إياد: خالي فين..ابوكي فين يا ملك
ملك : ايه يا ابن عمتي.. دلوقتي افتكرت انه خالك؟ وان أنا بنت خالك ؟ بيقولوا اني شبهها..مامتك...رأيك ايه في الكلام ده؟
...لنعد لذلك الوقت اذا..منذ شهرين ونصف..
عادت ملك لغرفتها بخمول..ثم فتحت تلك الورقة وكان المكتوب كالأتي "I will wait for you at the same place.. I am sure you will come... So don't be late" Oliver
"سوف انتظرك في ذات المكان.. أنا متأكد من حضورك...لذا لا تتأخري" اوليفر
رفعت ملك رأسها للأعلى وتنفست بعمق ..اخرجت احدى حقائب السفر الصغيرة..وضعت الاشياء المهمة لها فقط والصور التي تحبها كثيرا...
ملك : اسفة يا بابا..بس انا مش هرجع غير لما اعرف انا مين..
...
اوليفر : كنت اعلم انكي لن تتأخري
ملك : قدومي لا يعني انني اثق بك ... وما بال طريقة حديثك
اوليفر : اخبرتك..انا بريطاني أليس كذلك..
ملك : حسنا حسنا..ماذا الآن..انا.اقف في الشارع مع رجل عجوز لا اعرفه والساعة تقارب الثانية ليلا..
أشار اوليفر علي أحدى السيارات وقال: أعطني حقيبتك واركبي هذه..
ملك: ماذا؟! لماذا..
اوليفر: ستعودين الي مكانك الاصلي..
ملك : لا أفهم..
سار اولفير نحو السيارة وتبعته ملك وضع حقيبتها في السيارة ثم التف نحوها ومد يده لها ..تناولت ملك ما بيده
ملك : ما هذا ..
اوليفر : هذا مفتاح السيارة..وهذا جواز سفرك..
ملك : ولكني أملك جواز سفري بالفعل..
اوليفر : لا ..لن تستخدمي ذلك بعد الآن.. والآن ستتجهين الي المطار..طائرتك الساعة الخامسة فجراً..
ملك : لحظة لحظة..انا لا افهم الي اين وماذا يحدث..
اوليفر : الي لندن ..كنت ارغب بإيصالك ولكنك لن توافقي علي ركوب سيارة معي في هذا الوقت بالتأكيد..لذا..اذهبي أنتي..ولا تخافي عندما تصلي الي هناك سأكون بانتظارك.. وأيضاً..لا تتعجبي إذا علق اي شخص علي اسمك..فقط ابتسمي
ملك : لندن؟
اوليفر : هيا اذهبي..
جلست ملك في السيارة ونظرت لاوليفر الذي ابتسم لها ثم اشار لها بيده وهي تذهب..توقفت ملك بعد قليل وفتحت جواز السفر الذي بيدها وتوسعت عيونها عندما رأت المكتوب..ملك زين عبدالله محمد الزيني..
ما بال هذا الاسم..هي اسمها ملك زين محمد محمد عبد الله
نعم الاسمان متشابهان قليلا ولكن الزيني؟ أليس هذا اسم عائلة إياد ؟ ماذا يحدث..شعرت ملك التوتر ..ولكنها عزمت علي التوجه نحو المطار ..
وصلت للمطار وعندما رأى الشرطي الأول جوازها نظر لها قليلا..
ملك : في حاجة؟
الشرطي: لا يا فندم مفيش حاجة اتفضلي من هنا يا هانم..
اتجهت ملك حيث أشار وبالفعل انجزت اجراءات السفر بسرعة علي عكس باقي الموجودين في المكان..وفي تلك اللحظة ظنت ان ذلك الرجل المدعو بأوليفر زور جوازها لهذا السبب..كما انها فوجئت بالموظفة تقول : ملك هانم..لو سمحتي اتفضلي من هنا حضرتك first class مش اقتصادي ..
اومأت لها ملك مبتسمة وجلست في الانتظار ..ولكن مع رجال الاعمال واصحاب الدرجة الأولى..
ملك : ايه الجو ده..مطلعتش سهلة حكاية رجال الأعمال دي بقى..
لم يمر الكثير من الوقت حتي صعدت للطائرة ..كان قسم الدرجة الأولى مختلف تماماً عن الدرجات الأخرى..كان أرقى واروع..والخدمات خاصة .. كانت تنظر للنافذة بشرود..اوشكت الشمس علي الشروق..لم تتوقع يوما ان تفعل شئ كهذا بدون علم والدها..هي ملك..كيف تفعل هذا..تشعر بالذنب والخوف قليلا..ولكن لا يهم..هي ترغب فقط في الحقيقة..وبعد خمس ساعات ونصف تقريبا..كانت قد أغلقت هاتفها بالفعل قبل ذهابها.. أعلن قبطان الطائرة عن وصول الطائرة لمطار هيثرو..
امسكت ملك حقيبتها الوحيدة ونزلت بهدوء..وقفت قليلا علي سلم الطائرة ونظرت حولها قليلا..ثم اكملت طريقها ..وعندما دخلت المطار..
الشرطي : جوازك من فضلك سيدتي..
ملك : تفضل
الشرطي : ما هذا
ملك بتساؤل وتوتر..لعله اكتشف انه جواز سفر مزور؟؟ : ماذا؟ هل يوجد خطب ما ؟
الشرطي بابتسامة: لا ..ولكنني سعيد انني قابلت أحد أحفاد السيد عبدالله حقا..
ملك: ماذا؟
الشرطي : جدك ..بالتأكيد انتي تعرفي كل هذا .. ولكنه قام بالعديد من الإنجازات حقا في كل المجالات.. ليس وحده بالتأكيد ولكنه كان رجل رائع..ليرحمه الرب
ملك بابتسامة مصطنعة: اه بالتأكيد شكرا لك..
ملك في نفسها: هو في شخص اسمه عبدالله الزيني بجد ولا ايه ..يلا اهي مصلحة
..
موظف الجوازات : اوه الزيني؟
ملك بابتسامة: نعم
الموظف : هل والدك بخير ؟
ملك : والدي؟
الموظف : أجل..السيد زين كان رجل جيد..ولكنه اختفى فجاءة ..ولكن السيد إياد ايضا بخير حقا..انتي محظوظة كونك من هذه العائلة الرائعة..علي الرغم من كوني لم أراك من قبل..لذا تعجبت قليلا...فكما نعلم ..حسنا
ملك : ماذا نعلم؟
الموظف : أن آل زين أُبيدوا عن بكرة أبيهم..
نظرت ملك بشرود نحوه ثم ابتسمت واستلمت جواز السفر خاصتها وغادرت..وعندما خرجت من المطار وقفت تنظر للمدينة حولها بشرود وتعجب..لماذا تملك صورة لهذا المنظر في رأسها...ولكن قاطع تفكيرها ذلك الصوت..
: ملك
نظرت ملك نحوه وقالت : انت لحقت تيجي ؟
اوليفر : انتي هنا في بلدي..لذا ستتحدثين بلغتنا كثيرا عزيزتي..وبالطبع انا هنا الآن.. فأنا كنت معك قي نفس الرحلة..اذا كيف كانت ..تجربتك الاولى كفرد من آل زين
ملك بشرود: لا أعلم..كانت غريبة..ولكنك جيد حقا في التزوير..لا اعلم كيف لم يكتشف اي شخص..ان هذا جواز مزيف..
ابتسم اوليفر لها ولم يجب..
ملك: ماذا؟
اوليفر : الآن..هل تعلمين اين وجهتك؟
ملك : لا... اين؟.
اوليفر : شركة الزيني..
ملك : !!!
اوليفر : ماري..ستذهبين للبحث عنها
ملك : من هي؟
اوليفر : من ستخبرك الحقيقة
ملك بضيق : لما لا تخبرني انت ان كنت تعلم ؟؟
اولفير بابتسامة : هل تظنين اني اساعدك لاني أحبك انت او عائلتك؟او لاني مجرد شخص يحب الخير ...لا انت مخطئة عزيزتي...لطالما كانت هذه طريقتي في تسلية نفسي فقط فأنا اسوأ مما يمكنك ان تتخيلي .. والآن امسكي هذا المفتاح..وهذا العنوان.. بعدما تجدي ماري..اذهبي هناك..
....
الموظف بابتسامة : تفضلي سيدتي ... كيف اخدمك
ملك بتردد: كنت ارغب بالسؤال عن ..سيدة تدعى ماري ..اين اجدها
الموظف : اعتذر ؟ من؟
ملك : ماري..انها تعمل هنا
الموظف : سيدتي هل انت متأكدة انها تعمل هنا..لا يوجد موظفات هنا بهذا الإسم
ملك : هل انت متأكد؟ أرجوك فلتراجع مرة أخرى..
الموظف بابتسامة: ماذا تريدين منها؟
ملك : اه..حسنا انه طلب توصيل ..هي اخبرتني ان احضر الي هنا
الموظف : حسنا ..ولكنني لا اكذب عليك ..بالفعل لا يوجد اي موظفات هنا بهذا الاسم..ولكن ربما كانت تعمل هنا من قبل..يمكنك الذهاب وسؤال جيمس فهو موظف قديم في الشركة ربما يعرفها..
ملك : شكرا كثيرا..اين اجده؟
...
ملك : مرحبا
رفع جيمس نظره نحو التي تتحدث وقال بهدوء : اهلا.. الاستفسارات في الاستقبال سيدتي..
ملك : اعلم لكن الاستقبال أرسلني لك..
جيمس : اذا؟ تفضلي..
ملك : كنت ارغب بالسؤال عن سيدة تدعي ماري..اعتقد انها كانت تعمل هنا
جيمس بتعجب: ماري؟ لماذا تسئلين عن تلك العجوز؟
ملك بابتسامة: هل تعرفها؟
جيمس : نعم ولكن بالتأكيد.لن اخبرك..من انت؟
ملك : انا هنا للتوصيل فقط..وهي اخبرتني ان احضر لهنا..هل تملك عنوانها سيدي؟
جيمس بشك : تلك ال...حسنا ..نعم أملكه..ها هو..وعندما تذهبي لها اخبريها بألا تفعل هذا مجددا..نحن لسنا منتجع خاص بها..المرة المقبلة سأشكوها للرئيس حقا..
ملك بتمتمة : اكيد مش هقولها كده ..
جيمس : ماذا؟
ملك : لا لا شئ..شكرا لك...
....
يحيى : هتروح الشركة انهاردة ؟
إياد: لا انا مسافر باريس
يحيى : اشمعنى باريس
إياد: بقالي كتير مروحتش هناك عايز اشوف الاوضاع هناك..
يحيى : اه اه...طيب وهتحضر الحفلة؟
إياد: حفلة ايه؟
يحيى يتنهد : الحفلة اللي فيها اجتماع شركات انجلترا الكبرى يا إياد..
إياد بملل: اكيد هحضر.. هو ينفع وريث آل زين ميحضرش..عامة ايه علاقة ده بسفري اصلا..انا بالكثير اسبوع او ١٠ ايام وهرجع هنا .
يحيى بضحك: مالك بتقول وريث آل زين كده بخنقة
إياد: ما هي خنقة فعلا
يحيى: يا ابني انت مش عارف كام إنسان بيحسدك. عشان كده؟ قدر النعمة شوية..
إياد: خليهم ياخدوا النعمة دي..مش هنتكلم في الموضوع ده تاني لو سمحت يا عمو..هو كلمك قريب؟
يحيى بخبث: هو مين ده
إياد: هيكون مين يعني؟
يحيى: ايه يا إياد في ناس كتير ممكن تكلمني
إياد: اللي في مصر ده..
يحيى بضحك: مين برضو..
إياد: انت هتستعبط.؟
يحيى : لا ..في كتير في أنس وفي مالك..في هشام
إياد بيأس: خالو..كلمك قريب ؟
...
وقفت أمام باب ذلك المنزل وطرقت الباب قليلا وهي تنظر للأرض وترفع حقيبتها..وفجاءة فتح الباب..ولكنه كان سيغلق مجددا لولا ان وضعت ملك قدمها أمام الباب بعيون متسعة..
ملك: لماذا تغلقيه؟؟
نظرت لها ماري بتشوش ولم تجيب..ماري هي سيدة في بداية عقدها الخامس تقريبا..ولكنها تبدو اصغر من هذا بكثير..رغم سنها ولكنها تبدو في الثلاثين مثلا..
