يحيى بحزن : يلا يا سارة نمشي بقي كفاية عياط..
سارة وهي تمسح دموعها : طيب هاجي اهو اسبقني انت..
ربت يحيى علي كتفها بابتسامة حزينة ثم نظر حوله بحزن وألم الي تلك القبور التي تحمل اسم ' ال زين ' ..مرام الزيني..سيف الزيني.."قبرا صديقيه العزيزين".. أنور الزيني ..عبدالله الزيني..هدى الزيني..عمر الزيني ..ماريا الزيني...زينة الزيني..واخيرا..ذلك القبر التي تقف أمامه زوجته..
....
إياد: ايوة يا عمو ..
يحيى : اخبارك يا حبيبي عامل إيه..
تعجب إياد من نبرة صوته الحزينة وقال: مال صوتك ..
يحيى: لا مفيش حاجة بتطمن عليك..
إياد: ولو أني مش مصدقك ..بس ماشي انا كويس وانت وسارة عاملين ايه ؟
يحيى : الحمد لله كويسين ..طمنني علي أنس اخباره ايه..
إياد: مش بتكلمه؟
يحيى : بكلمه طبعا..بس هو مش بيقول حاجة.
إياد بمزاح : قول كده بقى..بتتصل تتطمن علي ابنك مش عليا ولا حاجة..
يحيى : اخس عليك..
إياد: خلاص يا عم متقفشش كده.. أنس كويس الحمد لله الكورس بتاعه كبر ماشاء الله وبقي يكسب وجاله ناس كتير..متنساش ان ابنك شاطر.. لازم يبقي شاطر ما هو تربيتي بقي ..قال جملته الاخير بمزاح..
يحيى بابتسامة : طبعا لازم يطلع شاطر ..هو إياد الزيني اي حد ولا ايه..
تغيرت ملامح إياد عندما سمع ذلك الإسم..انه فقط يعتبره لعنة..يتمني لو يتخلص منه فقط ..
...
كانت تجلس أمام حاسوبها ..حتي قابلت احدى الصورملك : انا شوفت المكان ده قبل كده ؟ شوفته فين شوفته فين..
اه صح ..ده اللي كان في الصورة اللي شوفتها علي مكتب مستر إياد..بس شكله جامد اوي.. اكيد من املاك عيلتهم..
..شعرت فجاءة بالفضول وبدأت. بالبحث عن تلك العائلة واول ما ظهر أمامها هم رؤساء العائلة علي مدار ١٠٠ عام منذ تأسيسها..كان أولهم رئيس العائلة الأكبر..ثم ابنه محمد الزيني..ثم عبدالله الزيني..ثم احدهم وجميع معلوماته محذوفة واخيرا إياد الزيني ..كان هناك اسم مكتوب لشخص لم يكن رئيس العائلة ولكنه كان الوصي لمدة عامين..لم تدقق ملك النظر لأنها وجهت تركيزها لإياد..
" السيرة الذاتية
الإسم الكامل : إياد سيف أنور محمد الزيني
العمر : ثلاثة وثلاثون عام
الوالدين : سيف انور محمد الزيني ، مرام عبدالله محمد الزيني
الأخوة : ماريا سيف أنور محمد الزيني
الحالة الاجتماعية: غير معروف
رئيس شركات آل زين منذ ١٨ عام
..
ملك : ايه المعلومات القليلة دي..وبعدين ازاي من ١٨ سنة يعني كان عنده ١٥ سنة؟؟ واو..
..لم تكن ملك تدرك انه يكره كل هذا..يكره كونه الوريث الاخير لعائلته..يكره كونه يملك كل تلك الأملاك.. فلا أحد يحاول النظر لمشاعره..الجميع ينظر لمظهره المتجمد فقط واملاكه ..لا يستطيع احد رؤية ذلك الطفل التائه بداخله..الطفل الذي فقد أهله وكل ما يملك في سن مبكرة ..وتحمل مسؤولية لا يتحملها الكبار ..لا أحد يعلم كم يكره..اسمه..وعائلته..ونفسه ..
...
محمد: ألو يا هشام انت فين ؟ بقالك يومين مش بتيجي الشغل خير ..
نظر هشام لزوجته لم يكن يعرف كيف يخبره..ان اخته مصابة بسرطان مرحلة اخيرة..اشارت له سلمى ان يعطيها الهاتف..
