تهدينا الحياة أملاٌ...
و تأخذه في لحظة...........
في ألمانيا..برلين أمام مبني جامعة التقنية(TU)
وقفت أمام ذلك المبني التي تخرجت منه منذ ثلاث سنوات، عادت إليه وهي تنظر بـ أعينها الذهبية تحرك أهدابها بنعومة تتفقد المكان و شكل الهندسي المبني وعلي محياه ابتسامة ناعمة تماثل نعومة ملامحها المختبئة تحت قطعتين من القماش الذي يتميز بالون البيج فجعل من عينها تبرز أكثر من أي شيء .سارت بخطى ثابته وكأنها ملكة تسير علي عرشها،لم تبالي بمن ينظرون إليها والي ردائها لكن التعجب لم يدوم طويلاً لان هناك بعض المسلمون يدرسون في هذه الجامعه، و قد اعتادوا علي رأيتهم بينهم.
لكن ما لفت انظار الجميع هو عينها الذهبية التي تلفت الانظار حولها مثل الذهب.
كانت تسير وهي شاردة تتذكر المحادثة التي جارت بينها و بين أختيها قبل قدومها الي عملها فهي تعمل معيدة في الجامعة فقد تخرجت من هذه الجامعة منذ ثلاث سنوات و قد حصلت علي أمتياز في فترة مراحلها وعندما تخرجت و أصبحت معيدة ..اعتذرت عن الوظيفة و طلبت ان تأجل هذا للامر حتي تعتني بـ أختيها الصغار فقد توفي والديها في هذا الوقت.
خرجت من شرودها علي خبط أحد الطلاب بها فنظرت اليه ببرود ولم تتحدث لـ علمها انه تعمد فعل ذلك.
فهي تعش علي مبدأ "التجاهل، و الثأر"
فبرغم من أيمانها إلا انها لا تسامح أحداً ولا تكتم غضبها بداخلها بل تنتقم بأسلوب تجعلهم يحتريمونها ولا انصحكم كيف تفعل ذلك.ف برغم من رقتها إلا أنها مثل اللبؤة في شراستها.
سارت في الروق المؤدي الي المدرج وكانت تتذكر حديث عميد الجامعة لها ينبه عن الفصل الذي سوف تدرسه فقد أصر عليها بالقدوم حتي أنه عرض عليها ضعف المرتب للقبول.
وقفت علي بعد خطوتين من باب المدخل و أخذت نفس عميق و دخلت الي المدرج و سارت بثبات ترفع رأسها و تنظر الي مكتبها و عندما اقتربت منه خلعت عنها حقيبتها المستديرة تضعها علي المكتب و وضعت هاتفها بجوار الحقيبة و نظرت الي وجوه الطلاب بهدوء تنقل نظرها بينهم بثبات تحفظ ملامحهم قبل التعرف عليهم.
قبل لحظات كان المدرج يعج بـ الضجيج فكانت الفتيات يتحدثون مع بعضهم و البعض يجلسون بجوار الفتيان ومنهم من تجلس علي قدم أحد الفتيان بدون خجل.
وعندما فتحت "جود" باب المدرج وسارت إلي موقعها عاد كل طالب الي مكانه و نظروا الي معلمتهم الجديد فقد تسببوا في استقالة المعلمة السابقة، حتي أنها إعتزلت التعاليم نهائياً و ذهبت لي إحدى المستشفيات بسبب ما فعلوه معها.عندما وقفت أمامهم تلك المعلمة المنتقبة التي كانت ترتدي فستان بلون الابيض واسع لا يظهر مفاتنها علي نقاب بلون البيج و كانت قصيرة القامة ترتدي قفاز قماش بلون النقاب.
كانت تبدوا إليهم أنها من عالم أخر.... كائن فضائي جاءهم من المريخ.