في رقبتك الفصل الخامس والعشرون

48 8 6
                                    

...
كانت سارة تجلس بالسيارة بجوار إياد.. وأنس يجلس بالخلف..
سارة بسعادة : وحشتوني اوي.. وبقالي كتير منزلتش مصر ..كام سنة ١٥؟ اكتر؟
إياد: امم
سارة بحماس : ياه كنتم صغيرين..والشوارع اتغيرت اوي عن اخر مرة
أنس: همم..
سارة : ايه البرود اللي انتم فيه ده..انا بتكلم اي الردود دي
أنس متصنعا للسعادة: لا ده عشان بقالي كتير مشوفتكيش يا روح قلبي بس..
سارة: ثبتني ثبتني..ده اللي انت شاطر فيه زي أبوك..
حل الصمت مجددا...وكان التوتر يملأ السيارة..يرغب إياد بالاتصال بالمستشفى ليطمئن علي أماني..فهي الأخرى مهمة بالنسبة له.. أما أنس يرغب بتركهم والتوجه نحو المستشفى مباشرة ..ولكن والدته ..
سارة بضيق: في ايه..انتم مخبيين ايه عليا..
إياد: ولا حاجة
سارة : كذاب..انت عارف انك مبتعرفش تكذب عليا.. أنس مخبيين ايه عليا..انت بالذات وشك مخطوف .. إياد قوي..فبيعرف يحافظ علي هدوئه في اصعب المواقف..انما أنت..' نظرت ليديه وقدميه التي لم يكف هن هزهما منذ جلس' وترتني انا شخصيا في ايه
أنس بخفوت : أماني
اوقف إياد السيارة فجاءة ونظر لأنس: أنس ؟!!
التفتت سارة لانس وقالت بقلق : أماني ؟
أنس: أماني صاحبة ملك يا ماما
سارة : عارفة..مالها..
أنس: عملت حادثة..واحنا جايين ناخدك
سارة بصدمة: ايه؟؟
أنس: كانت بتحم__
إياد بضيق: أنس كفاية اسكت..
سارة: ايه اللي حصل..
إياد: سارة حبيبتي مفيش حاجة..هي في المستشفى دلوقتي وهتبقى كويسة
سارة : طب وملك؟
إياد: مالها ملك ..ملك كويسة..هي معاها
سارة بدموع : يا حبيبتي يا أماني
إياد وهو ينظر لانس بضيق : قلتلك هتبقي كويسة يا سارة
سارة : طب انا عايزة اروح المستشفى
إياد: نعم!تروحي تعملي ايه
سارة : عايزة اشوف ملك وأماني..
إياد: لا يا سارة مش هينفع..
سارة : إياد متكذبش عليا..المرة دي..العربية كانت قاصدة ملك صح..ليها علاقة بيك ؟
تنهد إياد وقال : متشغليش بالك بالكلام ده يا سارة..انا وعدت زهرة اني هحميها..وانا مش بخلف بوعودي..لو وجودي خطر علي ملك..انا أول واحد هتصرف..مش هستناكي لا انتي ولا ابوها ولا يحيى تقولولي اني المفروض امشي من هنا..انا هطلع علي المستشفى دلوقتي...بس اتمنى ..انتي والاستاذ ابنك متتصرفوش من دماغكم..احترموا رغبتي المرة دي..
اومأ الاثنين بهدوء..فتنهد إياد متجهها نحو مستشفاه..
..
زين بحزن : اهدي يا ملك يا حبيبتي..الدكتور جوا وهي هتبقى كويسة..وانت يا أسامة بطل لف
كانت أسامة بتحرك ذهابا وإيابا بقلق..واخته اسماء تجلس بجوار ملك وتبكي ...
زين : اسماء .. حبيبتي هي هتبقي كويسة والله متقلقوش..
اما ملك كانت صامتة بشكل غريب..ملابسها كلها مليئة بالدماء..وتلف رأسها بالشاش الطبي..مجددا..هذا المشهد يتكرر مجددا..وملك تلوم نفسها مجددا..ولكن يمكننا القول انها السبب هذه المرة حقا...
زين: ملك..
نظرت ملك لوالدها بشرود : ها! بتقول حاجة يا بابي..
نظرت زين لابنته بحزن ثم ضمها لصدره وعانقها
فرفعت ملك رأسها ونظرت له وقالت : هتبقى كويسة يا بابا صح؟
زين بابتسامة: طبعا هتبقي كويسة يا حبيبة بابا..هتبقى زي الفل ان شاء الله..انتي اكتر واحدة عارفة أماني... أماني قوية ..صح ولا إيه
ملك : اه ..قوية اوي..
...بعد ساعة...
امسك زين هاتفه الذي يهتز..اخرجه ونظر للمتصل..فقبل جبين ابنته ثم ذهب ليجيب الاتصال..
زين : الو
إياد: الو..انا في مكتبي في المستشفى..هتعرف تجيلي؟
نظر زين لملك وقال : خير
إياد: خير ان شاء الله
كانت زين سيتحدث ولكن الطبيب خرج من غرفة العمليات فترك الاتصال مفتوح واتجه نحوه حيث يقف كلا من أسامة وملك واسماء بقلق..
أسامة: طمنني يا دكتور..هي كويسة
أسماء: هتعيش صح..
الطبيب بابتسامة: الدكتورة زي الفل متقلقوش..ساعتين كمان وهتصحى ان شاء الله كمان..جسدها قوي ماشاء الله هي اه الإصابات كانت بليغة بس الحمد لله هي هتبقي كويسة بإذن الله..هنخليها في العناية شوية لحد ما نتطمن بس...عندما سمعت ملك تلك الكلمات سقطت أرضا منهارة من البكاء..فجلست اسماء بجانبها وعانقتها وهي الاخرى تبكي.. أما أسامة فعانق زين وهو يحاول منع دموعه كما يفعل دائما..بادله زين العناق بعدما تنهد براحة..وابتسم..
زين: انتم سايبين مامتكم لوحدها صح
أسامة بهدوء: اه
زين : طيب خد اختك وروح ولما أماني تصحى هنكلمكم..انا كده كده قاعد مع ملك
أسامة: لا لا نمشي ايه..
زين : روح طمن مامتك يا أسامة زمانها قلبها هيطلع من مكانه..
أسامة: معاك حق يا عمو..طيب انا هروح واوصل اسماء واقول لماما وهاجي علي طول
أسماء بغضب: لا انا مش همشي ..انا هفضل مع أماني..
أسامة وهو يسحبها بهدوء : اسما حبيبي اسمعي الكلام..انتي مش وراكي مذاكرة ومزهقانا انا ثالثة ثانوي انا ثالثة ثانوي؟ لما اماني تصحى.هاجي اخدك انتي وماما على طول والله
أسماء: ما كده كده مش هذاكر..
أسامة: برضو..يلا يا اسما..
نظرت أسماء لملك وقالت برجاء: اول ما تصحى كلميني ماشي..
أسامة وهو ينظر لهيئة ملك : وبعدين..هو مش انتي اللي محتاجة تروحي يا ملك؟
نظرت له ملك ثم نظرت لنفسها
ملك بهدوء: معايا هدوم هنا..هقوم أغير..
أسامة: ماشي..خدي بالك من نفسك ..سلام..
..
ملك بشرود : بابا انا هروح أغير هدومي..لو حضرتك عايز تروح
زين بقلق : ملك انتي كويسة
ملك : كويسة كويسة..
زين : طيب انا قاعد هنا..روحي يلا..
ذهبت ملك نحو غرفة الأطباء واتجه زين بعدها لغرفة المدير.. إياد
طرق الباب ثم فتحه ودخل..نظر بصدمة للجالسين وقال : انتم؟! بتعملوا ايه هنا
نظرت له سارة وقالت : زين.. أماني كويسة؟
زين : انا سيبت المكالمة مفتوحة وانا بكلم إياد الدكتور قال انها كويسة..برضو مقولتوش..بتعملوا ايه هنا..هو مش انتي لسه جاية من السفر
إياد بهدوء مغمضا عيونه : كنا واقفين وقت الحادثة..
زين : نعم؟
إياد: كنا في الطريق للمطار عشان نجيب سارة..
زين بشك: إياد..
إياد: نعم
زين : انا عارف قلق ملك علي أماني..ولكن نظرتها مش بس انها خايفة عليها
إياد: اه..لانها حاسة بالذنب...بتلوم نفسها..بما ان أماني عملت الحادثة بدالها..
زين بصدمة: مين؟!
إياد: معرفش..اعدائنا كتير..
أنس بغضب: مش هو ده السبب اللي بعدتوها عننا عشانه؟ ما هي نفس النتيجة..في حد بيحاول يقتل ملك..مفرقتش..
إياد: متزعقش يا أنس..
نظر لهم أنس بضيق ثم غادر الغرفة واغلق الباب خلفه بقوة..
تبعته سارة وزين...
جلس إياد علي الكرسي ووضع رأسه بين يديه مغمضا عينيه..
إياد باختناق : اعمل ايه يا رب..كل ما اقرب منها خطوة..تبعد عني عشرة..
ثم تخيل تلك الطفلة وهي تبعد يده عن وجهه نظر لوجهها الصغير اللطيف وعيونها اللامعة ..تبتسم له ..حاول ان يعانقها ولكنها اختفت..
إياد بتعب : زهرة..لو كنتي مكاني كنتي هتعملي ايه...
...
زين : سارة استني..
سارة : نعم..
زين : عارف ان الطلب ده هيبقى أناني..بس انا هطلبه برضو..ممكن
سارة: لو حاجة لمصلحة ملك ..فأنا هعملها ايا كانت يا زين بيه
...
كان أنس يقف أمام غرفة أماني وينظر لها من خلف الزجاج بحزن..
انس في نفسه : من زمان وانتي شاغلة بالي ..من قبل ما اقابلك ومن قبل ما اعرف انتي مين..لفتتي انتباهي..يمكن كنت بفكر فيكي بقدر ما فكرت بملك..اعجبت بيكي مرتين..كنت مستغرب ان الاتنين اسمهم أماني..بس طلع أنها نفس البنت.. معرفش اذا كان ده حب ولا لا..بس اللي حاسه دلوقتي..ان قلبي بيموت وانا شايفك كده يا أماني..قومي ارجوكي علي رجلك تاني..زي ما بتقومي كل مرة..ولو انا مضايقك..مش هوريكي وشي تاني..ولو مسكت السبب في حالتك دي هقتله بإيدي..
..سمع أنس خطوات تقترب منه فتحرك مبتعدا عن المكان فهي بالتأكيد ملك...
عادت سارة لغرفة إياد بعد فترة ولكنها لم تجده ..لا تعلم كم مر من الوقت وهي تتحدث مع زين ..ولكن تعتقد انه مر الكثير ..
تحركت سارة في المستشفى تبحث عن إياد وأنس.. أولادها..
وجدت إياد يقف أمام ملك بصمت.. وأنس يقف خلف ملك..نظرت سارة لملك وابتسمت
سارة: كبرتي اوي يا لوكة..
ولكنها اتجهت نحوهم وسحبت إياد بجانبها ونظرت لملك بضيق
نظرت لها ملك بتعجب ..
سارة : هو انتي بقى؟
ملك: افندم هو أنا اعرف حضرتك ؟
نظر إياد وأنس لسارة بتعجب ..اما ملك كانت تنظر لها وهي تشعر بشعور غريب..هي حتما رأتها في مكان ما من قبل...
سارة : انتي اللي بتلفي حوالين ابني..
توسعت عيون ملك واياد وأنس..واقترب أنس من والدته وقال بصدمة : ايه اللي بتقوليه ده يا ماما..
نظرت ملك لانس بتعجب..من اين ظهر هو الآخر..
سارة : بقول ايه..بقول الحقيقة..هي وصاحبتها..مش دول اللي بيلفوا عليكم عشان يوقعوكم.. بس لا انا مش هسيب ولادي يقعوا في ايد البنات اللي زي دول..روحي شوفي انت وصاحبتك اللي جوا دي مكان تاني ..متبصوش لمقام اعلى منكم..انتي فاهمة يا بتاعة انتي..
نظرت ملك لإياد بصدمة..وما صدمها اكثر هو صمته..
ملك : انت عارفة انتي بتقولي ايه؟!
سارة: عارفة وعارفة كويس كمان..
كانت ستتحدث ملك ولكن قاطعها صوت متعب بجانبها ...
: احنا برضو اللي بنلف علي ولادك؟
نظر الجميع لتلك التي تستند علي الحائط وتتحرك بصعوبة وألم..اقتربت ملك بسرعة منها وقامت بلف يدها حول خصرها ووضعت يد أماني علي كتفها لكي تستند عليها..
ملك بصدمة: اماني انتي صحيتي..
نظرت لها أماني بابتسامة وقالت : اكيد مش شبحي..
ملك: ايه اللي قومك انتي تعبانة..