محمد : ما ترد يا ابني..
سلمى : الو يا محمد
محمد بتعجب: الو يا سلمى يا حبيبتي عاملة ايه وحشتيني اوي ..
سلمى : ازيك يا حبيبي وانت كمان وحشتني اوي اخبارك ايه..
محمد : الحمد لله..امال جوزك ده فين بيتهرب من الشغل ليه..
سلمى بهدوء : مش .. مش بيتهرب ..انا اللي شاغلاه معايا..
محمد بقلق من نبرة صوتها : شاغلاه ازاي يعني..انتي كويسة ؟
تنفست سلمى بقوة ثم قالت : عندي كانسر..
محمد : ها؟! ' ضحك بشدة ' سلمى ايه اللي بتقوليه ده..عارف اني مقصر معاكي ومش بجيلك كتير وكده..بس دي مش طريقة تنتقمي بيها مني ..احنا متعودين نعمل في بعض مقالب اه بس مش للدرجة يا سوستة في ايه
سلمى بحزن : مش بعمل مقلب يا محمد..انا محجوزة في المستشفى...
لم يأتها اي جواب من أخيها..ولكنها سمعت صوت ارتطام..خمنت ما حدث..لقد سقط الهاتف من يده..وربما هو يبكي الآن..لم يتغير..كانت ردة فعله هكذا عندما أتاه خبر موت والدتهما..
مدت سلمى الهاتف لهشام بحزن وشردت..اما هشام حاول ان يتحدث مع محمد ولكن ..لا إجابة..
..كان يجلس علي الأرض والدموع تتساقط من عينه لا إراديا..لقد توفت والدتها لنفس السبب..لقد عانت كثيرا ..لا يرغب ان يحدث هذا لاخته ايضا..لا يريدها ان تعاني..لا يريد..هي فقط من تبقت له في هذه الحياة..هل ستتركه هي الاخرى..لقد تركته والدته..وتبعها والده..ولقد كانا في عمر صغير .. والآن...
....
يحتضنها بقوة لدرجة كانت ستشعر ان عظامها ستنكسر
هشام : ايه يا عم سيبها بقي ..اللاه
سلمى بمزاح : لو مموتش من المرض هموت بسببك يا محمد براحة
محمد وهو يبتعد عنها : بعد الشر عنك ..انا اسف يا سلمى انا اهملتك ..انا اخ سئ..
وضعت يدها علي خده بحب وقالت : حبيبي يا محمد..انت احسن اخ في الدنيا عمري ما ازعل منك..
هشام : احممم...انا واقف علي فكرة
نظر له محمد بكيد ثم وضع يده علي كتفها وضمها إليه وابتسم بخبث وقال : ايه يا حبيبي اختي..اختي ولا مش اختي..
هشام بضيق: اختك بس اتلم برضو..
قاطعهم دخول محمد الصغير ومصطفي بسعادة وهما يقولان : خالوو ..
ضمهما محمد في عناق قوي ملئ بالحب : حبايب قلب ونور عين خالو..
..لم يكن محمد يوما أخا سئ..هو يكبر سلمى بثلاث اعوام فقط..ولكنه تحمل مسؤوليتها منذ عمر مبكرة..لقد توفت والدتهما عندما كان عمره ثلاث عشرة عام..وعلي الرغم من حزنه الشديد علي فراق والدته..الا انه كان يهتم بأخته الصغيرة ويحاول ان يعوضها عن فراق والدتها في هذا السن الصغير..اما والده فقد توفى بعدها بأربع اعوام..اي كان عمره سبعة عشر عام...لقد كان يعمل ليلا ونهارا حتي يوفر لها كل ما تحتاجه..كان لها الاخ والاب والصديق وكل شئ يمكن ان تحتاجه في حياتها..لم يجعلها تشعر يوما بالنقص ...لقد. كرث حياته لها..لم يكن ينتبه لنفسه أبدا..لم ينتبه لحياته العاطفية حتي ..لم يتزوج الي الآن.. ليس لانه به عيب..انه شاب وسيم كمان انه يملك من المال ما يكفي الآن..ولكنه لم يعد يرغب في الزواج ولم يجد من تزيل الهم من قلبه وتعيده الي النور الي الآن..لذا..هو مازال يعمل ليلا ونهارا مرة أخري..ربما لا يعود للمنزل حتى..فلم سيعود؟ ..ولمن ..هل للوحدة؟! ...
