عائلة حزينه

69 3 0
                                    

عائلةٌ حزينةَ(27)

يومان فقط يومان مضيا على هذا الحادث الاليم.
يومان كانا كفيلان بتدمير الجميع.
فلم يستقر حال نادر حتى الان الكل بجانبه يدعو له لكن لم يشاء الله شفائه حتى الان كانت جميع العائلة حزينة عليه وليس باليد حيلة الكل واقف مكتف الايدى لا يستطيع فعل شيئ.
كان امام غرفة العناية المركزة رهف وفريد وسيف وخالد وحمزة وامل.
والباقى عاد لاجل الارتياح قليلا كانت رهف تجلس حزينة على حبيبها ولسانها لم يتوقف عن ترتيل ايات الرحمن والدعاء له.
وكانت امل بجانبها تشد عضدها وتواسيها واما الرجال فكان كل منهم فى زاوية يناجى ربه ان يعيد لهم عزيزهم.
مرت عشر دقائق ثم دلف احد الاطباء الى غرفة العناية ولكن لم يتحرك لاحد منهم ساكن فهم على دراية انه الطبيب الذى يتابع فحصه يومياً.
_حضرت اللواء خالد ممكن اخد من وقتك ثوانى.
كان هذا صوت الطبيب.
التفت له خالد على عجالة من امره ولحق به بسرعة وهو ينظر لرهف التى ثارت جوارحها يحاول طمئنتها ثم دخل للغرفة واغلق الباب.
ظل بالداخل ما يقرب عشر دقائق ثم خرج ناكساً رأسه حزين الملامح قواه قد نفدت.
ورفع ببصره الى تلك الاعين التى تراقبه ينتظرون منه اجابة تريحهم الى ان هتف بصوت ماتت فيه الحياة.
_اخد امانته نادر... مات.
صرخة ضعيفة صدرت فى الارجاء ثم بعدها وقعت مغشياً عليها.

💔💔💔

(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).

كانت هذه اخر الايات التى رتلتها رهف والتى كانت واقفة امام نعش زوجها تودعه.
ثم انطلق فريد وسيف وخالد وحمزة وهم يحملون النعش ودمعاتهم تتساقط واحدة تلو الاخرى واتجهوا لداخل قبره.... وهنا تعجز الكاتبة عن الحديث فما عساها ان تقول فى موقف كهذا سوى إنا لله وإنا إليه راجعون ف اللهم احسن خاتمتنا جميعاً وردنا اليك رداً جميلاً.

انتهت جنازة ذاك البطل الذى اغتيل على غفلة وانتشر الخبر فى كل مكان فقد قُتل اللواء نادر السيوفى.
خيم الحزن على الجميع صغيرهم وكبيرهم حيث كانوا متجمعين فى فيلا نادر وكل منهم يحتاج الى من يواسيه.
اما حال رهف فقد كان اسوء منهم جميعا.
كانت جالسة على احدى الارئك وترتل بصوت باكٍ حزين سورة يس كان بجانبها جميع النساء وكلما قرأت اكثر كلما بكت اكثر وابكتهن جميعا.
الى ان انتهت من الترتيل وكانت تضم فى يدها قميص نادر الغارق بدمائه وهى تستنشقه وتبكى بشدة وهى تتذكر كل المواقف التى جمعتهما معا تتذكر صوته الدافئ حينما يتكلم معها عن شيئ يحبه.
وصوته المرعب حين يغضب.
وصوته الرخيم حين يتكلم عن عمله.
تذكرت نظرات الغيرة التى كانت تفتك بفريد حينما يدللها.
ظلت على هذا الحال فى دوامة من الذكريات التى لا تنتهى وعيناها لا تكف عن البكاء.
فجاءة صدحت صرخات غاضبة من الخارج اسدلت نقابها ثم وقفت ووقف معها جميعهن واتجهن للخارج بسرعة وقلق وكان بالخارج فريد وسيف وهما يحاولان تهدئة حمزة الذى يصرخ بغضب شديد.
_نههههى وربى لو اذيتها اقتلك هقتلك يا سامح الكلب هقتلك.
_اهدى يا حمزة اهدى خلينا نفكر بعقل.
_هه عقل اختى فى ايد واحد زبالة بيساومنى بيها وعايزنى اهداااااا.. وربى لعلمه الادب.. هعرفه يعنى اى يمد ايده على حاجة مش بتاعته انا هوريه حمزة الشافعى يقدر يعمل ايه.. فاكرنى هسكت واسيب اختى ..يحرم عليا الاكل والشرب طول ما  هى مش جنبى.
هنا هتفت رهف بغضب شديد وقد فاض بها الكيل.
_انا كمان مش هقعد متكتفة واندب حظى واسيب الى اسمه طارق يتمتع بقتله لجوزى.

راية الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن