إياد: جاية ليه يا ملك..عايزة تشوفيني مكسور او مهزوز مثلا؟ ..عمره ما هيحصل غير في أحلامك.. إياد الزيني عمره ما ينحني لحد ..حتي لو كان انتي يا ملك..انا اموت عشانك اه..انما اني اذل رأسي ؟ مستحيل..بس اللي محيرني بس..اقنعتي ماري ازاي تعمل كده؟
ملك : انت متأكد انها انا مش كده ؟
نظر لها إياد ببرود ولم يجيب فهو يعلم انها هي
ملك : انا جيت انهاردة عشان. أقولك بس اني همشي عكس تياركم بعد كده ..انت او بابا..انا هعمل كل حاجة عشان اخالف اللي كنتم عايزينه ..او اللي لسه عايزينه
إياد: خالو عايش صح
ملك بابتسامة متكلفة : هو هيفرق معاك عايش ولا ميت وانت في السجن؟
إياد: يا خسارة يا ملك..
ملك :....
إياد: عارفة خسارة ليه؟..لان حتى لو خالو مات وانا متت..انتي بموتنا..هتخلي العالم كله ضدك ..هتبقي لوحدك.. متفكريش ان الكل هيحطلك مبررات..انا كنت مستعد افضل معاكي مهما كان اللي هتعمليه..كنت عايز اصدقك ..وكان في شكوك جوايا..وانتي اثبتيها انهاردة.. انا دلوقتي عارف انك مش هدفك الفلوس ولا حاجة..بس خليكي عارفة ان طريقك غلط يا ملك..ولو فاكرة أن آرثر او غيره اشخاص موثوقين تبقى غلطانة..دول في ثانية ممكن يغدروا بيكي..فكرك حد كان يقدر يقتل اهلي؟ مرام الزيني دي ..كانت اقوى ست في انجلترا كلها..وسيف الزيني كان اشطر واذكى راجل في حياتي كلها..واهم من كل ده.. أنور الزيني..جدي..فكرك حد كان يقدر يقتل حد من دول وجها لوجه..
ملك بضيق : مش انت اللي تحدد انا صح ولا غلط..وبعدين انا كلامي كان واضح ..اني حتي لو غلط..مش هتراجع ..واللي انا عايزاه هحققه حتي لو كان مقابله روحي ..ده غير اني مطلبتش لا منك ولا من غيرك انه يكون معايا او يصدقني..انا طول عمري عايشة من غيرك عادي..تصديقك ليا من عدمه مش هيمثل فارق يا إياد بيه..
كان إياد يتابعها بعيونه وصوتها كان يرتعش قليلا وهي تتحدث..هي خائفة وهو يعلم هذا..يرغب بعناقها والتخفيف عنها وعن نفسه..ولكن كيف وهي من وضعتهم في هذا الوضع؟
إياد وهو ينظر لعيونها: بالمناسبة
ملك: ؟
إياد: انتي بتنامي؟
شردت ملك في وجهه قليلا ثم ابتسمت وقالت : لو مش بنام؟ هتيجي تنيمني؟ انت بتغير الموضوع ليه .
إياد بضحكة مستهزئة: كان ممكن..لحد ما دخلتيني هنا بلسان ماري..ولا مش بغير الموضوع
ملك : انت عارف انا هطلع من هنا علي فين المرة دي
إياد: فين
ملك : مصر..اول مرة من شهرين
إياد: هتروحي تعملي ايه في مصر..معتقدش انك هتبقي مبسوطة هناك
ملك باستهزاء : ايه خايف عليا؟
إياد: انا كنت ومازلت بخاف عليكي على طول..
ملك بضيق : هو اللي بيخاف علي حد..بيسيبه العمر كله كده؟ متقوليش بقى الكلام اللي..عملت كده عشانك وعشان احميكي والهبل ده ..ما في النهاية..كنت هموت بسبب نفس الموضوع..وفي الآخر بقيت انت هنا في السجن وانا بقيت الشيطانة..وبابا....بابا..' غصة ' بابا عمره ما هيسامحني..بس ده مش ذنبي.انتم السبب يا إياد..بجد ..انا بكره كل شخص سببلي المشاعر دي..وكان سبب وصولنا لهنا ..وحتى لو كنت انت ضمنهم ..
وقفت ملك وقالت : عن إذنك ' نظرت له بحدة' يا pm
نظر لها إياد وهي تغادر بصدمة وشعر بألم شديد في قلبه كيف عرفت شئ كهذا؟..
استندت ملك بظهرها علي الجهة الاخري من الباب بتعب ووضعت يدها علي صدرها بإختناق شعرت بأن احد ينظر لها..نظرت للجهه الاخري علي يمينها وجدت أنس يقف بعيد عنها وينظر لها بصدمة..اعتدلت ملك وهمت بالذهاب..تحركت مبتعدة عن الغرفة ومقتربة من أنس وهي تتجنب النظر إليه..ولكنها عندما مرت من جانبه صرخت بألم فجاءة عندما امسكها من ذراعها بقوة واقترب من وجهها
أنس بحدة وهدوء: بتعملي ايه هنا يا بت انتي
نظرت له ملك وقالت بضيق : سيبني انت متخلف؟؟
اقترب أنس من وجهها اكثر وهو يضغط علي ذراعها ونظر لها بتهديد وقال وهو يجز علي أسنانه: انتي عارفة لو اللي في دماغي طلع صح ولو ليكي ايد في اللي اياد وصلله ده يا ملك..هنسى أنك اختي اللي بدور عليها من سنين..وهتعامل معاكي بطريقتك الحقيرة دي..انتي فاهمة هتندمي
كانت ملك تنظر له بصدمة وألم..هل هذا حقا أنس ؟؟
دفعها أنس بقوة ثم اكمل طريقه نحو غرفة الزيارات..
وقفت ملك بشرود ووضعت يدها علي ذراعها بألم..بالتأكيد حصلت علي كدمة الآن ...دمعت عيونها وقلبها يؤلمها..توقف أنس لحظه ونظر لها وهي تقف نظر لظهرها وتنهد ثم طرق الباب ودخل ..
ملك بغصة : كنتي مستنية ايه يا ملك..انتي عارفة انه هيحصل اسوأ من كده..
...
إياد: أنس ؟
أنس بضيق: كانت بتعمل ايه هنا دي
إياد بتنهد: معرفش..انت قابلتها؟
أنس: ايوة اتنيلت
إياد: ما تتكلم كويس يا زفت انت
أنس: كانت بتعمل ايه برضو ..جاية ليه
إياد: معرفش..بس ملك..
أنس بتساؤل : مالها؟
إياد: عرفت ان انا pm
أنس: ايه؟ ازاي؟
إياد بضيق: بلاش اسئلتك الغبية دي..مش ناقصاك هي
أنس: اتكلمتم عن ايه تاني؟
إياد: مفيش حاجة مهمة
أنس: ...
إياد: اكيد مش هتيجي تقولي انها اللي حطتلي المخدرات في البيت مثلا؟ انا عارف انك عايز تسأل عن كده
أنس: ماشي
إياد: في ايه؟
أنس بشرود: ...
إياد: في ايه يا أنس
أنس بتردد : لما قابلت ملك برا..
إياد بشك: ها؟!
أنس: انا حاسس اني قسيت عليها شوية..
إياد : ازاي؟
أنس: بس هي تستاهل..
إياد: انت يا زفت قسيت عليها ازاي يعني؟؟
أنس: بص انا ماشي سلام
وقف أنس وغادر الغرفة تحت نظرات إياد الذي لا يفهم اي شئ..
...
براء : اركبي..
ملك : انت ايه اللي جابك؟
براء : اركبي يا ملك الأول
صعدت ملك
بجانبه واغلقت الباب ثم نظرت له بانتظار ..ولكنه لم يتحدث
ملك : هاا ..اخلص...خير؟ .
براء : عملتي ايه
ملك: ولا حاجة..بس ناديته ب pm زي ما قللتلي.. قول اللي عندك بقى
براء : ضروري؟
نظرت له ملك ببرود...
براء : ياساتر عليكي وعلى عيونك..طيب...انا واياد نعرف بعض من زمان
ملك بتعجب: ازاي؟
براء : من لما كان عندي ٨ سنين ونص يمكن
' لمحة من الماضي '
براء بصوت طفولي : متخافيش يا منة..انا هشتغل.. وهصرف عليكم
منة ' اخت براء الكبري ' ببكاء: يا حبيبي انا ..متشغلش بالك بينا وركز في دراسك يا براء..
براء بملل: ماشي...
.. كان براء ذو الثماني اعوام يعمل في اي شئ ليحصل علي المال لكي يستطيع هو واختيه منة الكبرى ذات الثلاثة عشر عام ..وسهيلة ذات الستة اعوام .. الأكل والتعلم..كانت والدتهم ايضا تعمل في المنازل كالخادمة يوميا..ووالده طريح الفراش..فبعد ان طُرد من العمل ..بعدما قُبض علي جون ' والد آرثر ' تحولت حياتهم تماما..لم يعد يملك اي مال حتي للطعام..حاول ان يبحث عن اي عمل متوفر ولكن لم يقبله اي أحد..فالجميع كان يعرفه كاليد اليمنى لجون في العمل..لذا بعدما سُجن جون..فقد سمعته..ومن أثر الصدمة..اصبح مريضاً..وكل ما على لسانه..هو أن آل زين هم السبب فيما حدث له ولأسرته وبشكل خاص..زين الزيني..كان دائما يحشو رأس اطفاله بهذا ايضا..لذا عزم براء علي الانتقام منهم جميعا..او من تبقى منهم..أن أصاب أحد من عائلته اي مكروه
براء : انا نازل يا بابا عايز حاجة
عبدالرحمن بتعب: رايح فين يا براء
براء: هنزل الشغل..
عبدالرحمن بحزن : انا اسف يا ابني والله.. عمري ما كنت هسيبك تعمل كل ده وانت في السن ده..كله بسبب اللي اسمه زين الزيني..
براء بضيق : متقلقش يا بابا..انا كويس
..غادر براء المنزل كالعادة واثناء عودته احضر الدواء لوالده..ولكنه عندما دخل المنزل وجد اختاه تبكيان وامه تصرخ
براء بخوف: في ايه
عانقته منة وهي تبكي وقالت: بابا..بابا مات يا براء..
توسعت عيون براء وأبعدها عنه وقال بصدمة: ايه يا منة ده ..ايه اللي بتقوليه ده..
تركها ودخل عند والده..وجده جسد هامد بلا روح..
براء بهدوء : بابا...اصحى يا بابا..بابااااا
...مر اسبوع منذ موت والد براء..والذي لم يحضر اي احد جنازته..حينها عزم براء علي الانتقام من زين وكل من يحبه..يريد ان يحرق قلبه كما حُرق قلبه واسرته علي فقدان والدهم..
اشترك براء في مركز لتعليم المهارات القتالية بالإضافة لعمله ..لم يكد يعود للمنزل حتى يخرج منه مجددا.. يحاول ان يوفق بين دراسته وعمله وتدربيه..
..وفي اول يوم في التدريب..
المدرب : مرحبا بالمستجدين هنا..
براء : مرحبا..
المدرب : انت ستكون في المجموعة أ..وانت ب.. وأنت في المجوعة ج
تم توزيع جميع المستجدين في مجموعات مختلفة..وبينما كان براء في مجموعته يتعلم اولى الخطوات..لفت انتباهه فتي في مجموعة مختلفة ..يقوم بتعليم الاطفال الاخرين وهو يبدو مقاربا لسنه حتي... ربما من عمر اخته..
براء لأحد زملائه الاكبر سنا : من هذا
الفتى: هذا؟؟ انه الأول علي المركز كله..رغم صغر سنه ولكنه قوي للغاية..ويتعلم بسرعة كبيرة..هو لطيف والجميع يحبه هنا..جميع من في مجموعته هم الاقوى..فهو يدربهم دائما..اسمه إياد.
براء: إياد اذا..
..مر الوقت وكان براء يراقب إياد دائما من بعيد..دون ان يتحدث معه أبدا..ولكنه اصبح يعتبره قدوته..يرغب ان يتدرب معه وان يصبحا اصدقاء.. إياد حقا لطيف مع الجميع وهذا ما يجعله محبوباً..وكان يرى اروع ابتسامة ايضا..عندما يقوم شخص ما بتوصيله..حتي مر شهران تقريبا
...
براء : ايها المدرب..هل تقول انني سأغير مجموعتي؟
المدرب : أجل ستصبح في مجموعة ب
براء بسعادة : حقا؟؟؟!
المدرب : أجل..سيدربك إياد ايضا..لقد لاحظت أنك تشبهه كثيرا انت تتعلم بسرعة كبيرة حقا..ستكونان ثنائي جيد
براء: شكرا..ولكن اين هو ..لم اره منذ بداية الاسبوع؟
المدرب : اجل لقد تحدث ولي امره معي واخبرني انه مريض لذا سيستريح قليلا ..ولكنه سيأتي اليوم..لا تتحمس هكذا..ستبدو احمقا أمامه يا صغير..
جلس براء وكله حماس ينظر قدوم إياد..حتي مرت نصف ساعة تقريبا ..دخل إياد بهدوء..كانت ملامحه غريبة باردة ؟؟ لا يعلم ولكنه ليس من يراه دائما..
...
إياد ببرود: إذا..من انت
براء بتوتر : ا..انا براء..
إياد: حسنا..قاتلني
براء بقلق: هل انت بخير
نظر له إياد بغضب واسقطه ارضا وقال : ومن انت لتسألني..هل تعرفني...الزم حدك
ادمعت عيون براء وهز رأسه بخوف..هو مجرد طفل في النهاية..وايضا..لم يكن هذا ما تخيله..فإياد لطيف مع الجميع..
ابتعد إياد عنه بصدمة..ثم وضع يده علي وجهه بضيق وتنفس بعمق..
مد يده امام براء الذي ارتعد لحظتها..
إياد: هيا يا رجل..ليس وكأنني سأقتلك..انا اسف..اعطني يدك..
نظر له براء قليلا ثم امسك بيده..وجلس ..جلس إياد على ركبيته امامه وقال وهو ينظر لرأس براء ليطمأن عليه: انا اسف..لست بمزاج جيد اليوم..اعدك ان هذا لن يتكرر..
إياد بابتسامة : براء اليس كذلك
اومأ براء ولم يجيب..
إياد: وكم عمرك اذا؟
براء بخوف: ثمانية ونصف..
إياد: انت صغير حقا..ما الذي تفعله هنا؟
براء : ....
إياد: اوه..اعتذر إذا ازعجتك بسؤالي ..اذا ..هل انت مسلم؟
براء : أجل..وانت كذلك صحيح؟
إياد: نعم..وانا املك الجنسية المصرية ايضا..
براء بصدمة: وانا كمان!
نظر له إياد وابتسم بهدوء وقال : كويس..لساني اتعوج من قلة ما بتكلم عربي هنا..
..اصبح إياد وبراء اصدقاء..تدربا معا..تشجارا كثيرا..حتي أن براء فاز بالكثير من البطولات..علي عكس إياد الذي لم يكن يشترك في اي بطولات وهو ما اثار تعجب براء..فهو يعلم أن إياد ان انضم لأي بطولة سيفوز حتما..
..علم براء بعد فترة ان زين الزيني اختفى..وعندها لم يتبقى له سوى هدف واحد وهو ابن اخته إياد الزيني..
بعد مرور خمس سنوات ونصف..
براء ذو الاربعة عشر عام : اللاه مين الحلو ده
إياد: ده أنس..تقدر تقول انه اخويا الصغير كده
كان أنس ذو التسع سنوات يمسك بملابس اياد ذو الثمانية عشر عام..
إياد: متخافش يا أنس..ده براء صاحبي..اللي حيتلك عنه كتير .
اقترب براء وانخفض لمستوى انس وقال : نبقى صحاب بقى؟
عز أنس رأسه نافياً..
براء بإحراج: احمم..
إياد بابتسامة : هسيبه أمانة عندك بقى يا براء
براء بتعجب: ليه ؟ انت رايح فين؟
إياد: خلاص .. أنا كفاية عليا هنا كده.. هروح الجامعة
براء: يعني مش هنتقابل تاني يا إياد ؟
إياد: طول ما انس هنا اكيد هشوفك
عانق إياد وبراء بعضهما..
أنس: انت رايح فين ؟
إياد: همشي بقى يا أنس..ورايا كلية..مش احنا اتفقنا
أنس بحزن : متتأخرش عليا..
امسك براء يد.انس وابتسم له وقال : متخافش..مش انت بتحب إياد وعايز تبقى زيه ؟
أنس: اه
براء : وانا كمان بحبه وعايز ابقى زيه ..يبقى احنا هنبقى صحاب بقى ونهدف لنفس الهدف..ايه رأيك..؟
أنس بتساؤل : ولما ابقى قوي هعرف اشوف ملك؟
براء: ملك؟
إياد بحدة: أنس...