..
مالك : إياد
إياد بانشغال: همم
مالك: انت مش ناوي ترجع لندن ؟
نظر إليه إياد ثم نظر للأوراق في يديه مجددا : اشمعني؟
مالك: لا عادي..بس انا حاسس الوضع هناك مش مظبط كويس من غيرك..وبعدين ما انا جيت عشان كده
إياد: هرجع لندن ..بس مش دلوقتي في شوية حاجات عايز اخلصها الأول..
مالك : زي ؟
إياد: ملاحظ انك بتسأل كتير؟
مالك : إيه مش حقي؟
إياد: لا مش حقك..في الحقيقة يا مالك انت رجعت هنا عشان خالو بس..علي الرغم ان ابوك اللي هو عمى..اخد كل ورثه بالفعل..ولكن في النهاية انت واختك ملكوش ذنب في اللي عمله ابوكم ..عشان كده رجعتك..ولكن متتماداش..واشكر ربنا انك مش موجود في الواجهة قدام الناس ارحملك ..لو مش مستغني عن حياتك
مالك : انت بتذلني؟؟
نفى إياد برأسه ثم قال : مش بذلك..انا بفتح عينك علي الحقيقة..انتم فعلا ملكوش حاجة في الاملاك دي كلها لو بالورث..لو انت بقى ليك حاجة فده بسبب شغلك وتعبك انت مش اكتر..ابوك هو اللي اختار ياخد املاكه فلوس..
مالك: ماشي يا إياد..اسف اني اتخطيت حدودي
وقف مالك بغضب يحاول التحكم به ثم خرج من المكتب واثناء سيره اصطدم بأحدهم ..كانت سها سكرتيرة إياد سقطت علي الأرض..تجاهلها وذهب...ولكنه عاد مجددا ومد يده لها
مالك : اسف هاتي إيدك..
نظرت له سها ثم مدت يدها له ووقفت ..عدلت ملابسها واومأت لها وشكرته
نظر لها مالك من اعلي لاسفل..
مالك : انا شوفتك قبل كده؟
سها بخجل من نظراته : اه..انا سكرتيرة إياد بيه يا مالك بيه..
مالك بإدراك: اها..تمام ..روحي شوفي شغلك..
..
كانت إياد يضع رأسه بين يده ويشعر بالاختناق..لم يكن يرغب بالتحدث بهذا الاسلوب معه..ولكن..هذه الحقيقة..كما انه لا يرغب ان يصبح اسم مالك معروفا..لانه لا يرغب ان يكون معرضا للخطر كما هو....مالك لا يفهم ذلك..لا يفهم معني ان تستيقظ كل صباح وانت تعلم انك يمكن ان تُقتل اليوم..ولا يعلم معنى ان تُقتل عائلك أمامك..
مالك هو ابن عمه مروان أنور محمد الزيني..الذي نفاه والده من العائلة قبل موته...لذا فهو ليس ذو سمعة كإياد..
يرغب إياد ان يحميهم جميعا حتي وان كان هو القربان لهذه الرغبة
...
مرت الأيام..كان علاج سلمى يسير بسلاسة وهو شئ جيد..علي الرغم من بكائها كل صباح بسبب شعرها المتساقط علي وسادتها حتي انها قررت ان تحلقه تماما حتي لا تراه كل يوم فيؤلمها قلبها اكثر ..بسبب تغير لون بشرتها ونحافتها الشديدة.. ولكنها كانت تبتسم عندما ترى احبابها أمامها وبجانبها..زوجها أولادها واخيها...اغلى ما تملك بالإضافة للأخرين أيضاً..
..وفي يوم بعد مرور شهرين تقريبا..
ملك : ايه القمر عاملة ايه انهاردة بعد الكشوفات
سلمى بتعب: الحمد لله يا حبيبتي..
أماني: دي سلمى دي قمراية وشاطرة..
نور : ايوة انا وهي بقينا صحاب وهي احسن منكم كلكم ..صح يا سوسو..
ابتسمت سلمى وقالت : كلكم زي القمر..