نظرت أماني لسارة بحدة وقالت.: مقدرتش اسمع الكلام ده واسكت...قلت اوضح لماما سوء الفهم' قالت جملتها الاخيرة باستهزاء '
أماني وهي تنظر لأنس : نسيت اعرفك يا ملك..ده..البشمنهدس المجتهد اللي قلتلك عليه..بتاع الكورس.. بصراحة مش فاهمة ازاي كنت بحترمه قبل كده..
نظر لها أنس بصدمة وشعر بألم في قلبه..ولكن أماني تابعت بحدة وقوة وهي تنظر لعيون سارة مباشرة : اللي حضرتك متعرفيهوش..ان ولاد حضرتك هما اللي بيظهرولنا في كل حتة من حيث لا ندري يا مامي..يعني...هل من البديهي ان ابن حضرتك اللي مفيش علاقة بتمجعني بيه لا انا ولا صاحبتي..يجي يسألني عليها.. وفوق كده ..نظراته مش مريحة..وكل.ما أروح مكان الاقيه..انا كانت أقصى معرفتي بيه انه معلم..ومش انا اللي كنت كل ما اشوفه في مكان اناديه ولا حاجة..لو مش مصدقة..براحتك..والاستاذ إياد بيه..اللي كل حاجة الاقيه فيها ومعرفش سبب برضو؟ مش ملك اللي جريت وراه قالتله ينقذها ولا هي اللي قالتله يشتري المستشفى اللي شغالين فيها؟! قبل ما تتهمينا لمي ولادك لو سمحتي..
نظرت ملك.لاياد بضيق وقالت : انا مستحيل ابص لحد بالشخصية الفظيعة دي..'ثم ابستمت ببرود.وقالت ' واللي حضرتك متعرفيهوش..اني كنت مخطوبة قبل كده..واللي كان المفروض بيحبني..حاول يغت*صبني...واللي جنبي دي..كانت هتُغت*صب وهي صغيرة..فكرك ان احنا هنبص لرجالة بالبساطة دي..وفوق كده ولاد.امهم..مقدرة ..ان الاغنياء بيبقى عندهم عقدة ان كل اللي حواليهم بيستغلوهم..بس ميدكيش الحق انك ترمي بلاكي علي الناس..وبعد كده لما تتكلمي معايا تقولي دكتورة ملك..مش بتاعة..' نظرت لإياد بكره ثم ابتسمت باستهزاء ' شكرا..يا إياد بيه..
نظر لها إياد بهدوء ولم يتحدث..
امسكت ملك أماني باحكام وقالت : يلا يا أماني تعالي ادخلك الاوضة..لان المكان هنا ملوث بالقاذورات بما فيه الكفاية..وانتي عارفة اني عندي.الربو..مش.هتحمل القرف ده..
ثم.دخلت الغرفة..
سحب إياد انس وسارة لمكتبه فهو يعلم العاصفة التي ستحدث
نظر أنس بصدمة لوالدته واياد وقال بغضب: انتي ايه اللي عملتيه ده؟! وانت ازاي فضلت ساكت؟؟ بيلفوا علينا؟ ..ساكتين ليه ما تتكلموا..هو اللي قالك تعملي كده صح..اللي اسمه زين هو اللي قالك صح
إياد بحدة : لما تتكلم عنه اتكلم كويس يا أنس احسنلك..
ضحك انس بهستيريا وقال: انا بجد مش مصدق اللي بسمعه ده..بتفتروا عليهم بالكذب..ومش عايزيني اتكلم..
سارة بهدوء : احنا هنرجع لندن ..
انس : اتكلمي عن نفسك ..
إياد بغضب : اتكلم كويس مع مامتك يا أنس..
أنس: مالك قاعد تدافع عنهم كده هاا..معرفتش تدافع عن ملك زي ما بتدافع عنهم؟؟ هو ده اللي مش عاوز حد يؤذيها؟
إياد بغضب: انت غبي..مش هتفهم..
أنس بصراخ: ما تفهمني..ما انت بس اللي بتفهم.. انا مش فاهمة انتم بتاخدوا القرارات بدالنا ليه..مشوفتش نظرتها ليك؟؟ خذلتها ..هي دي الحماية بالنسبالك
سارة بصراخ: كفاية.. كفاية
جلست سارة أرضا وبدأت في البكاء وهي تقول: كان لازم اعمل كده..زين مقاليش حاجة..انا عملت كده من نفسي
أنس باستهزاء :وانا صدقتك ..بتحبوا تعذبوا غيركم اوي صح..
امسكه إياد من ياقته وقال بعضب : انت مجربتش طعم المعاناة اللي بجد ..اهلك جنبك وبيتك موجود..متحاولش تعيش دور الضحية..انت فاهم..ومش هتفهم اللي احنا بنعمله ده سببه ايه..يبقى تسكب خالص وتعتذر من مامتك ..وغور مطرح ما تغور..اعتذر..
نظر له أنس بعيون متوسعة فهذه المرة الأولى التي يتحدث بها إياد معه بتلك الطريقة..كما انه اتسشعر في صوت إياد الحزن ..شعر بالندم..فنظر للاسفل ثم قال بصوت هادئ : اسف..
دفعه إياد بقوة ثم انخفض في مستوى سارة وقال : انتي كويسة يا سارة..تعالي اقعدي فوق..
نظر لهم أنس ثم غادر.. وأثناء خروجه تقابل مع زين..نظر له بضيق ثم اكمل طريقه..
...
ملك: انا اسفه يا أماني.. انتي حصلك كده بسببي..
أماني بتعب: بطلي هبل ما ملك..طول ما انتي كويسة انا هبقى كويسة..بس انا مش مصدقة ازاي إياد سكت كده..اتصدمت
ملك بغضب: متجيبيش سيرته..ده طلع جبان..مقرفين...كلهم..وبعدين دي.مش امه اصلا
أماني: ازاي
ملك : مامته ميتة..مرام الزيني..لما بحثت عنها ..عرفت انها ماتت في حادث هي وماريا اخته الصغيرة..
أماني: اه فعلا..اللي إسمه أنس قاللي انه قريبه مش اخوه
..ده غير ان اسمائهم مختلفة..
ملك: بس الست دي..انا متأكدة..اني شوفتها قبل كده
أماني: شوفتيها فين
ملك : معرفش..بس بجد شوفتها متأكدة.. وهي الراجل التاني ده
أماني: راجل تاني؟قصدك أنس
ملك : لا لا..كان في واحد موجود كده يوم ما اللي اسمه إياد جه المستشفى لما شركته ولعت..
