كويس ارجوك رد عليا متقلقنيش عليك انا مستعدة اسمعك بس ماترحش منى ارجوك.

_آه ليلى هناك فى ... الدرج آه ...برشام هاتيه آه.

اسرعت الى درج الكومود وفتحته ثم شهقت برعب من كمية البراشيم والادوية التى لا تبشر بالخير نظرت له بصدمة.

_ايه ده يا سيف اى كل الادوية دى رد عليا متقلقنيش.
ابتسم بإجهاد وهو يقول بتعب شديد.
_ال... علبة.. الزرقاء...
اسرعت تبحث عن تلك العلبة بهلع الى ان امسكت بها ثم شهقت برعب شديد وبدأت دموعها تتساقط كشلال من هول ماعلمته فهذا الدواء يشبه نفس الدواء الذى كانت تحضره لامها اثناء مرضها والتى كانت تعانى من سرطان الكبد.
اقتربت منه ببطئ ومازالت عيناها تفيض بالدموع.

_سيف انت ااا.. آه...متقلش ان ده كان سبب بعدك عنى لتلات سنين ارجوك متقولش كده.

_ايه خايفة اكون انا المظلوم وانتى الى ظلمتينى.

_سيف ماتهزرش انت فعلا عندك سرطان الكبد.
ابتسم ببهوت وهو يمسك بعلبة الدواء من يديها ثم اخذ الجرعة المطلوبة وانتظر لحظات الى ان بدأء يستعيد وعيه واقترب منها ببطئ.

_ليلى انا حرفيا كنت محتاجك جنبى فى عز مرضى ...ليلى خليكى متأكدة انى حبيتك وبحبك وهحبك لاخر نفس فى عمرى كل الى عايزه منك انك تسامحينى وتعيشى معاى... لحد ما ربنا ياخد امانته تصبحى على خير لان البرشام ده مجرد منوم ومسكن مش اكتر.
ثم اتجه إلى الفراش بارهاق متجاهلا تلك المبهوته لا تصدق ما قاله اطلاقا... ايعقل انه كان يتألم طوال السنوات الماضية دون علم منها...ايعقل ان يكون هرب من مواجهتها بمرضه ام انه يمازحها لكن مستحيل وهذا الدواء و..لحظة عبدالله ابنها لقد نسيت امره بمجرد ان التقت مرة اخرى بسيف.
تذكرت عبدالله وهو يخبرها انه يشتاق لوالده ويتمنى رؤيته يا الله عقلها مشتت بين جميع الأحداث.
قاطع افكارها صوت تأؤهات تصدر من فم سيف الذى بالفعل يعانى اشد معانة.
اقتربت منه بقلق بالغ وهى تلاحظه يرتجف بشدة ويتعرق بغزارة اسرعت تعد له كمادات ولاول مرة تلاحظ تلك القبعة المحكمة على رأسه بكت بشدة وهى تبعدها عن رأسه حتى شهقت للمرة الثالثة ببكاء.
وهى ترى رأسه الاصلع تماما والذى اعطى له منظر مشين فى ريعان شبابه ظلت تبكى بشدة وهى تقوم بعمل الكمدات اليه حتى انخفضت حرارته وبدأ يهمس باسمها بدون وعى كما كان يفعل دائما اثناء مرضه اقتربت منه وهى تحتضنه ببكاء شديد خوفا من فقدانه ببساطه.

💜💜💜💜

فى مكان اخر بعيد عن كل تلك المعانة حيث تجلس امل وبجوارها ابيها وامها واخوانها وامامهم حمزة وصديقين له وبالطبع فريد ونادر ورهف ووالدتها الكل موجود الى ان تكلم حمزة بصوت رجولى بحت.
_ ها ياعمى قلت ايه موافقين.
تكلم خالد بمماطلة.
_ادينى مهلة يا حمزة يا ابنى اسأل عنك واشاور البنت ولو فيه النصيب يبقى على بركة الله.

فريد بمزاح.
_اكتر من كده ابننا هيخلل يا عمى خلينا بقى نعمل حاجه حلوه فى الأحداث دى والا اى رايك يا انسة امل.

امل بخجل.
_القرار بايد بابا.

حمزة بنفاذ صبر.
_نعم ياعنيا هو انا هتجوز بابا والا هتجوزك انتى ماتعقلى صحبتك يارهف الله مش معقول كده الواحد ميقدرش ياخد راحته فى البيت ده ابدا.

_هههه ماشى يا استاذ حمزة على بركة الله.

_هييييه والله وعملوها الرجالة ورفعوا راس مصر بلدنا ووقفوا وقفت رجالة مبروك لمصر ولولادها لللللوووولى زغرطى يا اعتماد ابنك هيوزع جوابات وهييييييي.

راية الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن