في رقبتك الفصل الحادي والعشرون

39 8 2
                                    

حذرته ملك مرارا ولكنه لم يتسمع لها..وفجاءة كانت هناك رصاصة تخترق رأسه..
كانت ملك تغمض عيونها بقوة ويدها مثبتة علي جبينه..وفجاءة فتحت عيونها وهي تنظر للمسدس في يدها...لقد اطلقت عليه حقا..لقد قتلته ..سقط جسد محمود الثقيل فوقها ..ابعدته ملك وهي ترتعش ..هرولت للخارج وقد. كانت دموعها تغطي وجهها بأكمله..تشعر بالبرد..والخوف..والانتصار..
حدث كل هذا تحت مراقبته..لم تكن تلك خطته ولكنه تركها تذهب..لقد قتلته دون تردد عندما هدد حياتها..تلك الفتاة..اصبحت تعجبه.. والآن وقد تم قتل جميع الرجال .. وفشلت مهمة اختطاف ملك من المستودع ...
براء بصوت مرتفع : هننسحب من هنا ..احرقوا المكان قبل ما تمشوا..' ابتسم بخبث واكمل محدثا نفسه' هنشوف هتعمل ايه دلوقتي..يا PM العزيز...لما اروح انا بنفسي وراها
...
كانت ملك تجري بملابسها الممزقة والتي تغطيها الدماء ..حاولت اخفاء المسدس وهي تشير لأي سيارة لتقف لها ..ولكن من المستحيل ان يقف لها أحد في هذا الوقت وهي بهذا الشكل..فهي حتما بهذه الملابس تبدو كفتيات الليل أو كالهاربة من معمل اختبارات علي البشر..
استمرت في الركض الي أن بدأت في الدخول لأطراف المدينة. ووجدت دكان صغير أمامها هرولت نحوه ودخلت..وعندما رآها الرجل أدار وجهه بعيدا عنها وقال : استغفر الله العظيم يا رب من كل ذنب عظيم..
ملك بتوتر: لو سمحت عايزة اعمل تليفون بسرعة
الرجل : امشي يا بنتي من هنا الله يهديكي انا مش عايز مشاكل..امشي من هنا
ملك : ارجوك يا عم والله هعمل التليفون بسرعة دي مسألة حياة او موت ارجوك
الرجل وقد نظر لوجهها..كان يبدو علي ملامحها البكاء والتعب..لم يكن جسدها نظيف أبدا...
أدار وجهه مجددا وقال : امسكي اعملي التليفون وامشي بسرعة من هنا
ملك: بس..
الرجل : خيرر
ملك : مش معايا فلوس
الرجل : استغفر الله..اعملي التليفون وامشي
ملك بسعادة : شكرا عمري ما هنسى جميلك ده طول عمري
..
كان إياد يجلس كعادته علي مكتبه بتعب.. استفاق من تفكيره علي صوت رنين هاتف ملك ..ارتعد إياد عندما وقع بصره علي ' رقم غير مسجل '...المدة لم تنتهي بعد ..اذا من المتصل
إياد: ....
ملك : ألو... ألو
توسعت عيون إياد عندما سمع صوتها وارتفعت نبضات قلبه ولم يتحدث
ملك : مين اللي معاه تليفوني..حد يرد عليا
إياد: ملك ؟!
صمتت ملك عندما سمعت الرد .. أنه إياد...هي سعيدة ولكن شكوكها لم تختفي..ما زالت تشك به..ولماذا هو يملك هاتفها..هذا يزيد شكوكها..ماذا لو كان رئيسهم وسيقتلها..قاطع افكارها صوته المتلهف : ملك..انتي فين
ملك: .....
إياد بقلق : ردي عليا انتي فين
ملك بيأس : انا هربت..
إياد: انتي فين وانا هاجي اخدك
ملك : بس انا مش واثقة فيك
إياد: نعم!؟
ملك: .....
إياد: طيب قوليلي انتي فين ولما تجي نشوف موضوع الثقة ده مش وقته
ملك : مش عارفة انا فين
إياد: طب انتي بتكلميني منين..