أماني: اه..ده ابو أنس
ملك: يا شيخة يعني الحرباية دي مراته..باين اصلا انهم عيلة علي بعض..كلهم زفت..
أماني بضحك:..قاذورات..قتلتيني ضحك
ملك : هيهيهيه
أماني بشرود: بس انا بجد مش مصدقة أن إياد بيه سكت..يعني أنس ده ردة فعله كانت احسن منه..مع اني مش برتاحله
ملك : بيبانوا علي حقيقتهم..وبعدين ايه موضوع سأل عليا ده؟ وليه مش بترتاحيله يا بنتي انتي مش كنتي قولتي أنه شاب كويس ومجتهد وبلا بلا..
أماني: يوم ما اتخطفتي..لقيته هنا جاي يزور نور جارها وكده.. معرفش ليه..بس لما قلتله ان صاحبتي مخطوفة سألني علي اسمها ولما قلتله ردة فعله كانت غريبة واتعصب ومشي..ولما ورحت بيت نور مع إياد بيه..وهو نزل يدينا المفتاح..مكنش طايق نفسه وكان بيتكلم باسلوب وحش..وبعدين لما رجعتي ويوم ما نور فاقت كان هنا برضو وسألني عليكي اذا كنتي موجودة..مع انه عمره ما قابلك اصلا..الاول كان اعتذر مني علي اللي عمله يومها..ونظراته مكنتش مريحة..معرفش اذا كان ده احساس من عقدتي ولا هو فعلا..
ملك: قابلته قبل كده..يوم الحريق ويوم موت سلمى..لما روحت لنور بمحمد ومصطفي قابلته..مع انك قولتيلي ان أنس بتاعك ده ساكن هناك..بس انا طبعا معرفتش انه هو..مع اني برا حسيته كويس..يعني هو اللي وقف مامته الأول..مش زي ال..هه..في داهية كلهم مش..فارقين..
أماني بحزن: متأكدة.. انتي بتعيطي..
ملك وهي تضع يدها علي وجهها: ها؟ بعيط؟... ايه ده ..ايه الدموع دي..
أماني:....
ملك ببكاء : معرفش.. قلبي وجعني لما شوفته ساكت كده..معرفش لو انتي مجيتيش كان هيحصلي ايه..يمكن انا اللي عليت آمالي شوية..بس متوقعتش انه شايفني كده..
هو اه انقذني واتدبس معايا في مشاكل كتير...بس مش انا اللي كنت بقوله..هو كان بيجي كده...حسيت اني اتخذلت..كنت عايزاه يدافع عني ..قلبي وجعني اكتر من يوم آسر حتى..
اماني وهي تربت علي ذراعها : اشش..متزعليش نفسك يا ملك..في داهية اي حد يسببلك دمعة يا حبيبتي..
مسحت ملك دموعها وقالت : هتصل علي اخواتك عشان ميقتلونيش لو عرفوا انك صاحية بقالك نص ساعة وانا مقولتش..
أماني بضحك: متخيلة اسماء وهي بتهجم عليا..هتكسرني اكتر ما انا..
ملك بحزن: أنا اسفه
أماني: يادي النيلة..اتصلي يا ملك الله يهديكي..
....
إياد: مكنش عندك غير الطريقة دي؟
زين : انا قلت لسارة الهدف وهي اختارت الطريقة
كان زين واياد يجلسان معا علي سطح المستشفى..وينظران للسماء التي غلب اللون الاحمر عليها
إياد: بس طريقتها نجحت..ملك بتكرهني دلوقتي
زين : ....
إياد: مش مهم كرهها ليا اهون من انها يحصلها حاجة..لولا أماني..كان ممكن ملك تموت..
زين : انا اسف يا إياد..
إياد: الاسف عدى على وقته كتير..وبعدين انا مش أنس.. انا عارف..مع اني كان ممكن اسافر بهدوء..بس كانت هتزعل عليا انا عارف..فالاحسن انها تكرهني..وكذلك أنس..
زين : همم
إياد: انس بيحب أماني..
زين بصدمة: ايه!
إياد بشرود: هو ايه الحب
زين : معرفش اذا كنت انا شخص مناسب تسألني السؤال ده...بس الحب هو..انت تشتاق للشخص ده وتخاف عليه وتحاول تعمل كل حاجة عشان سعادته حتي لو علي حساب سعادتك..وتحميه بروحك..
إياد: بس مش ده اللي بنحسه تجاه اي حد بنحبه عادي..اخواتنا اهلنا صاحبنا كلهم..
زين : لا..اللي بتحبها دي ..انت بتدمن ملامحها..بتحب ضحكتها..لما تشوفها قلبك بيبقى هينط من مكانه..حياتك من غيرها بتبقى باهته..الحب إنك لما تشوف عين الشخص ده..تحس انك مغيب..انها اقوى من اي مخدر ..واعتقد انا بالذات محدش يتحداني في الموضوع ده..الحب انك تغير عليها من الهواء حتى..متتخيلهاش تبقى مع راجل غيرك..انها تحتاجكك انت وبس ومتحتاجش غيرك..تبقى انت سندها الوحيد ..
إياد: بس دي مش أنانية ؟
زين : حتي لو دي أنانية..بس ده اللي انت بتحسه غصب عنك..بتبقي عايز تدخلها جوا صدرك وتحميها من اي حد ..مش بتبقي عايز حد يشوفها حلوة غيرك..ومحدش يشوف ضحكتها ووشها الاحمر غيرك..شعرها تفاصيلها كلها..ليك انت بس..لما تفكر ان حد ممكن يملكها غيرك..تحس انك هتتجنن..انا لحد دلوقتي لما بفتكر اللي حصل لزهرة بسببي بتجنن..الحب ..انها تمد قلبك بالدفا..انك معاها تبقى انسان تاني..وتشوف منك اللي محدش شافه..بتبقى زي مروضة الأسد في حالتنا ..فهمت
اومأ إياد ونظر للسماء وقال : اه..يبقي انا بحب بنتك..
قال كلمته ثم وقف ونفض ملابسه.. واتجه نحو الباب ثم وقف وقال : عشان كده هرجع انجلترا بكرة..
نظر له زين بعيون متسعة وقال : وفي حد طبيعي يجي يقول لاب البنت اللي بيحبها انه بيحبها بس هيسافر ويسيبها؟
ابتسم إياد له ثم اغلق الباب وذهب..
زين بابتسامة: هو لسه مدرك دلوقتي انه بيحبها؟
...