ماري: ارجوكي ابتعدي من هنا
ملك : انت تعرفيني اليس كذلك
ماري : لا اعرفك ...ابتعدي
ملك بصراخ : كاذبة..لم تكن ردة فعلك لتكن هكذا ان كنتي صادقة..اخبريني..ما الذي يخفيه الجميع عني فقط ماهو ..اللعنة
نظرت ماري بعيون متسعة لعيون ملك الدامعة ..نظرت للأرض ثم فتحت الباب لها ..نظرت لها ملك وابتسمت ثم ادخلت حقيبتها..وهي تقودها الي الأريكة
ماري: كيف جئتي الي لندن..
ملك: اذن انتي تعرفيني في نهاية الأمر..
جلست كلتاهما ..
ماري : اذا ..ما سبب هذه الزيارة ملك..
ملك : فقط أريد ان تخبريني بالاشياء التي تعلمين اني لا اعلمها..
ماري : لن افعل..فلتسأليني..وانا سأجيب..
ملك : ما علاقتي ووالدي بأياد الزيني وذلك المدعو أنس ووالديه..من هم ومن أنا...وما علاقة والديّ بهما..
ماري : مرام عبدالله محمد الزيني..هل تعرفينها؟
ملك : نعم لقد سمعت هذا الاسم__ لحظة ما هذا
ماري : هذه تكون عمتك اي أنها أخت والدك..انها والدة إياد..
كانت ملك ستتحدث ولكن ماري تابعت ولم تعطيها فرصة ..
ماري : هذا يعني أن اياد يكون ابن عمتك.. وبالنسبة لأنس.. فهو يكون اخيك..كما تقولون..بالرضاعة..سارة ويحيى والديك بالرضاعة فالسيد يحيى هو صديق والدك منذ الطفولة انما افضل الاصدقاء..بعد وفاة والدتك ومغادرة خالتك ..كانت سارة تراعاكي وأنس معا..بمساعدة إياد..هو من رباكي لما يقارب الاربع سنوات.. في حين كان رئيس آل زين مشغول كثيرا بأعماله..في شركات عائلته..ولكنه قرر فجاءة المغادرة والعودة الي وطنه الأم..كل هذا بعد وفاة زوجته بأربع سنوات تقريبا .. إنه والدك..
كانت ملك تنظر لها بصدمة ثم قالت : لحظة؟؟ ماذا تقصدين؟ هل هذا يعني..انني ؟
ماري : أجل: انتي هي ملك الزيني..الوريثة الثانية لآل زين..ووالدك زين هو رئيس العائلة السابق.. وجدك عبدالله هو الرئيس الثالث ..
ملك : كيف؟!
ماري : انه كما اخبرتك.. الآن غادري..
ملك : انتي تقولين انني عشت اربع سنوات تقريبا في لندن أليس كذلك؟ اي انني ولدت هنا ؟
اومأت لها ماري بالايجاب ..
ملك : هل والدتي؟ دُفنت هنا؟
نظرت لها ماري قليلا بتردد ثم قالت : انها..مع باقي أفراد آل زين..في مقابر العائلة
ملك: اين تقع ؟
ماري: هنا..في لندن..
صمتت ملك قليلا ثم نظرتها تغيرت تماما وقالت بصوت حاد : إذا..اين هم افراد عائلتي الأعزاء..
ماري بتبرير : لم يتخلى عنك احد ملك..لقد قُتلوا جميعا...
ملك : من علي قيد الحياة..
ماري بهدوء : أنت والسيد زين واياد..ومروان وأولاده مالك وايمي..لقد أُبيدت العائلة ' امسكت يد.ملك ' فعل والدك هذا لحمايتك..
ملك : هل قُتل الجميع؟.
ماري : جدتك ماتت بطبيعية.. أما..
ملك : هل رأتني جدتي؟
ماري : بالطبع..لقد ماتت بعد مغادرتكم لندن كان عمر اياد ١٦
ملك : هكذا اذا..كنت في السابعة.. تذكرت..قد ذهب ابي بضع أيام وقتها وعندما عاد كان مكتئبا..كانت وفاة جدتي إذا..
ماري : اجل
ملك: ومتي مات والدي اياد؟
ماري : منذ كان عمره خمسة اعوام
ملك بصدمة : كيف كان يعيش؟
ماري : انها قضة طويلة..ولكنه كان يعيش مع والديك ثم مع والدك وجدتك..وعندما غادرتم كان يعيش مع جدتك ..وبعد مماتها كان يعيش وحده..ولكن سارة ويحيى لم يتركاه ابدا.. كما انه انشغل بتربية أنس ..لذا فإن أنس يحبه كثيرا فهو اخوه الكبير..
ملك: اذا انت تقولين ان والدي..ترك ابن اخته وحده بعد وفاة كل عائلته وغادره ..كما انه جعله يحمل عبء كل هذه الأعمال والأملاك وحده في هذا السن الصغير
ماري: لا بالطبع لا.. كان يأتي دائما الي هنا من اجله كما انه كان يدير كل شئ تقريبا من مصر بمساعدة دكتور يحيى..حتي تخرج إياد..اجل كان إياد موجوداً طوال الوقت في الشركة ولكنه لم يتحمل كل شئ وحده أبدا..وحتي الآن فإن والدك يشرف علي الكثير من الاعمال هل تفهمين..والدك ليس شخصا سيئا ابدا يا ملك...لا تخطئي في حقه هذا ظلم..
ملك : ليس شخصا سيئا.. ولكنه هو الظالم..فهمت الآن سبب تهربه من اسئلتي الدائمة وأيضا الآن فهمت أين كان يذهب دائما في عيد ميلادي ..كان يأتي لزيارة قبر والدتي ..هكذا اذا..' سحبت يدها من ماري ' ماذا أيضا ؟ هل يمكن ان لا تكون عائلة امي عائلتي؟ ام هل انا لا اسمى ملك ؟ او ربما
ماري : اهدأي ملك..
ملك: انا هادئة كما ترين..إذا..من انت؟
ماري: انا؟
ملك: أجل..لما تعلمين كل هذه الأشياء
ماري: لقد عملت مع عائلتك طوال حياتي..انا من كنت مع اياد دائما في أمور الإدارة..كنت السكرتيرة الخاصة بالسيد عبدالله ومن بعده ساعدت والدتك وبعدها والدك وثم إياد..حتي تقاعدت...لقد.عملت معهم منذ كان عمري عشرون عام..وها أنا الان في عقدي الخمسين... انا اعلم كل ما يخص عائلتك تقريبا..ولكني لن اقول اكثر مما قلته..ولكن والدك حقا فعل ما فعله ليحميكي ملك.. ربما انتي لا تفهمين من هم آل زين..ولكن عائلتك من اهم العائلات في انجلترا..بل في العالم...لذا لن تجدي أحدا هنا لا يعلم عائلة الزيني عزيزتي..
كانت ملك ستتحدث ولكن قاطعها صوت طرق الباب..
ماري بفزع : إياد ؟؟
ملك : كيف عرفتي أنه اياد ؟
ماري : اختبئي
ملك : ماذا؟
ماري: اختبئي الآن
ذهبت ملك لركن في المنزل لتختبئ واتجهت ماري نحو الباب لتفتحه
فتحت ماري الباب وكان إياد حقا الطارق ..
إياد: ماري هل عندك أحد ؟
ماري بابتسامة: بالطبع لا من سيأتي لي ولا يعلم احد منزلي إلا القليل فقط..تفضل..
دخل إياد المنزل وجلس علي الأريكة..يبدو معتادا علي القدوم هنا..
إياد: لقد سمعتك تتحدثين مع أحد
ماري: لا انه ..كنت اتحدث مع نفسي..
إياد بضحك : حسنا ..لحظة ما هذه الحقيبة هل ستذهبين الي مكان ما؟
ماري : هذه؟ ..لا لا لن اذهب ..انها ملابس قديمة واريد التخلص منها فقط
إياد: هل تحتاجين الي مساعدة اذا؟.
ماري بابتسامة: لا يا عزيزي شكرا..اذا ما سبب هذه الزيارة الرائعة..
إياد: أنا سأذهب الي باريس لبضع أيام..لذا اردت رؤيتك قبل الذهاب..فأنتي كما تعلمين..تملكين مكانة غالية في قلبي..انا اثق بكي حقا..
ماري بدموع : اعلم..انت كابني حقا يا إياد..
إياد: تفضلي هذا المال
ماري : لما؟
إياد: لم اعطيكي مرتبك هذا الشهر اليس كذلك؟.
ماري: نعم ولكن لم يحن موعده..ومن ثم الم تكف عن هذا ؟ لقد تركت العمل في الشركة منذ خمس سنوات..ومن وقتها وانت تعطيني أجري كما لو اني ما زلت اعمل..كما انك تأتي لزيارتي دائما بلا انقطاع وتساعدني في كل شي
إياد: بالتأكيد سأفعل..لم أكن لاستطيع ادارة كل تلك الاعمال بدونك أبدا.. لولا مساعدتك لي دائما..لم اكن لانجح ابدا..لذا هذا حقك ليس إلا..
ماري : ولكن
إياد: بلا لكن..ماري ألا تملين من تكرار هذا الكلام..اخبرتك مرارا..انت من اخر اشخاص تبقوا من ماضييّ..لذا انا لن أفقدك انت أيضا..ارجوكي اتركيني افعل ما أريد..
ماري بدموع : ليتك تسمح لي بعناقكك..
إياد بابتسامة: كنت ارغب انا الاخر بهذا ولكن لا يمكننا..لم اعد ذلك الطفل كما تعلمين..سأذهب الآن.. احرصي علي سلامتك..حسنا؟
ماري : حسنا وانت ايضا..لترسل لي رسالة عندما تصل الي باريس..
إياد: بالتأكيد ..الي اللقاء..
..كانت ملك تستمع لهم وهي متعجبة..لم ترى إياد بهذه الودية من قبل كما انه يتحدث عن مشاعره معها بكل اريحية..الهذه الدرجة تلك المرأة عزيزة عليه؟ وفجاءة كانت ستسقط فأصدرت صوت..نظر إياد الي الخلف
إياد بشك: ماري .. ألا يوجد احد هنا حقا؟
ماري : اخبرتك انه لا يوجد أحد..ربما تكون قطة
إياد: حسنا وداعا..
...
ملك: ما علاقتك بإياد ..
ماري : اعتقد اني اخبرتك ..كما انكي استمعتي لنا ..
ملك بجدية : ماري..لا تخبري أحدا بما حدث اليوم..بل لا تخبري أحد بأنك شاهدتني حتى..فبالتأكيد والدي سيتصل بهم قريبا ليخبرهم باختفائي..خاصة ذلك المدعو يحيى
ماري : ليس المدعو يحيى ..انه والدك.. الآن غادري..لن يعلم أحد بما.حدث..انا لم اخبرك شيئا..لذا اتمنى ألا تجعليني أندم علي السماح لك بدخول منزلي..فتلك النظرة في عينيك..تذكرني بها
ملك : من؟
ماري: مرام ..عمتك..انتي تشبهينها حقا..
ملك باستهزاء : هل كانت عمتي أفعى ام ماذا؟
ماري : اتعلمين أنك تملكين جانبا وقحا مثلها ايضا..
....
كانت ملك تسير في الشارع وتسحب حقيبتها خلفها بفتور.. وهي تتذكر كلمات ماري ..وتشعر بالصدمة والغدر وكل شئ سئ..وقفت لها سيارة أجرة فدخلت ملك واعطته الورقة التي أعطاها لها اوليفر ..بعد قليل وقفت السيارة أمام مبنى سكني كبير..اعطته ملك المال ..فقد قامت بتحويل أموالها في المطار..
صعدت ملك الى الدور الثالث ووقفت أمام احدى الشقق..هكذا العنوان..وضعت المفتاح في الباب بكل فتور وفتحته ثم دخلت واغلقت الباب..نظرت الي المكان..كان جميلا حقا..رائحته حلوة..علي الرغم من ان رائحة التراب تغطيه ..ولكنها تشعر بالأمان..تجولت ملك قليلا في المكان..حتى وصلت لغرفة بسرير واحد ..دخلت ملك الي الغرقة والقت بجسدها علي السرير بتعب وتنهدت بعمق..نظرت للمكتب الصغير بجوارها كان يوجد بعض الفلاشات موضوعة في علبة صغيرة..جلست ملك وامسكت بالعلبة ولكنها صُدمت عندما وجدت اسمها مكتوب عليها..وكانت كل فلاشة تحمل رقم مرتبة من واحد حتى عشرين
لذا أخرجت الحاسوب خاصتها ووضعت الفلاشة الأولى..ففُتح لها فيديو..