نظر انس لاياد..ثم اخفض رأسه وقال : اسف..
إياد بهدوء : انا ماشي..سلام
غادر إياد تحت نظرات براء المتعجبة..صحيح انه واياد اصبحا اصدقاء..وافضل الاصدقاء..ولكن إياد تغير..منذ ذلك اليوم الذي عاد به من الإجازة..وهو لم يعد يبتسم كثيرا..يبدو دائما حزين.. وكأنه يحمل هموم الكون علي رأسه..كما.انه لم يخبر براء اي شئ عن نفسه حتي هويته لا يعلمها..وبالمقابل براء لم يخبره اي شئ..هما اصدقاء حقا..ولكن دون هوية..
براء: مين ملك دي يا أنس
أنس بغضب وحذر: مش هقولك.. إياد هيزعل مني لو قلتلك..امشي..انت شرير زيهم وعايز تقتلهم
براء بتعجب: اقتلهم؟ هما مين
وضع أنس يده علي فمه بصدمة ثم هرول مبتعدا عن براء..
بمرور الأيام اعتاد أنس علي براء ..واصبح صديقه ايضا..يعتبره كاخ كبير...بالتاكيد ليس كإياد..بل حتي لا يقترب من مكانته..ولكنهما اصبحا اشخاص مهمة في حياة بعضهما ايضا..حتى مر عامين ..واصبح عمر براء ستة عشر عام ..
..
براء : أنس..
أنس: نعم
براء : انا همشي
أنس بصدمة: علي فين؟
براء : خلاص انا بقالي وقت كافي هنا انا كمان.. لازم امشي..وانت..بقيت قوي وشاطر خلاص تقدر تبقى لوحدك
انس بحزن: طب هنتقابل ازاي بعد كده..
براء بابتسامة حزينة: اكيد هنتقابل..سلملي علي إياد..بما انه بقاله كثير مش بيجي ..قوله انه وحشني برضو اوي..
بدأ أنس في البكاء وعانقه براء بحزن..ثم توجهه لحزانته الخاصة ..قام بتفريغها من اغراضه.. ووجد اغراض منذ اول يوم له هنا..ابتسم بحزن ..ثم حملها وغادر..
...
سار براء بثبات نحو شركة جون..
براء : اريد مقابلة المدير
الموظفة باشمئزاز منه : ومن انت حتي تأتي بكل عين وقحة وتطلب مقابلة المدير...
براء : المدير هو السيد آرثر جون اليس كذلك..اخبريه ان شريكه يريد.مقابلته
...
ارثر بضحك : انت؟ تقول انك شريكي..هل تعلم لما وافقت علي مقابلتك..لانني اردت ان ارى من هذا الذي يقول بكل ثقة انه شريكي..
براء في نفسه : هما دول اللي بابا بيقول عليهم كويسين؟!
براء ببرود: انت تريد الانتقام من آل زين اليس كذلك..
آرثر بشك: من انت ايها الطفل..
براء: انا براء ..ابن عبدالرحمن..الذي كان يخدم والدك
ارثر بإدراك : اه..ذلك الرجل..
نظر له براء بضيق وقال : انا اريد الانتقام منهم ايضا..فهم السبب في موت والدي..
ارثر : هل تريد ان تكون خادمي؟؟
براء : انا لست خادم..سأكون حارسك..وسافعل ما تريد ..حتي احقق هدفي
ارثر : وما الذي يمكن لطفل مثلك فعله..
براء : يمكنني فعل الكثير..
ارثر: هل يمكنك القتل؟
نظر له براء وتنهد ..فهو يعلم انه سيقول هذا حتما..فكيف يريد الانتقام مثلا..
براء: أجل..انا اتدرب منذ سنوات من اجل هذه اللحظة..
ارثر : سأختبرك..
براء : كما تريد.. احضر اقوى حراسك ..ولن يستطيع هزيمتي..
ارثر بابتسامة: تعجبني ثقتك..لنرى اذا..
وبالفعل اختبره آرثر...ولكنه فاجئه..فقد هزم جميع حراسه الأقوياء.. وهو في نظره مجرد طفل..
آرثر: ماذا تعلم عن تلك العائلة
براء : اعلم الكثير..
آرثر: اخبرتني انك تريد الانتقام لان والدك مات بسببهم اليس كذلك؟
براء : اجل
ارثر : حسنا اذا..ستقتل هذا الفتى..ليس الآن ولكن هو سيكون هدفنا..
امسك براء الصورة وتوسعت عيونه بصدمة ثم نظر لارثر واعاد النظر للصورة وقال: لماذا؟ .
ارثر : هذا هو.. إياد الزيني. الرئيس الحالي للعائلة..فقد اختفى ذلك الزين..الذي تسبب بموت والدك وسجن والدي..لذا لا نملك سوا ابن اخته العزيز
براء بصدمة: هذا؟؟ إياد الزيني؟
آرثر: اجل..اذا ..هل ستصبح يدي اليمنى؟ يا شريكي..
نظر له براء بصدمة وشعر ان قلبه يؤلمه بشدة....لا يمكن..كيف لهذا ان يحدث..لا يمكن ان يكون شخص كإياد من عائلة سيئة..لا يمكن ان يكون أنس هكذا ايضا..ولماذا ياتي كلاهما لمركز تدريب عادي كهذا..في حين بامكانهما الذهاب الي اي لعنة اخرى..لماذا ؟؟
براء بهدوء: سأفعل..