انتهى اليوم بهدوء..ولكن كانت رؤوس الجميع تعج بالفوضى..
..تم حجز أماني في المستشفى يوما واحدا اي انها ستخرج عند نهاية اليوم التالي..وبالطبع كانت ملازمتها هي ملك..علمت نور ايضا بالموضوع فقررت تأجيل اخبارهم بموضوع طلاقها من هشام الى حين آخر..ولكنها تجنبت رؤية هشام عندما حضر لزيارة أماني..وهو الآخر لم يجرؤ على البحث عنها..وعندما ذهب الجميع..كانت ملك تسير في المستشفى حتي تقابلت عيونها بتلك العيون الزرقاء..توقفت ملك لوهلة ولكنها اكملت طريقها حتي
إياد: ملك..
توقفت ملك عند سماع اسمها من شفتيه..ولكنها عزمت الذهاب ..حتي قاطع تفكيرها مجددا بصوته
إياد: انا آسف..
التفتت ملك له وكانت ستتحدث بغضب ولكن نظرته الحزينة الجمتها..
إياد: انا اسف علي اللي حصل امبارح من سارة
إياد في نفسه: مكنش المفروض اجي اعتذر منها .. كل اللي سارة عملته هيبوظ..بس مقدرتش امشي من غير ما اشوفها..
ملك : خلي اعتذارك لنفسك يا إياد بيه..كلامها مفرقش معايا وكذلك اعتذارك..عن إذنك..
إياد: انا مسافر
توسعت عيون ملك ونظرت له مجددا ..
إياد: راجع لندن ...انهاردة..
ملك ببرود مصطنع : ميخصنيش
إياد بابتسامة: اه فعلا ..ميخصكيش بس حسيت اني لازم اقولك... بما اني مش هرجع تاني..وصلي سلامي لدكتورة أماني ودكتورة نور وهشام بيه ..
ملك بصدمة: مش..هترجع تاني ازاي؟
إياد بابتسامة: راجع لندن انهاردة..انا حققت هدفي من وجودي هنا خلاص..وجودي مبقاش ليه لازمة..
ملك بحزن : يعني مش هشوفك تاني؟
اقترب منها إياد ونظر لعيونها وقال : لو لينا نصيب ..هنتقابل اكيد..
حاولت ملك ان تستعيد رباطة جأشها وقالت ببرود : توصل بالسلامة ان شاء الله..ربنا يكتبلك الخير هناك..
إياد: ملك..عايزك تعرفي حاجة واحدة..
نظرت له ملك بشرود فتابع : انا دايما هفضل موجود علشانك..لو في اي وقت احتجتيني هتلاقيني جنبك..مش مهم المسافة بيننا قد.ايه..مفيش حاجة تقدر تبعدني عنك..فأنتي مش لوحدك متخافيش.. ودموعك امسحيها ..
وضعت ملك يدها علي وجهها..ما بال دموعها تسقط دون إذن بسببه..هذه الكلمات..لقد قيلت لها من قبل..لا تذكر متى..ومن قالها..ولكنها متأكدة انها سمعتها من قبل..
ابتسم لها إياد ومد يده ثم ارجعها مجددا..لقد اخطأ..فهذه المرة هي لم تعد تلك الطفلة الصغيرة...
نظرت ملك له وهو يغادر وشعرت بألم لا يُحتمل بقلبها.. هرولت نحو غرفة أماني ثم فتحت الباب وارتمت في حضنها..نظرت لها أماني بقلق..لم تبكي ملك بتلك الطريقة منذ فترة كبيرة..
أماني: مالك يا ملك في ايه
ملك ببكاء: هيمشي..هيمشي ويسيبني يا أماني..مش هشوفه تاني خلاص..
أماني: مين ده يا ملك اهدي وفهميني..
ملك : إياد..هيمشي ويسيبني..
أماني بهدوء: بتحبيه؟
ملك بقهر : بحبه اوي ..بحبه اوي .. المفروض اكرهه ..بس انا بحبه.. ليه بعد ما قررت أكرهه..جه يقولي الكلام ده بالنظرة دي علي وشه..ليه...
عانقتها أماني وقالت : اششش..اهدي يا ملك..العياط ده مش حلو عشانك..
وضعت ملك يدها علي موضع قلبها وامسكته بقوة باختناق وهي تقول : مخنوقة أوي..مش فاهمة هو بيعتبرني ايه .. ولا شايفني ايه حتي..
..في المطار ..
إياد: مش هيجي يا سارة..يلا بينا
سارة بحزن: معقولة هخسر ولادي الاتنين في يوم واحد..
إياد بابتسامة: ابنك الكبير عمره ما هيسيبك يا سارة..
نظرت له سارة وقالت بحب : ربنا يخليك ليا يا حبيبي مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه
إياد: انا اللي المفروض اقول الكلام ده..
همَّ إياد وسارة بالذهاب ولكن قاطعهم صوت أنس الذي ينهج بقوة..
أنس: استنوا..
نظرت سارة لولدها بحب وهو يقترب منها..امسك أنس يدها وقبلها ثم قبل رأسها وقال : اسف يا أمي سامحيني..علي اسلوبي معاكي..وانت يا إياد انا آسف...
إياد بيأس : حد يقدر يزعل من اخوه الصغير .. انت عارف اني مقدرش ازعل منك يا حمار
ابتسم أنس بامتنان وقال : شكرا يا برنس..
سارة: هتيجي معانا؟
أنس: لا ..مش هاجي يا ماما انا اسف.. انا جيت اصالحكم قبل ما تمشوا بس..عشان انتم اغلي حد في حياتي..مقدرش ازعلكم..
كانت سارة ستتحدث ولكن إياد أوقفها بنظرته وقال لانس: انت متأكد من اختيارك صح
أنس بثقة : اه
إياد: المهم تخلي بالك من نفسك..هنستناك هناك
ابتسم أنس وعانق إياد بحزن ثم اتبعد وقال : يلا امشوا الطيارة هتروح عليكم انتم كمان..سلام...
...
..بعد يومان في لندن..
إياد: كم المبلغ الذي تريدينه
ليزا : خمسة
إياد: خمسة؟!
ليزا: خمسة آلاف دولا ايها الوسيم..