" تجلس علي هذا السرير وتحاول تعديل الكاميرا ثم تعتدل وتنظر للكاميرا وتبتسم وتقول بصوت حنون تسمعه ملك لأول مرة: ملك حبيبتي..روحي..انهاردة عرفت اني حامل في بنت..وزي ما كنت مقررة من بدري هسميكي ملك.. وبما انك بتشوفي الفيديو ده..ده يعني ان انا ميتة دلوقتي ' اخرجت ضحكة صغيرة ' ملك ..معرفش انتي عمرك قد ايه دلوقتي..بس انا قررت اني احكيلك كل حاجة حصلت معايا في حياتي .. في الفترة الجاية دي.. لأني عارفة اني هموت بعد ما أولد مفيش غير كده..مش بس إحساسي..الدكتور قاللي من اول يوم ان الولادة خطر علي حياتي..' ضحك' بس ده مش موضوعنا..انا في التسجيل الاول ده هغنيلك واحكيلك قصص قبل النوم ..يا ملاكي...والباقي متسمعيهمش غير لما تتمي ال١٨ يا حبيبتي ماشي..هحكيلك قصتي..معاناتي وسعادتي..عن باباكي وعن سارة وإياد..وعن كل حاجة حصلتلي.."
" سارة دي صاحبة عمري وروحي يا ملك..مع اننا دائما كنا بنتخانق ونبعد عن بعض..بس عمري ما اقدر اتخلى عنها..عارفة انها هتخلي بالها منك لما أموت..علي الرغم انها كانت دايما تقولي انا اللي هربي ولادنا لأن هي ملهاش خلق علي الأطفال..بس يلا..فدايا بقى ..فرحتي مثلا لما صديقة عمري اتجوزت صديق عمر زين..احلى احلام دي ولا إيه "
" إياد ده ابني ..ابني اللي قبلك وقبل عمر الله يرحمه..لما عملنا الحادثة وانا ولدت عمر وانا في السابع بس ..مات بعدها بأسبوع.. إياد كان عوض ربنا ليا ..خلي بالك منه ..وهو هيخلي باله منك انا عارفة..ده تربيتي..وماما هُدى كمان انا عارفة انها عمرها ما هتسيبكم انتم الاتنين بعدي"
" مش مصدقة يا ملك..سارة ولدت انهاردة..شيلت ابنها انهاردة بإيدي وحضنته..حسيت اني أمه وجدته وخالته وكل حاجة..فرحت اوي..وسميناه أنس.. أنا اللي اخترت الاسم علي فكرة..ودكتور يحيى معارضش خالص..واتفقت مع سارة أنها هترضعك وانا هرضع أنس لما أولد..طبعا انا قلت كده عشان اجاريها..بس انا كده كده هموت "
" علي فكرة انا سايبة كل املاكي وحاجتي هما في الشقة..كلها ليكي طبعا..هدومي ومجوهراتي ..كل حاجة ليكي يا عيوني..وهتلاقي فلوس كمان..وحسابي كله ليكي يا ملك.."
..كانت تستمع ملك لكل كلمات والدتها والدموع تنهمر من عيونها بلا توقف..انهت جميع الفيديوهات والتسجيلات في تلك الليلة..اخبرتها عن زواجها من والدها الذي لم يحبها في البداية..حتي انه اخفى عنها حقيقة هويته..عن الحادث الذي تعرض له زين بعد زواجهم بشهر ..وعن ذلك الحفل الذي غير حياتها..اخبرتها عن اتهامه لها بالخيانة ..واخبرتها عن حملها الأول..وعن انور الزيني عم زين الذي قتل بعد زواجها بستة اشهر..وعن ذلك اليوم الذي قُتلت فيه عائلتها جميعا وفي ذلك الحادث ماتت مرام وماريا ..وكيف ظن الجميع ان زين قد مات ولكنه عاد بعد سنوات...وعن طلاقهم وعن اختطافها..اخبرتها بكل شئ...وعن كيف كانت عائلتها عظيمة..جدها عبد الله وجدها أنور..عمتها مرام وسيف..كيف كانوا اشخاص جيدين ..لم يستحقوا الموت بهذه الطريقة أبدا..كانوا يستحقون حياة افضل ..حتي عن اعدائهم ..طلبت منها ان تكون بخير وأن تصون نفسها..وتحفظ اسمها..وان تكون امرأة قوية كعمتها مرام..فتلك المرأة كانت رائعة..كانت تملك اطيب قلب في العالم واكثر عقل تافه ولكنها كانت تملك قوة لا تملكها امرأة غيرها..كانت شرطية وليس اي شرطية..كانت محققة خاصة..وكذلك زوجها وابن عمها سيف ..كان رجل جيد..كان محامي ..اخبرتها عن كل فرد في عائلتها واصدقائها...واخبرتها انها تعلم ان زين سيفعل اي شئ لحمايتها مهما كان..