لم تكن نور تمزح..لقد اصبحت سلمى صديقتها المقربة بالفعل..تتحدثان طوال الليل..يتشاركان الألم والقصص..تخبرها سلمى عن قصة حبها تارة..وتارة عن اخيها ..ونور تخبرها عن والديها وعن ذكريات طفولتها..ولكن نور كانت خائفة..ربما ستفقدها قريبا..علي الرغم من ان حالتها تبدو مستقرة ..ولكنها لا تشعر بالراحة ..ايضا لقد احب كلا من محمد الصغير ومصطفى نور كثيرا فهي تبقي معهم كثيرا ..يلعبوا ..يأكلوا ..والكثير من الاشياء الممتعة..في النهاية لم تكن نور بذلك السوء..هي فقط كانت تحتاج الي احدهم..حتي هشام وملك .. لقد زالت المشاعر السلبية التي كانا يملكاها تجاهها..
..
عثمان : حلو جدا..في تحسن الحمد لله في الحالة..انتي طلعتي شاطرة يا مدام سلمى
ابتسمت سلمى بفرحة
هشام : بجد يا دكتور يعني في امل تخف؟
عثمان : بص يا باشا مش هكدب عليك..هي لسه موضوع تحسنها تماما ده مجهول..ولكن علي ما يبدو قدامي..ان احنا هنستمر علي الكيماوي فترة كمان..وممكن نعمل عملية استئصال الجزء من القولون..ولكن بعد ما نشوف الاعضاء المصابة الباقية..ان شاء الله خير توكلوا علي الله ..
كان الجميع في الغرفة يشعر بسعادة كبيرة .. قام هشام باحتضان سلمى وقبل رأسها بحب ..
امسك محمد يدها وابتسم : شدي حيلك يا سوستة..
ملك : اجمد محاربة دي ولا ايه يا جماعة..
سلمى بابتسامة : كله بفضل ربنا وبعدين انتم يا ملك.. وجودكم معايا هو اكبر حافز ليا..ربنا يخليكم ليا ..
نور : قومي انتي بس بالسلامة واحنا كلنا هنسيبك تاني
زين : خفي بسرعة بقي يا سلمى لان جوزك ده قرفني بصياحه انك وحشتيه
هشام بخجل : زينن
ضحك الجميع في الغرفة ..كانت جلسة مليئة بالدفء..كانت ملك تنظر للجميع بحب..ولكن القلق..يجتاحها ... سوف تدفع كل ما تملك لتدوم هذه الإبتسامات علي وجوههم..
وضعت أماني يدها علي يد ملك ونظرت لها بابتسامة..كانت تعلم ما يدور في بالها الآن..ترغب بطمئنينتها ...
..
"لندن"
يحيى : سمعتي اللي حصل لمرات هشام ..
سارة بحزن : اه ..المسكينة..ربنا يشفيها..ويصبر هشام..
يحيى : غالي عليكي وكدة..
سارة : اكيد..
يحيى : عامة..انا مسافر
سارة: مسافر فين ؟
يحيى : مصر
سارة : اشمعني؟
يحيى : اسباب كتير..
سارة : خدني معاك..عايزة اتطمن علي الولاد..
يحيى : لا خليني انا مرة وانتي مرة بلاش ننزل في نفس الوقت..علي مرتين احسن عشان نبقي معاهم مدة اكبر
نفخت سارة خدها بضيق : طيب.
يحيى : ايه يا طفلة انتي ..وبعدين انا مش هتأخر هو أسبوع غالبا عشان الشركة انتي عارفة اني مش هعرف اسيب الشغل هنا كتير..
سارة : هنزل الشركة انا لحد ما ترجع ؟
يحيى : لو معندكيش مانع يا زوجتي العزيزة..
سارة : كله بمقابل..
يحيى : عايزة ايه يا اختي..
سارة : عايزاك تجيبلي شوية حاجات من مصر بقي وانت جاي..
يحيى: ايه الرخامة دي ..ما انتي هتنزلي قريب
سارة: it's not my business ' هذا ليس من شأني'
يحيى : طيب طيب..ابقي ابعتيلي اللي انتي عايزاه..
...
في اليوم التالي في المستشفى..
كان هشام كالعادة يجلس مع زوجته..عندما أتاه طرق خفيف علي الباب..