إياد: ألا تعتقدي ان هذا كثير علي مجرد صورة؟
ليزا: كما ترغب..ولكنك تريد ان يكون الامر سريا أليس كذلك..انت لا ترغب بالتقاط تلك الصورة فقط..بل ترغب ان لا اخبر اي كائن بهذا ايضا..وكل شئ بثمنه
اخرج إياد مبلغ من المال ورماه أمامها وقال بتقزز: حسنا..ولكن ان علمت ان أحد قد.سمع بالموضوع..فاحلمي ان تري نور الشمس مجددا ايتها ال
ليزا بخبث: اعلم من انا دون ان أخبرني..لذا لا تحتاج ان تلوث لسانك من اجلي يا عزيزي..ان كنت ترغب يمكنني ان امنحك هدية بسيطة مني
قالت وهي تجلس علي مكتبه وتقترب منه..نظر لها إياد باشمئزاز وبرود
ليزا مبتعدة : حسنا حسنا ..كنت امزح فقط لا تنظر لي بهذه الطريقة..ولكنني اتسائل حقا كيف تكون الفتاة التي ستلتقط معي صورة من اجلها..
إياد ببرود : لا تتدخلي فيما لا يعنيك يا فتاة....اذا هل فهمتي ما المطلوب منك
ليزا : اجل اجل..سنلتقط صورة وكأننا مخطوبان وسنضع تلك الخواتم في ايدينا..ولكن لن تظهر وجهي..ولن يعلم احد بهذا..هل حفظت الدرس جيدا ؟
إياد: حسنا.. تعالي معي..
اخذها إياد بسيارته الي إحدى الحدائق الخاصة بعائلته ولم يكن أحد بها..اعطاها الخاتم ثم ارتدى خاصته
إياد: اقتربي
ليزا بمياعة : ااه يا لي من محظوظة ان اكون خطيبة هذا الوسيم..
إياد:.....
وضع إياد الكاميرا والتقط معها الصورة ثم ابتعد عنها وقال : الآن ستذهبي ولن وأرى وجهك في لندن مجددا ....حسنا
ليزا : اجل سيدي ..هل يمكنني ان آخذ هذا الخاتم أيضا..
إياد: افعلي ما شئتي.. فأنا لن المسه بعدك مجددا علي اي حال..لا المس القاذورات..
ليزا: لا تنسى انك احتجت لمساعدة تلك القاذورات..
اقترب إياد منها وقال بحدة : ستنسي كل ما حدث..هذا الخاتم ان بعتيه..سيعطيك ما يقارب الفين دولار..لذا فلتأخذي مالك وتختفي من وجهي الآن..
...
كانت ملك تجلس علي سريرها في غرفتها حتي ظهرت امامها تلك الصورة.. إياد يقف بجانب فتاة..وكلامها يرتدي خاتم خطبة...والذي نشر الصورة إياد بنفسه؟! ولكن وجه الفتاة ليس ظاهرا..ولكنها تبدو جميلة..جسدها متناسق ..هل هي عربية حتي؟
ملك بصدمة: خطب؟؟ بعد يومين بس من سفره؟؟ حقيرر..امال ايه الشوية اللي عملهم دول قدامي..بكرهككك بكرهك يا إياد الزيني بكرهك..
..نشر إياد الصورة لساعة واحدة ثم حذفها..فالبتأكيد اعدائه شاهدوها..هو لم ينشرها لتراها ملك حتي..انها اخر رغبانه ان تراها..
...
براء بضحك : لعبتها صح..اخفيت وش البنت عشان نفكر انك خايف عليها بس تدينا تهيؤ انك خطبت خلاص...وفي نفس الوقت عارفين انها مش ملك..شاطر برضو يا إياد..ولا اقول pm..طول عمرك قدوتي.. ودائما بتهزمني...بس.المرة دي..غالبا انت اللي هتقع المرة دي..
...
جلست ملك علي حافة سريرها وهي تتذكر تلك السيدة التي تدعى سارة..منذ رأتها وهي تشعر ان رأسها سينقسم..وما بال حديث ذلك اللعين إياد قبل أن يذهب..قررت ان تذهب لتعد الطعام لعلها تتوقف عن التفكير..فهي الآن في إجازة رسمية ولن تذهب للمستشفى لبعض الوقت.. لذا ستعد الطعام وتذهب لاماني للاطمئنان عليها..كانت ملك تبيت مع أماني اليومان الماضيان عادت بالأمس..حينما تأكدت أن أماني اصبحت بخير الآن..عند مرورها بغرقة والدها كان يغلق احد أدراج مكتبه بالمفتاح..توقفت ملك لوهلة وهي تنظر لذلك الدرج..فهو دائما يغلقه ..الشئ الوحيد الذي لم يسمح لملك ان تفتحه ..يغلقه دائما خلفه..تذكرت الآن..في أحد المرات عندما كانت طفله قد نسى اغلاقه..وعندها حاولت ملك أن ترى ما بداخله ولكن زين انفعل ..وعندما حاول أن يرضيها اعتذر وجعلها تشاهد بعضا من الصور الموجودة..كانت من ضمنهم صورة زواجه ..
زين : ملك؟
نظرت ملك لوالدها ثم ابتسمت واتجهت نحوه وقبلت رأسه وقالت: صباح الخير يا بابي
زين بابتسامة وهو يضع المفتاح في مكانه : صباح النور يا روحي..ايه هتروحي لاماني امتي
ملك : هفطر وأروح ان شاء الله..
زين : ماشي .. يلا بقى فطرينا فطار حلو كده بقالي كتير مكلتش من ايدك
ملك بحماس وهي ترفع اكمامها: ده كده كده يا برنس
ابتسم زين لها وهي تغادر غرفة مكتبه ثم نظر للدرج.. أكانت ملك تنظر نحوه؟ ... أما ملك فقد قررت ان تخون ثقة والدها..زين يغلق الدرج ولكنه يترك المفتاح في نفس مكانه..فهو يثق بابنته ثقة تامة..لكنه يغلقه حتي يخبرها بأن هذا الدرج غير مسموح لها بفتحه..في بعض الأحيان يأخذ المفتاح معه..ولكن عادة ما يتركه
بعد الافطار ارتدت ملك ملابسها لتذهب ..
زين : نازلة ؟
ملك : اه
زين : طب استني خمساية اخلص واجي اوصلك
ملك : لا لا يا بابا متشغلش بالك..انا هعدي اشتري حاجة الاول روح شغلك انت عشان متتأخرش سلام..
ثم غادرت..ولكنها لم تذهب بل وقفت بالقرب من المنزل وانتظرت ذهاب والدها..ثم عادت الي المنزل..
دلفت الي غرفة مكتبه ووقفت أمام المكتب خاصته..حاولت الامساك بالمفتاح ولكنها لم تستطع...
