أنهت روما الاتصال مع مادي وكانت ابتسامتها الناعمة تتسع علي وجهها الذي عادت حيويته في لحظة مُحادثتها مع مادي ، ألقت الهاتف و ركضت إلي المطبخ وهي تشعر بالجوع الشديد ، نظرت إلي المنزل وكأنها لم تراه منذ زمن بعيد ، هل لهذه الدرجة كانت غائبة عن الوعي وهي بكامل وعيها .
سارت إلي المطبخ بحثت عن بعض المكونات لصنع الطعام فلم تجد شيء ، حسناً والدها يخرج من المنزل عند الفجر و يعود بعد المغرب لذلك لا يوجد له وقت لذهاب و شراء مستلزمات المطبخ .ارتدت ملابسها و فتحت أحد الإدراج و أخرجت بعض النقود وسارت خارجة من المنزل .
كانت ابتسامتها الناعمة مشرقه علي وجهها فقررت قبل الإتجاه إلي محل البقاله أن تتجه الي أحد المطاعم تسكت جوعها .
اختفت ابتسامتها عندما استمعت إلى صوت أحدهم بتلقائية التفتت إلي المتحدث
كان يقف أمامها وعلي وجهه نظرة عابثة ف أخيراً رها مرة أخرى .
أما عنها فلم تتعرف عليه لذلك أكملت سيرها بهدوء وكأنها لم تراه .
ضم حاجبه بضيق من تجاهلها ثم سار بجوارها وهمهم قائلاً بصوت ثابت و بباحة مميزة :" من اللباقة رد السلام علي المتحدث "
ردت عليه بهدوء وهي تنظر أمامها ولم تلقي عليه أي نظرة واحده :
" وهل اعرفك لرد السلام ؟ "
" هل فقدتِ ذاكرتك روما ؟ "
قالها ببراءة وكأنه يعرفها منذ الأزل ، أما عنها فقد وقفت مرة واحده و نظرت إليه باستجواب وهمهمت قائلة بصوت هادئ:
" كيف عرفت اسمي ؟ ... "
نظر إليها بحزن وكرر إسمها بعض المرات وكان نغمة تكراره أعجبته .
" روما ، روما ، روما ،هل ذاكرتك ضعيفة إلي هذا الحد ، حقاً أحزنتني كثيراً"
ضاقت عينها ونظرت إلي ملامحه وهي تحاول تذكر أين رأيته أو كان يشبه أحداً تعرفه ، وعندما لم تجد له زكرى في رأسها همهمت قائلة بصوت منخفض :
" أنت ، أشعر أن هناك شيء خطأ ، كانك تخادع "
" أنا ابداً ، حتي أنني اتذكر قطتك سماره التي سرقت منك و لم تجديها "
رفعت حاجبها وهمهمت قائلة بهدوء بعد أن رفعت اصبعها أمامه تشير إليه وكأنها لا تصدقوا حديثه أبداً :
" انظر يا هذا.... "
" ماريو "
" لا يهمني اسمك ، لكن أنا لست غبية حتي تنطلي هذه الخدعة عليّ ، أن ذهبت إلي أي أحد من الجيران و أعطته يورو أو اثنين يمكنك أخذ اي شيء منهم ، حتي لو جلست بجوار نسائهم بعض الوقت من الممكن أن تعرف متي كان أول يوم لي هنا ، ف اخر الحديث ، لستُ سهلة المضغ "