ارثر بابتسامة : ستفعل كل ما اخبرك به..وسأعطيك ما تريد من المال..فيبدو انك في حال يرثى له ..
نظر له براء ببرود واومأ برأسه ثم ذهب..
...
جلس براء في غرفته أرضا..اسند ظهره علي الحائط.. شرد قليلا في الذكريات..
براء بغصة : ليه..ليه الاشخاص الوحيدة اللي حبيتهم..يطلعوا...
...
مرت السنوات واصبح براء احد اقرب رجال آرثر..ترك منزله ولكنه يرسل لهم المال دائما حتى انهم انتقلوا الى منزل اكبر واجمل...لا يريد ان يعرف ايا منهم..انه اصبح..قاتل..لم يقابل ايا من إياد او أنس أبدا وقتها..حتي يوم الحفل في الجامعة عندما كانت مهمته قتل نور..رأى أياد.من بعيد وهو يحمل نور..وتلك الفتاة التي تشبهه كثيرا تهرول خلفه..وتدعى..ملك!!..لقد اثارت شكه من اللحظة الاولى..فإياد يبدو مهتما بها حقا..لذا قام بالبحث عنها كثيرا واخبر ارثر عنها..وعندما اختطفها عثمان.. واراد ارثر ان يأخذها لعلها تجر إياد له..هربت ملك منهم..وبراء لحق إياد..
...
زين بامتنان واحساس بالذنب:سامحني يا إياد..انا اسف
إياد بابتسامة متعبة : في وقت زي ده المفروض تشكرني..مش تعتذر ..وبعدين متنادينيش باسمي دلوقتي.. لو حد اكتشف هويتي..هتبقي مشكلة بالنسبالي...
زين : خلي بالك من نفسك
إياد: وانت كمان..اقابلك قدام....
كان هذا ما استمع له براء..
براء محدثا نفسه: اياد؟؟ هو pm...دايما كان احساسي بيجرني لكده..انه يا انت..يا أنس..او يمكن انتم الاتنين حتى..
...
هذا ما أخبر براء ملك به..ولكنه لم يخبرها أنه من حاول قتل نور في يوم الحفل..فهي لن تسامحه أن عرفت شئ كهذا .
..
ملك بصدمة: يعني انت واياد وأنس اصحاب؟
براء بشرود : كل ده بقول ايه؟
ملك : لا لا ثواني افهم ؟..عايز تفهمني انك مكنتش تعرف ان إياد هو نفسه اللي كنت عايز تقتله؟
براء: لا مكنتش اعرف...واللي اكتشفته بعدين..ان اليوم اللي اتعاملت فيه مع إياد اول مرة..كان بعد ما باباكي اخدك وسافر..عشان كده إياد مكنش علي طبيعته.. الموضوع كان مؤذي اوي ليه..هو ذكرلي مرة انه عنده خال وانه كان بيحبه اوي
ملك : كان ؟
براء : هو قال كده..بس هو مش كان ولا حاجة
..ملك : همم
براء: همم؟ ايه الرد ده ..
ملك بشرود : لا عادي..بس مستغربة يعني..نظرا ان ماما مكانتش موجودة بعد ولادتي .فأنا معرفش اي حاجة عنهم في الفترة دي..معرفش إياد عاش ازاي بعد موتها ولا موت جدتي..معرفش اي حاجة
براء : وده اللي مزعلك؟
ملك : معرفش..مش زعلانة اصلا
نظر لها براء بحزن قليلا وهو يفكر في داخله..لماذا يمكن ان يكون من نصيب الإنسان ان يعاني بهذا الشكل..يعاني وهو يعلم سبب كل هذا ولكنه ..يعاند فقط..
ملك لتغيير الموضوع: انا هروح مصر انهاردة خلاص..هوصل بالليل..بكرة هبقى اروح الشركة
براء : هتقعدي فين؟
ملك : في بيت..زين الزيني ..بيت بابا وماما
براء: هتدخلي ازاي؟
ملك : ماما سايبالي في أملاكها مفتاح البيت اللي هنا و واللي في مصر...
براء: اوصلك المطار؟
ملك: هو ده ضمن اتفاقنا برضو؟
براء بضيق: تصدقي انا غلطان..غوري من هنا يلا انزلي
همت ملك بالنزول ولكنه اغلق قفل السيارة ونظر لها بصدمة..
ملك وهي تنظر له بهدوء وتساؤل: ايه؟ افتح القفل عشان انزل
براء بتعجب: هو انتي بجد؟
ملك بضحكة متعبة : امال بهزار..
ادار براء محرك السيارة ..
ملك : ايه رايح فين نزلني؟
براء وهو ينظر لعيونها: هوصلك
ملك : عربيتي معايا..
براء: انتي شايفة انك هتعرفي تسوقي بحالتك دي ؟
ملك : حالتي؟. مالها
أدار براء وجهه نحو الطريق.. فنظرت ملك في المرآه لنفسها..وجدت دموعها تسقط من عيونها مجددا..هل عيونها معلولة ام ماذا؟..
ملك وهي تمسح دموعها التي لا تتوقف : مالها دي ..هي بتنزل دموع ليه؟ ..انا ...مش عايزة اعيط...
قالت اخر كلمة ثم انهارت في البكاء ..وضعت يدها علي فمها لتكتم صوت شهقاتها..وهي تبكي دون توقف..
استمر براء في التحرك في شوارع لندن لفترة..علي الرغم من انه قد تخطي منزلها فعليا..
بعد قليل..توقفت ملك. عن البكاء..
براء وهو ينظر أمامه: خلصتي
ملك بصوت مهزوز اثر البكاء : اه..
براء : ....
ملك وهي تنظر له بامتنان : شكرا يا براء
براء: علي ايه..