ملك : يعني سارة دي ؟ تبقى صديقة ماما اصلا؟ من الطفولة..وكذلك يحيى ..صديق بابا..انا مش.قادرة اتكلم..حاسة ان كل حياتي كذبة..حتى قبر أمي كان كذبة..
سارت نحو خزانة الملابس ووجدت ملابس والدتها..امسكتها واستنشقت عطرها وهي تبكي
ملك ببكاء : ازاي حرمتني من كل ده يا بابا..ازاي حرمتني من ريحتها وصوتها وفيديوهاتها..ومن قبرها ..ومن عيلتي..ازاي..' امسكت بأحد الفساتين وضحكت ' ماما كانت اقصر منى ولا اي
..كان الصباح قد طلع بالفعل..امسكت ملك احدى الفساتين السوداء..وارتدته..ثم خرجت من المنزل متجهه نحو ..مقابر عائلتها واخيرا...
...
ملك : اريد الدخول
ماجد: من انتي؟ انا اسف لا يمكنك الدخول بدون إذن من سيدي
ملك بحدة : ومن هو سيدك اذا الذي يجب علي اخذ إذن منه لكي ازور عائلتي...
....
يحيى في الهاتف: يعني ايه ملك مش موجودة يا زين
زين بقلق: مش موجودة يا يحيى..من امبارح ..مرضيتش اكلم حد.وفضلت استني يمكن ترجع.. انا وأنس وأماني دورنا عليها في كل حتة..بس مش موجودة...ومرجيعتش البيت...
يحيى: معقول اتخطفت
زين : لا ..ملك هي اللي مشيت..شنطة السفر وصورها وحاجات بسيطة ليها مش موجودة..بس مش فاهم ايه اللي ممكن يخليها تمشي كده..من دون حتى ما تقول لاماني؟ ...وراحت فين..انا قلقان يا يحيى قلقان اوي
يحيى: اهدى يا زين هي اكيد كويسة..خليك واثق في بنتك شوية..انت قلت لاياد؟
زين : لا مكلمتوش..بلاش تقوله لا هو ولا سارة..ماشي..
يحيى : طيب ... أنس فين من الموضوع ده؟
زين : أماني عرفت كل حاجة
يحيى بصدمة: كل حاجة؟
زين : كل حاجة عن انا مين وانت مين ومين إياد وملك..انا خايف ..يكون حد قال لملك حاجة
يحيى : حد زي مين يا زين يعني..محدش يعرف عنكم حاجة غيرنا؟
زين : لا في حد غيركم يعرف..حد واحد..بس مستحيل اعرف اوصلله ..هو بيظهر وقت ما يعوز ويمشي وقت ما يعوز..
يحيى: اوليفر!!
....
ملك : من هو سيدك ..تحدث..
ماجد: ماذا تقصدين بعائلتك سيدتي ؟ هل يعقل انك؟
ملك بضيق : من ؟.
ماجد: هل انت ملك ابنة سيدي زين؟
ملك : أجل انا هي .. الآن ابتعد..
ماجد بخجل: أدرك الآن انه من حقك الدخول..ولكن لا يمكنك سيدتي..
....
يتبع
أنت تقرأ
في رقبتك ⛓️🧑🍼
Mystery / Thriller... مكتملة... ..ماذا ستفعل حين تجد نفسك تفقد كل شئ من حولك تدريجياً..حينها ستتعلق في اخر خيط أمل موجود في هذه الحياة....تحاول الحفاظ علي آخر قطرة خير داخلك ..وان لا تفقد نفسك..وتقاتل ..تقاتل جاهداً في هذه الحياة ...وان كانت معركة محسومة مسبقا ..فستق...