ملك : محل صغير
إياد: اسأليه انت فين خليه يوصفلك الطريق
نظرت ملك للرجل الذي ينظر لها باشمئزاز وقالت : لو سمحت ..ممكن تعرفني احنا فين
الرجل : اخلصي يا بنتي انا مش عايز مشاكل خلصي وامشي
إياد: اديني الراجل ده يا ملك انا هكلمه
اعطت ملك الهاتف للرجل ونظرت له بتوسل ..تنهد الرجل بيأس واستغفر ثم وصف الطريق لإياد واعطي الهاتف لملك
إياد: استنيني عندك متتحركيش..انا نزلت
ملك : بس عمو مش عايزني افضل هنا ..
إياد: اقفي جنب المحل وانا جايلك
ملك : حاضر..
إياد: ملك..
ملك : همم
إياد: متخافيش انا مش هسيبك...
...
ملك : شكرا
الرجل : ....
ملك : عن اذنك انا همشي ..
الرجل : يا ..
نظرت له ملك وجدته يعطيها شال كبير له فنظرت له بتساؤل ..
الرجل : خدي ..استري نفسك بده..انا معرفش ايه حصلك ولا مين الراجل اللي كلمتيه ده ..بس قلبي بيقولي انك بنت كويسة
ملك بابتسامة امتنان : شكرا اوي يا عمي..
.....
كان إياد يقود سيارته علي أقصى سرعة..يشعر بالقلق ان تبقى في تلك المنطقة وقتا طويلا..اخرج هاتفه واتصل بوالدها..
زين : ألو
إياد: ملك كلمتني
زين بلهفة: نعم؟؟! هي فين
إياد: انا رايح اخدها دلوقتي
زين : طب هي فين ..تعالى خدني معاك
إياد: مش عايز اضيع وقت هي مش في مكان كويس..استعد بس انك تستقبلها.. لأنها فاجئتني ..بتقولي انا مش واثقة فيك..بس حقها عامة
زين : هي كلمتك ازاي
إياد: معرفش تفاصيل بس هي بتقول انها هربت .. لما اقابلها هخليها تكلمك ..لان هي غالبا مش هترضى تركب معايا...ونبقى نشوف ساعتها هربت ازاي
زين : طيب استعجل يا إياد..
إياد : انا علي اقصى سرعة دلوقتي علي فكرة مش مستنيك تقولي كده...
....
كان أنس يجلس في غرفته بملل..يجافيه النوم منذ اختطاف ملك هو الآخر..كما انه منشغل بالعديد من الأمور...وفجاءة سمع رنين هاتفه ..
أنس: ألو
إياد: ملك هربت
أنس: ايه!!!
إياد: انا قلت اقولك بس..
أنس: طيب لما ترجع طمنني..
إياد: اكيد..
...
..الساعة تقارب الثانية عشر ليلا الآن وتلك الفتاة تقف وحيدة .. بعد نجاتها من اسنان الذئاب...لا تعلم ما ينتظرها بقدومه..هي حتما تثق به..ولكن افكارها لا ترحمها ...كما أنها خائفة من نفسها..لقد قتلته حقا..ليست هنا تكمن المشكلة..بل المشكلة انها لا تشعر بالندم..هي تشعر بالذنب ..والسعادة..لقد وعدته انها ستقتله..ولكنها عندما صوبت نحوه لم يكن هذا هدفها..ولكنها ليست نادمة...
..مر تقريبا ربع ساعة حتي وجدت ملك نور سيارة يقترب منها
.تراجعت قليلا عندما توقفت السيارة أمامها..لم تكن تري من بداخلها بسبب الضوء ..ولكنها وجدته ينزل من سيارته ويتوجه نحوها بكل هدوء..