ملك : يا رب سامحني..بابا سامحني..بس انا متأكدة اني هلاقي الإجابات علي اسئلتي هنا..انا عارفة انك مخبي عليا حاجات كتير يا بابا..انا مش هبلة..
قالت هذا ولكنها لم تفتح الدرج بل امسكت بالمفتاح وطبعت مجسمه في عجينة خاصة..وفجاءة سمعت الباب يُفتح..فاختبئت..كان والدها قد نسى أحد اغراضه وعاد لذلك..وعندما نظر علي المكتب وجد مفتاحه
زين بتعجب: اي ده؟ هو مش انا حطيته مكانه؟
نظر زين حوله قليلا ثم وضع المفتاح في حقيبته وذهب..
تنهدت ملك براحة..ثم غادرت هي الأخرى بعدما تأكدت ان والدها ذهب..
...
ملك : لو سمحت عايزة اعمل مفتاح بالنسخة دي..مش معايا المفتاح بس شكله اهو تعرف تعمله صح؟
الرجل : اعرف اعمله طبعا ..بس مش الحركات دي رخيصة اوي
ملك: افندم؟
ابتسم الرجل الكبير لها وقال : يعني..ابوكي مش هيزعل منك لما تعملي كده؟
تراجعت ملك قليلا بخوف وقالت بحذر : انت تعرفني؟
الرجل : أعرفك ؟ شايفة المفتاحين دول
نظرت ملك ليده بتعجب ثم نظرت له ليكمل فقال : المفتاح الأول هو اللي انتي عايزاه..والثاني هو اللي فيه إجابات علي اسئلتك كلها..هديكي الاتنين دلوقتي..لو حسيتي انك عايزة تستخدمي التاني..
اعطاها ورقة صغيرة واكمل: تعملي.اللي قلته في الورقة
ضحكت ملك وقالت : هو حضرتك بتهزر؟ هو في حد يقولي اي حاجة في الشارع هصدقه..يبدو يا جدو ان السن اثر علي مخك..انا دكتورة يعني لو محتاج مساعدة..
الرجل : وقحة زي ابوكي..
نظرت له ملك بغضب..
الرجل : انا اسمي اوليفر..
نظرت له ملك بتعجب وقالت اوليفر؟ انت عربي؟
اوليفر : لا انا بريطاني..من لندن..' ابتسم ' المدينة اللي انتي راجعة منها
ملك : لندن؟ انا عمري ما روحت لندن أصلا
اوليفر : انا ممكن اقولك كل حاجة دلوقتي..بس معتقدش انها هتبقى حلوة..في النهاية احنا اعداء
ملك بتساؤل: هو بجد مخك فيه حاجة؟ وبعدين مستحيل متبقاش عربي..انت بتتكلم عربي احسن مني..
اوليفر بضحك: دمك خفيف زي عمتك..
توسعت عيون ملك وقالت : عمتي؟ ..انت مين بالظبط..
اوليفر: انا اوليفر..
ملك بغضب : انت كنت بتشوف افلام كتير وانت صغير يا عمو..لو سمحت امسك اعمللي المفتاح ده
اوليفر : مش مصدقاني انه نفس المفتاح..انا اللي اديت القفل ده لابوكي بنفسي..من ٢٠ سنة.. وخليت النسخة دي معايا..لاني كنت متأكد انك في يوم هتجيلي..يا ملك
شعرت ملك بالخوف ولكنها لم تتحرك وقالت : ايه يثبتلي انك مش بتخدعني وانك تعرف بابا بجد
ابتسم اوليفر واعطاها صورة صغيرة ..كانت صورة لوالديها كانت والدتها تقف عند باب منزل وزين يقف في الخارج وقال : عارفاهم دول صح
ملك : ماما وبابا..
اوليفر : ايوة..دول مامتك وباباكي لما رجعوا لبعض..
ملك: رجعوا لبعض؟
اولفير : المفتاح التاني هو مفتاح البيت اللي مامتك فيه في الصورة...هتشوفي المفتاح الاول هو اللي انتي عايزاه ولا لا لما تروحي البيت..وبعدها قرري هتعملي ايه..عارفة هتلاقيني فين..وخلي الصورة معاكي
...
جلست ملك مع أماني ولكنها علي غير العادة كانت شارة وصامتة طوال الوقت..
أماني: ملك انتي كويسة ؟
ملك: اه اه كويسة..منمتش كويس بس فهبطانة شوية
أماني: طيب لما انتي تعبانة جيتي ليه يا حيوانة ..
ملك : انت هبلة اسيبك يعني
أماني: انا بقيت كويسة والله علي الاقل بعرف امشي لوحدي متضغطيش علي نفسك عشاني..
ملك : بس هبل يا أماني..انا كده كده مبحبش اقعد لوحدي ..
...
زين : الو يا ملك..انا تحت البيت اهو انزلي يلا..
ملك : حاضر يا بابا جاية..سلام يا اماني سلام يا طنط .
أماني: سلام يا روحي خلي بالك من نفسك..
عانقتها ملك بقوة وقالت : وانتي كمان
تعجبت أماني قليلا ولكنها بادلتها العناق وابتسمت..
..كانت تجلس بجوار والدها بصمت
زين: ها احكيلي عملتي ايه انهاردة
ملك : عادي ولا حاجة..وانت
زين : عادي شغل زي كل يوم..بس انا ورايا شغل تاني..هرجع الشغل علي الساعة ١٢ بالليل كده ..ممكن ارجع البيت الصبح
ملك : طب وجيت ليه طيب
زين : عشان اوصلك الدنيا ليل مش عايزك ترجعي لوحدك.
ملك : تعبت نفسك يا بابي..
زين بابتسامة حنونة : تعبك راحة يا عمر بابا..مع اني استغربت قلت تبيتي مع أماني انهاردة لو عايزة بس انتي اصريتي تروحي ..
ملك : اه عايزة استحمى وكده
زين : ماشي...
...
وصلت ملك المنزل وصعدت مع زين ..وبالفعل تحممت ودخلت غرفتها وكأنها ستنام..وعندما غادر والدها خرجت الي غرفته واقتربت من مكتبه ثم وضعت المفتاح الاول الذي اخذته من ذلك الرجل.. وبالفعل فُتح القفل..توترت ملك وابتلعت ريقها ثم فتحته ..وضعت يدها وكان هناك الكثير من الأوراق..لم تلتفت ملك لها كثيرا..امسكت الصور الكثيرة الموجودة به..وتوسعت عيونها في تلك اللحظة..كانت اغلب الصور لعرس والديها..ولكن المشكلة ليست هنا...كانت اول صورة امسكتها ..زين وزهرة ومعهم طفل صغير..انه حتما ذلك الطفل الصغير الذي رأته في مكتب إياد
الفصل الثالث عشر. "وقفت ملك أمام مكتبه ..وجدت صورة امسكتها نظرت نظرة سريعة ولم تتمكن من التأمل جيدا او لمح التفاصيل لأن أحدهم سحب الصورة منها..