ملك : انك مسيبتنيش وانا في الحالة دي..
ابتسم براء بسرعة دون ان تراه ثم قال : اعتبري نفسك مديونة ليا بنقطة..
ملك بضحكة : حاضر..هعمل اللي انت عايزه..قول
اوقف براء السيارة ونظر لها وقال بشرود : اضحكي دايما..
نظرت له ملك قليلا ثم أدارت وجهها وقالت : مفيش حد بيضحك دايما..يعني لو قلتلك اضحك علي طول هتضحك..
براء: لا
ملك : طيب..شوفت..
براء: هاه..ملكيش حل انتي...عامة انزلي..
ملك : انزل بجد المرة دي ؟
براء : ايوة ..احنا قدام بيتك اهو..اطلعي هاتي حاجتك وتعالي هوصلك المطار
ملك : لا شكرا مش مهم..
براء : عربيتك قدام قسم الشرطة علي فكرة.. بس لو مش عايزاني تمام همشي
قال هذا وهو يتصنع انه سيحرك السيارة مجددا
ملك : لا لا .. خلاص ثواني وهبقى هنا..
هرولت ملك من السيارة ..نظر لها براء وهي تجري نحو منزلها وابتسم وقال بألم: ليه دايما الاشخاص الكويسين اللي بيتأذوا اكثر ناس..
....
وصلت ملك القاهرة وكان الليل قد انزل ستاره ..استقلت سيارة حتى فيلا والدها..وعندما وصلت للعنوان نزلت من السيارة ..وقفت أمام البوابة الكبيرة..وعندما فتحتها..شعرت انها ترى وتشعر بذكريات والديها هنا..وكان امامها ذات الحديقة في تلك الصور التي جعلتها تصل الي هنا..اغلقت ملك البوابة الكبيرة خلفها ودخلت وهي تجر قدميها وحقيبتها الصغيرة ...وقفت في منتصف الحديقة..كان يوجد مسبح كبير.. بالإضافة الي أرجوحة كبيرة ..وطاولة وبعض الكراسي..القت نظرة سريعة ثم دخلت المنزل..
سارت بهدوء في الصالون..المطبخ..غرفة المعيشة...وجدت صورة علي احدى الطاولات..وكانت صورة لجميع الحضور في عرسها..والدتها ..هي وزين..سارة ويحيى.. إياد وهدى( والدة زين ) حنان ورقية وهشام وياسين ..وبعض اصدقاء والدتها لا تعرف من هم..
امسكت الصورة ونظرت لها قليلا ثم وضعتها مجددا..
صعدت للأعلى..وجدت بعض اربعة غرف في القسم الايمن من الطابق واربعة اخرين في القسم الايسر...تركت حقيبتها في منتصف الممر وتحركت نحو إحدى الغرف..وعندما دخلتها...كانت غرفة لطيفة..الوانها هادئة كثيرا..بها مكتب صغير وخزانة وسرير واريكة..كانت تبدو غرفة لطفل صغير..من ؟ ..ولكن الاجابة وصلتها سريعا..فقد وجدت صورة علي منضدة صغيرة بجوار السرير ...
كان لديه ابتسامة جميلة ابتسامة حقيقية لم تراها من قبل يرتدي ملابس المدرسة ويحمل جائزة في يده...وتلك السيدة..عيونها تبدو مرهقة ولكنها تبدو سعيدة حقا وهي تحتضن ذلك الصغير بين يديها وتجثو علي ركبتيها...
امتلأت عيون ملك بالدموع وهي تمسك بالصورة وتجلس علي السرير..لقد عايش إياد ما تمنته هي..والدتها تحتضنه وهو يتكرم من مدرسته....ليس وكأنها تكره هذا لاياد..ولكنها فقط أرادت ان تعرف معنى وجود الأم في حياتها...علي الرغم من ان والدها لم يحرمها من شئ..وبذل كل ما بإمكانه لتحقيق كل شئ لها..ولكنه لم يتمكن من هذا ابدا..
وقفت ملك ووضعت الصورة بمكانها..ثم تركت الغرفة وذهبت لغرفة اخرى تنتصف جميع الغرف..
..كانت تبدو وكأنها الغرفة الرئيسية..بها سرير كبير ومرآه كبيرة وخزانة..والكثير من الأشياء..لم يلفت نظرها سوا تلك الصورة ايضا..
..والدتها بفستان ابيض بسيط..ووالدها ببدلة رجالية فخمة..يضع والدها جبينه علي جبين والدتها ويمسك بوجهها بين يديه وهو مغلق العينين ويبتسم..وهي تنظر له بحب ظاهر وتضع احدى يديها علي يده...
امسكت ملك الصورة وابتسمت بحب وهي تنظر للصورة..ثم انهارت علي الارض وهي تبكي وتضم الصورة الي صدرها..
ملك ببكاء : ليه سيبتيني يا ماما..ليه..حاسة اني شامة ريحتك في كل مكان هنا..حاسة اني شايفاكي..بس .. بس..مش قادرة المسك..انا كمان عايزاكي تحضنيني زي إياد..وتمسكي ايدي زي ما مسكتي ايد بابا..عايزاكي في حياتي يا ماما..محتجاكي اوي.. قوليلي انا ماشية صح ولا غلط..وجهيني يا ماما..
..غطت ملك في نوم عميق وهي تبكي..واستيقظت وهي تشعر بأحد يربت علي رأسها بحب...فتحت عيونها ببطء ووجدت نفسها مازالت علي الارض..وكانت تستند برأسها علي السرير بجوارها..نظرت لليد التي تربت علي رأسها...
توسعت عيونها عندما وجدت والدتها تنظر لها بحب وهي تجلس علي السرير ..