هشام : اتفضل
فُتح الباب يهدوء ودخل احدهم بابتسامة علي وجهه ..
هشام : انت؟؟
يحيى : اتمني يكون مُرحب بيا هنا؟
هشام بابتسامة : اتفضل يا دكتور لو الارض مشالتكش نشيلك علي دماغنا يا دكتور يحيى..
يحيى بابتسامة ورُقي : تسلم يا هشام ..ازيك يا مدام سلمى..الف سلامة عليكي..
سلمى بابتسامة : الله يسلمك يا دكتور..شكرا علي زيارتك..
يحيى : انا اسف اني اتأخرت كل ده علي زيارتكم..
هشام : لا لا ولا يهمك..كفاية ان انا شوفتك..
ابتسم يحيى له ووضع يده علي كتفه وربت عليه..
هشام : سارة مجتش معاك؟
يحيى : كانت عايزة تيجي بس انا اللي رفضت..علشان الشركة وكده زي ما انت عارف
هشام : اه ..سلملي عليها كتير..
قاطع حديثهم اتصال هاتف يحيى ..
يحيى : اعتذر علي الازعاج هرد .. ألو
إياد: ألو..انت فين ..
نظر يحيى لهم ثم استأذن بأدب وخرج
يحيى : مفاجأة مش كده؟
إياد: مقولتلش ليه انك جاي ..
يحيى: حبيت اشوف ردة فعلك لما تشوفني في الشركة فجأة ولكن يبدو ان حد حرق عليك المفاجأة ...سارة؟
إياد بضيق : هتفرق معاك في إيه..جاي ليه مصر..
يحيى بضحك : ايه المفروض مجيش بلدي؟
إياد : جيت لهشام؟
يحيى: اصبت..انا في المستشفى فعلا..بس مش هشام بس..جاي اتطمن عليكم..كلكم
إياد: قلتلك اننا كويسين..
اثناء حديثهم اصطدم يحيى بأحد..
يحيى بابتسامة غريبة : طيب يا إياد اقفل دلوقتي..واحد منكم قدامي..
إياد: يحيى!!
..
يحيى : اسف حضرتك كويسة ؟
ملك في نفسها: هو قال إياد ؟ بيعمل ايه قدام اوضة سلمى ..مين ده..شكله مش غريب عليا..
ملك: اه انا كويسة انا اللي خبطت في حضرتك اسفة..
لم ترتاح ملك لابتسامته الغريبة
ملك : عن إذنك
اومأ لها يحيى اما هي دخلت الغرفة الخاصة بسلمى..
يحيى : كبرتي يا ملك..
في الداخل
هشام : ملك؟ أمال فين__
ملك : ها؟ فين ايه يا خالو..
هشام : مفيش..مشوفتيش حد برة ؟
ملك : كان في راجل غريب مريب كده برة اه.. ليه..
هشام : انا هخرج ثواني وجاي..
نظرت له ملك بتعجب وقالت : ماله ده..
سلمى : متشغليش بالك انتي يا حبيبتي تعالي اقعدي معايا.
ملك بابتسامة: ايوة يا قمر انا جايالك انتي اصلا..
سلمى : الولاد عاملين ايه يا ملك وحشوني..
ملك : عال العال يا سوسو ..متقلقيش خالص..انا مخلية بالي منهم علي الاخر..وكمان تيتا وخالتو معاهم كل يوم متقلقيش..
سلمى بشرود: معاكي حق..طول ما انتي وماما حنان وابلة رقية موجودين هبقي مرتاحة ومتطمنة عليهم
ملك : متتكلميش كده قلنا..انتي هتبقي كويسة يا سلمى زي ما اتفقنا..
...
هشام : دكتور يحيى ..
يحيى : ؟
هشام : شوفت ملك ولا ايه...
يحيى : ايوة ..قالت عليا ايه؟
هشام بضحك : راجل غريب مريب.
يحيى : اخ لو شافت ابوها زمان..كانت هتعرف مين الغريب المريب..
هشام : لا زين مكانش غريب مريب..ده كان لايطاق..مش عارف زهرة كانت مستحملاه ازاي اصلا
يحيى : معاك حق..هشام..
نظر له هشام بانتظار ان يتحدث..
يحيى : خد بالك من نفسك..