..عندما رآها إياد بتلك الحالة ابتلع ريقه بقلق..كما انه تعجب من نبضات قلبه التي تتزايد..تبدو مرهقة ولكنها جميلة جدا..شعرها البني الطويل ينساب علي ذراعيها..لا يبدو منظما جدا بالتأكيد..ولكنه مازال جميلا..ذراعيها ورقبتها البيضاء...هي تلف نفسها بذلك الشال الطويل..وترتدي ثوبها ولكنه ممزق من الكثير من الأماكن...اغمض إياد عينه قليلا وهو يلوم ذاته لانه نظر لها بتلك الطريق..فهي طفلته الصغيرة..اقترب منها ونزع جاكيته ووضعه على رأسها ..
إياد: انتي كويسة ؟؟
اومأت ملك بإحراج ..فهي لم تتخيل ان يراها بهذا الشكل..هي محجبة..لقد رأي شعرها وبعض الاجزاء من جسدها إياد: حد عملك حاجة؟
كانت ملك تفهم سؤاله بالتأكيد..تفهم مقصده..فنفت برأسها بهدوء..نظر إياد لجسدها قليلا..ولكنها نظرة مختلفة كان يحاول الاطمئنان عليها ليس اكثر ..كان جسدها ملئ بالجروح والكدمات..
ملك وهي تضم نفسها: بتبص علي ايه..
احمر وجه إياد وقال مبررا : ها!! لا لا مش ببص علي حاجة متفهمينيش غلط..احمم..روحي اركبي دلوقتي وانا هدخل للراجل ده...
ملك : قلتلك..اني مش واثقة فيك..مش عايزة اركب معاك..
إياد: كنت عارف انك هتقولي كده..
اخرج هاتفه وضغط بعد الازرار ثم اعطاها الهاتف..
نظرت له ملك بتساؤل..
إياد: كلمي
ملك : مين!
إياد: حطي التليفون علي ودنك وانتب تعرفي..
ملك : الو؟
زين بهلع : ملك حبيبتي..انتي كويسة يا روح بابا؟
ملك بدموع : بابي..انت رجعت امتى..
زين : اول ما عرفت يا روحي رجعت..انا اسف يا ملك..اني مقدرتش احميكي..
ملك : بابا انا خايفة اوي..
زين : متخافيش من إياد اركبي معاه يا حبيبتي
نظرت ملك لاياد قليلا ثم قالت: حاضر..
إياد ليغيظها : معتقدش انها كان عندها حل تاني اصلا..هي بس بتعمل شويتين وكده
نظرت له ملك بضيق وأعطته الهاتف وكانت ستذهب من الجهة الأخرى..ولكنه ضحك وقال : طب استني بهزر
لم تتحرك ملك خطوتين حتي ثم فقدت توازنها..سقطت علي صدر إياد الذي امسكها
إياد وهو ينظر لها : انتي كويسة؟
ابتعدت ملك عنه وقال بتعب : اه..
إياد: العربية اهي..هتعرفي تروحي ولا اسندك..
ملك : ....
إياد: اسندك ؟
ملك : لا هروح لوحدي شكرا..
تحركت ملك بوهن نحو السيارة وفتحت الباب المجاور لباب السائق وركبت ..اسندت ظهرها بتعب وتنفست بعمق...نزعت الجاكيت والشال ..واعادت ترتبيهما علي جسدها ..ارتدت جاكيت إياد ثم وضعت الشال علي رأسها لتغطي شعرها... تبدو هكذا افضل..
.. وفي ذلك المحل الصغير كان إياد يشكر ذلك الرجل العجوز الطيب..اعطاه المال مقابل الاتصال واشترى بعض الكعك والماء ثم اتجه لسيارته ..جلس بجوارها..ثم القى الحقيبة علي حجرها
نظرت له ملك
إياد: في مياه وكيك
ملك : مش عايزة شكرا..
إياد: عنيدة ..جلدك نشف من قلة السوائل في جسمك
ملك : ....
... أدار إياد سيارته وبدأ الحركة..لم يمر الكثير ..فقامت ملك بفتح زجاجة مياه وبعض الكعك وتناولتهم جميعا بسرعة..انها جائعة حقا..وفجاءة سمعت صوت ضحكات مكتومة من جانبها
ملك بإحراج وضيق : ايه..بتضحك ليه مش انت اللي قولت أكل
إياد بضحك : بالهنا والشفا..بس متخيلتش هتاكليهم كلهم بسرعة كده..كنتي قولتي كنت جيبت اكتر..
