الصلاة والسلام على اشرف المرسلين
........ .......
كانت تجلس أمام التلفاز وهي تمسك بين يديها مشط تحركه بين خُصلات طفلاتها مريام .كانت مريام تمتلك زوج من الأعين الرمادية و بشرة حنطية مثل والدتها بشخصية هادئة لا تتحدث إلا مع والدتها.
همهمت مريام بصوت ناعم طفولي كان أشبه بالهمس من شدة انخفاضه :
" مامي لا أريد الذهاب إلي الروضه مرة أخرى"
تحدثت كارولين بصوت منخفض و برقتها التي لا تظهر إلا في منزلها :
" لماذا يا حبيبتي؟.."
همهمت مريام بصوت منخفض متقطع وهي تحرك أصابعها ببعضهم و كان هناك غشاء ابيض يتلألأ بداخل عينها الرمادية الواسعه فكانت تحرك جوهرتها مع اهدابها الشقراء التي تشبه شعرها المُنسدل حولها :
" إن ... الاطفال ... في . الروضه يتنمرُ علي و يقولون لي انني فتاة بدون والد "
ضغطت كارولين علي أسنانها وهي تشعر بالغضب الشديد و تحاول أن تتحكم في أعصابها حتي لا تذهب إلي هؤلاء الأطفال و قتلهم فمن هم حتي يسيئون لطفلتها لن تصمت علي ذلك لكن الان اخذت نفس عميق و همهمت بابتسامة ناعمة وهي تعدل جلوس لامايا أمامها و نظرت إلي عينها الرمادية الواسعه:
" حبيبتي لا تستمتعين إليهم و إذا تعرض لكي أحداً منهم أخبريني علي الفور حسناً حبيبتي "
رفعت اهدابها وقالت بحزن جعل معدة والدتها تشتعل من شدة الحزن عليها :
" لا اريد مامي ..أنا لا أحب الذهاب إلي هناك لا اريد أن أري وجه هؤلاء الأطفال المشاغبون لا اريد أن أري ضحكاتهم الساخرة "
حركت عينها تنظر إلي ابنتها و تنظر إلي ملامحها الحزينه فزاد من غضبها و شعورها بالخذلان من نفسها فكيف السمح لهم بمعاملة ابنتها هكذا ، ليس لهم الحق في جعل عينها الساحره تبكي ،وليس لهم الحق في جعل قلبها الصغير يشعر بالحزن ، أصبح عقل كارولين يفكر في كيف قتل هؤلاء الأطفال الاوغاد حتي يكونوا عبرة لمن يقترب من لامايا .
لكن و بخلاف ما تفكر به كانت ابتسامتها اللامعة و عينها البنيه الفاتنة تنظر بها إلي لامايا و همهمت بصوت ناعم منخفض:
" اريدك ان تقولي دائماً تلك العبارة عندما يسيئ أحد إليكِ '* إلهى أن كان مماتي خيراً لهم ،ف طل ف عمري و تباً لهم'* . لا تدعين أحد يتغلب علي فتاتي، أعلم انكي قوية تستطيع أن تقفي أمام أي أحد يتنمر عليكِ ،لذلك ثقي في نفسك حبيبتي و اتركي أمر هؤلاء الأطفال لي لكن أهم شيء لا تقفي صامته أمام أحد في هذا الزمن من يصمت ينفي "
همهمت لامايا بصوت منخفض وهي تلف يدها حول رقبتها والدتها :
" طل في عمري و تباً لهم "