نظرت خلفها..كان إياد يمسك الصورة وينظر لها ..كانت نظرته طويلة..لدرجة انه ملك شعرت ان وجنتيها تحترقان الآن..ابعدت عيونها عنه....جلس إياد علي كرسيه الخاص ووضع الصورة مقلوبة بحيث لا تظهر ما بداخلها"
وصورة أخرى..كانت تقف تلك المرأة التي تدعى سارة بجانب والدتها ويقف يحيى بجانب زين...
وصورة اخري لزهرة وسارة فقط.. وأخرى لزين ويحيى..وكانت هناك صورة تضم الجميع..زين وزهرة وذلك الطفل وسيدة عجوزة وجدتها حنان وخالتها الحاملة وطفلها الصغير وهو حتما سيكون ياسين وسارة وهشام وكان يبدو اصغر بكثير من الآن ..ويحيى وبعض الأشخاص الذين لا تعرفهم ملك ..هي شاهدت صور لعرس والديها من قبل ولكنها لم ترى سواهما وجدتها وخالتها وهشام فقط في تلك الصور..
ثم وجدت صور اخرى لها عندما كانت رضيعة مع تلك السارة وطفل اخر رضيع .. وذلك الطفل الذي رأته في الصور الأخرى ولكنه يبدو اكبر قليلا ...وضعت ملك يدها علي قلبها وشعرت بمشاعر غريبة..ذلك الطفل الموجود في كل الصور..هل هو .. إياد ؟ ولكن لماذا..انه يشبهه حقا..عيونه الزرقاء وبشرته البيضاء وشعره الاسود الناعم..لو لم تكن تعرف ان هذه الصور منذ زمن لظنت انه إبنه...
فتحت ملك هاتفها وقامت بتصوير جميع الصور ثم اعادتها مكانها واغلقت الدرج وغادرت الي غرفتها...
...
وفي الصباح عاد زين كانت الساعة تقريبا السابعة صباحا..
...
أنس كان ينام في سريره ولكنه لم يذق النوم منذ فترة ..لذا وقف وقال : انا مش هقدر اسكت اكثر من كده..لذا
غادر منزله متجهها لمنزلها..وعندما وصل قابل زين علي السلم
أنس بجدية: ملك فين
زين بقلق : معرفش..
أنس: نعم؟ متفكرش اني هصدقك انا هقابل ملك دلوقتي وهقولها كل حاجة عديني..
زين : أنس..ملك مش فوق بجد..
أنس: يعني ايه مش فوق..الساعة سبعة الصبح هتروح فين يعني
زين : معرفش انا كنت في الشغل ولسه راجع ولما رجعت مكنتش جوا..ولقيت حاجات كتير من حاجتها مش موجودة...معرفش
أنس: بيت أماني فين
زين : أنس مش وقتك دلوقتي خالص
أنس: انا عارف انك رايح هناك..وانا جاي معاك..
...
فتحت أسماء الباب بفزعكام يقف أمامها رجل غريب
اسماء بفزع فمن قد يأتي مثل هذا الوقت : مين حضرتك
أنس: ملك فين
اسماء: ملك؟ مش هنا..وبعدين مين حضرتك
أماني بنعاس: في ايه يا اسماء مين؟
نظرت أماني للواقف قالت بتعجب: انت؟!
أنس: ملك فين يا أماني
نظرت له أماني بتعجب وقالت : افندم؟ انت تاني..
أنس: ملك فين
ابعدت أماني اسماء ووقفت أمامه وقالت بضيق : ملك مش هنا..وبعدين انت بتسأل عليها على اساسك ايه مش فاهمة؟؟ لو ممشيتش من هنا هبلغ عنك انت فاهم..
أنس بغضب وهو يلكم الباب : متستعبطيش ..ملك مش بتعمل حاجة من غيرك..يعني لو مش في بيتها هتكون فين غير عندك..ها!!
أماني : ادخلي يا أسماء..
أسماء: أماني في ايه..
أماني: مفيش ادخلي جوا..
أنس: أنا مشكلتي مش معاكي..فقولي ملك فين
تنهدت أماني وقالت : ممكن افهم..ايه علاقتك بملك..لدرجة انك تيجي بيتي بالطريقة دي...وتسألني عليها..مين اداك الحق في ده؟
أنس: الحق؟؟ هو مش من حق الأخ يسأل عن اخته؟؟
أماني:!!!
.....
..بعد شهرين ونصف ..
تجلس في غرفة الزيارات تنتظره وفجاءة فُتح الباب فالتفتت لتنظر له ..كان يسير بصعوبة وهو يستند علي عكازه بألم والسجان يسير خلفه
السجان : لا تتأخرا حسنا..سأعود لأخذك.بعد قليل سيدي
إياد: حسنا شكرا ...
نظر إياد للتي تجلس هناك وتنظر له..لمح الحزن في عيونها علي الرغم من كونها تحاول اخفاؤه ولكنها ..فاشلة بحق أمامه..
وقفت ملك وابتسمت بجانبية وقالت : السجن غيرك اوي يا إياد بيه
نظر لها إياد ببرود وقال : حاجة تافهه زي دي مش هتأثر فيا انا يا دكتورة ملك..
جلس اياد أمامها فصمتت قليلا وهو ينظر لها ولا يحرك عيونه من عليها
ملك لنفسها: اجمدي يا ملك..متضعفيش قدامه وتضيعي كل اللي عملتيه اجمدي..
ملك : عيلة الزيني بتحب السجون اوي مش كده..
إياد ببرود : خالي فين يا ملك
ملك باستهزاء : المفروض الاخبار وصلتك مش كده..
إياد بحدة : ملك
نظرت له ملك بحدة وقالت : نعم..فاكر اني هخاف مثلا لما تكلمني كده؟ انت نسيت انا مين ولا ايه يا إياد..
إياد: انا اخر واحد ممكن انسى انتي مين..
ملك:...
إياد: مجاوبتنيش.. خالو فين...ابوكي فين يا ملك..
.....
يتبع

في رقبتك ⛓️🧑🍼حيث تعيش القصص. اكتشف الآن