ملك بصدمة ودموع : ماما؟!!
زهرة بابتسامة حب : وحشتيني يا ملك..
ملك ببكاء وهي تضع رأسها علي فخذي والدتها وتحتضنهم: كنتي فين كل ده..شوفتي انا وصلت لفين من غيرك..شوفتي بنتك حصلها ايه من غيرك..
زهرة وهي تربت علي رأسها بحنان : اشش..مفيش حاجة تخوف..وانتي مش لوحدك ..كلهم بيحبوكي..وانا معاكي علي طول يا ملك..
ملك : لا ..انتي مش معايا..انتي سيبتيني لوحدي..او..انا اللي قتلتك..
نظرت زهرة بحزن لابنتها وانحنت لها وقبلت رأسها..وقالت : عارفة يا ملك..
نظرت لها ملك وكانها تُشبع عيونها منها..
زهرة : انا عمري ما هندم علي قرار ولادتك..عمري ما هندم اني منزلتكيش زي ما الدكاترة قالولي في اول اسبوع حمل..عمري ما هندم اني خبيت علي باباكي اني هموت لو ولدتك.. لأن بموتنا احنا الاتنين يا ملك..كان في حاجات كتير هتتغير..
ملك : لا ..لو انتي كنتي عملتي الاجهاض..وفضلتي عايشة..مكانش بابا ساب تيتا واياد لوحدهم..مكانش اتخلى عن كل حاجة..مكنتش انا عانيت كل ده من غيرك..مكانش إياد في السجن دلوقتي ولا انا بعيط هنا..كان المفروض اموت من قبل ما اتولد..عرفت دلوقتي بابا كان بيصحى علي كوابيس ليه..وليه مكانش بيبقى طايقني وقتها..اكيد لانه عارف اني السبب في موتك..
زهرة : ولو انا كنت متت وانتي مش موجودة..كان هيبقى ايه الوضع..اقولك أنا..زين كان هيتغير عليهم كلهم..وكان هيسيبهم.. لأنه ' لعنة علي اي حد بيحبه' زي ما هو بيقول..كان إياد هيعاني لوحده..ومش هيلاقي حد يستناه زي ما هو مستنيكي..وزي ما انتي انقذتيه من الوحدة الوقت اللي فضلتي معاه فيه..كانت ماما هدى هتموت من وجعها عليا وعليهم..
وماما ..مكانتش هتلاقي حد يعوضها عن بنتها..معاكي حق كانت كل حاجة هتتغير لو انتي مكنتيش موجودة..بس للأسوأ..
ملك :....
زهرة بابتسامة: ملك..كلنا بنحبك اوي علي فكرة..اللي هنا واللي هناك
ملك: هنا؟
زهرة : اه..انا ومرام وسيف وبابا عبدالله وعمو أنور وماريا اخت اياد..وعمر اخوكي كمان..
ملك : بس دول ميتين يا ماما..
زهرة بابتسامة: امال انا ايه؟
ملك : لا..انتي..
ابتسمت زهرة بحنان..
ملك بصدمة: ماما.انتي هتسيبيني تاني؟!!
ابتسمت زهرة لابنتها..ثم قبلت جبينها ..شعرت ملك بدموع والدتها تسقط علي خدها..اغمضت ملك عيونها لوهلة وعندما فتحتهم لم تجدها..
صرخت ملك : ماماا...
نظرت حولها وكانت تنام علي الارض..يبدو انها كانت تحلم..كان حلم ..حقيقي الي حد مريب...ليته ظل للأبد..ليتها ماتت علي قدم والدتها..
.....
في الصباح ..كانت ملك تقف أمام سها..وسها تنظر لها بتساؤل...فقد اقتحمت ملك المكتب فجاءة بدون اذن اثناء اجتماع سها بالعاملين..
ملك ببرود : مين المسؤول هنا؟
سها بتعجب وهي تنظر لهيئة ملك التي تبدو مألوفة: أنا..افندم؟ انتي ازاي تدخلي كده اصلا ؟
ملك وهي تنظر للموجودين ثم لسها مجددا : أنتي..كان اسمك سها مش كده
سها: انتي تعرفيني؟
ملك بتنهد : اللي اعرفه ان ذاكرتك قد السمكة يا آنسة سها.. عامة انا هستناكي في مكتب المدير..
نظر جميع الحضور لبعضهم بتعجب..ونظرت سها لملك بتعجب هي الأخرى..من هذه الفتاة الغريبة..وكيف تدخل هكذا وكأن المكان ملكها..
سها : الاجتماع انتهى..
احد الموظفين: مين دي يا سها هانم
سها بحدة: انا قلت الاجتماع خلص..كل واحد علي شغله يلا..
قالت سها هذا ثم انصرفت واتجهت نحو المكتب ..وعندما دخلت وجدت ملك تجلس علي المكتب ..ماهذه العادة السيئة.. ألا تعلم ان هناك شئ يسمى كرسي..
سها وهي ترفع إحدى حاجبيها: هو انتي مين يا آنسة..
ملك بهدوء وهي تضع يدييها بجوارها علي المكتب : انا دكتورة ملك يا آنسة سها..قابلتك في المستشفى مرة..وفي الشركة مرة..
سها بإدراك : اه افتكرتك..نعم يا دكتورة ؟عايزة حاجة..الرئيس مش هنا مقدرش أساعدك..
ملك بابتسامة : اه نسيت اوضحلك..انا ملك..الزيني..انا الرئيسة..
سها: ها!!
ملك بابتسامة : الاخبار موصلتش هنا؟..رئيسكم..اتسجن..وانا بقيت الرئيس دلوقتي..