ملك : انا..اكلتهم بس عشان ميترموش مش اكتر يعني..
إياد: الف هنا يا رب...طب.مش ناوية تقوليلي مش واثقة فيا ليه
ملك: اكيد مش هثق في اي حد يعني..
إياد: وجهة نظر برضو..دي trust issues بقي
ملك : ..لا انت بشكل خاص..
إياد: ومش ناوية تشرحيلي طيب؟
ملك: لا ..
إياد: بتثقي في باباكي صح
نظرت له ملك وقالت : اكيد
إياد بابتسامة : طيب ثقي فيه المرة دي برضو..
ملك: انا بثق فيه دايما..
إياد: انتي بتعرفي تسوقي صح
ملك بتعجب: اه اشمعني..
اوقف إياد السيارة وقال : لو مشيتي من هنا علي طول هتوصلي المدينة..ممكن انزل انا هنا وتسوقي انتي لحد بيتكم..
توسعت عيون ملك ونظرت له بعتاب ..ثم ادارت وجهها .
إياد: اللاه؟ يعني افهم ايه دلوقتي انزل ولا افضل .. وعامة متقلقيش عليا انا لو كلمت اب حد هيجيلي علي طول
ملك : اعمل اللي انت عايزه انا مالي دي عربيتك..
إياد بضحك: بس اللي انا عايزه معروف..
ملك : ...
إياد: افهم من صمتك ده أني اكمل ..طيب..وبما انك مش ناوية تحكيلي سبب عدم الثقة ده..ما تقوليلي هربتي ازاي .
نظرت له ملك بتردد قليلا..ثم بدأت بسرد ما حدث بالاستغناء عن بعض التفاصيل.. اهمها ..قتلها لذلك الرجل..
إياد بجدية: كويس انك هربتي منهم
ملك : همم
إياد: ايه ده يا ملك؟
ملك بتعب : نعم؟ هو ايه
إياد: في حاجة في هدومك..ده مسدس!!
توسعت عيون ملك عندما سمعت تلك الكلمة..وبدأت انفاسها بالاضطراب ..يبدو انها نوبة ربو..
اخرج اياد جهاز الاستنشاق واعطاه لملك ..ولكنها كانت تسقطه من يدها كل مرة..
امسك اياد رأسها وساعدها علي الاستنشاق حتى هدأت
إياد: احسن ؟
ملك : اه..شكرا..
إياد بتنهد : العفو
ملك : ليه معاك الجهاز ده؟
إياد: جاي لمريضة ربو مستنية مني ايه؟ مش موضوعنا..ايه المسدس ده
ملك بتوتر : مش..مسدس
إياد: انا مش اهبل
ملك : اخدته من هناك وانا بهرب احتياطي..
إياد بشك: متأكدة؟ أنه كان احتياطي!!
ملك بتوتر : قصدك ايه يعني..
إياد: هيكون قصدي ايه مثلا يا ملك..بس لو حصل حاجة قولي انا مش ضدك..
تنهدت ملك وابتلعت ريقها..ثم نظرت اليه وقالت : انا ..طخيت واحد بالمسدس..غالبا..هو مات
توسعت عيون إياد بصدمة واوقف السيارة ثم نظر لها
ملك : معنديش مشكلة لو بلغت عني..مش وكأني كنت ناوية اهرب من اللي عملته
إياد بإستنكار: ابلغ عنك؟! انا!!
ملك: اه..ما ده الطبيعي انا قتلت واحد..اه انا كنت بحاول اهرب منهم وقتها وهو مسكني..ده غير اني بكرهه جدا.. لأنه الراجل اللي عذبني واتح.... هو اللي بهدلني اليومين اللي فاتوا..لما مسكني ووقعني علي الأرض ملقيتنيش غير اني بوجه المسدس في وشه..حذرته كتير بس هو مسمعنيش..وكان بيقرب مني اكتر..ايدي اتحركت لوحدها..تقريبا بسبب تعليم بابا ليا التصويب من وانا صغيرة .. كان ليه فايدة.. بس المخيف مش هنا..المخيف اني مش ندمانة اني قتلته
وضع إياد يده أمام ملك فنظرت له بتساؤل .. أشار لها علي المسدس
ملك : عايزه؟
إياد: اه هاتيه..
اعطته ملك المسدس بهدوء..
إياد وهو يمسك بالمسدس ويتفحصه: متقوليش لحد الكلام ده بقى
ملك : ها!!
إياد: انتي اللي عملتيه هو الصح..لو كنت مكانك كنت هعمل كده..وبعدين ده اصلا قاتل فالقتل فيه حلال..
ملك بغضب من ردة فعله وكأن القتل شئ هين : مفيش تبرير للقتل ..انا قتلته حتي لو هو قاتل انا مكنش يحق ليا اني اقتله
إياد: لو مكنتيش قتلتيه كان هو هيقتلك..ولو مكنتيش قتلتيه كان غيره هيقتلك..
ملك : يعني ايه يعني!!!
إياد: يعني انا مش هبلغ عنك ولا حاجة..بس الكلام يفضل سر ما بيننا
ملك بضيق : لا طبعا..انا هسلم نفسي..
اقترب إياد منها قليلا وقال : فكرك هتلاقي جثته أصلا ؟
ملك : مش فاهمة؟
إياد: ولا حاجة..بس بفرض إنك سلمتي نفسك..دي قضية مفروغ منها اصلا..ده دفاع عن النفس بدون نقاش
ملك : لا ..بس انا وعدته اني هقتله
إياد: انتي لما حاولتي تهربي هو اللي منعك..انتي مدورتيش عليه
ملك وهي تنظر للأسفل : يعني مش هتبلغ عني..
إياد بابتسامة جانبية : كنتي خايفة في النهاية اني ابلغ عنك مش كده..من شابه أباه فما ظلم
ملك: نعم!!
إياد: لا ولا حاجة...بس انا هخلي المسدس ده معايا..وانتي..الكلام ده ..ميخرجش من العربية دي...
انهى كلامه ثم أدار السيارة مجددا...
نظرت له ملك قليلا ثم ابتسمت وقالت : شكراً..
إياد:....
ملك : واسفة..اني شكيت فيك..
إياد: شكيتي اني تبعهم مش كده.. لأني كنت مقرب من مدكور .. صح
اومأت ملك بقلق..فشكها لم يذهب..كانت تنظر منه أن ينفي ذلك..ولكنه لم يتحدث
ملك بخمول : انت مش ...معاهم صح ؟!انت اكيد مش تبع.. الاشخاص دول صح..
إياد: ملك..انا ممكن اكون أي حد.. إلا دول.. وأي حد حرفيا..اتمني اجابتي دي تكون ريحتك شوية...
انتظر اياد قليلا ان يصله رد ولكنه لم يأتي.. لذا سرق نظرة صغيرة عليها..وقد كانت نائمة بكل هدوء...
إياد بضيق: هبلة دي ولا ايه...بتنام في اي حتة كده..مجرد ما سمعت اجابتي نامت؟! انا راجل برضو في النهاية...اللي يشوفها وهي رافضة تركب جنبي ميشوفهاش دلوقتي
...
عثمان : هنعمل ايه دلوقتي اللي اسمها ملك هربت ...قلتلك المفروض نقتلها ونخلص ..اهي هتودينا في داهية كلنا
مدكور : اسكت بقي شوية..انا مش هموت دلوقتي..احنا كمان هنهرب...طول ما احنا مش معاهم كلام ملك لوحده مش دليل كافي
..كان عثمان ومدكور في مكتب مدكور في الجامعة يتناقشون حول هذه المشكلة العصيبة التي وقعا فيها كلاهما..بالتأكيد هما ليسا المسؤولين الوحيدين ولكن..هما من ظهرا في الشاشة الآن..