هشام : متعاملنيش كأني طفل..
يحيى : بالنسبالي لسه شايفك طفل..
هشام : بس الطفل ده متجوز وعنده عيلين دلوقتي..يعني اكتر منك
يحيى : هه..معاك حق ..بس برضو...خليك قوي..ومتنساش اني موجود لو احتجت نصيحة او احتجت تتكلم ..
هشام بابتسامة: عارف..عارف انك هتبقي موجود عشان الاخ زي ما كنت موجود لاخته دايما ..
...
أنس: ايهه؟؟ بابا نزل مصرر
إياد: اه
أنس: ليه؟؟ هو فين ؟؟ طب ماما معاه؟ والشركة؟؟
إياد: ايييه اسكت براحة
...
كان يجلس ثلاثتهم في مكتب إياد بالشركة..كان يحيى يجلس مبتسما.. وأنس ينظر للأخرين بتوتر.. أما إياد كان ينظر ليحيى بضيق..
أنس بتوتر : ايه..هتفضلوا ساكتين كتير..
يحيى بابتسامة : ايه يا أنس هو ده السلام اللي هتسلمه علي ابوك بعد ما يقارب سنة؟
أنس بتوتر : هه...ه..لا طبعا يا بابا..
وقف واقترب من والده ثم قبل يده ..فسحبه يحيى في عناق كبير ملئ بالشوق ..
يحيى : وحشتني يا ابن امك..
بادله أنس العناق بابتسامة عريضة وقال : وانت كمان ..
إياد: احممم..
ابتعد يحيى عن أنس ثم اقترب من إياد وابتسم بخبث..
إياد: نعم..بتبصلي كده ليه..
يحيى : غيران ؟!
إياد: هاا!! هغير من ايه ..لا طبعا ايه القرف ده ..
امسك يحيى خديه بقوة وقال : غيرانة يا بطوطة..
حاول إياد ان يبعد يده عنه بألم ولكن يحيى كان مستمتع بأغاظته.. أما أنس..كان يضحك بقوة علي شكل إياد..كان دائما يحيى الوحيد القادر علي هزيمة ذلك الجبل ..فهو الوحيد الذي يعلم كل شئ عنه..يمكنه قرائته بسهولة ايضا.. يعامله كطفل صغير علي الرغم من انه شاب عمره ثلاثة وثلاثون عام الآن..لذا يكره إياد التواجد معه في مكان واحد..يفضل ان يتواصلا عن بعد..لا يمكن ان يسمح ان يعامله هكذا أمام أحدهم..لذا يبتعد عنه ..
إياد بألم : اببعد..ايدك صعبة
يحيى بضحك وهو يترك خديه: وشك احمر زي الطماطم..
إياد وهو يضع يده علي وجهه بضيق : قلتلك بطل الحركة دي انا كبرت
احتضنه يحيى بحب : كبرت علي نفسك يا إياد..
ابتعد عنه قليلا ثم قال : بقيت نسخة من امك وابوك الله يرحمهم..
إياد: منهم هما الاتنين ..
أنس: ما هما ولاد عم بقي
نظر إياد ليحيى بهدوء ثم شرد قليلا في الأرض..
....
..لمحة من الماضي..
يحيى بصدمة: هييهه؟؟. هتتجوز مرام؟
سيف : بتتصدم ليه..ما انت عارف اني بحبها..وهي كمان بتحبني..
يحيى : طب..قلت لاخوها الأول
سيف : أول واحد هيوافق..وعمي كمان هيوافق ' عبد الله الزيني والد مرام '..وطنط هدى ' هدى الزيني والدة مرام '..محدش هيمانع طول ما انا ومرام موافقين..
يحيى : انت كلمتها؟
سيف : لسه ..مكسوف
يحيى بضحك : مكسوف ..انت؟؟ من مرام..امال عرفت منين انها بتحبك..
سيف : عرفت...من دودو ' هدى' قلتلها عشان أتأكد...وهي شجعتني ان مرام بتحبني..والكل عارف اصلا..بس انا مش عارف ابدأ منين..
يحيى بغرور: طبعا جيتلي انا عشان انت عارف اني انا اللي هسد وهعرفك تعمل ايه وعايز نصيحتي..