نظرت لها سها بهدوء وعدم استيعاب..وفجاءة سقطت مغشيا عليها..توسعت عيون ملك وهرولت نحوها ..رفعتها عن الارض وحاولت ايقاظها..ولكن دون فائدة...استمعت ملك لنبضها وصوت تنفسها..وفحصتها سريعا
ملك بتساؤل: هي حامل؟
وقفت ملك وخرجت من المكتب وصرخت للموظفين..
هرول البعض نحوها..
موظف : خير .مين حضرتك
ملك : مش وقته..هي الانسة سها متجوزة ؟!
الموظف: سها؟ لا حسب معرفتي..
دخلت ملك المكتب مجددا ونظرت لسها بشك..فهي حقا تبدو حاملا..ولكن ليس الوقت المناسب..اقتربت منها ملك وضمتها ورفعتها عن الارض وهي تجرها معها..
ملك: حد معاه عربية؟
الموظف بقلق : مالها؟؟
ملك : انت سامعني؟؟
الموظف بغضب: انتي مين اصلا ..انتي عايزاني اسلمك مديرة الادارة وعربية وتمشي..
نظرت ملك له بضيق..سها ثقيلة عليها..وهي مريضة..فقالت بحدة : انا ملك الزيني
الموظف بصدمة: الزيني؟
ملك : خلصني..انزل وقف تاكسي..لو مفيش في الشركة الطويلة دي عربية واحدة
الموظف بتوتر: اتفضلي يا ملك هانم انا هوصلكم المستشفى..هاتي عنك
دفعته ملك بعيدا وركبت المصعد وهي تمسك بسها التي لا تستجيب أبدا..
....
كانت نور تسير في المستشفى..وجدت شاب يبدو تائها..وفجاءة ناداها
الشاب : يا دكتورة
نظرت له نور بابتسامة وقالت : اتفضل اساعد حضرتك في حاجة ؟
الشاب: معلش لو هعطلك..
نور : لا أبدا اتفضل ده شغلي
الشاب: انا جاي مع والدتي ..هي المفروض تاخد جلسات معينة..بس انا اول مرة اجي معاها..اختي اللي جت معاها قبل كده..فانا معرفش اروح فين..ممكن حضرتك تساعديني اروح فين؟
نور بضحك: مش لما اعرف هي جلسات ايه الأول ؟
الشاب بإحراج: اه ..اسف..جلسات كيماوي تقريبا..مش عارف..
نظرت له نور بتعجب
فقال بتبيرير : اصل انا كنت مسافر برا ولسه راجع مصر..
نور بتنهد : طب والدتك فين
الشاب: اه .. قاعدة هناك
سارت نور مع الشاب وهو ينظر لها بإعجاب شديد..لاحظت نور نظراته ولكنها تجاهلتها..هي فقط تقوم بعملها..لا اكثر ولا اقل..
نور بابتسامة: ازيك يا امي..
والدته: ازيك يا عسل..
نور : تعرفي تقوليلي انتي بتاخدي جلسات ايه يا امي عشان اقدر اساعدك
والدته : انا باخد جلسات اشعاع يا بنتي..كان عندي سرطان في الغدة الدرقية وشيلتها الله يعافيكي يا رب..فباخد اشعاع..
نظرت نور بشرود قليلا..تذكرت سلمى..آلمها قلبها جدا..تدفقت كل الذكريات في رأسها..
الشاب : يا دكتورة
نور: ها..اه أسفه..تعالوا معايا هوصلكم
....
نزلت ملك من السيارة وهي تصرخ في الاستقبال: حالة طوارئ..
موظف الاستقبال : دكتورة ملك؟!
ملك : مش وقت التفاجئ..عايزين حمالة نقل دلوقتي..بسرعة
هرولت ملك للخارج ومعها بعض الممرضين ..تم وضع سها علي الحمالة
ملك بتنبيه: براحة..ممكن تبقى حامل..
سارت ملك معهم وتم ادخالها قسم الطوارئ...
...
كانت نور تسير مع ذلك الشاب ووالدته وجدت احدى الممرضات تهرول نحوها..
الممرضة بنهجان: دكتورة نور
وقفت نور ونظرت لها بتعجب : في ايه يا بسملة اهدي ..
بسملة بتقطع : يا دكتورة...الحقي..
نور بقلق : في ايه متختبريش صبري..
اقتربت منها بسملة وقالت بهمس: دكتورة..ملك في الطوارئ ومعاها بنت مغمى عليها..
توسعت عيون نور وارتفعت دقات قلبها ..كانت ستجري دون تفكري نحو الطوارئ ولكن اوقفها صوته
الشاب : في حاجة يا دكتورة؟
توفقت نور وقالت وهي تحاول استعادة نفسها: بسملة..وصلي الاستاذ ووالدته لقسم الاشعاع..الحجة شايلة غدة مسرطنة..
بسملة : حاضر يا دكتورة..
تركتهم نور وهي تهرول مبتعدة عنهم وذلك الشاب يتبعها بعيونه
..كانت ملك تقف أمام احد اسرة الطوارئ بتفكير
ملك : مش متجوزة ازاي وحامل..انا متأكدة انها حامل..
..وقاطع ذلك..
نور بنهجان اثر الجري : ملكك..
.....
يتبع
أنت تقرأ
في رقبتك ⛓️🧑🍼
Mystery / Thriller... مكتملة... ..ماذا ستفعل حين تجد نفسك تفقد كل شئ من حولك تدريجياً..حينها ستتعلق في اخر خيط أمل موجود في هذه الحياة....تحاول الحفاظ علي آخر قطرة خير داخلك ..وان لا تفقد نفسك..وتقاتل ..تقاتل جاهداً في هذه الحياة ...وان كانت معركة محسومة مسبقا ..فستق...