عثمان: هنهرب نروح فين..انا لو اتمسكت مش هروح فيها لوحدي..هبلغ عن كل اللي ليه حتى صباع في الحوار ده..انت فاهم
مدكور : قلتلك هنهرب انا جهزت الطيارة وهنمشي علي طول هنروح باريس .. ألبرت قال انه مجهز لينا كل حاجة هناك..
عثمان: هو ألبرت ده ..اللي مسؤول عن العمليات بتاعتنا ؟
مدكور: متسألش اكتر من حدودك يا عثمان.. عامة هو بيساعدنا دلوقتي لسبب واحد.. لأنه بيكره إياد
عثمان: الزيني؟
مدكور بابتسامة استهزاء : اللي اكتشفته أن إياد ده ليه اعداء كتير أوي..حسب ما سمعت..ان اب ألبرت اتحكم عليه ب ٢٥ سنة سجن بسبب عيلة إياد او حاجة كده معرفش..ومات وهو في السجن..
عثمان: مش مهم ..المهم ان احنا هنستفيد ...
...
كان يجلس علي حاسوبه في غرفته ويتسمع لحديثهم وهو يضغط بعض الأزرار ويبتسم..
PM: أنتم او ألبرت.. انهاردة نهايتكم...
....
إياد: ملك اصحي احنا قربنا نوصل بيتكم..
ملك: ...
إياد: ملك .. اصحي يلا ...ملك..
حاول إياد ايقاظها كثيرا ولكنها لم تستيقظ..شعر إياد بالخوف لذا اطمأن علي تنفسها..كان منتظم..ولكن يبدو ان هذا بسبب الارهاق والجروح بجسدها..اخرج هاتفه وغير اتجاه وجهته..
إياد: ألو
زين : ألو انتم فين؟
إياد: انا هروح المستشفى..
زين بخوف: ملك كويسة ؟
إياد بشرود: كويسة..بس هي اغمى عليها..
زين: ليه!!! ايه حصلها
إياد: زي ما حصل لغيرها.. مفيش حاجة تانية..
زين : ....
إياد: تعالى المستشفى بسرعة .. لأني مش فاضي دلوقتي
اغلق إياد اتصاله بزين ثم اجرى اتصالا آخر..
أماني: الو؟ مين معايا؟
إياد: انا إياد يا دكتورة
أماني: إياد بيه.. اتفضل حضرتك عايز حاجة
إياد: انتي في المستشفى ؟
أماني: اه خير
إياد: هقولك بس عايزك تبقي هادية خالص.. ومحدش يعرف اللي هقوله ده دلوقتي خالص..
أماني بقلق : اتفضل..
إياد: ملك معايا..جهزي اوضة ليها بس بدون معرفة أي حد..هي تعبانة شوية ..انا كنت افضل اخليها في مستشفى تانية..بس قلقت فهجيبها عندك حاليا ..لانها مش في وعيها
أماني بصوت مرتفع: ملك!!!
إياد بتنهد : وطي صوتك عشان محدش يسمعك
أماني باستيعاب : اه اه..طيب..حالا سلام..
إياد: سلام..
وصل إياد بعد قليل للمستشفى واوقف السيارة عند الباب الخلفي ..حاول ايقاظ ملك مجددا ولكن بلا فائدة..لذا حملها واتجه بسرعة الي الداخل..وكانت أماني في انتظاره...وضعها علي السرير بهدوء ونظر لها قليلا ثم قال
إياد: دكتورة أماني انا ماشي دلوقتي..خلي بالك منها..واكيد هرجعلها تاني..
أماني: اكيد...سلام
اومأ اياد لها وهم بالذهاب ولكن اوقفه صوت أماني عندما قالت : إياد بيه..
نظر لها مستفسرا ..
أماني بدموع : شكراً...
ابتسم لها إياد ابتسامة هادئة ولطيفة ثم ذهب..
نظرت أماني لملك والدموع تتساقط من عيونها..علقت لها قناع الاكسجين ومحلول مغذي.. وجلست تبكي بجانبها..حتي شعرت بلمسة يد مرتعشة..رفعت أماني رأسها ونظرت لملك التي تنظر لها بعيون ناعسة
أماني بسعادة : ملك !؟!