سيف : لا طبعا ايه القرف ده..انا جيتلك عشان انت الحمار الوحيد المتوفر قدامي دلوقتي..اكيد مش هروح اكلم اخوها اقوله بحب اختك..حتي لو هو عارف .. مش هقوله يساعدني اعترفلها او اسأله هي بتحبني ولا لا..انا عايز لما اكلمه اقوله مباشرة اني بحبها وعايزها..
يحيى : ده انت بارد يا أخي..طب مش مساعدك يلا ..
سيف بضحك : خلاص يا عم القفوش بهزر معاك اللاه ..
....
يحيى : ابوك ده كان راجل اهبل.. وأمك اكثر منه
نظر له إياد بغضب بالتأكيد لن يسمحه يهين والديه ويبقي هادئ...
يحيى : اهدى يا وحش..لو شوفتهم يوم ما اتقدملها كنت هتعرف اني صح..
..
سيف : عمي..انا بحبك وعايز اكمل حياتي كلها معاك
ضحك جميع من في الجلسة..
عبدالله: بتحبني ايه يا ابني استهدى بالله...ما تشوف ابنك يا أنور..
أنور ' انور الزيني والد سيف وأخ عبدالله ' : الله يفضحك يا سيف يا ابني..اتفقنا علي البنت مش على ابوها..
كانت مرام تجلس بوجه كحبة الطماطم والدموع تتساقط من عيونها لا إراديا..كانت تبكي بسبب الموقف المحرج الذي تعرض له سيف ده
كان اخيها ينظر لها بهدوء..بالتأكيد سيوافق علي هذا الزواج .. انه يثق بإبن عمه كثيرا..كما انهما مناسبين لبعضهما البعض حتما ..قال لها ببرود: بتعيطي علي ايه
مرام وهي تمسح دموعها : سيف ..متوتر اوي وخايف..لدرجة انه اتقدم لبابا..
: وده اللي مخليكي تعيطي؟
مرام : مبسوطة..
نظر سيف لمرام وعندما رآها تبكي شعر بالقلق..في الحقيقة هو لم يأتي اليوم لطلب يدها خصيصا..انه فقط يوم تجتمع فيه العائلة..ولكنه قرر ان يطلب يدها اليوم..
سيف بتوتر : م..مرام بتعيطي ليه..
: مقرفين
مرام : بابا كمان بيحبك يا سيف وعايز يكمل حياته معاك..
..
سقط يحيى علي الارض ضحكا عندما سمع ما حدث في الجلسة..وكيف ردت مرام علي طلب سيف ..لقد كان الشئ الافظع الذي يسمعه في حياته..
...
"الحاضر"
يحيى بضحك: والله يا ابني كل ما افتكر اليوم ده اموت من الضحك.
أنس بضحك أيضا: بجد مهما بابا حكالي القصة دي عمرها ما فشلت تضحكني..
إياد: عادي يعني ممكن يحصل لاي حد
أنس: يا جدع..؟؟!
..
عثمان : احنا هنضطر نعملها العملية ضروري..
نور : يعني يا دكتور مفيش اي حل غير العملية دي ؟
عثمان : ايوة .. لازم تتعمل ..بس فيها نسبة خطر عليها
نور : طب ليه..ما حضرتك قلت ان احنا قدامنا شوية وقت وعادي تستمر علي العلاج..وكمان حالتها بتتحسن..ليه كلام حضرتك اتغير؟
عثمان : عايزة تقولي ايه يعني يا دكتورة..انا بعمل شغلي علي قد ما اقدر عشان انقذ مريضتي....اللي قلته يوصل لها ولاهلها. وتوصليني قرارهم..عن أذنك..
..كانت نور تنظر حيث يذهب الطبيب بشرود..وقلبها يخبرها بان شيئا ليس بخير..
...
يتبع
أنت تقرأ
في رقبتك ⛓️🧑🍼
Mystery / Thriller... مكتملة... ..ماذا ستفعل حين تجد نفسك تفقد كل شئ من حولك تدريجياً..حينها ستتعلق في اخر خيط أمل موجود في هذه الحياة....تحاول الحفاظ علي آخر قطرة خير داخلك ..وان لا تفقد نفسك..وتقاتل ..تقاتل جاهداً في هذه الحياة ...وان كانت معركة محسومة مسبقا ..فستق...