ملك: ايه اللي حصل ...بتعيطي ليه
أماني وهي تمسح دموعها: مفيش مش بعيط...انتي كويسة..ايه اللي حصل مين اللي عمل فيكي كده انتي ونور..
ملك بتعب: نور ..كويسة؟
أماني بحزن : مفاقتش لسه..مفيش خطر علي حياتها..بس مفاقتش..المهم مين اللي عمل كده؟
ملك : دكتور عثمان ودكتور مدكور
أماني: نعم؟ اه كنا شاكين في عثمان..بس دكتور مدكور؟!! ازاي
ملك : انتي اخر معلومة عندك ايه يا أماني ؟
....
كان هشام يجلس في مكتبه الذي لم يزره منذ زمن ..وفجاءة جائه اشعار من شخص غريب..وعندما فتح الرسالة..كانت عبارة عن
' Your goal.. Go back there and you will find it... Do what I tell you, unless you do not want your wife's rights.. And I will consider that your thanks to me have arrived later.. '
'هدفك.. عد الي هناك وستجده...افعل ما أخبره لك إلا أن كنت لا تريد حق زوجتك..وسأعتبر أن شكرك لي قد وصل لاحقا .. '
هشام بغضب: هو بيسهزئ بيا؟؟
محمد : ايه صوتك عالي ليه؟
امسك محمد هاتف هشام ونظر للمكتوب وللصورة الملحقة بها..فابتسم بسعادة وقال يلا بينا انت مستني ايه؟؟
هشام : مستني ايه؟؟ انت عايزني امشي وراه؟
محمد : انت عارف مين ده؟
هشام : اكيد عارف..
محمد بضيق : انا مش هيفرق معايا مين ده..حق اختي هجيبه لو انت مش هتعرف تجيبه..مش بعد ما كل حاجة وصلت لينا هاي الجاهز..هقعد كده اتفرج عليهم ..
هشام : وانت جايب الثقة منين انه مش بيضحك علينا..
محمد : لان PM هو شخص كويس أنا متأكد..انا همشي يا هشام..اللي تحبه اعمله
..وقف هشام بضيق وقال : انا جاي معاك..
....
عثمان : هي الطياة هتيجي امتى ؟
مدكور : المفروض انها طلعت من المطار وهتيجي علي السطح يلا بينا نستنى فوق
: اللاه..مش عيب كده تمشوا من غيري..مش ناوين تاخدوني معاكم..
نظر عثمان ومدكور للصوت يفزع..كان شخص مقنع ويرتدي قبعة..يجلس علي النافذة بثبات وعينه تنير بفعل ضوء القمر..
عثمان بفزع: ان.انت مين
: انا الشخص اللي هيوديكم للمكان اللي تستحقوه..مش عايز ازعلكم..بس الطيارة اللي انتم مستنينها.. للأسف مش هتيجي..
مدكور : مش فاهم..وبعدين انت مين اصلا.. وازاي تعرف عن الطيارة..
: لا مش انا الوحيد اللي يعرف عن الطيارة ..مصر كلها تعرف ..لا العالم كله يعرف..عن الطيارة..او عن قذارتكم واستغلالكم لمناصبكم بطريقة مقرفة..وقتل الناس..وغيره من الأعمال المحرمة..
عثمان بضحك هستيري: والعالم هيعرف حاجة زي دي منين..كونك انت يا مجهول تعرف..ده مش معناه ان الكل هيعرف..
: يعني مش بتنكر ..يبدو ان طلوعي في البث مش هيروح هدر ..
مدكور : بث ايه؟
امسك عثمان هاتفه ووجد الكثير من الرسائل والعديد من روابط البث ..دخل علي احداها..وكانت صدمته عندما وجد نفسه ومدكور وذلك المجهول ..لقد كان هو البث...
: مصدوم صح؟ بس انا حذرتكم كتير..وتجاهلتم تحذيري..محدش بيلعب بالنار مع pm يا..دكتور..
..ارتفع صوت سيارات الشرطة في ساحة الجامعة..في تلك اللحظة قفز pm لداخل المكتب وامسك مدكور وقيده ولكن عثمان هرب..لذا لحقه pm ..
..لقد تمكن pm من فتح بث بعد ان قام بزرع الكثير من الكاميرات ومكبرات الصوت في هذا المكتب علي مدار الفترة الماضية..كما انه اخترق جهاز الحاسوب وهواتفهم..وقام بنشر كل شئ علي الانترنت هذه المرة كل أوراقهم ومحادثاتهم وكل شئ..لم يحدث هذا من قبل..ان اظهر نفسه للعلن هكذا أمام العالم كان دائما يعمل في الخفاء..كما أنه فضح ذلك المدعو ألبرت وتم القبض عليه في باريس..لذا لم يكن ليرسل لهم طائرة أبدا مهما انتظرا...
كان هشام يمسك بهاتفه في الاسفل وهو ينظر للنافذة ..يكره الاعتراف بهذا ولكن..لقد انقذه هذه المرة حقا..
..كانت ملك تجلس بجوار أماني في غرفة نور ويشاهدا البث ويعلو وجه ملك ابتسامة واسعة..ولسبب ما احتضنت الجاكيت الذي ترتديه..تنهدت ملك براحة ونظرت لأماني التي تنظر للتلفاز بصدمة..احتضنت نفسها اكثر واستنشقت عطر ملابسها..او لنقل ملابس إياد....فعطرها لا يبدو غريبا عليها ويمنحها شعورا لطيفا...تظن انها مرت بهذا من قبل تلك الرائحة..وذلك الدفء..ولا تعلم لما وهي تنظر لذلك الشاب في الشاشة..شعرت انها قابلته من قبل..ولكن بالتأكيد هي مجرد تهيؤات..هي الآن سعيدة فقط.. أنهم سينتصرون واخيرا..
...
كان pm يلحق عثمان ويبحث عنه..خرج خارج المبني ليبحث عنه ولكنه سقط فجاءة...يبدو ان إرهاق الايام الماضية يعود الآن..ولكنه ليس الوقت المناسب أبدا..وقف مجددا..واستند علي سور الجامعة..ولكنه استفاق عندما سمع صوت سيارة وأحدهم يناديه..نظر لداخل السيارة..لقد كان هو..
زين بصوت خافت : هتعرف تعدي السور..
PM: بتعمل ايه هنا امشي..لازم تبقي مع ملك
زين بابتسامة: عايز ابقى مفيد المرة دي..تعالى..
قفز pm وتخطي سور الجامعة ووقف أمام سيارة زين ..نزل زين من سيارته..ووقف امام pm الذي تبدو عيونه مرهقة جدا..احتضنه زين وابتسم وقال : متقلقش..انا متطمن علي ملك دلوقتي..محتاج اتطمن عليك
توسعت عيون pm لوهلة وبادله العناق ..ثم ابتعد وقال : يعني عايز ايه
زين وهو ينزع عنه القناع والقبعة : روح مكانك الصح دلوقتي..غيابك هيكون مريب..
PM : طب وعثمان؟
زين وهو يدفعه ليركب السيارة : سيبهولي ..
ركب pm السيارة وقال بابتسامة : خد بالك من ظهرك وانت بتنط من السور عشان عالي..
زين بضيق مصطنع : انا معجزتش للدرجة دي ..يا إياد
..اغلق زين باب السيارة ونظر للقابع بداخلها قليلا ..القى القبعة والقناع بجانبه ..
زين بامتنان واحساس بالذنب : سامحني يا إياد..انا اسف
إياد بابتسامة متعبة : في وقت زي ده المفروض تشكرني..مش تعتذر ..وبعدين متنادينيش باسمي دلوقتي.. لو حد اكتشف هويتي..هتبقي مشكلة بالنسبالي...
..
يتبع

في رقبتك ⛓️🧑🍼حيث تعيش القصص. اكتشف الآن